ودَّع حبيبي.. واسْلَم الروح.. وارتاح
وانّا على فرقى الحبايب.. حزانا
الشمس غابت.. والقمر بعدها.. راح
وصرنا نجوم اليتم واظلم سمانا
عذْبْ الندا.. فقْده على القلب ذبّاح
«يمّه».. «يبة».. ما عاد تنطق شْفانا
الله.. يا دنيا الفنا.. كلك جراح
همّ يقابلنا.. وهمّ.. ورانا
ودَّع حبيب الناس.. كسّاب الامداح
حضر.. وبدو.. تقبَّلوا به عزانا
وجهٍ سموح.. وللخطا دوم دمّاح
وفارس على خيل الكرم.. له بيانا
سجَّل زمان الشح.. جوده بالالواح
ياما.. بفعله.. في زمانه.. تفانا
لمَّاح.. مجلس لا كمل الراي.. وضّاح
سبّاح في بحر الجمايل.. زمانا
عاش بدوي.. يفخر الى قيل.. فلاّح
شيخٍ على حلو الشمايل.. غَذَانا
يبكي عليه الطيب ويبكيه الاصلاح
وتبكيه عين اللي من «الضَّنْكْ» عانى
كل القلوب اللي بكت موته.. وْشاح
يحكي لنا عن سيرته.. ما خفانا
خلَّف صقورٍ.. صيتها.. بارقه لاح
فيهم عزَانا.. يوم ودَّع غلانا
لي شفتهم قدَّامي.. الضيق ينزاح
ريح الحبايب.. ما تفارق فضانا
يا الله عسى الجنَّة.. لهم بيت ومراح
في عالي الفردوس.. خير المكانا
في رحمتك يا مجليٍ ليل الاتراح
يا سامع الدعوات.. تقبل دعانا
لا تحسبون الشعر بيديننا سلاح
ما هوب دايم في المواقف معانا
وقَّفْ نفَسْ حرفي من اوجاعي وطاح
عجْزه خذلني.. عن شعوري توانى
من يوم ودَّعْتْ الحبيبين.. ما فاح
عطره.. ولا تروي عيونه ظمانا
