Friday 17th May,200210823العددالجمعة 5 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بمناسبة الحملة لتنظيف وادي حنيفة بمناسبة الحملة لتنظيف وادي حنيفة
توظيف إمكانات المجتمع في تحسين البيئة والتوعية

أتساءل دائماً متى يعي الفرد في هذا المجتمع دوره، ومتى يعي أن له دوراً كبيراً تجاه بيئته، ولعل تساؤلي جاء من النشاط البارز للمملكة التي تحتفل هذه الأيام بمناسبة الحملة الثانية لتنظيف وادي حنيفة حيث تأتي أهمية هذه المناسبة البيئية لمكانة الرياض وأميرها ومكانة الوادي التاريخية واعتباره محمية طبيعية والعدد الكبير من المشاركين من المؤسسات والشركات الأهلية.
كما احتفلت المملكة في الأيام الماضية بعدة مناسبات بيئية متتالية الأولى ندوة السياحة البيئية التي بدأت أعمالها بالرياض بتاريخ «11/1/1423هـ والتي طرح فيها عدد من القضايا البيئية وفيها أعلن سمو أمير منطقة حائل إنشاء جمعية للبيئة تعنى بشؤونها والثانية بمناسبة المهرجان العربي الأول للأفلام التسجيلية في مجال البيئة والحياة الفطرية 27/2/1423هـ والثالثة اللقاء السنوي «21» للجمعية السعودية لعلوم الحياة الذي انعقد تحت عنوان «الموارد الطبيعية في المملكة العربية السعودية: نظرة إلى المستقبل. وكان من أهم توصياته ضرورة التوعية بأهمية المحافظة على مكونات الموارد الطبيعية الحياتية أما المناسبة الرابعة فهي معرض يوم الأرض العالمي 2002م الذي شمل عدداً من الأنشطة التي تهدف إلى توعية الأفراد صغاراً وكباراً بأهمية البيئة وقد عشنا مع وسائل الإعلام التي تابعت أحداث المناسبات البيئية كناقل لها دون تعليق أو متابعة لأثر ذلك المناسبات على المجتمع. إن تلك النشاطات البيئية تستهدف الفرد والمجتمع وتوعيته ببيئته ليضطلع بدوره المناط به، وعندما قامت الجهات المسؤولة عن البيئة بتلك النشاطات التي لم تأت من فراغ بل جاءت بعد تخطيط علمي مدروس وهذا يعني إفهام كل المجتمع بأهمية البيئة، وهي الرسالة التي فُهمت من تلك النشاطات البيئية. وهذا يدعونا إلى توظيف إمكانات المجتمع في تحسين البيئة والتوعية بأهمية الحفاظ عليها، مما يستوجب على وسائل الإعلام تسليط الضوء بشكل مستمر على قضايا البيئة والاشادة بكل فرد ومؤسسة قدم خدمات لبيئتنا.
إن كثيراً من المشكلات البيئية ناشئ من قصور في فهم المجتمع لتلك المشكلات وهو ما يتطلب توفير قدر واف من المعلومات والأفكار للمحافظة على بيئتنا وتحسينها،والتعرف على تجارب الأفراد والمؤسسات نحو البيئة والاشادة بها حيث إن على وسائل الإعلام استكشاف تلك الجهود وتعريف الجمهور بها. إذ إن الاهتمام بالبيئة مسؤولية الجميع أفراداً ومؤسسات في مملكتنا الحبيبة وهو ليس وقفاً على الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية أو رئاسة الأرصاد وحماية البيئة حيث إن هناك مؤسسات حكومية تبذل جهوداً طيبة تجاه البيئة فالمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية مثلاً لا يقتصر دورها على ما توفره من منافع واستحقاقات لفئة كبيرة من المجتمع بالاضافة إلى علاج العمال الذين يتعرضون إلى اصابات العمل. بل إن لها دوراً واضحاً وملموساً في المحافظة على البيئة ويتضح ذلك بالاطلاع على لوائحها في تطبيق فرع الأخطار المهنية حيث تطلب من أصحاب الأعمال التقيد بالتعليمات التي توفر البيئة السليمة الخالية من كل ما يضر بصحة العمال في المنشآت الصناعية كملوثات الهواء من غاز أو دخان، لضمان سلامة البيئة وجعل المنشأة في حالة صحية ونظيفة وخالية من الروائح الكريهة، وكذا فرض العقوبات النظامية على المخالفين..
أما ما تقوم به الهيئة الملكية للجبيل وينبع تجاه البيئة والمحافظة عليها من الملوثات الصناعية وحماية قاطني المدينتين والحرص على صحة العاملين داخل المصانع يقف المواطن والمسؤول احتراماً لتلك الجهود التي أشادت بها منظمات بيئية دولية وحازت بسبب تلك الجهود على عدد من الجوائز الدولية اشادة بما قامت به تجاه البيئة في المدينتين والمحافظة عليهما.
لذا فإن على وسائل الإعلام أمام جهود الأفراد والمؤسسات نحو البيئة أن تبرزها للمواطن وتعرفه بها وأنها من أجله ومن أجل الأجيال القادمة، وعلى الجهات المسؤولة عن البيئة تكريم الأفراد والمؤسسات والاشادة بجهودهما نحو البيئة في المناسبات البيئية وهي دعوة لسعادة الدكتور عبدالعزيز أبو زنادة وهو الابن البار لبلده الذي عرف عنه التجاوب مع كل دعوة فيما من شأنه الرفع من مستوى الوعي البيئي للمواطنين لتكريم أولئك الأفراد و تلك المؤسسات الأهلية أو الحكومية الذين قدموا خدمات طيبة لبيئتنا وتبني فكرة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل إنشاء جمعية بيئية تهتم بشؤون البيئة من ناحية رفع مستوى الوعي البيئي ونشر الثقافة البيئية بين أفراد المجتمع وتعميم هذه الفكرة على جميع مناطق المملكة حتى يشعر كل مواطن بمسؤليته تجاه البيئة.

راشد بن عبدالعزيز الرشود/ دراسات بيئية ومجتمعات

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved