حالفني الحظ في الاطلاع على عدة تقارير سنوية عن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة عنيزة والحقيقة انني من اشد المعجبات بهذا المعلم العظيم الذي حمل رسالة سامية تهدف الى ربط ابناء المسلمين بكتاب الله وتشجيع الناشئة على العناية بكتاب الله تلاوةً وتجويداً وحفظاً وذلك من خلال تهيئة الأجواء المناسبة واختيار المدرسين والمدرسات الاكفاء وتشجيعهم مادياً ومعنوياً، كما تهدف الجمعية أيضاً الى احياء دور المسجد في الاسلام وابراز مكانته العلمية كأول مكان ينطلق منه التوجيه والتعليم، وهذه الجمعية التي تأسست عام 1405هـ وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لها دور بالغ في توعية المجتمع فيما يلتبس عليهم من أمور دينهم..
ومما يثلج الصدر ويقوي العزيمة وجود قسم نسائي للجمعية «دار القرآن» وهي تشرف على العمل النسائي للجماعة بإدارة نسائية متكاملة وفي مبنى مستقل.. وهذه الدار لها انشطة واسعة وملموسة حيث تقوم عليها نخبة من بنات الوطن المتمكنات والمتطوعات واللواتي يطمعن بالأجر والمثوبة من الله جل وعلا.. ان مثل هذه المؤسسات الخيرية والتي تسهم بشكل مباشر في بناء الفرد المسلم وتوجيهه الى ماينفعه في أمور دينه ودنياه جديرة بالوقفة الجادة من الجميع وحري بنا ان نبادر في دعمها والوقوف الى جانب اهدافها النبيلة وتقوية صلتها بالمجتمع والافراد حتى نتمكن من المساهمة في ايصال رسالتها السامية ودعمها.. والحقيقة ان مانجده من هذه الدار من جهود جبارة في تشجيع الفرد وترغيبه للالتحاق بالدار والجمعية جهود واضحة والى جانب هذه الخدمة العظيمة إلا انها مدعومة بالعديد من المميزات البارزة التي تنمي في نفوس الشباب والفتيات محبة العلم والقرآن والسعي الدؤوب الى الالتحاق بمثل هذه الدور، والدار تقدم من المميزات تشجيعاً لحفظ كتاب الله مكافآت مالية لكل جزء من القرآن حفظاً ومراجعة بالاضافة الى اشراكهم بمسابقات في علوم القرآن ورصد جوائز قيمة لهذا الغرض، وتقدم ايضاً مكافأة مالية كبيرة لمن حفظ كتاب الله كاملاً علاوة على مايجده الملتحقون والمتفوقون من ترفيه واعداد رحلات خارج وداخل المنطقة تشجيعاً لهم.
وبعد لقائي مع الاستاذة منى العثيمين مديرة القسم النسائي بعنيزة علمت ان لديهم في الدار العديد من الانشطة الرائعة «وحلقات القرآن» التي تحتاج الى دعم وتشجيع ولديها الكثير من الاقتراحات الجيدة التي ربما تكون دافعاً قوياً لترغيب فتياتنا واقبالهن على كتاب الله وحفظه واستغلال اوقات الفراغ..
اذا ماذا لو تبنت ادارة تعليم البنات بعنيزة مثل هذه الافكار وسمحت لمثل هذه الدور ان تتغلغل في مدارس البنات لاستغلال اوقات الفراغ التي لاتستفيد منها الطالبة إلا بما لاينفعها ماذا لو كان في كل مدرسة حلقة لتحفيظ القرآن تحت اشراف ادارة المدرسة وتنفذ في اوقات الدوام الاخيرة التي تبقى فيها الطالبة تنتظر قريبتها او اختها او وقت حركة النقل بدلاً من اضاعة الوقت بما لايفيد.
كلنا أمل أن نجد تجاوباً من ادارة تعليم البنات بعنيزة ونحن ندرك سلفاً ان الأمور بأيدي اناس حريصين كل الحرص على مستقبل بناتنا وعلى حفظ كتاب الله وزرع محبته في نفوس الجميع علماً بأن هذا المقترح يعمل به الآن في بعض المحافظات بالقصيم ولا اعتقد انه يتنافى على الإطلاق مع قيام الحركة التعليمية بصورتها الصحيحة بل ربما تكون جهة مساندة وداعمة لأهداف جميلة تبقى مابقينا..
* مديرة مركز التدريب المستمر وخدمة المجتمع النسائي بعنيزة ورئيسة المركز الإعلامي بالقصيم |