حاوره: ابراهيم الحميد الجوف
القاص عبد الرحمن الدرعان مثقف وقف بعيدا عن الاضواء الاعلامية بالرغم من ثقافته الموسوعية ومواهبه المتعددة التي جعلت منه شاعرا متميزا وقاصا بارزا وفنانا يرسم بريشته أجمل اللوحات الفنية، فهو بحق مثقف موسوعي آثر أن يركز على القصة القصيرة ولذا فهو أصدر مجموعته القصصية الأولى «نصوص الطين» التي أحرقها قبل انتشارها وبالرغم من ذلك فقد أشاد بها الكاتب الكبير ادوارد سعيد بعد أن وقعت نسخة منها في يده..، فيما صدرت مجموعته القصصية الثانية عن مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية باسم «رائحة الطفولة» والتي يحدثنا عن جوانب من تجربته فيها، فيما يقوم حاليا بكتابة أول عمل روائي لا يستطيع تسميته حاليا لأنه لا يعلم إلى أي شكل ينتهي فلا هو بالرواية ولا بالقصة ولا بالشعر ولا بالنثر.. كتب عن مجموعاته القصصية وعن نصوصه الشعرية والقصصية والفنية العديد من النقاد والمثقفين.
وفي حواره هذا يحدثنا عن تجربته القصصية ونصوصه الشعرية وعن تجربته كمثقف مبدع احترقت أصابعه بالحبر وعن مجموعته القصصية الصادرة مؤخرا وأسلوبه في كتابتها واحتفائه الكبير بلغتها وعن نكوصه عن نشر ديوانه الشعري الأول، كما يحدثنا عن ظروف بداياته القصصية وأثر القمع الاجتماعي فيها وعن أشياء اخرى فإلى الحوار:
* تأتي مجموعتك القصصية «رائحة الطفولة» لتشكل منعطفا في تاريخك الأدبي.. كيف ترى المسافة بين هذه المجموعة ومجموعتك الأولى «نصوص الطين»؟!
تعتبر «نصوص الطين» تجربة البدايات واستطيع القول أن فيها أخطاء البدايات وأنا غير راض عنها كما يعلم الوسط الثقافي ولهذا فقد طلبت من ناشر المجموعة احراقها أو قمت باحراقها أما المجموعة الثانية «رائحة الطفولة» تتميز بأن فيها شيئاً من الخصوصية لم يتوفر في المجموعة الأولى وإلى حد ما أتمنى أن تكون نواة لأعمال أكثر خصوصية وأكثر رحابة لانجاز آخر.
* يلاحظ القارئ في مجموعة «رائحة الطفولة» احتفاء كبيراً باللغة حتى أن بعض النقاد أشار إلى أن الاحتفاء باللغة كان على حساب الحبكة القصصية؟!
أنا لا أدري لماذا يقف الكثير من النقاد وأحيانا بعض الكتاب موقفا أشبه ما يكون عدائيا من اللغة وأستغرب ذلك، على سبيل المثال في ميدان الشعر هناك من يتهم القصيدة بالغنائية وأكثر من وجهت له هذه التهمة محمود درويش، فإذا كان الشعر يخرج عن أن يكون غنائيا وطبعا ليس بالمعنى البسيط للغنائية، وهي تهمة تعتبر لصالح الشاعر ولصالح القاص فالكاتب إذا اعتنى باللغة فهو يعتني بأدواته التي يستخدمها كما يستخدم النجار أدواته، والاحتفاء باللغة أمر طبيعي لأنها في نظري توفر جانب المتعة فإذا استطعت أن ألعب باللغة فلماذا يكون ذلك على حساب النص؟!!، انني أصر على أن العناية باللغة مطلب ينبغي أن يتوفر خصوصا في مجال الابداع دون أي تصنع وأعتقد أنني اخترت لغتي كبحار يغوص في البحر لاختيار أفضل اللآلئ.
* لنقل أن قصصك في «رائحة الطفولة» تقدم قراءة مريرة للواقع وأحيانا قراءة ممتعة لصور ذهبت، قد تعود وقد لا تعود.. هل ترى أن هذه القصص تعتبر توثيقا لتاريخ بدأ يتلاشى؟
أشم من رائحة السؤال أن القصص قد تفهم بشكل آخر ولكني أقول ربما أن هناك بعض المشاهد المريرة التي تمثل النزعة التشاؤمية التي أنا مصاب بها، وقد سئلت عن أجواء هذه النصوص وهل انها تعبر عن روائح سلبية ولكن من جانب آخر قد يفهم البعض على أنها سيرة شخصية للكاتب ولكن أقول ربما أن فيها شيئا من هذا وذاك ولكنها ليست بالمعنى الحرفي فهي تعبير عن زمن أكثر مما تعبيرها عن مكان ولذلك فهي حنين إلى زمان قد يأتي وقد لا يأتي وليس الحنين إلى المكان.
* القمع الاجتماعي واضح في قصصك.. قصتا «العرس» و«الأبواب» نموذجا كيف يمكن الخروج من هذه الحالة؟
أعتقد أنني لم أخترع شيئا من الواقع بل صورت جزءا من هذا الواقع، لم لا يوجه هذا السؤال إلى الواقع الشرس: لماذا يكون شرسا؟ أي لا يوجه إلى الكاتب لماذا تكتب هذا الجانب الشرس من الواقع.
* في قصتك فجيعة حقيقية من الواقع المتردي الذي تعيشه المدن البعيدة عن المدن الكبيرة.. ماذا تريد أن تقول؟
غالبا ما يكون البطل غير راض عن المكان فأنت تطارده في القرية في المكان الفطري التلقائي الصغير، ولكن عندما يهرب ويبحث عن ملاذ في المدينة تخذله المدينة مرة أخرى فيحاول العودة إلى قريته فلا يجدها ويجد أن المدينة هجمت عليها فيصبح في مكان وسط بين الذي ذهب وبين الذي لن يعود كما يقول المثل «معايد القريتين» أو المنبت...
* أبطال قصصك في قراهم وفي نفس الوقت تتنازعهم رغبة ملحة في الرحيل. هل تعبر هذه القصص عن شيء في نفسك أم أنها تعبير عن تيار عام؟
ربما أن هذه المجموعة عبارة عن متتالية قصصية غالبا ما تجد اسم البطل غير موجود وكأنها تعبر عن بطل واحد من أكثر من زاوية ليختفي اسم البطل في غالب القصص، البعض يفسر من وراء السطور بعض الأنا أو ذات الكاتب ولو افترضنا عبثا أن فيه شيئاً من ذات الكاتب فإن البطل موجود وهو امتداد لجيله بلا شك وأعتقد أن كل من عاش الزمن الذي تدور فيه المواقف والأحداث التي تدور في القصص سوف يعتقد أنه هو.. أي أنه عبارة عن سيرة لكل من عاش في تلك المرحلة مع التفاوت طبعا.
* كيف كان تأثير طفولتك في ابداء تجربتك القصصية من خلال مجموعة «رائحة الطفولة»؟!
الطفولة لأي كاتب أو لأي انسان كما يقول علماء النفس وتحديدا السنوات الخمس الأولى تعتبر البئر التي يجلب الإنسان والكاتب تحديدا منها أشياءه إذ يظل الحبل السري مرتبطا بها وبالتأكيد هي تشكل كثيرا من ملامحه ومهما ابتعد يظل أثرها موجوداً.
* إذاً كيف انعكست هذه الطفولة على أجواء المجموعة لديك؟
مؤكدا ان أجواء الطفولة التي كانت تعاني القمع وتعاني من العذابات وإلى حد ما فيها بؤس وهذا البؤس يمكن أن يكون عاما وليس بالضرورة أن يكون شخصيا.
* كيف تولد قصصك هل تولد مباشرة أم أنها تتالي كشخصيات ووقائع؟!
من الصعب التنبؤ بالقصة إلا انها قد تولد من حالة شعورية تداهمني نتيجة لموقف صغير جدا لا يرى بالعين المجردة، تتنامى الحالة الشعورية لكن عندما أبدأ في كتابة القصة في الغالب استطيع أن أتنبأ بنهايتها مثلما القارئ يبدأ بقراءة القصة من السطر الأول ولا يعرف كيف ينتهي مسار النص، أنا أيضا أكتبها وأنا لا أعرف كيف تسير حتى لدرجة أنني بعد فراغي من الكتابة وأقرأها بعد حين أتخيل أن أحدا غيري كتبها وأنني أكون واحدا من ضمن قرائها.
* تستقي شخصيات قصصك من الواقع كما أتوهم، أم أنها شخصيات من نسج الخيال؟
هي قريبة من الواقع وليست خيالا.
* ما هي أفضل أوقات الكتابة لديك وهل لك عادات منتظمة للكتابة؟
يأسرني الهدوء.. ساعات الليل الأخيرة، ساعات الفجر، وأشعر بالتدفق عندما تتلبسني حالة الكتابة.
* هل تتذكر أول قصة كتبتها؟ وما هي ظروف كتابتها؟
كنت أكتب نصا لم أعِ بالدرجة الكافية أنه عبارة عن قصة وفاجأني الأستاذ محمد الطيب رحمه الله الكاتب السوداني المعروف وكان يعمل آنذاك في جريدة عكاظ بأن وضع النص تحت بند «قصة قصيرة» وكان فعله هذا بمثابة وليمة اغراء فتحت عيني لكتابة القصة القصيرة حيث أعدت قراءة النص على أنه قصة ولكني كتبتها ليس على هذا الاعتبار ومن هناك بدأت بتلمس المفاتيح، أنا مدين لذلك الإنسان بانضوائي تحت فن القصة القصيرة.
* تفوح من نصوصك رائحة التراث كما تفوح منها «رائحة الطفولة».. هل هي رسالتك نحو مجتمعك؟
الكاتب الذي يكتب في مجال الابداع لا يوجه الرسائل بشكل مباشر بل ان ذلك مجال للمختصين الآخرين ولكن الكاتب معني بالدرجة الأولى بفضح وتعرية الواقع البشع ومحاولة ابادة مفردات البشاعة والتحليق نحو الحلم الجميل الذي ينتظرنا ان لم نكن ننتظره.
* انطلاقا من واقع منطقة غنية بالتراث والموروث الشعبي الشفوي غير المسجل، كيف ترى أثر ذلك في اثراء تجربتك الأدبية وكيف تراه كمحفز لانجاز أعمال أدبية كبرى؟
أنا إلى الآن لم أفعل شيئا.. والجزيرة العربية بشكل عام منطقة بكر ولا تزال الثقافة الشفهية التي لم تسجل بحاجة إلى من يتأمل ويرصد ويكتب لا أقول أن نكتفي بالرصد والتسجيل وأن نتعيش على فضلات الماضي ومقاطعة معطيات الحاضر والمستقبل، وقد أشير هنا إلى أهمية الخصوصية التي أشبعت طرقا ولكنها أصبحت مفردة نشاز ولكنها مفردة جميلة إذا أحسنا فهم مضامينها.
* أنت مثقف متعدد المواهب شاعر وقاص ورسام.. هل استطاع القاص هزيمة الشاعر والرسام في داخلك أم أنك تراوح بين هذه الفنون؟
أنا كشخص مفلس من هذا المثلث، ربما أكتب ولم أحقق أن أكون قاصا بالمعنى الكامل للكلمة لأن الهموم بما يعني أن الخطوط والمساحات والألوان تشغلني وهموم القصيدة تشغلني أيضا من جانب آخر.. ولكن أعزي نفسي بالقول إن هذه الفنون تجتمع لا لتتضاد ولكن تجتمع لتتعاضد وتتنوع، لكن على صعيد انجاز شيء أنا حتى الآن غير مرشح لاصدار مجموعة شعرية على سبيل المثال وغير مرشح لعمل معرض فني وأخشى من القارئ أن يفهم أنني أرسم كمحترف أو أنني فنان تشكيلي أو أنه يحسبني شاعرا في حين أن الطريق وعرة أمامي في مسألة الشعر واللوحة، فضلا عن القصة التي لا زلت أدور في محاولة كتابة شيء يسمى قصة.
* بالرغم من أنك بدأت حياتك الأدبية شاعرا؟
طبعا القصيدة مغرية ولقب الشاعر لقب جميل ولذيذ والكثير يطمحون إليه، وفي طفولتي انكببت على قراءة القصائد وحفظت دواوين بكاملها وهذا ما جعلني أميل إلى نظم الشعر أكثر من أي شيء آخر والآن ما زلت إلى حد ما في بعض الحالات يفرض الموقف نفسه فأجدني أدندن بالقصيدة من غير وعي.
* هذا بالرغم من أن لديك قصائد ومجموعات شعرية منشورة وغير منشورة تستحق ان تنشر في ديوان بل أكثر من ديوان وهو شعر جميل وراق وأشاد به الجميع في الوسط الثقافي ويعلم الكثير من الناس هذا والدليل التعقيب الذي نشر في اليوم التالي لنشر احدى قصائدك في جريدة الجزيرة قبل سنوات؟ لماذا هذا التحفظ على نشر ديوانك الشعري الأول؟
أولا هذه المقدمة عبارة عن شهادة سيحاسبك القارئ عليها وأنت لست مجبرا بها، ولكني أقول ان طريق الشعر طويل ومليء بالوعورة والشاعر وخصوصا الشاعر العربي أمام هذا الكم الهائل من الشعراء يشعر أنه أمام كمية كبيرة من الشعر واتجاهاته ومدارسه بمعنى أنه يصعب أن يأتي بجديد فماذا نقول إذا كان عنترة يصرخ ويقول قبل الف سنة «هل غادر الشعراء من متردم» فماذا يقول شاعر في القرن الحادي والعشرين، ربما في مجال الكتابة القصصية أو المحاولات الروائية كون عمرها أقل مجال الكتابة أرحب لأن بين المسافتين فارق كبير يجعل لدى الكاتب جرأة أكثر أن يكتب من الشاعر الذي يجب أن يبذل جهدا مضنيا حتى يكتب قصيدة تضيف جديدا، ومن هذا المنطلق أشعر بحساسية أمام نشر شيء من الشعر.
* هل ترى أن روح الشاعر لديك أثَّرت في كتابتك القصصية خاصة وأن نصوص «رائحة الطفولة» تفوح منها رائحة الشعر أيضا؟
نعم أعتقد وأوافق أن بين السطور تفوح رائحة الشعرية وهي غير الشعر وهو من الأشياء التي قد يعيبها بعض النقاد وأنا شخصيا أرى أنها وسام جميل ولن أتنازل عن اللغة والعناية باللغة.
* قال لي القاص المعروف «عبده خال» ان المفكر الأمريكي الفلسطيني الأصل ادوارد سعيد الاستاذ بجامعة كولومبيا قد أشاد في مقال له بمجموعتك القصصية الأولى «نصوص الطين».. كيف استقبلت ذلك بالرغم من عدم اقتناعك شخصيا بتلك المجموعة حتى أنك أمرت ناشرها باحراقها؟
هي أحرقت بعد فترة من تداولها ولكنها تسربت، ومقالة ادوارد سعيد انا لم أقرأها ولكني سعدت بها إلا أن لي تعليقاً على احتفاء ادوارد سعيد فربما صادف سعيد في أجواء هذه النصوص شيئا استهواه وأطلق شهادته، إلا أنني مصر على حالة عدم الرضا عن المجموعة إلا أني وفي ذات الوقت أتمنى أن أكون عند الشهادة التي أدلى بها.
* اشار الناقد الأدبي في جريدة الحياة إلى أنك لم تلتزم بالشروط التي تميز القصة القصيرة في واقعها الراهن كيف تعلق على ذلك؟
انا أعي وكتبت النصوص على وعي بل بشكل متعمد تطاولت على النظام التقليدي للقصة القصيرة فلم يكن همي أن أكتب قصة بشكل مباشر بشروط وقيود القصة فتجاهل هذه الشروط كان متعمدا، فكتابة القصة لدي أشبه ما تكون بهذيان تلقائي لربما فشلت في هذه المحاولة وقد أحققها في مجموعة أخرى.
* نعلم أن لديك العديد من المشاريع الثقافية كفكرة كتاب شامل يجمع عصارة أفكارك وليكن كتابا في الحكمة أو كما تشاء أن تسميه، أو كمشروع روايتك الأولى التي كنت تنوي أن تكون «رائحة الطفولة» فصلها الأول كما نشرت في «النص الجديد»؟
طبعا أتمنى أن أكتب نصا طويلا أو رواية لكن يظل أيضا العمل والتنفيذ أقل بكثير من الأحلام، وأتمنى أن يسعفني الوقت لذلك؟أما عن «رائحة الطفولة» فقد اكتفيت بهذا الجزء الذي يمثل قصة قصيرة بالفعل.
* هل لديك قصص هذه الأيام تكتبها؟ وما هو جديدك؟
لدي بذور لعدة قصص ولدي خربشات صغيرة أحلم أن تكون نصا طويلا ربما تكون رواية وبعض المشاريع ربما تكون أحلاما من نسج الخيال وأتمنى تحقيق هذه الأحلام.
* ماذا تقرأ هذه الأيام؟
تورطت في شبكة الانترنت إلا اني لا زلت أسرق نفسي منها إلى الكتاب فأعدت قراءة «ذاكرة الماء» لواسيني الأعرج وفي نفس الوقت أنهيت القراءة الثانية لرواية «الخلود» لميلان كونديرا وبعض الروايات الأخرى.
* اذن كيف تقرأ إذا كانت هذه هي القراءة الثانية لبعض الروايات هل تعتقد أن القراءة الأولى لا تعطي الصورة الحقيقية لها؟
هو بالتأكيد كل قراءة تعطيك مستوى آخر وأمام الكتابة المبدعة والرائعة وأمام النصوص الجميلة بالتأكيد أن كل قراءة تأخذ لونا آخر، قراءة «الخلود» مثلا رغم ما فيها من روعة وجمال في القراءة الأولى والثانية إلا أنني اكتشفت عند كل قراءة كأني أقرأها للمرة الأولى.
* هل تعتقد أن هناك رواية عربية أولى وكذلك رواية أولى سعودية؟
لنبتعد عن التصنيف كفى الشعر قيادات، فالرواية تحتاج إلى امتداد رأسي، والرواية العربية حققت بمبدعيها ريادة وانجازات كبيرة ولا يزال الميدان واسعا لمزيد من الانجازات، أما على المستوى السعودي، دعني هنا أوجه تحية صغيرة إلى المبدع سعد الدوسري في روايته «الرياض نوفمبر» الذي استطاع أن يشكل شيئا مختلفا بالرغم من الروايات التي سبقتها أو تلتها.
* هل تظن أن القصة القصيرة في المملكة وصلت إلى مرحلة من النضج بحيث تقارع التجارب العربية والعالمية الأخرى؟
بعيدا عن المقارنة أعتقد أن القصة والشعر في المملكة ظلما كثيرا لا بسبب تدني مسايرتها للأعمال العربية بل بسبب عدم ايصال هذه الأعمال عن طريق القنوات الاعلامية، انت قد تذهب إلى مصر فتجد من يعتقد أن عبدالله الجفري شاعرا وأن محمد الحربي كاتبا، هذا ليس ذنب كتابنا، أنا أقول نحفر وسوف نصل وهناك شاعر عراقي اسمه جمال جمعه يحضِّر الدراسات العليا في مجال الأدب في المملكة في احدى الجامعات الهولندية وهو يعتقد أن الأدب في المملكة والخليج ظلم كثيرا لأنه دائما ما يوزن في كفة والنفط في الكفة الأخرى الآن أصبح برميل النفط أرخص من برميل البيبسي كولا فماذا يقول الآخرون الذين ظلوا يعلقون علينا أدب النفط، هذه ليست مشكلتنا هذه مشكلة الآخرين ونحن نفخر أننا نعرفهم أكثر مما يعرفوننا أما مهمة أن يعرفونا فهذه مهمتهم.
|