Tuesday 14th May,200210820العددالثلاثاء 2 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

11/1/1385هـ العدد 44 - 11 مايو 1965م 11/1/1385هـ العدد 44 - 11 مايو 1965م
كلمة الجزيرة
آثار رحمة الله..؟!

وبعد ان أكفهر وجه الأرض، وصوح نبتها، وانحدرت المياه الجوفية، وابلس حراث الزرع وملاك الضرع.. همى الغيث واهتزت الأرض وربت وأنبتت من كل زوج كريم وذلك من عميم فضل الله ورحمته فله الشكر على ما أعطى وله الحمد على ما أنعم، ونستزيده من فضله ونستمده من جوده..
وما كانت آثار هذه النعمة لتنبسط وتمتد في محيط الرياض وما كان النفع أعم والخير أشمل أو تركنا فعل الأسباب التي أمر الله بفعلها وأعرضنا عما هو مطلوب منا شرعا من السير على سنته ونواميسه التي أرادها من عباده فلقد أنعم الله على هذه البلاد بوجود ثلاثة سدود في واديها وروافده، أقيمت ولعلها حينما أقيمت كانت الى التجربة أقرب منها الى الوثوق بما ورائها من نتائج قد لا تخطر هنا على بال.
وما كان للدراسات العلمية سواء كانت جوية تتعلق بمناخ البلاد وصلاحية السدود بها أو عدم صلاحيتها.. أو كانت تتعلق بهياكل السدود وتكوينها.. ما كان لهذا ولا ذاك من اعتبار على نحو علمي مركز بما يتواءم، والمستوى المطلوب.. ولكن رغم هذا فقد كانت تجربة ناجحة وخطوة موفقة، وعملا خالدا وسعيا مشكورا.. وكان هذا القلم الضعيف حينما دعا الى اقامة السدود منذ ما يزيد على عشرين عاما، ولم يزل يلاحق الدعوة.. أكثر الناس اغتباطا وأعظمهم سروراً بهذه النتائج تكون لاقامة السدود.. فالرياض التي كانت تلاحق الماء في أعماق تصل الى ستين مترا وتدرك الماء أو لا تدركه وإذا أدركته سرعان ما يغور فتبقى نخيلها وبساتينها خاوية على عروشها، وقد فني الكثير منها.. هاهي الآن تسبح فوق بحيرة من الماء وتنعم بمعين جعله الله لها قوة ومتاعا.. فلم يزل الماء يرتفع في الآبار منذ أقيمت السدود الى ان بلغ في أكثرها الى أربعين مترا.. وما كانت أحسن حظا من قرى أعلى هذا الوادي لو لم تقم السدود فالماء في بلدة الدرعية في انحدار وغور ولم يزدها السيل الأخير أكثر من أربعة أمتار سرعان ما تذهب في أسرع وقت وتبقى مشكلتها قائمة ونخيلها وبساتينها مهددة بالهلاك.. إذا لم تتداركها يد الاصلاح باقامة سدود بها.. فاللهم وفق المسؤولين الى ادراك هذه الحقائق والهمهم ان يبذل في سبيل اقامة السدود في قلب الجزيرة يعنى حياتها ونموها وازدهارها وسبيلا الى اكتفائها الذاتي وغناها بخيراتها وما تخرج أرضها.. ويعنى أننا انفقنا جزءا من واردات البلاد فيما يخلد أبد الدهر ويبقى شاهدا لنا عبر القرون والأجيال.
وتحياتي لمعالي وزير الزراعة الذي هذه الناحية من أهدافه وهذه الحقيقة مستقرة لديه..


وإنما المرء حديث بعده
فكن حديثا حسنا لمن وعى

عبدالله بن خميس

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved