لم يحدث السلاح الذي قامت الصين بتفجيره في 14 مايو المنصرم تأثيرا سياسيا سريعا كالذي أحدثته القنبلةالذرية الصينية الأولى. وقد صفق الصينيون الموالون للصين كثيرا لهذا التفجير، أما الاتحاد السوفياتي وجماعته فقد اكتفوا بالتهنئة المشوبة بالصمت المرتبك. ولكن الهند ويوغسلافيا شجبتا هذاالتفجير واعتبرتاه تهديدا للسلام.
وقد اعتبرت الصين الشعبية نفسها قنبلتها الثانية بمثابة رد على التهديد النووي الأمريكي.
وعلقت احدى الصحف الباكستانية على التفجير الصيني قائلة:«انه انجاز بالغ الأهمية ويتوجب على جميع الأمم الآسيوية أن تفخر به».
وقال أحد معلقي الاذاعة الكمبودية في حديثه عن عدد القنابل لدى الصين:«ان البشر وحدهم قادرون على تقرير مصيرهم. والانسان فقط هو الذي يستطيع ان يصدر الكلمة الأخيرة حتى لو كانت كلمة النهاية».
وكيفما نظرنا الى التفجير الذري الصيني فإنه قد قام بالوصول الى هدفه المرسوم وهو قبول الصين كدولة نووية خامسة سواء كان ذلك بالترحيب أو بالاستنكار.
وهناك دلالة واحدة أكيدة وهي ان اليوم الذي سيصبح هذا التفجير الذري حقيقة عسكرية كما هو الآن حقيقة علمية بات قريبا جدا إذا ما علمنا ان التفجير الذري قد تم في الهواء على الأرجح وذلك بعد اسقاط القنبلة بواسطة طائرة.
وهكذا يجب التخلي عن نظريات التعزية التي تقول ان الصين لن يكون في مقدورها ان تصنع قنبلة ذرية يمكن نقلها بواسطة وسائل النقل الجوية الحالية لدى الصين.
والمعروف ان الصين خدعت أمريكا. فقد توهمت أمريكا ان الصين لا يمكنها بناء الطائرات والصواريخ الخاصة بنقل القنابل الذرية. إلا ان الصين لم تيأس. فبدلا من ذلك قامت بصنع قنبلة ذرية يمكن نقلها بواسطة الطائرات الحالية وبذلك تغلبت على صعوبة النقل وخدعت الولايات المتحدة.
ان التأثير الأكثر ازعاجا للقنبلة الصينية سيظهر عندما تبحث الدول الست القادرة على انتاج القنبلة الذرية ولم تفعل عما إذا كان عليها ان تمتنع عن الاعلان عن حماستها للسلام من أجل التضامن مع فكرة التحريم الذري والغاء الأسلحة النووية وذلك باجراء بعض التجارب الذرية الخاصة بها.
وأشد هذه الدول اهتماما هي الهند التي صرح رئيس وزرائها بأن حكومته لا تنوي تطوير أسلحتها الذرية ولكن هذه السياسة ليست ثابتة على طول الخط.
| 
