Tuesday 14th May,200210820العددالثلاثاء 2 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف يفكر الإسرائيليون كيف يفكر الإسرائيليون

هاآرتس: ضرورة لجم الطرفين
أثنت صحيفة «هاآرتس» في افتتاحيتها على نتائج قمة شرم الشيخ.
وقالت في مقال بعنوان: «رسالة إيجابية من قمة شرم»: «من شأن لقاءات القمة التي أجراهاالرئيس المصري، حسنى مبارك، في شرم الشيخ مع الرئيس السوري بشار الأسد، وولي العهد السعودي الأمير عبد الله، أن تدل على اتجاه إيجابي، تعتزم الدول العربية تبنيه من أجل دفع العملية السياسية، وهذه اللقاءات هي استمرار للقمة العربية في بيروت، التي تبنت في شهر مارس الماضي المبادرة السعودية، التي تروم تقديم أفق سياسي عربي عام للشرق الأوسط.
وطبقا لهذه المبادرة، فإن إسرائيل سوف تتمتع بعلاقات طبيعية مع كل الدول العربية، إن هى تبنت الأسس المتضمنة في قراري الأمم المتحدة 242، 328، وتوصلت إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين، يتمشى مع القرار 194، وتستطيع إسرائيل أن ترى في هذه المبادىء خطأ عاما للتفاوض المفصل بين الأطراف».
وأضافت «هاآرتس» تقول: «إن التطورات في المنطقة: استمرار العمليات (الفلسطينية) الدموية في إسرائيل، وعملية الجدار الواقي، والخوف من انزلاق الانتفاضة إلى الدول العربية، والأزمة الاقتصادية الإقليمية التي تعرضت لها دول المنطقة، قد سرعت من تدخل الدول العربية وأثمرت اللقاءات بين القادة العرب والإدارة الأمريكية، والشعور العربي هو أن ثمة ضرورة ملحة للجم الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي:
الأول حتى يمتنع عن مواصلة العمليات «الاستشهادية»، التي زرعت الخوف والدمار في إسرائيل لكنها لم تثمر سياسيا، وإسرائيل، التي تسببت في تقويض البنية التحتية الفلسطينية وحرمت السلطة الفلسطينية من القدرة على استخدام مؤسساتها.
واختتمت «هاآرتس» بقولها: ولذا، فإن الموقف الجديد الذي خلقه زعماء الدول العربية يوضح للأطراف، بأن المواجهة العنيفة قد استنفدت غاياتها، وبأن الزعماء العرب ليسوا مستعدين لجر المنطقة كلها إلى حرب، وعليه، ينبغي أن نعتبر قمة شرم الشيخ خطوة إيجابية مهمة، وعلى إسرائيل، التي تريد إقامة سلام مستقر مع جاراتها، أن تدرس السبل التي من شأنها أن تساعد الدول العربية على تهدئة المنطقة ووضع الأمور في اتجاه حل النزاع، إن هذه مصلحة مشتركة لكل من إسرائيل، والسلطة الفلسطينية ودول المنطقة، وهي كافية لدفع مسار التفاوض السياسي».
كما استعرضت «هاآرتس» أيضا نتائج التصويت الذي جرى بعد منتصف ليل الأحد الماضي باللجنة المركزية لحزب الليكود حول قرار بعدم الموافقة على إقامة دولة فلسطينية، فقالت في خبر مطول بعنوان: «رغم موقف شارون قرر مركز الليكود: لا لإقامة دولة فلسطينية»:
«أراد شارون من مركز الحزب أن يمتنع عن التصويت على القرار، لكن طلبه رفض بأغلبية 59% من الأصوات مقابل 41%، وقد رفضت إدارة بوش التعليق على قرار الليكود، لكن مسؤولا أمريكيا رفيع المستوى قال: إن الرئيس الأمريكى، جورج بوش، ما يزال ملتزما بإقامة دولة فلسطينية.
أما صائب عريقات، عضو طاقم التفاوض الفلسطيني، فقال إن القرار هو «صفعة على وجه بوش» ويثبت أن الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين ليست ما يسمونه هم حربا ضد الإرهاب وإنما هي حرب لمواصلة احتلال الضفة وغزة».
معاريف: شارون المقامر
وقد علق «مناحيم رهط» بجريدة «معاريف» أمس على توصية الليكود بعدم إقامة دولة فلسطينية قائلا: «لقد قامر رئيس الحكومة (الأحد) في مركز الليكود، الذي اجتمع للتصويت على رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، قامر بمكانته الشخصية، وبزعامته السياسية وبمستقبله السياسي، حيث قدم، في إجراء مفاجىء، اقتراحه الذي ينادي «بعدم التصويت على مثل هذا القرار الذي يصعب الكفاح السياسي»، للتصويت عليه من قبل الحزب، وبذلك دخل شارون بشجاعة وبرؤية واضحة للأمور اختبار قوة شخصية بينه وبين بنيامين نتنياهو، داخل «عرين الأسود» نفسه، في مركز الليكود، الذي سبق وأثبت في الماضي أنه يفضل نتنياهو عليه.
واتضح بالفعل، في نهاية ليلة طويلة أن شارون قد خسر: فقد رفض 669 عضوا من أعضاء مركز الحزب اقتراحه (حوالي 60%)، فيما أيده 465 صوتا، وقد علق شارون على القرار ببيان شخصي قال فيه: «أقول الليلة لكل واحد منكم، إننى سأستمر في قيادة دولة إسرائيل وشعب إسرائيل بمقتضى الاعتبارات التي وجهتنى دائما: أمن الدولة ومواطنيها، والتطلع المشترك لجميعنا لسلام حقيقي، هذا ما يوجهني، ويقودني، هكذا سلكت في الماضي وهكذا سأسلك وسأتصرف أيضا في المستقبل».
وتطرق الكاتب إلى التلاسن الذي جرى بين نتنياهو وشارون قبل التصويت على القرار فقال: «كان اجتماع المركز أمس، وأكثر من كل شيء، مواجهة شخصية بين شارون ونتنياهو، فقد أكثر الاثنان من قذف أحدهما الآخر بسهام حادة وعلنية، للمرة الأولى، وخلعا القفازات ووجها لبعضهما لكمات على مشهد من الجميع، فقد هاجم نتنياهو، وبشدة، موافقة شارون على مشاركة إسرائيل في المؤتمر الدولي الذي سوف يعقد في يونيو المقبل لمناقشة المبادرة السعودية، وحذرمن مغبة الذهاب إلى أي مؤتمر يشارك فيه عرفات أو ممثليه.
وقال «مع من نجلس في المؤتمر؟ مع الأوروبيين الذين يؤيدون عرفات؟ مع الأمم المتحدة التي تقف دائما إلى جانب عرفات؟ إن هذا سيعيد ترميم مشروعيته الدولية التي فقدها وسنضطر إلى الوقوف في مواجهة جبهة دولية ستكون ضدنا».
أما شارون، من جانبه، فقد ذكر جمهور الحاضرين بأن نتنياهو هو من صافح عرفات، فيما امتنع هو، شارون، عن ذلك حتى اليوم.
كما ذكر شارون الحضور أيضا بأن نتنياهو كان أول من شارك، في السابق، عندما كان نائبا لوزير الخارجية في حكومة شامير، في مؤتمر مدريد الدولي».
واختتم الكاتب بقوله: «في نهاية الليلة فهم كثيرون من أعضاء اللجنة المركزية للحزب أن سباق الاثنين، شارون ونتنياهو، على زعامة الليكود قد بدأ عمليا أمس ».
وفيما يتعلق بمطلب إدخال إصلاحات ديمقراطية في السلطة الفلسطينية، رأى «حيميشاليف» في مقال بجريدة «معاريف» أن هذا المطلب هو «محاولة للالتفاف بكلمات معسولة على الرغبة في تنحية عرفات».
وأضاف الكاتب: «لا ينبغى أن ننساق وراء المطلب المتكرر ب «دمقرطة» السلطة الفلسطينية، إلا إذا كان القصد فعلا، كما يثور الشك، هو إيجاد ذريعة ملائمة لرفض أية تسوية سياسية، ومع كل الاحترام لدعوة الرئيس بوش لوضع «دستور» للفلسطينيين، فإن المصلحة الإسرائيلية العليا لا تكمن في إرساء أسس إدارة سليمة للفلسطينيين، وإنما في تأسيس نظام راغب وقادر على التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، حتى لو كان هذا النظام غير مفصل طبقا للنظام الديمقراطي الذي أرساه توماس جيفرسون، ولكن عندما يكون هذا المطلب هو إجمالا لغة معسولة لمحاولة إزاحة ياسر عرفات، مثلما يكرر المقربون من رئيس الحكومة شارون، فإن الأمر يتعلق بمحاولة فاشلة جملة وتفصيلا:
أولا لأن الرغبة في إزاحة عرفات، الذي يتمتع بتأييد جارف من جانب الفلسطينيين هى ذاتها فعل غير ديمقراطي متعمد.
وثانيا لأن أي محاولة لإدخال إصلاحات، بدون عرفات، محكوم عليها سلفا بالفشل، إن مطلب «الإصلاحات» بنسخته الحالية، هو إجمالا غطاء جديد لرفض قديم للتفاوض مع عرفات».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved