Tuesday 14th May,200210820العددالثلاثاء 2 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تصاعد دعم الشعب الأمريكي لحل النزاع تصاعد دعم الشعب الأمريكي لحل النزاع
التردد يعيق السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط

بالنسبة لإدارة تم اتهامها بعدم معالجة المسائل الدولية، فإن فريق بوش في البيت الأبيض استطاع عبر عمله التشاور مع أطراف أساسية في الشرق الأوسط، لكن وعلى الرغم من أسبوعين للنشاط الديبلوماسي الخاص بالشرق الأوسط، فإن عددا متزايدا من الخبراء يرون أن هناك خلافات، تسبب الكثير من التردد، تعيق مقدرة الإدارة الأمريكية على تحديد مسار واضح لسياستها الشرق أوسطية.
ففكرة الولايات المتحدة لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، وصفت الأسبوع الماضي من قبل البعض بأنها تقدم «مفاجئ»، لكن بعض مسؤولي البيت الأبيض قلل بعد ذلك من أهمية هذه الفكرة ليجعلها مجرد اجتماع ضمن سلسلة من الإجراءات، ثم ظهرت هذا الأسبوع فكرة إصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية، وهو موضوع يرغب به كافة الأطراف، لكن لم تظهر أي تحركات أمريكية لاتخاذ قرارات جادة حول متى يمكن للمفاوضات السياسية أن تبدأ أو كيف سيتم تحقيق «الدولة الفلسطينية» التي وافق عليها الرئيس بوش؟
إن هذا الفشل في الاستقرار على سياسة قوية سمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون العودة الى بلاده بعد زيارة واشنطن هذا الأسبوع، ليصرح بأن الإدارة الأمريكية وافقت على العديد من استنتاجاته، وووفقا لتعليقات شارون الى الصحافة الإسرائيلية فإن الرئيس ياسر عرفات لن يشارك في أي محادثات قادمة، وهو مانفاه المسؤولون الرسميون في الإدارة الأمريكية.
ويحذر بعض الخبراء بأن هذا التشويش يؤدي الى قيام الإدارة الأمريكية بترويج «فكرة هذا الأسبوع» لتظهر سعيها بزخم من اجل السلام، في وقت يتشبث فيه المسؤولون الأمريكيون بعدد من المقترحات من دون ان يملكوا خريطة واضحة لتحريك الأطراف نحو الأمام، ويرى ويليام كوانت الذي عمل في فريق الأمن القومي أثناء مفاوضات كامب ديفيد خلال إدارة كارتر، أن الإدارة الأمريكية «ماتزال مستمرة في انقسامها حول طريقة توجهها، ودرجة السرعة في إنجاز المفاوضات، ومن هم الأطراف الواجب التعامل معهم».
ويضيف: «إن هذا الرئيس الذي يبقى غير واثق من طبيعة الأمور التي يجب ان يتعامل معها، محاط أيضا بأشخاص يغلقون عليه الطرق عبر رفضهم للكثيرمن اساليب العمل».
سيل الزوار
من مراجعة الأطراف التي زارت البيت الأبيض مؤخرا، فإن ملك الأردن عبد الله الثاني كان آخر من وصل الى البيت البيض مساء الإربعاء الماضي، ويرى السيد كوانت «أن هذه الزيارات يجب أن تعطي الإدارة الأمريكية على الأقل بداية للتفكيرالجاد حول ما يجب عمله».
ومن جانب آخر يقول إيان لوستيك، الاختصاصي في قضايا الشرق الأوسط في جامعة بنسلفانيا، إن «السياسة الأمريكية تبدو مثل الكرة العالقة داخل آلة «البينبول» (آلة يتم فيها قذف الكرة لتحقيق بعض النقاط ثم تعود الكرة لمكانها)، فهي تبقى ثابتة في مكانها».
ويقول موظفو الإدارة الأمريكية بأن الحل المعتمد على وجود دولتين يبقى الهدف الذي يوجه كافة الأطراف للعمل من اجله، ويرى مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية بأن «المشاورات مع قيادات الشرق الأوسط يجب أن تبحث في طريقة الدخول الى هذا الحل، والسرعة الضرورية للبدء به».
لكن البعض يرى أن الإدارة تغذي حالة التشويش عبر اتخاذها مواقف متعددة من التفاصيل المتعلقة بتحقيق دولتين.
إن مشكلة واحدة اليوم وسط السياسة غير الواضحة، تولد وضعية قادرة على إبقاء ردود الأفعال والأحداث كما هي على الأرض دون تغيير.
والمحللون، مثل كوانت، يعتبرون أن جولات المفاوضات حققت تقدما حتى حدثت العملية الاستشهادية الأخيرة في إسرائيل ، ولكن أي تحرك لاحق يرتبط اليوم بتوقعات الرد الانتقامي الذي توعد به شارون.
دعم شعبي
إن ما يدفع للسخرية هو تردد إدارة بوش للقيام بدور في الشرق الأوسط في وقت يتصاعد دعم الشعب الأمريكي من أجل دور قوي لحل هذا النزاع، ففي استطلاع كبير للرأي حاول الدخول الى عمق الرأي العام الأمريكي أكثر من أي استطلاع سابق، تبين أن الأمريكيين لا يقفون فقط الى جانب رغبة الولايات المتحدة للقيام بدور قوي في عملية السلام، لكنهم مستعدون أيضا لرؤية مقاطعة قوية تمارسها الولايات المتحدة ضد أي حزب - فلسطيني أو إسرائيلي - لا يقف مع السلام.
وحسب ما يرى ستيفين كول الذي قاد عملية استطلاع الرأي، وهو أيضا مدير برنامج الموقف من السياسة الدولية في جامعة ميرلاند، فإن الأمريكيين «يحملون الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني) على حد سواء مسؤولية الوضع الحالي ويرغبون في زيادة الضغط على الطرفين لإنجاز اتفاقية سلام».
ووجد الاستطلاع أن معظم الأمريكيين يعتبرون النزاع يتعلق بشعبين لهم احتياجات امنية وطموحات: بينما هناك 17% فقط رأوا أن النزاع له علاقة بالحرب ضد الإرهاب، وأقل من 25 % يعتقدون أن الولايات المتحدة تلعب دورا فاعلا كما يجب في هذاالنزاع،
ويرى الاستطلاع، حسب ما يقول خبير الشرق الأوسط في جامعة ميرلاند شبلي تلحمي: ان «الإدارة الأمريكية تملك الكثير من الغرف المتأرجحة (دلالة على الخلافات)،، أكثر مما تفترض سياستها.» ويضيف أن «على الرئيس اتخاذ قرار بإنهاء هذا التضارب بدلا من إدارته، وهذا هو القرار الكبير».

«كريستيان ساينس مونيتور»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved