Tuesday 14th May,200210820العددالثلاثاء 2 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

من المسؤول عن كبح جماح المخترعين السعوديين من المسؤول عن كبح جماح المخترعين السعوديين

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة/ سلمه اللهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهراقني ذلك الموضوع الشيق الذي تم طرحه وتناوله في العدد الصادر يوم الأربعاء الموافق 25/2/1423هـ حول المخترعين والاختراعات السعودية..وبقدر سروري وغبطتي لوجود ذلك العدد من المبتكرين والمخترعين السعوديين بيد ان الاستمتاع بقراءة سلسلة المقابلات مع المخترعين السعوديين قد نغصته تلك الآهات والزفرات التي انطلقت من ألسن هؤلاء المخترعين، ولعمري ان هذه الآهات والزفرات لم تخرج من فراغ أو تتكئ على خيال جامح ولاسيما ان الشاكين كثر! فإذاً هناك إجماع بيِّن لا يمكن حجبه أو التقليل من حجمه على ان هناك مشكلات يعاني منها المخترعون السعوديون، وأنها مرشحة للتفاقم بمعدلات متسارعة الوتيرة إذا لم تبادر الجهات العليا المسؤولة إلى إلجامها والقضاء عليها في مهدها قبل ان تتوه في سراديب ودهاليز البيروقراطية التي قد لاتثمّن أهمية الزمن في القضاء على المشكلات. فلا جرم ان الكرة الآن تدحرجت إلى ملعب مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. فقد أضحت بيت القصيد وهدفاً لسهام ورماح المخترعين السعوديين الذين صبوا جام غضبهم عليها وشنوا هجوما مريرا عليها مع اكتظاظهم بالغيظ والضغينة نحوها! بل وصل الأمر إلى التلميح بخوف المخترعين من قيام المدينة (بلطش) جهودهم وتجييرها للمدينة وهذا لاشك اتهام خطير جدا! وهو مؤشر خطير جدا على نزع الثقة بين المدينة والمخترعين.حقيقة الدهشة عقدت لساني فلم أستطع الكلام ودوّى الطنين في رأسي فشعرت بالدوار لاسيما ان فقد الثقة بين المدينة والمخترعين السعوديين كارثة وطنية كبرى تصيب بشررها ولهبها الأمن الوطني. فالمدينة هي التي أسند إليها إصدار شهادات براءة الاختراع، فتقاعس وتلكؤ المدينة عن القيام بواجباتها تجاه المخترعين سيجبرهم على طرق أبواب أخرى ودهاليز تقودهم إلى خارج الوطن. وهذه مصيبة عظمى.
فغني عن البيان أننا لسنا بحاجة إلى تلقي درس أو موعظة أو محاضرة في بيان الأهمية القصوى للاختراعات سواء في الاستخدامات المدنية أو العسكرية وزيادة الدخل الوطني وترسيخ مبدأ السيادة الوطنية. فالمرحلة التي تمر بها الأمة عصيبة وليس الوقت مناسبا للاجتهادات الخاطئة أو التلكؤ القاتل من قبل المدينة تجاه الاختراعات التي يكابد أصحابها الأمرّين للحصول على شهادة براءة الاختراع من لدن المدينة.وليس الأمر مجرد فرصة معينة ينهض خلالها من يشاء ليقول ما يشاء فحالة الاحتقان والاحتباس التي يعاني منها المخترعون.. وسياسة الأبواب المغلقة تجاههم تستلزم ان يكون هناك تدخل فعّال من القيادات الوطنية لتحليل ودراسة هذه الظاهرة والوقوف على أسبابها لاستئصالها من جذورها قبل استفحالها، ومعاقبة المتسبب فضلاً عن ضرورة التعامل مع خطورة هذه الأزمة على أعلى مستوى من الجدية والنضج.وهذه الظاهرة تنبئ عن وجود خلل يدب في أوصال ومفاصل المدينة على حين غفلة من المسؤول وأخشى براثن ومخالب البيروقراطية الحادة قد انشبت أظفارها في جسد المدينة وان كانت المدينة بريئة مما رمت به من قبل هؤلاء المخترعين (كبراءة الذئب من دم يوسف) فلا غضاضة إذاً من معاقبتهم على هذا السلوك المشين الفج.فنحن نطالب بأعلى صوت ان تسرع المدينة لنشر الحقيقة سواء كانت مرة أو حلوة من خلال الطرح المباشر التفصيلي السالم من العموميات التي لاتسمن ولاتغني من جوع.. وبعيداً عن الطرح المتأخر والخجول في آن واحد.. كما نحبذ تشكيل لجنة محايدة من أساتذة الجامعات المتخصصين في العلوم الطبيعية للوقوف على حقيقة الشكوى مع الاستماع لجميع الأطراف.. مع العمل سريعاً لردم الهوة بين المدينة والمخترعين.

عبدالمحسن بن محمد الفريح/القصيم / بريدة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved