Tuesday 14th May,200210820العددالثلاثاء 2 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضغاث الأحلام تتحقق أضغاث الأحلام تتحقق
بقلم: يهودا ليطاني

في قاموس ايفن - شوشان تعرف كلمة «الفصل» ب«ابعاد شيء عن شيء آخر». ومؤيدو خط الفصل المخطط بين الضفة الغربية وإسرائيل مقتنعون أن الخط الجديد - المكون من جدار، قنوات ومعوقات سيساعد في منع عبور المخربين الذين يريدون تنفيذ عمليات في إسرائيل. ولكن ثمة في اقامة خط الفصل شيئاً من الأحلام: ابعادنا بقدر الامكان عن المناطق التي يقطنها فلسطينيون وتنفيذ المعنى اللغوي لكلمة «الفصل».
إن الواقع الجديد الناجم في الضفة الغربية بعد عملية «السور الواقي» يدحض تماماً هذا الحلم، حيث تسيطر إسرائيل عملياً على كل المناطق. صحيح انه بدل أن نكون داخل جنين، نابلس أو رام الله، تطوق الدبابات هذه المدن من الخارج ولكن الجيش على أهبة استعداد دائماً للعودة الفورية إلى نفس المدن متى استدعى الأمر. لقد عدنا إلى أرض «إسرائيل الكاملة من النهر إلى البحر» وفيها جيوب بنتوستانية يمكن احتلالها فوراً بعد انتفاضة «أولاد» في هذا المكان أو ذاك. الأرض الكاملة هي عملياً دولة ثنائية القومية وفيها خطوط فصل قسرية تفرق بين أصحاب الحقوق «وخاصة حق التنقل بحرية» وبين عديمي الحقوق.
السلطة الفلسطينية شطبت عملياً باستثناء ساحة المقاطعة في رام الله، التي يتواجد فيها حضور رمزي بشخص ياسر عرفات، فإنها لم تعد تعمل في مدن وقرى الضفة الغربية. لقد عدنا إلى أيام بداية الانتفاضة الأولى، إلى أيام الحكم العسكري والإدارة المدنية، إلى أيام التصاريح والمتعاونين، إلى أيام الاحتلال المباشر. ومن أجل الاستمرار في الوهم بأن الواقع السابق لا يزال قائماً تبادر الحكومة إلى اقامة فاصل الغاية منه هو التفريق بين مناطق الاحتلال وبين التجمعات السكانية الإسرائيلية وسط البلاد. وبالنسبة لشارون هذا خط عزل وسط البلاد وليس في أطرافها، والمعبر الشرقي لخط الفصل توجد فيه المستوطنات التي عكف على اقامتها ولا ينوي اخلاءها بأي حال.
هذا ليس حدوداً بل خط فصل الغاية منه عملياً المساعدة في تحديد الواقع الجديد للدولة ثنائية القومية التي تميز بين قومية وقومية. وإذا كان الحديث يدور عن دولة ثنائية القومية، من المهم أن نعرف أنه يوجد الآن أغلبية فلسطينية وسط الفئة العمرية صفر - 7 بين النهر والبحر.
وبعد عشر سنوات عام 2012 سيتساوى عدد اليهود في الدولة ثنائية القومية هذه مع عدد الفلسطينيين، وبعد حوالي 15 سنة سيكون فيها أغلبية فلسطينية واضحة.
«الصهيونية ستنتصر» كُتب على اللافتات الكبيرة وسط المدن في إسرائيل. هذه هي الصهيونية التي سعت إلى إقامة دولة آمنة جداً ليهود العالم. في نفس الدولة سيتحول اليهود قريباً إلى أقلية إذا واصلت حكومتهم سياستها الحالية.

* كاتب يساري «يدعوت أحرانوت»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved