Tuesday 14th May,200210820العددالثلاثاء 2 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

العمليات الاستشهادية تثير الاختلاف بين القادة السياسيين والعسكريين اليهود العمليات الاستشهادية تثير الاختلاف بين القادة السياسيين والعسكريين اليهود
هل سيطرد عرفات .. هل يعاد احتلال غزة ... وماذا بعد...؟!

* سمدار شموئيلي وفيليكس فريش:
في أعقاب بدء موجة العمليات الاستشهادية الجديدة، بعد العملية التي وقعت يوم «الثلاثاء» في مدينة ريشون لتسيون، وقيام فلسطيني بتفجير نفسه عند مفترق مجدو، في اليوم نفسه عقد المجلس الوزاري الموسع برئاسة رئيس الحكومة أرييل شارون، جلسة طارئة.
وقد طرح رئيس الحكومة، أرييل شارون اقتراحاً يدعو إلى طرد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، من المناطق الفلسطينية.
وحصل رئيس الحكومة على موافقة الوزير إيفي ايتام بسهولة، الذي قال: «لا يوجد أي أفق سياسي طالما ظل عرفات هنا، فلن يتحقق الهدوء بوجوده لأنه يحرض على العنف ويشجع الإرهاب، وهذا واقع موجود. لذلك يجب البحث في كيفية إبعاده».
كما وافق الوزير إيلي يشاي، زعيم حركة شاس، على هذا الاقتراح.
فقد قال يشاي الذي رافق رئيس الحكومة في زيارته إلى الولايات المتحدة، إنه سيتخذ قراره بهذا الخصوص وفقاً لتوصيات أجهزة الأمن.
في المقابل يتوقع أن الاقتراح لاقى معارضة في صفوف كتلة حزب العمل. فقد سبق أن قال زعيم الحزب، الوزير بنيامين بن اليعازر في الماضي، أنه يعارض أن تقرر اسرائيل من يقف على رأس السلطة الفلسطينية.
وقال الوزير شالوم سمحون «حزب العمل»، إنه «على ضوء العمليات الأخيرة فمن المستحسن البت من جديد في مواصلة ضرب قواعد الإرهاب، وليس البحث في مصير عرفات. من الأفضل أن نقوم بحملة «السور الواقي «الثانية».
ويحظى اقتراح طرد الرئيس عرفات، بتأييد واضح في صفوف المعارضة اليمينية للحكومة. فقد دعا عضو الكنيست افيغدور ليبرمان الحكومة، إلى «اتخاذ قرار شجاع، وإصدار أمر لطرد كبير «القتلة».
وقال ليبرمان انه يجب القيام بحملة أخرى ل«السور الواقي» في قطاع غزة. وأعرب بنيامين نتنياهو هو الآخر عن تأييده لاقتراح طرد عرفات، ويتوقع أن يكرر نتنياهو موقفه هذا في جلسة مركز حزب الليكود في الأسبوع القادم.
تخبط في أجهزة الأمن
من جانبها ناقشت أجهزة الأمن الاسرائيلية قضية إبعاد عرفات من المناطق الفلسطنيية للمرة الأولى منذ وقوع عملية نتانيا عشية يوم الفصح.
وعارض كل من رئيس الاستخبارات العسكرية، ورئيس الشاباك ورئيس الموساد هذا الاقتراح، على الرغم من تأييد رئيس هيئة الأركان العامة له. وتقرر في نهاية المطاف العمل على عزل عرفات.
وتقول جهات مطلعة في الجيش الاسرائيلي، إن الأصوات المؤيدة لطرد عرفات آخذة بالازدياد. ويتصدر رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال موفاز مؤيدي هذا الاقتراح.
وكان موفاز اطلق تصريحات بهذا الخصوص في الأسابيع الأخيرة. وهو يعتقد أن عرفات لن يوافق على تسوية سياسية تكون مقبولة على إسرائيل، ولذلك فمن الأفضل أن يكون خارج المناطق الفلسطينية، الأمر الذي سيترك فراغا يمكن ظهور عناصر قوة جديدة في السلطة الفلسطنيية.
وتقول مصادر اسرائيلية ان مثل هذه التقديرات تساعد على نمو وارتفاع ما يسمى «بالأصوات الأخرى» في صفوف كبار رجالات السلطة الفلسطينية الذين يطلقون تصريحات ضد عرفات وضد خطه الاستراتيجي لإقامة دولة فلسطينية بواسطة العنف والإرهاب.
في المقابل، سيوصي جهاز الأمن العام «الشاباك» هذه المرة أيضاً بعدم طرد عرفات. ويقول مؤيدو هذا الموقف ان وجود عرفات في الخارج سيشكل خطراً أكبر من وجوده في المناطق الفلسطينية، «إذ سيحظى عرفات باعتباره زعيما منفياً بتأييد أوسع من الدول الأوروبية والدول العربية».
ويقول مصدر في الشاباك: «سيقوم عرفات في المنفى بالتجول في أنحاء العالم وعقد المؤتمرات الصحفية ليشرح باستمرار مدى معاناة الشعب الفلسطيني، ويؤكد في الوقت ذاته على عدوانية إسرائيل وقسوتها، وفي حالة وجوده في الخارج، لن يكون ممكنا ممارسة الضغوط عليه، وسيكون بمقدروه التنصل من أي مسؤولية عما يحدث في المناطق الفلسطينية. وإذا كانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية تمارس حالياً الضغوط على عرفات لمحاربة الإرهاب فلن يكون هناك أي معنى لهذه الضغوط إذا كان عرفات في المنفى».
ويعتقد جهاز الأمن العام أن طرد عرفات لن يؤثر في استمرار أو وقف العمليات، لأن بمقدوره أن يسعى من هناك لتجنيد الدعم والأموال لمواصلة النضال، وسيصدر من هناك تعليماته للمنظمات في المناطق الفلسطينية. وفي هذا السياق يشير مسؤولون في أجهزة الأمن إلى نهج عرفات بالسفر إلى الخارج كلما اندلعت موجة من العمليات العدائية والتنصل من المسؤولية عنها بحجة وجوده في الخارج.
تخبط آخر: القيام بعملية في غزة أم لا
وبالإضافة إلى إشكالية إبعاد عرفات من المناطق، يدرس الجيش الاسرائيلي وأجهزة الأمن إمكانية تقديم توصيات بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، وذلك في ضوء حقيقة ان تخطيط وتنفيذ عملية ريشون ليتسيون، قد جاء من قطاع غزة، على ما يبدو. وقال ضباط كبار انه في حالة القيام بعملية كهذه فستكون هناك حاجة لتجنيد قوات كبيرة جداً.
وتشير مصادر أمنية إلى أنه يوجد في قطاع غزة، وخلافاً للضفة الغربية، تواصل جغرافي حضري يبدأ في بيت حانون وجباليا شمالاً وحتى مخيمات اللاجئين في مركز القطاع . وهو تواصل سكاني مكثف يعيش فيه 600 ألف إنسان في كثافة عالية جداً من الازدحام السكاني.
وقالت هذه المصادر انه حتى يتم القيام بعملية في قطاع غزة، فسيضطر الجيش إلى تجنيد قوات موازية لجميع القوات التي عملت في الضفة مجتمعة، ونشرها شمالي القطاع.
وقالت مصادر عسكرية إن «نجاح منتحر واحد بالخروج من القطاع، حتى وإن تمكن من خداع الشبكة الدفاعية، لا يشكل سبباً للقيام بعملية واسعة النطاق على ما تتضمنه من أضرار قد تلحق بإسرائيل على الساحة الدولية، ناهيك عن الخسائر الكبيرة المرتبطة بها».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved