يشرف - بمشيئة الله تعالى - صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، الحفل الختامي للمسابقة المحلية على جائزة سموه الكريم لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره للبنين والبنات، وذلك مساء اليوم الإثنين الأول من شهر ربيع الأول 1423هـ بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال بالرياض.
وكانت المسابقة في دورتها الرابعة التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد شارك فيها (97) متسابقاً ومتسابقة، منهم (37) متسابقة.
وبهذه المناسبة، بارك الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود توفيق الله له على سلسلة الأعمال الخيرة التي ما فتىء سموه الكريم يبذل العطاء تلو العطاء في سلسلة متصلة الحلقات، مبتغياً مرضاة الله - سبحانه وتعالى.
وقال معاليه: إن رعاية سموه الكريم للمسابقة المحلية - معنوياً ومادياً - تبرز اهتمام ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية بكتاب الله العزيز، الذي قال الله تعالى عنه: (وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) من اهتدى به نجا، ومن أعرض عنه هلك، وقال - عز من قائل : (فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).
ونوه معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بالتفاعل الكبير الذي شهدته المسابقة في دورتها الرابعة لهذا العام وقال: لقد كان الحضور أكثر وكثيفاً، ومستويات المشاركين في المسابقة كان أعلى حيث لم تحجب إحدى الجوائز في بعض فروع المسابقة خلاف العام الماضي والذي قبله فإن بعض الفروع لم يكن لها نصيب من أن يكون هناك أحد من الفائزين بها، وهذه السنة كان هناك الإقبال والقوة - ولله الحمد - وكانت جلسات استماع واختبار المتسابقين قوية جداً والتنافس كبير.
وقال معاليه: إننا ننظر إلى مسابقة الأمير سلمان على أنها تحمل حدثاً كبيراً وهو إحياء روح الاهتمام بهذا القرآن العظيم والتنافس فيه علي مستوى المملكة، مشيراً إلى أن هناك عدة مسابقات أخرى لبعض الأجهزة الرسمية كمسابقات وزارة المعارف، أو في بعض الأجهزة العسكرية مثل الجيش، أو في السجون ونحو ذلك، ولكن مسابقة الأمير سلمان هذه لجميع أبناء المملكة تشارك فيها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وأيضاً مدارس البنين والبنات، كما يشارك فيها نطاق أكبر حتى إنه يمكن أن يشارك فيها أكبر من ذلك من الكليات وغيرها.
وكرر معاليه التأكيد على أهمية هذه المسابقة لا سيما لأهل القرآن وحفظته من البنين والبنات قائلاً: إن المسابقة مهمة لكل حافظ وحافظة للقرآن الكريم إذ يحظى الجميع بأن يشارك في هذه الجائزة، ويكون له نصيب إتاحة الفرصة في هذه المنافسة الكبرى على كتاب الله، نسأل الله التوفيق للجميع.
ولفت معالي رئيس الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح آل الشيخ الأنظار إلى أن سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز مهتم كثير بهذه المسابقة لأنها تمثل جزءاً من اهتمامه بالقرآن الكريم وحملته، وقال: إن سموه الكريم دائم الحضور لحفلات تكريم حفظة كتاب الله وهو دائم الدعم لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم سواء في منطقة الرياض أو في غيرها، ودائم التواصل مع المهتمين بالقرآن الكريم، فاهتمام سموه بهذا القطاع اهتمام كبير جداً، وهذه الجائزة لها ولله الحمد صداها الكبير.
وقال معاليه: إن من فضل الله - تعالى - علينا في هذه البلاد المباركة أن هدانا للإسلام، وجعل بلادنا منطلقاً لرسالة خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - إلى الناس أجمعين، وهيأ لنا ولاة أمر مخلصين يحكمون بما أنزل الله، ويرعون مصالح الناس، ويحرصون على فعل الخير، وتطبيق شرع الله عزّ وجلّ .
وأضاف معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن خدمة كتاب الله - تعالى - تُعد من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله - سبحانه وتعالى - وقال: نحمد الله - تعالى - على أن هيأ لهذه البلاد المباركة ولاة أمر جعلوا العناية بالقرآن الكريم، والعمل به في مقدمة اهتماماتهم. ومن مظاهر هذا الاهتمام: إقامة المسابقات الدولية، والمحلية بين أبنائنا وبناتنا لحفظ القرآن كتاب الله - تعالى -، وتلاوته وتفسيره؛ ليتنافسوا في أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون، وأجل ما يتسابق فيه المتسابقون، كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وقال معالي الشيخ الوزير الشيخ صالح آل الشيخ: إن شبابنا وبناتنا - وهم يلتقون في المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات - يحدوهم الأمل في الفوز بالجائزة السخية التي خصصها صاحب السمو الملكي الأمير الكريم سلمان بن عبدالعزيز لأفضل حافظ وحافظة؛ لتكون حافزاً للتعلق بكتاب الله، وصرف الهمم إليه، والعناية الخاصة لإتقان حفظه وتجويده، ودراسة تفسيره، والاجتهاد في تعاهده، والعمل به.
وأضاف معاليه قائلاً: إن جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات تعتبر امتداداً للأعمال الخيرة الكبيرة التي يقوم بها سموه الكريم في مختلف مجالات الخير، وترسيخاً لسمة من سمات هذه البلاد الطيبة التي ربى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - أبناءه عليها، حتى صار فعل الخير، والمسارعة إلى أعمال البر من الصفات التي اشتهر بها قادة المملكة منذ نشأتها حتى هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين، ومن ذلك العناية بكتاب الله العزيز، تأكيداً للنهج الإسلامي الأصيل الذي قامت عليه هذه الدولة، وغرساً للخير في النفوس الناشئة من بنين وبنات، للتخلق بأخلاق القرآن الكريم، والتمسك بآدابه ومثله العليا، وتنشئتهم التنشئة الإسلامية الصحيحة.
وتحدث معاليه بإسهاب عن عناية المملكة بالقرآن الكريم، فقال: إنها ليست وليدة السنوات القليلة الماضية، وإنما هي عميقة الجذور في التاريخ، يحملها الخلف عن السلف، مشيراً إلى أن هذه العناية لها أوجه شتى ظاهرة، يأتي من أهمها التطبيق حيث إن تطبيق كتاب الله هو منهج المملكة هدياً وعقيدة وتوحيداً وحكماً وتحاكماً إلى كتاب الله.
وقال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد: إن حفظ كتاب الله تعالى، وتلاوته، وتدبره، من أفضل الطاعات، وأجل العبادات، التي وردت بفضائلها الآثار، وتواترت ببيان أجرها وثوابها الأخبار، قال الله تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور) فاطر (29-30)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه) رواه البخاري وغيره عن عثمان - رضي الله عنه - وروى الترمذي بسند صحيح عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).
وأوصى معالي الشيخ صالح آل الشيخ بأن يكون حامل القرآن الكريم حاملاً له بحق، ومتحلياً بصفات المؤمنين التي وصفهم الله بها في كتابه من مكارم الأخلاق، ومن اجتناب الغيبة والنميمة، وطاعة ولاة الأمر بعد طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم ، مبيناً أننا نستظل بظل قيادة راشدة هيأت لنا أسباب الخير، ومن حقها علينا أن نؤيدها وننصرها، وأن نتعاون معها على كل خير، وأن ندعو لها دائماً بالسداد والتوفيق والإعانة، وأن يكلل الله أعمال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني بالنجاح، وأن يجعلهم أنصاراً لدينه.
ودعا معاليه - في سياق تصريحه - الله العلي القدير أن يجعل جهود المشاركين من البنين والبنات موفقة وخالصة لله - تعالى ، وأن يثيبهم الجزاء الأوفى على ذلك، مشيراً إلى أن هذه المسابقات القرآنية تهدف إلى خدمة كتاب الله الكريم بما يليق ومكانته العالية، وربط الأمة به تعلّماً وتعليماً وعملاً، وتشجيع الشباب والناشئة من البنين والبنات على العناية بحفظ القرآن الكريم، وإجادة تلاوته، ومعرفة معانيه، والعمل به، والإعانة على إعداد جيل صالح متخلق بآداب القرآن الكريم، ملتزم بأحكامه، وإبراز الجهود المبذولة لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة.
وفي ختام تصريحه، أزجى معاليه جزيل الشكر وعظيم التقدير لرائد الأعمال الخيرية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود راعي هذه الجائزة على دعمه، ورعايته، وتشجيعه لحفظة كتاب الله والحافظات، كما شكر معاليه القائمين على المسابقات على جهودهم في هذا الميدان الشريف، سائلاً الله - تعالى - أن يجعل أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يجزي أئمة هذه البلاد وقادتها جزاء عباده الصالحين على ما يسدونه، ويقدمونه في سبيل خدمة كتاب الله المجيد، وخدمة الإسلام والمسلمين قاطبة.
|