Sunday 12th May,200210818العددالأحد 29 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إضاءة إضاءة
الفئة الخاصة ودورنا نحوها !!
سامي السقا

يولد الطفل بنقص ما في إحدى الحواس والقدرات الطبيعية وبالتالي يصعب نموه نمواً طبيعياً كغيره من الأطفال الأسوياء وقد تكون الإصابة في جسده أو قلبه أو إحدى حواسه وقد تكون عند ولادته أو يصاب بها في أي مرحلة من مراحل حياته كبيراً كان أم صغيرا نتيجة للحوادث المختلفة ولأسباب عديدة أهمها إرادة الله سبحانه وتعالى.
وإذا فقد الإنسان أي وظيفة من وظائف جسمه فإنه لن يواكب غيره في التطورات الحركية أو العقلية ولحظتها يصبح محور اهتمام ومحط عطف وحنان في نفس الوقت.. فهو معاناة الأسرة المستمرة والمتجددة في كل تصرف ينبئ عن وجوده وهنا تكمن المشكلة فلابد أن تسير الأمور قدر الإمكان بدون توتر حتى لا يشعر بأنه عبء وعالة على أسرته أو حتى مجتمعه ولا يسجن داخل غرفة تحجر فيها طاقاته التي يمكن أن يستغلها.
ولا مفر من تقبل الواقع والاندماج فيه فالبعض قد حباه بالصبر والإيمان القوي وبالتالي يحاول قدر الإمكان أن يتعايش بصورة سليمة مع واقعه والبعض الآخر من شدة الألم والمعاناة قد لا يعرف كيف يتصرف، ومنهم من يخجل من أن يعرف الآخرون بأن لديه طفلاً معاقاً، ومنهم من يعيش في انتظار ممل وفي استسلام تام لما هو فيه والبعض قد يدرك المشكلة ولكنه يجهل كيف يتعامل مع واقعه خاصة إذا كان يشعر بأنه منبوذ، وهناك من تهمله عائلته ولا تهتم به وقد تكلف الخادمة برعايته، ولعدم الإدراك الواعي يتسبب كل ذلك في زيادة المشكلة وتفاقمها نفسياً ومعنوياً لجميع الأطراف.
ومهما كانت الإعاقة ومهما كانت الأسباب ففي النهاية هو إنسان خلقه الله وكرمه وعلينا واجب كبير تجاهه وعلى الأهل أن يتقبلوا ويسلموا بالأمر الواقع كما هو وأن يعززوا امكانياته مهما كانت ضئيلة ولا يتوقعوا منه الكثير وعليهم أن يتبعوا أسلوبا متوازنا في المعاملة وعليهم التوجه إلى الطبيب والاتصال المستمر به لمعرفة ما يستجد في حالته وعليهم أن يزرعوا بداخله الصبر والإيمان ولا يتركوه للفراغ ويؤكدوا له أنه إنسان قادر على إنجاز أفعال قد لا يقدر عليها الكثير من الأصحاء، ويعطوه أمثلة باستمرار عن أشخاص معوقين أصبحوا رواداً وعلماء وعظماء في مجتمعاتهم بسبب الإرادة القوية والتقدير والاحترام.
وقد قامت الحكومة وأصحاب القلوب الرحيمة بالاتجاه إلى رعاية هذه الفئة وتكثيف الجهود لجعل مكانتهم مساوية لأقرانهم علماً بأن هذه الشريحة أصبحت تمثل جزءاً لا يستهان به في مجتمعنا ولابد أن تتوزع المسؤوليات بين الدولة والمراكز والمؤسسات الخاصة والعامة وبين الأهل والمجتمع ككل ولابد من تكثيف التوعية بأهمية دور المواطن ليساند دور الدولة وما تقدمه وتحققه على جميع الصعد العلمية والصحية والتربوية والثقافية والرياضية التي تتناسب مع قدراتهم وبالتالي ستتحول هذه الفئة بفضل وجود من يفهمهم ويدربهم ويعرف خصائصهم وطرق التعامل معهم وفق قواعد مدروسة إلى فئة منتجة تعود بالنفع على أنفسهم ومجتمعاتهم ولهم الحق بأن يشعروا بوجودهم وكرامتهم.

* مدير مركز التأهيل الطبي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved