Sunday 12th May,200210818العددالأحد 29 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

على ضفاف الواقع على ضفاف الواقع
قوة العجز... وعجز القوة
غادة عبدالله الخضير

ضباب كثيف يحجب ضوء الشمسويجعل الخطوات بطيئة خاملة خوفا من السقوط...
أو ربما خوفاً من الشجاعة ومتطلباتها...
المسافة أصبحت ضيقة بين الناس...
لذا من السهل أن تختنق الحرية... والحب معا...
العواطف أصبحت إما فاترة باردة متبلدة...
أو هي بركانية تحرق دون أن تنضج...
الهموم انتشرت بين الجميع...
لا تجد واحداً نسيت خارطة الهموم معالمه...
واختلطت بذلك همومنا الصغيرة والكبيرة على حد سواء...
فلم نعد نفرق...!!!
يلتهمنا العجز فرداً فرداً...
ويفرد بساطه في أراضينا ويستوطننا بالإرغام...
ومع الأيام يستوطننا بالرضا...!!!
يشوه الغضب وجوهنا الحقيقية ويجعلها مسخا...
ويفقدنا في ذات الوقت حكمة التعقل وقدرة التفكير...!!
قاسية قلوبنا.. قاسية...
المشاعر فيها مؤقتة ومرهونة بالوقت والموقف.. والصور..
إذ لا قضية نؤمن بها.. طالما أنها لا تمسنا شخصيا...
ولم تصل إلى حدود أجسادنا..
أصبحنا نتوحد مع الساند كأنه الوحيد..
كأنه الصواب الذي يجب أن نتبع...
ونتغافل عن الحقيقة...
أو نؤجل التعامل معها إلى... الوقت المعجزة...
أصبحنا نلهو بكل الأشياء التي حولنا...
أو نسخر منها.. حتى فقدت مصداقيتها أو جديتها...
ولم يعد للقيمة معنى...
أو للمعنى قيمة...
الوجوه الصادقة مدثرة بالصمت... والتأمل...
لأنها اكتشفت...
ان داء غثيان الكلام.. طاعون هذا العصر...
وانها محترقة للفعل الثأر...
ولكن انها أقصر الطرق وأقلها كلاماً وإسرافاً وغثياناً...
وأكثرها حكمة وتدبراً..؟؟؟
نحلم أملاً...
بالوجوه الفارسة... الجامحة... المنقذة...
تطهرنا من كل شيء...
تخلصنا من هذا (الوجع) الطاغي على كل شيء...
تعلمنا... من جديد...
معان عدة أصيلة للقوة... والحق... والضمير...
تزيل غبار (العجز) من فوق قلوبنا...
وتوجه أفكارنا نحو أمر آخر غير الكسل...
و(تشرح) لنا من جديد... لتذكرنا..
أن (المواقف) الواضحة القوية...
لها أن تصبح انتصارا...
عندما تتخذ من أجل الحق..
تنبهنا بحماس أن (لا يخدرنا)...
التاريخ بكان وكنا...
ويدخلنا في سبات أحمق...
نرتدي فيه عجز القوة...
حتى تسيطر علينا.. قوة العجز...
تقرأ لنا بهدوء مؤثر...
«إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

ص.ب28688 الرياض 11447

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved