Thursday 9th May,200210815العددالخميس 26 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في الاقتصاد في الاقتصاد
المثابرة والأثرياء
د. سامي الغمري

إن عدم المثابرة في العمل يعد أمراً شائعاً بين بعض المستثمرين. وترجع أسبابه إلى عوامل نفسية قبل أن تكون مادية كما يعتقد البعض منهم. وعلى الرغم من انتشار هذه الروح المحبطة إلا أنه يمكن تجاوزها بالاستعانة وبالرغبة الشخصية الأكيدة في التغير الوضعي المالي وبالتالي ترقي سلالم النجاح. ولا شك فإن المثابرة أثناء العمل تعد من ضروريات النجاح خاصة عندما يكون الرابط بينهما هو رابط تحويل تلك الرغبة الداخلية إلى ما يعادلها من الأموال النقدية التي يتطلع إليها المستثمر نفسه. والمعروف أن كثيراً من الأثرياء في العالم والذين وصلوا إلى قمم النجاح الاستثماري يتميزون بأنهم واقعيون ويتصفون بصفة التصميم والإرادة حتى حققوا أهدافهم المالية بعد طول عناء وصبر.. وتعتبر المثابرة ذهنية نفسية يمكن للفرد أن يضعها في العقل مثل كل الحالات الذهنية الأخرى التي يمتلكها. وكثيراً ما يقال إن الثراء والمال ينجذب نحو الأشخاص الذين تهيأت عقولهم لجذب المال واستعدوا له، كما يقال أيضاً إن الوعي بالفقر يحتل طوعياً العقل الذي لا يحتل الوعي بالمال فيه جزء منه ولا يشغل باله بالتفكير به ولو بشيء يسير منه. ويبقى ذلك الوعي من دون تطوير واع لعادات مؤيدة وداعمة له فيظل صاحبه على حاله المالي والمادي دون تغير يذكر لبقية عمره. ومن ثم فلا بد لمن أراد الثراء أن يصطنع الوعي بالمال صنعا. وفي حال غياب هذا الإدراك بأهمية المال والفوز به فإن الفرد في حياته يكاد يفقد الرغبة والمثابرة ويتراجع في أهدافه وطموحاته المستقبلية قبل أن يبدأ فيها. وعلى النقيض تماماً نجد أن المستثمر الذي يستعين بفكرة المثابرة والسعي الدؤوب لتحقيق الطموحات نجده شخصية مميزة تفتح لها الأبواب واحداً تلو الآخر. كما يفضل التزود بوعي المثابرة في الحياة العملية والعلمية بصرف النظر عن السرعة أو البطء الذي يبدأ لأن النجاح يأتي بالمثابرة وليس بالسرعة كما يظن البعض. ومعظم الأثرياء حول العالم والذين تثقفوا بفنون المثابرة والمكابدة إنما هم محصنون ضد الفشل والبعض منهم لم يتراجعوا في خطوات سيرهم العملية رغم كل الصعاب التي مرت بهم، بل تابعوا انجازاتهم ووصلوا إلى النهائيات المرجوة لهم. وقبل أن يبدأ الفرد بالسير نحو عالم النجاح يتعيَّن عليه أولاً أن يعمل على تحديد قدراته الجسمانية والعقلية. والقدرات الجسمانية قد تتحسن بممارسة أنواع عديدة من الرياضية البدنية. أما القدرات العقلية فإن الخبرات والتجارب والمستوى الثقافي والتعليمي تساعد تبعاً لحصوله الشخصي والتزود بالقراءة والاطلاع كلما أمكنه ذلك في فراغه! كما يتعين عليه ثانياً أن يستكشف صفاته وامكاناته العقلية في تطبيق المثابرة تطبيقاً جيداً، ويتم ذلك إما بمعرفة نقاط الضعف فيه وبالتالي التعرف على امكانية التخلص من تلك النقاط أو حتى القضاء عليها هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى يمكن أن يتعرف عن كثب على كل من حوله خاصة أولئك الذين يحطون من عزائمه ومن شخصه. وهناك عدة طرق منها البعد عنهم بقدر المستطاع وعدم مخالطتهم أو الجلوس معهم واستبدالهم بشخصيات أفضل خلقاً وعلماً.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved