أنتِ يا «قدسُ» أم أخوكِ «الخليلُ»
أمْ أنا الجرحُ والعذابُ الطويلُ ؟
مسَّنا يا سنَا النواظرِ داءٌ
بربريٌّ عتا اسْمُهُ «اسرائيلُ»
اليهودُ اليهودُ عيبتْ وشُلَّتْ
كيفَ عادتْ بحقدِها تستطيلُ!
كلُّ قلبٍ دعَا لِنَصْرِكِ يا «قُدْ
سُ» ولكنْ لغيرِ ذاكَ يميلُ
كلَّما سَمَّنَ السلامَ لقاءٌ
في التقاريرِ قد عراهُ النحولُ
فاهطلي يا سحابةَ الفجرِ أمناً
وسلاماً فقد جفَانا الهطولُ
واستحالتْ بِنا القوافي جحيماً
تتلظَّى بها «فعولُنْ فعولُ»
كلُّ حرفٍ بها زها فوقَ فَوْدَيْهِ
مُشِعّاً من اللظى إكليلُ
ملَّنا الشعرُ والقوافي استجارتْ
وازدرَى صنعةَ العروضِ «الخليلُ»
واستشاطتْ بحورُهُ في دِمانَا
فانبرى يلعنُ «البسيطَ» ، «الطويلُ»
واحترَقْنَا بِداخلِ الشعرِ صمتاً
يتلظّى بِراحتَيْنَا الفتيلُ
عدتُ أبكي لأُمَّتي عدتُ أرثي
فالمدى الآنَ شاعرٌ وطلولُ
أنظرُ الزمانَ ماشياً وعليهِ
نعشُ أمَّةِ الهُدى محمولُ
يا دماءَ الشهيدِ سيلي احمراراً
واغسُلي الحقدَ قد يفيدُ الغسيلُ
ثُمَّ ثُوري فها هُو «المسجدُ الأق
صى» يُنادي: أنتِ الغدُ المأمولُ
واصعدي قمَّةَ السماءِ إباءً
ليسَ من عادةِ الأبِيِّ النزولُ
إيهِ يا غضَّةَ المفاتنِ يا «قُدْ
سُ»، رعاكِ الصبا الندي يا بتولُ
يا مثالَ الفِدى ونبعَ الضحايَا
لكِ جسرٌ بِمُهجَتي موصولُ
كُلَّما خَرَّ للترابِ قتيلٌ
فَلَعَمْري كأنَّني المقتولُ
والضحايَا التي أُسِيلَتْ دماهُم
من فؤادي دمُ الضحايا يسيلُ
علِّمي الطفلَ أن يرى السلمَ عاراً
حينَمَا يغصبُ الترابَ دخيلُ
علّميهِ في يديْه يثورُ ال
عزمُ غيظاً وتستشيطُ الحقولُ
علِّميهِ بِكيفَ يصبحُ طُعْماً
حينمَا يُطلَقُ الرصاصُ الأكولُ
علِّميهِ ما خرَّ يوماً صريعاً
في دماهُ إلاَّ تسامقَ جيلُ
علِّميهِ كيفَ المشاعرُ تبقى
للأهالي فروعُها والأصولُ
علِّميهِ أنَّ الشهادةَ نهرٌ
ضفَّتاهُ التمجيدُ والتبجيلُ
علِّميهِ أنَّ الجهادَ أذانٌ
وصَدَاهُ التكبيرُ والتهليلُ
علِّميهِ في الحربِ لن يتساوى
من سخَا في عطائِهِ والبخيلُ
علِّميهِ إنْ رافقَتْهُ جروحٌ
كلُّ جرحٍ في جسمِهِ قنديلُ
علِّميهِ أنَّ الإرادةَ شمسٌ
في يدَيْهِ شروقُها والأصيلُ
علِّميهِ وهْوَ الحميُّ فيومٌ
كلُّ حقدٍ بِعَزمِهِ سيزولُ
حجَرٌ منهُ أبكمٌ وضريرٌ
هُوَ إنْ أقدَمَ القؤولُ الفعولُ