أقبلت ثكلى تناجي ألمي بدموعٍ نبعها حر دمي تبعث الغيرة في جوفي التي طويت في صفحة المعتصم تنزع الصيحة من أسديتي لغة فصحى تناساها فمي توقد النخوة في ذاكرتي تحتمي في لُجِّها الملتطم طفلها أحشاؤه ملحمة صورة تحكي غليل المعرم وتنادي صولة أندبها من رؤى الأمس الذي لم يسلم صمدت تأبى هتافات غدٍ وأبت إلا عُلُوَّ الهمم وقفت والكل منا خائف يالها كم أجَّجت من ألمي ردَّدت لي سوف أبقى حرةً لن تراني لعبة للعجم إن أبادوني فخلفي أمةٌ فلتدعهم يرقصوا في مأتمي لمحتني ببقايا جرحها مزقوها رغم أنف المحرم صدقوني كدت لا أعرفها قد أغيرت وجنتيها بالدم وأعادت لي سأبقى حرة بسمت والدم غطى المبسم وأفاضت لن يهزوا هيبتي والذي أوجدني من عدم علَّمتني أنني ممتلَكٌ بين سطو العجم والمستعجم علَّمتني أنني مبتذلٌ غارق في داجيات الظُلَم وروت لي قصة أصبو لها يا لها كيف أنا لا أنتمي أمَّتي ما عاد للسيف هنا لمعةٌ تحكي بريق الأنجم أمَّتي هل صار شارون هنا ضيغماً في وجه جيشي العرم أمتي ما عاد للطفل هنا كابحٌ من فعل ذاك الضيغم أمتي هل صار للقرد هنا صولة المجد وحكم الحكم أمتى هل سوف نبقى عرباً أم ترى حان نداء المسلم يئست مني ومن مهزلتي وهتافي ونحيبي المؤلم أصبحت حسناؤنا قنبلة أقدمت إذ حينها لم نقدم وقفت روحي على أشلائها ها هنا منها بقايا المعصم وهنا منها بقايا مجدها ورؤى العز بجلدٍ ناعم حينها أيقنت أني دائماً ليس لي إلا ثنايا قلمي وسأبقى مثل غيري واقفاً أزدري فعل العدو الغاشم أمتى أدري بأني واهنٌ لست أقوى نصرها في حلمي |
محمد فرحان محمد الفيفي
|