Al-jazirah

اليوسف ينقل بعض روايات الواصل: اليوسف ينقل بعض روايات الواصل:
في مجلس ضم ابن عمير والنصافي جرت هذه المحاورة

بقلم / إبراهيم عبدالله اليوسف
في لقاء مع الشاعر والراوي الكبير أبو محمد إبراهيم بن محمد الواصل أمد الله في عمره والشيخ إبراهيم الواصل، يجذبك في صدق رواياته واختياراته وتوثيقه وصراحته وعدم تحيزه.
إذا تحدث عن قصيدة أو قصة أو عن شاعر يورد المعلومات الوافية والتاريخ الذي جرت فيه باليوم والشهر والسنة والموقع الذي سمعها فيه والحضور مما يجعل المتلقي يثق بصحتها وقد فتح قلبه ومجلسه في أربع جلسات بالأسبوع وهو يوم الأحد والأربعاء بالصباح ويوم الاثنين والخميس بعد المغرب ويرتاد هذا المجلس الراوي والشاعر ومن له اهتمام بالتاريخ والشعر.. وقد سألت أبو محمد عن الشاعر صقر النصافي قال في عام 1369ه كنت بالكويت واجتمع كل من صقر النصافي وعلي أبو ماجد المتوفى في شهر 6 من عام 1383ه وقد جرى بينهما عدة محاورات لم تطبع ولم تنشر.. صقر سلم على أبو ماجد قال أبو ماجد:
إبراهيم اليوسف
زبن عمير رحمه الله
إبراهيم الواصل

مرحبا بالرفيق اللي ينومس كلامه
ليتني جار والا لو من أدنا فريقه
أبو ماجد يحبك يوم هو في تهامه
والموده تجدد والمبادي عتيقه

قال صقر:

ليت علمي وعلمك تلتزم به حمامه
والخبر ما يضب من القلوب الشفيقه
والا أنا مثل عدٍ مستخلٍ مقامه
ما أحرز أطرش وعيني من وجعها عويقه

واستمروا بهذه المحاورة..
ثم حصل بينهما محاورة ثانية والمناسبة كان علي أبو ماجد ساكن في مكة وقال صقر النصافي:

ليه تسكن بالجبل لو تزخرف لك زهيد
غير حج البيت ودك تنزح عن جباه
ليه ما تسكن عنيزه بها خضر الجريد
والتجار وقربهم من تسابيب الغناه

قال علي أبو ماجد وقد ذكر حمص وحماه يقصد أن له بنتاً وولداً فيها صغاراً:

ودي أسكن به وسكاني فيها يوم عيد
لكن المخلوق يمشي بتدبير الإله
كن حاديني عن زيارته مثل الضديد
النخل ما ليش اوقفيت عن حمص وحماه

قال صقر النصافي:

الغشيم اللي تعرض على رجل رشيد
ماشٍ بالدرب عينه مقديته خطاه

وأيضا جرى بين الشاعرين صقر النصافي وزبن بن عمير العتيبي في ليلةٍ اجتمعوا بحضور الشاعر علي البراهيم القري وعبدالله السليمان المزيد بالكويت قال صقر لعلي القري نبيك تشاركنا بالمحاورة قال القري ما أقدر أباريكم ولاني في مستواكم ولزموا عليه قال أنا أباسم لكم والباقي عليكم قال القري:

سلام الله على صقر النصافي هو وأبو غشام
أقوله من هجوس كلها باللعب مرتاحه
أنا ما غير أبا أقرع يا جماعة خير بالدمام
وأبو غشام هو مغلاق هالمعنا ومفتاحه

واستمرت المحاورة بين زبن بن عمير وصقر النصافي الله يرحم الجميع منهم ثم بدأت محاورة ثانية بينهما قال صقر:

اليوم يا زبن خليت الهوى اللي يريده
ناسٍ لوازيمهم وردت وأنا صدر لزومي
منول أطرب وأكيف للملابيس الجديدة
واليوم حالي اسموحيه الي غسلت اهدومي

واستمروا على هذه المحاورة..
وفي ليلة ثانية اجتمعوا بالملعب.. قال صقر النصافي لزبن:

قبل أمس يا زبن يوم انك بسوق الغنم
وشلونها يوم دجت وسجت في سوقها
وشلون بيع الضعيف وكيف بيع الشحم
ترى السلع ما تساوى عند فاروقها

قال زبن:

أعز ما شفت سوق اليوم بيع البهم
والضان خلا كثير الناس طاروقها
الوقت ماهوب وقت اللي تبي تفتهم
قامت تسقط به العربان بحقوقها
واستمروا على هذه المحاورة..

وفي نفس الليلة قال صقر إنني في سنةٍ من السنوات كنت «مصيوب» قال علي القري وشلون مصيوب قال إنني أحب قال علي القري يشير على عبدالله المزيد هذا تراه مصيوب قال المزيد غير صحيح أنني مصيوب.. قال صقر النصافي:

والله اني عقب جربت في حالي ما ألوم
النفوس الطيبة لو يزيد اهبالها
كد سريت بليلةٍ ما تشاف بها النجوم
مثل ما تهذل بها ذيبةٍ لعيالها

قال عبدالله السليمان المزيد:

المعافا مثل حالي ترى ما له لزوم
ويش لي في هرجةٍ ما اعرف تفصالها

ثم قال أبو محمد إنني سمعت ان فيه أربعة شعراء كبار كل واحد قال بيت من الشعر بالغزل على معنى واحد وهم عبدالله بن سبيل وبعدالله اللويحان وسليمان بن شريم وعبدالرحمن العيسى.. عبدالله بن سبيل قال:

أحبهم والله عليم بما أخفيت
أحب من مضنون عود لصيبه

قال عبدالله اللويحان:

من يوم هوتوه وأنا خاضع له
اخضاعة الشايب على أصغر عياله

قال ابن شريم:

ما له حلي الا مودة عيالي
واصغر عيالي بالغلا كنه اياه

قال عبدالرحمن العيسى:

اسلم وسلم الي جيت الجماعة يا سليمان
سلم على اللي جتين للصغير من عيالي

ثم سألت أبو محمد عن الشاعر الشهير زيد بن غيام من الجبلان من مطير قال زيد بن غيام يلقب زويد وان له قصائد كثيرة منها قوله:

الايا وجودي وجد من لحقه الملحوق
حداه القصا والبدو شدو على قوّه
بناته ثمان ولا حي كبده المفهوق
واهل الدين الأول كل طلابته لوّه
حدر له على هرشٍ عليل وفيه افروق
حدريم دار ما بها عرف اوسموه
قضيت الغرض ما عاد لي لازمٍ بالسوق
تبين شديد البدو والماخلي جوه
ونطحني غزال ضامر وعاتقه منتوق
تبلش بقلبي واطلبه منه تمروه
الايا حلي مدرهمٍ بأول المسيوق
خزيزة عقيد وخضبوها من الفوه
لعل العجايز صايختهن تجي من فوق
تبريت منها ميرلزمتني الخوّه

وله أيضا عندما زار أحد هجر البادية قال له واحد عسى ديرتنا جازت لك يا زويد قال:

عسى ديرتك تخطي من الوسم يا حجي
يجيها الجراد وجعل تخرث محاصيله
أيا فاطري من صوب غض النهد هجي
هجيج القطا اللي جافل من مقاييله
أنا لو بغيت أسلى هوى القلب وأسجي
وطيت المراح وذكرتني مداهيله

يقول وفي عام 1391ه سافرت لعنيزة وركب معنا واحد مطيري من أهل السير جاي من الكويت وقال: إن الشاعر زيد بن غيام قال أبيات من ضمنها يقول:

علوى منوّل اهل خيل يعنوني
واليوم صاروا بشق طويق بقاره
اللي يشيل الخشب واللي يحفروني
واللي على منكبه يشيل محفاره
وجدي على صاحبي عن ماقع الهوني
عن ماقع ما يجي به بس مع فاره
اللي الى أوحا الموذن قيل مجنوني
والجار ما حللوا مشيه على جاره
حلفت ما أجوز من دونه ومن دوني
يكود قصر الحساء ينزل على واره
واهل عنيزه على البصره يحلوني
والمجمعة تنتزح للسيف حدّاره