Friday 3rd May,200210809العددالجمعة 20 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

25% من سكان الكرة الأرضية مصابون بالقلق 25% من سكان الكرة الأرضية مصابون بالقلق
الخوف من العقاب والشعور بالنقص وتفكك الأسرة أهم أسبابه

تعريف القلق العام:
يعرف القلق علي أنه شعور عام غامض غير سار بالتوجس والخوف والتحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض الاحساسات الجسمية خاصة زيادة نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي ويأتي في نوبات متكررة مثل ضيق في التنفس أو زيادة في نبضات القلب أو صداع أو غير ذلك.
نسبة الانتشار:
يمثل مرضى القلق نسبة تتراوح بين 10% إلى 15% من المترددين على العيادات الخارجية في حين تبلغ نسبة مرضى القلق المنومين في المستشفيات حوالي 10%، وتوضح بعض الدراسات أن 25% من الأصحاء قد مروا بمرحلة القلق في يوم ما من حياتهم، وتتراوح نسبته في المجتمع العام بين 3% إلى 5%، وتزيد نسبة الإصابة به لدى النساء عن الذكور بنسب تتراوح بين 2 : 1.
المحكات التشخيصية:
أ. قلق وانشغال زائدان يحدث في معظم الأيام لمدة لا تقل عن ستة شهور ويدور حول عدد من الأحداث أو الأنشطة.
ب. يجد الشخص من الصعب عليه أن يتحكم في انشغاله هذا.
ج. كل من القلق والانشغال يكونان مصحوبين بثلاثة أو أكثر من الأعراض الستة التالية:
1. عدم الاستقرار أو الشعور بأنه على وشك السقوط أو على حافة الخطر.
2. الإحساس بالتعب بسهولة.
3. صعوبة التركيز أو أن العقل أصبح فارغ المحتوى.
4. سرعة الغضب وسهولة الاستثارة.
5. التوتر العضلي.
6. صعوبة الدخول في النوم أو النوم غير المستقر.
د. القلق أو الانشغال أو الأعراض العضوية تتسبب في ألم اكلينيكي جوهري أو قصور في الأداء الاجتماعي أو المهني أوغيرهما من المجالات.
و. لا يرجع القلق والانشغال إلى تأثيرات فسيولوجية مباشرة لمادة أو عقار أو لحالة طبية عامة ولا يحدث أثناء اختلال مزاجي أو اضطراب ذهاني.
أسباب القلق:
تتعدد أسباب القلق ومن أهمها:
1 الاستعداد الوراثي في بعض الحالات، وقد تختلط العوامل الوراثية بالعوامل البيئية.
2 الاستعداد النفسي «الضعف النفسي العام» والشعور بالتهديد الداخلي أو الخارجي الذي تفرضه بعض الظروف البيئية بالنسبة لمكانة الفرد وأهدافه، والتوتر النفسي الشديد والأزمات أو المتاعب أو الخسائر المفاجئة والصدمات النفسية والشعور بالذنب والخوف من العقاب وتوقعه والخوف الشديدة في الطفولة المبكرة والشعور بالعجز والنقص وتعود الكبت بدلا من التقدير الواعي لظروف الحياة.
كذلك الصراع بين الدوافع والاتجاهات والإحباط والفشل اقتصادياً أو زواجياً أومهنياً.. الخ، والحلول الخاطئة.
3 مواقف الحياة الضاغطة والضغوط الحضارية والثقافية والبيئية الحديثة ومطالب ومطامح المدنية المتغيرة وعدم تقبل تغيرات الحياة .
4 مشكلات الطفولة والمراهقة والشيخوخة.
5 التعرض للحوادث والخبرات الحادة اقتصادياً أو عاطفياً أو تربوياً، والإرهاق الجسمي والتعب والمرض وظروف الحرب.
6 عدم التطابق بين الذات الواقعية والذات المثالية وعدم تحقيق الذات.
الأعراض الإكلينيكية للقلق النفسي:
1 القلق الحاد:
أ. حالة الخوف أو الهلع:
حيث يظهر التوتر الشديد والقلق الحاد المصحوب بكثرة الحركة، وعدم القدرة على الاستقرار مع سرعة التنفس والكلام السريع غير المترابط مع نوبات من الصراخ والبكاء تكون مصحوبة بجفاف الحلق واتساع حدقة العين وشحوب الجلد والارتجاف الشديد في الأطراف، وقد تؤدي سرعة التنفس أحياناً إلى تقلصات عضلية أو إغماء، ويصيب الفرد الإعياء الشديد بعد هذا الهلع.
ب. حالة الرعب الحاد:
وأهم ما يميز هذه الحالة هو عدم الحركة والسكون المستمر مع تقلص العضلات والارتجاف مع ظهور عرق بارد وغزير.
وهنا لا يستطيع المريض إعطاء معلومات وافية عن حالته، بل أحيانا لا يعرف المكان والزمان، وكثيرا ما يعترض هذا السكون الحركي اندفاع مفاجئ يجري أثناءه، وفي المواقف العسكرية أحياناً ما يجري اتجاه العدو أما في المواقف الأخرى فكثيراً ما يهاجم من يقابله.
ج. إعياء القلق الحاد:
عندما يستمر القلق لمدة طويلة يصاب الفرد بإجهاد جسمي ويصاب بأرق شديد لعدة أيام.
2. القلق المزمن:
أ.أعراض جسمية:
وهي أكثر أعراض القلق شيوعاً، حيث إن جميع الأجهزة الحشوية في الجسم تتصل وتتغذى بالجهاز العصبي اللاإرادي والذي ينظمه الهيبوثلاموس المتصل بمراكز الانفعال، ولذا فقد يؤدي الانفعال إلي تنبيه هذا الجهاز وظهور أعراض عضوية في أحشاء الجسم المختلفة، بل وأحياناً ما يكبت المريض الانفعال ولايظهر إلا على شكل أعراض عضوية، وأهم هذه الأعراض ما يلي:
الجهاز القلبي الدوري:
يشعر المريض بآلام عضلية فوق القلب والناحية اليسرى من الصدر، مع سرعة في ضربات القلب والإحساس بالنبضات في كل مكان، كذلك يشعر ببعض ضربات القلب غير منتظمة، ويرتفع ضغط الدم لديه.
الجهاز الهضمي:
يعاني المريض من صعوبة في البلع أو الشعور بغصة في الحلق أو سوء الهضم والانتفاخ وأحيانا الغثيان والقيء أو الإسهال والإمساك، وأحياناً يتعرض المريض إلى مغص شديد.
الجهاز التنفسي:
يعاني المريض من سرعة في التنفس، مع الشعور بضيق الصدر وعدم القدرة على استنشاق الهواء.
الجهاز العصبي:
يظهر القلق هنا في شدة الانعكاسات العميقة عند فحص الجهاز العصبي للمريض مع اتساع حدقة العين وارتجاف الأطراف مع الشعور بالدوران والصداع.
الجهاز البولي والتناسلي:
يتعرض المريض لكثرة التبول والإحساس الدائم بضرورة إفراغ المثانة وذلك عند الانفعال الشديد، وأحياناً ما يحدث عكس ذلك من احتباس للبول، ومن أهم أعراض القلق في الجهاز البولي والتناسلي هو فقدان القدرة الجنسية عند الرجل، أما في المرأة فالبرود الجنسي وعدم الاستجابة عادة ما يكون سببها في معظم الأحوال القلق النفسي، بل قد يؤدي القلق إلى اضطرابات في العادة الشهرية.
الجلد:
يكون القلق عاملاً أساسياً في أسباب ونشأة الكثير من الأمراض الجلدية، مثل حب الشباب والأكزيما والصدفية والبهاق وسقوط الشعر.
جهاز الغدد الصماء:
يسبب القلق الكثير من أمراض الغدد الصماء مثل زيادة إفراز الغدة الدرقية والبول السكري مع زيادة إفراز هرمون الأدرينالين من الغدة فوق الكلوية.
ب. أعراض نفسية:
الخوف:
يبدأ المريض بعد حياة سوية في الخوف منأ» أشياء كانت فيما سبق لا تسبب له أي استجابة مرضية، فأحيانا يخاف من الأماكن المغلقة أو الأماكن المفتوحة أو الأمراض، والخوف من الأمراض من أكثر المخاوف شيوعا فهناك الخوف من أمراض القلب والسرطان أو الخوف من الموت أو الجنون، وأحياناً يأخذ الخوف مظاهر غريبة كخوف المريض من ابتلاع لسانه أو توقف الطعام في حلقه، ويتردد المريض على الأطباء ويحاولون تهدئته من أنه لا يعاني من أي مرض عضوي ويستريح بعض الشيء ولكن سرعان ما تعود له المخاوف ويبدأ في زيارة أطباء آخرين.
التوتر أو التهيج العصبي:
يصبح المريض هنا حساساً لأي ضوضاء حيث يقفز من مكانه لمجرد سماعه أي صوت، ويفقد أعصابه بسهولة ولأتفه الأسباب مما يجعل ذلك مصدرا للنزاعات مع الآخرين.
عدم القدرة على التركيز:
يصبح المريض غير قادر على التركيز، ويكون سريع النسيان والسرحان مع الشعور بالاختناق والصداع، ويشعر الفرد بأنه قد تغير عن سابق عهده وأن العالم قد تغير من حوله ويبدأ في القلق على أتفه الأمور.
فقدان الشهية:
يفقد المريض شهيته للطعام مع فقدان الوزن، كذلك يصاب بالأرق الذي يتميز بالصعوبة في بداية النوم، وأن نام يصحب نومه أحلام وكوابيس مزعجة.
شرب الخمر أو تناول العقاقير المنومة أو المهدئة:
وهي كمحاولة من المريض للتخفيف من أعراض القلق النفسي، مما يؤدي أحياناً إلى حالات إدمان.
العلاج:
يختلف العلاج حسب الفرد وشدة القلق ووسائل العلاج المتاحة للفرد، ومن أهم طرق العلاج المستخدمة ما يلي:
1. العلاج النفسي:
في معظم الحالات يتم استخدام العلاج النفسي المباشر والمقصود به التفسير والتشجيع والإيحاء والتوجيه والاستماع إلى صراعات المريض، أما التحليل النفسي فيحتاج لكثير من الوقت والجهد ولذا يستحسن عدم استخدامه إلا في حالات شديدة مزمنة، وأكثر أنواع العلاج النفسي المستخدم في علاج القلق هو العلاج النفسي المعرفي، حيث يتم تغيير النظم المعرفية في التفكير من خلال هذا العلاج.
2. العلاج البيئي والاجتماعي:
حيث يتم إبعاد المريض عن مكان الصراع النفسي أو الصدمة الانفعالية، وتغيير الوضع الاجتماعي سواء في المنزل أو في العمل.
3. العلاج الكيميائي:
العلاج النفسي قد لا يفيد منفرداً وخاصة في الحالات الحادة، بل يجب إعطاء المريض كميات من المنومات والمهدئات في بداية الأمر ثم بعد الراحة الجسمية يمكن البدء في العلاج النفسي، أما في حالات المزمنة فلا مانع من إعطاء بعض العقاقير التي تقلل من التوتر العصبي، ويفضل عدم الاستمرار علي هذه العقاقير أكثر من ستة أسابيع، وكذلك يعطى في حالات القلق مضادات الاكتئاب خاصة مثبطات أكسدة أحادي الأمينات ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
4. العلاج السلوكي:
في العلاج السلوكي يتم استخدام إجراء تقليل الحساسية التدريجي في علاج القلق.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved