حين يفتح الباب للحديث عن احتياجات مدينة القريات فإن الحديث لا ينتهي والحوار والنقاش سيستمران إلى ما لا نهاية. فإن بدأت بالتعليم فلن تخرج إلا بقائمة من الطلبات والحاجات والتي يراها الأهالي مهمة وان كان الحضور كثيفاً فلن تستطيع الاصغاء لمتحدث واحد كون كل واحد منهم يريد أن يدلي بدلوه وان يطرح آراءه وتصوراته وان يبين احتياجات مدينة تضم بين جنباتها ما لا يقل عن مائة ألف نسمة (000.100) لكن كل الآراء تتفق بل وتجمع على ان القريات لاتزال تتطلع للكثير من الخدمات والمرافق والبنى التحتية لكنهم في ذات الوقت يعولون كثيراً على جهود صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف وسمو نائبه الدؤبة وحرصهما على تحقيق كل ما من شأنه الوصول بهذه المدينة على وجه الخصوص والمنطقة عموماً إلى المستوى المأمول من التطور والرقي.
قلب الشمال النابض
فمن جانب يرون ان القريات يُنظر لها لا لكونها مدينة أو أنها آهلة السكان فحسب بل هي منطقة حدودية ومنفذ دولي وهذا يعطيها أهمية بالغة ومكانة لا تتمتع بها كثير من المدن في بلادنا ولهذا فهم يؤمنون بحقيقة أن الأيام كفيلة بتحقيق كل التطلعات والأماني وان تأخرت بعض الوقت كما أشار سمو الأمير في أكثر من محفل وأكثر من مناسبة.
** إذن موقع حدودي مهم وكثافة سكانية تتزايد وبنسبة عالية جداً ورقعة جغرافية ومراكز نمو كلها أوراق يراهن عليها أبناء القريات حين يسوقون مطالبهم ويفندون احتياجاتهم ولهذا فانك لا تملك إلا موافقتهم حين يضعون مقارنة للقريات مع مدن ومحافظات أقل من مدينتهم كثافة سكانية وأصغر حجماً و...و... و...و...و... وأشياء كثيرة لا مجال لذكرها هنا.. إذن ما هي تلك الاحتياجات؟؟ ما هي تلك المطالب؟؟ هذا ما خرجنا به من جلسة حوارية ومداخلات أخذت الوقت الكثير فلنقرأ الحصيلة:
** الأستاذ هزاع دحل الرويلي (صحفي):
لابد للإنسان أن يقف مستذكراً أموراً قد تحققت خلال الفترة الماضية مثل توافر الأجهزة الخدمية مثل إدارة تعليم البنين وأخرى للبنات ومديرية للزراعة والشؤون الصحية والتي شكل وجودها رافداً تنموياً مهماً سواء التخطيطي منها أو المشروعات والمتابعة وكذلك التوسع الكبير في خدمات الكهرباء واستكمال انارة القرى وكذلك الخدمات الهاتفية وأشياء كثيرة لا يمكن اغفالها أو تجاهلها ومع وصول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز أميراً للمنطقة وتعيين سمو الأمير فهد بن بدر نائباً لأمير المنطقة أعطى للمنطقة زخماً كبيراً ورسخ أهميتها وتضاعفت الآمال عن ذي قبل وترجم سموه اهتمامه حفظه الله في دفع بعض المشروعات كجلب المياه للقريات من بسيطا وهو مشروع كبير وحيوي وقد قطع هذا المشروع شوطاً كبيراً على طريق التنفيذ وكذلك اعتماد مشروع الصرف الصحي الذي نؤمل في ترسيته وبشكل عاجل لما له من أهمية وعلاقة كبيرة بصحة المواطن والبيئة اضافة لتطوير كلية البنات هذا العام لكنني أرى (والحديث للأخ هزاع) ان التوسع العمراني وحسب الواقع المشاهد سيتوقف بسبب حصار المزارع للمدينة من الجهة الشرقية والجنوبية ووجود السباخ في الجهة الشمالية والأجزاء الغربية من المدينة أغلبها مملوك ونلاحظ زيادة في حجم التعديات واقامة المزارع في محيط المدينة خلال السنوات الماضية وعدم مواجهة ذلك الوضع في حينه وباعتبار القريات واجهة الوطن وبوابة المملكة فإن اعتماد خطة لتحسين الخدمات وتجديد المرافق أمر حيوي وضروري فهي من ترسم التصور والصورة الطيبة من نهضة بلادنا وما يعطي الأمر أهمية أخرى هو حسن جوها واعتداله وهذا يعطينا أملاً في تحولها إلى مدينة مصيف إذا قورنت بأجواء مدن أخرى والأمر لن يتم في ظل غياب البنى التحتية مثل اقامة الفنادق والمتنزهات واستغلال المكونات الطبيعية والموارد المحلية كالمياه الكبريتية في القرى الشمالية.
أما الجانب الأهم فهو ايجاد التعليم لما بعد الثانوية العامة مثل ايجاد مركز للتدريب المهني ومعهد صناعي أو كلية تقنية وكلية مجتمع وهذا الجانب يجب أن يوزع لتحقيق نمو متوازن في قطاعات التعليم خاصة واننا نلاحظ تشتت أبناء القريات في مناطق عدة داخل المملكة والبعض منهم يلتحقون بالجامعات الأردنية ثم لا ننسى مرافق أخرى مهمة مثل:
1 توسعة خدمات البريد بافتتاح شعب بريدية داخل المدينة حيث لا يوجد إلا شعبة في حي حصيدة الشرقية وواقع المدينة يتطلب وجود ما لا يقل عن ثلاث شعب أخرى في احياء متفرقة.
2 ايجاد محطة توزيع المنتجات البترولية لأن محطة طريف ثلاثة أرباع نشاطها يوزع في القريات وترى انه من المجدي ايجاد محطة بالقريات ووجودها سيخدم القريات والحديثة وقرى الوادي حتى مدينة طبرجل.
3 ضرورة ايجاد مركز لرعاية وتأهيل المعاقين حيث ان بعض أبناء القريات يلتحقون في مراكز خارج المملكة بحكم القرب الجغرافي وسهولة زيارة ولي الأمر له بدلا من السفر إلى المدينة المنورة أو حائل أو الجوف ووجوده اليوم أصبح ضرورة ملحة وحيوية وأيضاً دار للرعاية الاجتماعية ودار للملاحظة خاصة الأحداث فالملاحظ نقلهم للجوف على بعد أربعمائة كيلومتر وهذا يسبب متاعب لذويهم وتكاليف على الجهاز الحكومي وهذه نقطة جوهرية ومهمة جداً..هذه بعض التطلعات والآمال نسأل الله ان يوفق سمو أميرنا وسمو نائبه لتحقيقها.
** الأستاذ أحمد ضيف الله الهزاع نائب رئيس الغرفة التجارية بالقريات يستهل حديثه بالقول: نخطئ كثيراً ان ظل اعتقادنا بأن القريات بقيت إلى اليوم هي نفسها تلك البلدة الصغيرة التي نعرفها قبل عشرين عاماً وأكثر.. هي اليوم غيرها بالأمس وواقعها قد تغير وحجمها كبر ومساحتها تضاعفت عشرات المرات والكثافة السكانية زادت مرات ومرات نحن نعرف بأن القريات كمدينة وصلت مساحتها إلى ما يزيد على (45) كيلو متراً مربعاً وسكانها تجاوزوا (000.100) نسمة من خلال هذه المعطيات نستطيع بلورة سؤال يحيط بالموضوع من كافة جوانبه.. هل الخدمات واكبت هذا التوسع؟؟ وهل البنى التحتية تواءمت مع هذا الوضع؟؟ قد تكون الاجابة غير مرضية وقد تكون في منتهى السلبية لكن الواقع يفضي بنا إلى مزيد من الأسئلة مثل: هل واقع المدينة الخدمي يمثل أهمية موقعها الجغرافي وهل تسدى الخدمات بالشكل الأمثل؟؟ أجيبك ب(لا).. نعم أقولها وبالفم (المليان) لأن التطلعات أكبر والآمال أكبر. نحن نثمن ما تحقق للمدينة من نمو وخدمات في مجالات عدة لكن لا يعني اننا وصلنا إلى مستوى يرضينا ويرضي حكومتنا الرشيدة. القريات كما تعرف تمثل اليوم أكبر منفذ بري لبلادنا ومثل هذه الأهمية تعطي بعداً أكبر لموقعها فأنت حين تسدي خدمة فلن تسديها لسكان المدينة وحسب بل لكل عابر وزائر وحاج ومعتمر وهؤلاء عيون تلاحظ وترى وتقيّم الخدمة وتنقل صورة إن كانت ايجابية فنسعد بها وإن كان العكس فيحز ذلك في أنفسنا لأننا نريد أن تظهر مدينتنا بالشكل الأمثل والأحسن وأستطيع أن ألخص الأمور بنقاط مهمة أرجو ان تحظى باهتمام الجهات المسؤولة وهي:
1 حالة الطرق الدولية والتي تتفرع من القريات فوضعها العام سيئ فالطبقة الاسفلتية أصابها (التخدد) وهي ضيقة وذات طريق مفرد فهل هذا لائق؟؟ والمقياس للسوء كثرة الحوادث.
2 مطار القريات يعتبر من أكثر المحطات ازدحاما في المواسم وخاصة العطلة الصيفية فهل طوِّر المطار ليستوعب رحلات أكثر وهل سيرت الخطوط الجوية رحلات تفي بالغرض خاصة وانني أرى مطار القريات أصبح (دوليا) بحركته.. السعودية تتذرع بعدم تسيير رحلات بطائرات ذات سعة مقعدية أكبر بعدم قدرة المدرج على تحمل تلك الطائرات وكذلك عدم وجود محطة لأرامكو لتزويد الطائرات بالوقود فما هو ذنبنا نحن أبناء القريات حين نتشتت بين المطارات لعدم وجود حجز أو نركب الحافلات ب«1600كم» فهل هناك من علاج يريحنا؟؟
3 القريات تتمتع بأجواء جميلة صيفا والخدمات الترويحية مفقودة فبودنا لو استُثمر هذا الموقع وهذه الأجواء بإيجاد فنادق ومحطات استراحة لخدمة المسافرين وأبناء البلد.
4 الخدمات البلدية ليست كما ينبغي فالواقع يشير ان هناك قصورا في الخدمة نظرا لتوسع المدينة والبلدية بقيت امكانياتها كما هي زد على ذلك انه حتى القرى لم تُخدم فتدعيم البلدية أو رفع فئتها بات ضرورة ملحة ومهمة للنهوض بالخدمات وشموليتها.
5 أنت تعلم بأن أبناء القريات من الطلبة والطالبات يتجاوز ال(000.30) وينتهي تعليمهم عند الثانوية العامة للبنين أما البنات فيبدو أنهن أحسن حظاً ونرى ضرورة ايجاد كلية جامعية لاستيعاب الخريجين سنويا بدلا من توزيعهم بين مناطق المملكة وايجاد معاهد وكليات فنية بدلا من تسربهم وبقائهم في منازلهم ولابد ان يكون التوزيع عادلا ومنطقيا فليس من المنطق تكديس الكليات والمعاهد في مدينة واحدة وهذا سبب في الهجرة السكانية.
6 وضع المساجد بشكل عام سيئ جداً فليس هناك من جامع متكامل وبسعة معقولة وتشاهد أن أغلب مساجد الجمعة عمل لها مظلات من الحديد لاستيعاب المصلون وبودنا ان تسارع وزارة الشؤون الاسلامية لإنشاء عدة جوامع مناسبة وذات سعة معقولة ليؤدي المسلمون صلواتهم بروحانية وخشوع وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد لخدمة بلادنا في ظل الرعاية الكريمة من حكومتنا الرشيدة.
** المواطن حمود محمد الشامخ:
يرى من جانبه أن هناك الكثير من الاحتياجات والنواقص لكنه يقول:
أعتقد أن ما تحدث به الاخوة في مداخلاتهم قد غطى أشياء عديدة وهي مهمة وملحة وفي نفس الوقت حيوية وفي ظني أن سمو الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز قد قال كلمته في حديث صحافي وقول سموه فصل لا يحتاج إلى اضافة مني فبكلمات مختصرة ألمَّ وأحاط بكل شيء (المنطقة فاتها الكثير وسنبدأ من الصفر) وأعتقد أن الصورة واضحة للجهات المسؤولة وزيارات الوزراء والوكلاء للمنطقة شرعت الأمور وليس هناك شيء خفي غير بيّن لكنني أود أن أضيف بعض النقاط المهمة والتي غابت عن هؤلاء الاخوة وهي:
1 سبق وان اعتمدت وزارة الصناعة مدينة صناعية بالقريات بمساحة (4) ملايين متر مربع وهذا منذ (8) سنوات إلا أن الأمر توقف عند هذا الحد ولا نعلم ما هو مصيرها؟؟
2 غاز الاستخدام المنزلي يجلب لنا من المنطقة الشرقية أي من مسافة (1650كم) وهذا يترتب عليه رفع الأسعار على المستهلك وشركة الغاز ذات أحقية الامتياز بالمملكة فلماذا لا تقوم الشركة بافتتاح محطة لتوزيع الغاز بإحدى المدن في المنطقة ليرتاح المواطن من أعباء النقل وتكاليفه وكذلك الحد من المخاطر على السيارات العابرة لطريق التابلاين.
3 هناك الآلاف من أبناء القريات لم يحصلوا على أراضي منح بايقاف المخططات ومضى على اعلان أسمائهم ما يصل إلى عشر سنوات فمتى يلحقهم الدور ومتى تسلم لهم؟؟ أمامهم مشوار طويل من الانتظار خاصة المخططات الجنوبية التي طال انتظارها.
4 تطوير مطار القريات فهو علاوة على خدمته لابناء القريات إلا انه يخدم أيضا المسافرين إلى لبنان وسوريا وفلسطين والأردن وحتى تركيا ويسببون ضغطا على رحلات القريات من الرياض وجدة ويعطلون سفر أبنائنا ولعدم وجود رحلات إضافية تغطي جوانب نقص كثيرة وكذلك أنت تعلم بأن منطقة بسيطا الزراعية العملاقة وما بها من مشاريع وأيد عاملة وكذلك مدينة طبرجل وقرى الوادي قاطبة مما يتطلب تطوير المطار وزيادة الرحلات وتكثيفها في المواسم والأعياد.
5 أما النقطة الجوهرية فهي تتمثل في سؤال واحد وهو ما الذي يعيق الاستثمار على الطريق الدولي خاصة وان المسافرين يحتاجون للفنادق والمطاعم والاستراحات؟؟ أليس هناك من تشجيع وايجاد حل ان كان هناك مشاكل تعيق الاستثمار وتوفير الخدمات للمسافرين؟ والله الموفق.
غداً الحلقة الخامسة
|