* نيومكسيكو رويترز:
قال متحدث باسم البيت الابيض يوم الاثنين ان الامريكيين الذين سيكلفون بحراسة ستة سجناء بموجب صفقة لإنهاء الحصار المفروض على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لن يكونوا عسكريين ولكن «ليسوا من الدبلوماسيين ذوي البدلات الانيقة».
وقال المتحدث اري فلايشر للصحفيين «سيكون هؤلاء مراقبين تابعين للولايات المتحدة.. مسؤولين امنيين.. غير عسكريين.. وليسوا جنودا». وأحجم فلايشر عن ايضاح ما اذا كان افراد من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سيشتركون في المهمة ولكنه قال «هؤلاء ليسوا دبلوماسيين متأنقين.. انهم مسؤولون أمنيون». والسجناء المعنيون هنا هم قتلة وزير السياحة الاسرائيلي السابق رحبعام زئيفي الذين حاكمتهم السلطة الفلسطينية قبل عدة أيام فيما تطالب اسرائيل بتسليمهم اليها وهو الامر الذي ترفضه السلطة.
وقد شكَّل الاقتراح الأمريكي بان يتولى أمر حراستهم أمريكيون وبريطانيون مخرجا من الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي واتاح حلا لقضية احتجاز الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد توسط في خطة لرفع الحصار الاسرائيلي عن مجمع عرفات في رام الله وأعلن عرفات يوم الاحد قبوله الخطة كما قبلها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.
ويقضي الاتفاق من أجل رفع الحصار عن عرفات بأن يسمح له بحرية السفر على ان يتولى افراد امنيون امريكيون وبريطانيون حراسة ستة رجال تطالب إسرائيل بتسليمهم وذلك بغية التأكد من بقائهم قيد الحبس. ونص الاتفاق على ايفاد مراقبين أمريكيين إلى المناطق الفلسطينية للمرة الاولى في اطار اتفاق امني اسرائيلي فلسطيني.
وقال فلايشر «سيكون السجناء في سجون فلسطينية وسيظل الفلسطينيون ضالعين في الأمر وسيفعلون ذلك بمشاركة امريكية وبريطانية وهو ما كان موضع قبول من جميع الاطراف».
وقال فلايشر انه لا يعرف عدد المراقبين الأمريكيين الذين سيشاركون في حراسة السجناء وهل سيكونون مسلحين ام لا. وكان الفلسطينيون وبتأييد عربي واسع قد طالبوا بقوات حفظ سلام دولية لضمان تنفيذ اي اتفاق واسع النطاق للسلام مع الإسرائيليين، ولكن بوش يعارض ارسال قوات إلى المنطقة، وكثيرا ما يتذرع معارضو ارسال جنود أمريكيين للعمل ضمن قوات حفظ السلام بحادث نسف مقر مشاة البحرية الأمريكية في لبنان عام1983.
وقال فلايشر ان صفقة رام الله التي تم التوصل اليها يوم الأحد تتفق مع السياسة الأمريكية الحالية بشأن المراقبين. وقال «هذا يرجع الى صيف العام الماضي عندما اشار الرئيس ووزير الخارجية (كولن باول) إلى ان الولايات المتحدة تؤيد ارسال مراقبين الى المنطقة اذا وافقت الاطراف على ذلك». واجتمع خبراء امريكيون وبريطانيون مع مسؤولين فلسطينيين يوم الاثنين لمناقشة التفاصيل الفنية لتنفيذ خطة بوش. وقال الفلسطينيون ان السجناء ربما يودعون سجنا في اريحا وهي المدينة الوحيدة في الضفة الغربية التي لم يمتد اليها العدوان الإسرائيلي الأخير.
وقال فلايشر انه يتوقع ان يسلّم الفلسطينيون الرجال الستة وان ينسحب الإسرائيليون ويتحرر عرفات قريبا. وأشار فلايشر في ذلك الى مؤشرات من جانب الفلسطينيين على ان السجناء سيسلّمون في خلال يوم او اثنين. وقال فلايشر «سيتم كل شيء على نحو سريع للغاية.. فالرئيس (الامريكي) مسرور من التحرك الذي جرى في مطلع الاسبوع الحالي كما انه سعيد بخطوات المتابعة التي تمت بعد ذلك». وأشار فلايشر إلى أن البيت الابيض يتفهم دوافع إسرائيل لارسال دباباتها إلى مدينة الخليل صباح الاثنين وذلك بعد هجوم وقع يوم السبت الماضي وأودى بحياة مدنيين إسرائيليين. وأضاف ان الرئيس «ينظر إلى الاحداث في الشرق الأوسط من منظور عريض يرى ان على كل الأطراف ان تتذكر التركيز على السلام.. ومن الواضح ان الهجمات الإرهابية لا تساعد قضية السلام».
|