توجد أكثر من 150 مسرحا تقدم مختلف العروض المسرحية يوميا خاصة في شهري الصيف يوليو، اغسطس، عام 2001م.
الأعمال الكبرى
وسط عروض الكوميديا المنتشرة بكثرة في كثير من مسارح نيويورك، فاننا نلاحظ عروضا لدرامات عالمية ذائعة الصيت منذ قرون مضت، أول هذه العروض العرض الأوبرالي ل«عايدة» أشعار انطونيو جيسلازوني وموسيقى جوزيبي فردي «العرض الأول لعايدة كان في القاهرة في 24/12/1871م، تُعرض الآن في نيويورك على مسرح بالاس بتمثيل إلتون جون، تيم رايس.
يعرض مسرح راوند اباوت الدراما الاجتماعية المساتيرية «ميجور باربارا» ابنة مليونير انجليزي تتطوع في الجيش اثناء الحرب لعلاج المصابين، الدراما تأليف جورج برنارد شو عام 1915م، اما وليم شيكسبير فتمثل دراماته على اكثر من مسرح هذا الصيف، مسرح مارتن بك يقيم تحت اسم «فبليني ياكات» مسرحيته «ترويض النمرة» وبطلتها كاترين الشابة الشرسة، ويعرض له مسرح بالاس درامته ل«حلم منتصف ليلة صيف» تحت اسم «عرض الحمار»، والحمار يقوم بدور غرامي هام في درامة الحكايات لشيكسبير، ونفس المسرحية تعرضها فرقة الغوريلا بمفهوم إخراج الفارس للكلاسيكيات في حديقة ميدان واشنطن بنيويورك مجانا للجماهير.
اما مسرح اكويلا فيختار لشيكسبير درامته «لجاج في غير طائل» هذه الكوميديا الرومانتيكية التي يخرجها روبرت ريتشموند وديكور بو برومل، ويجري العرض على مسرح 45 شارع بليكر في نيويورك، وفي المهرجان السنوي لشيكسبير تصعد مسرحية الروسي انطون تشيكوف «طائر البحر.. النورس» يستمر المهرجان والعرض من 24 يوليو حتى 19 اغسطس في مسرح جوزيف باب العمومي ومهرجان شيكيبر هذا العام هو المهرجان رقم 46 في الولايات المتحدة الامريكية.
تمثل الادب الدرامي الفرنسي هذا العام ل«دراما شاعر فرنسا الشهير هوجو البؤساء» مأساتها الموجعة لبطلها الفقير جان فلجان سارق قطعة خبز لأولاده ليدفع ثمنها ثلاثين عاما في غياهب السجن، على مسارح برورواي لاتزال تمثل البؤساء حتى اليوم وفي سنتها الخامسة عشرة على مسرح إمبريال.
ومن بين الاعمال الكبرى تعرض نيويورك من على خشبة مسرح نيدار لندر، رائعة الموسيقى الايطالي جياكومو بوتشيني «البوهيمي» تحت عنوان «للايجار»، الاصل الاوبرالي مأخوذ عن قصة لهنري ميرجر بعنوان حياة البوهيمي la vie de boheme.
من الدراما
الأمريكية المعاصرة
يعرض مسرح «صندوق الموسيقى» أحدث مسرحيات الكاتب الامريكي المعاصر نيل سيمون احد اشهر كتاب الكوميديا في امريكا واوروبا، والمعنونة «حفلة الغداء» داخل حجرة للطعام يجتمع ثلاثة رجال وثلاث نساء، ويدور الحوار عن النكات والقطط والخبز المنفوخ والبيض، ثم تحدث المفاجأة الدرامية ساعة تقديم الحلوى كنهاية لدراما كوميدية تكشف شخصياتها اثناء طعام جماعي شهي.
ويقدم مركز القرن العشرين للفنون آخر ماكتبه الامريكي المعروف ادوارد أُلبى«1»، من مواليد 1928م الدراما المعنونة «حكاية الطفل» الحائزة على جائزة الادب بوليتزر Pulitzer وهي من نوع الكوميديا السوداء، بطولة ماريان سلدس وبريان موري على مسرح مركز القرن العشرين للفنون.
وتجري الدراما الموسيقية «الجميلة والوحش» على مسرح لانت فونتين.. قصة امرأة جميلة تعيد وحشاً من الرجال الى السلوك الانساني القويم، بعد عدة مغامرات يسعد لها المشاهدون خاصة الاطفال والشباب «دراسة درامية في السلوك الانساني». وعلى مسرح والتركيز اكبر نقاد امريكا تقدم الممثلة ماري لويز باركر مع المخرج دائيلي سوليفان «كل منهما حاصل على جائزة توني كأفضل ممثلة وأفضل مخرج» مسرحية «إثبات» الحائزة هي الأخرى على جائزة بوليتزر للدراما. وعلى مسرح شارع سوليفان يجري عرض مسرحية «الخياليون» في استمرارية يومية منذ عام 1959م، وهي احد العروض التي تحتل اطول فترات العروض المسرحية منذ 42 عاما، ولايهمل مسرح نيويورك فن الفورفيل فيعرض الدراما الموسيقية «شيكاغو» على خشبة مسرح شوبن، والدراما حائزة على جائزة توني عام 1997م، كأفضل عرض موسيقي وأفضل تصميم للرقصات، والعرض واحد من احسن العروض الترفيهية التي تجتذب الجماهير، ويأتي عرض «جورج جيرشوين وحده» الى برودواي قادما بعد نجاحات باهرة في لوس انجلوس. من تأليف هرشي فيلدر وموسيقى جورج جير شوين وايرا جيرشوين وباخراج جوويل زويك على مسرح هيلين هايز لتمجيد لذكرى المؤلف الموسيقي الامريكي جيرشوين صاحب الاوبرا الزنجية الخالدة «بورجي وبس» ومؤلف الرابسوري الزرقاء، امريكي في بارس، وجورج جيرشوين «1898 1937» بدأ حياته كعازف بيانو، ثم تفرغ لكتابة عدد من المؤلفات الموسيقية لموسيقى الجاز، وتوفي مبكرا في التاسعة والثلاثين نتيجة عملية غير ناجحة في المخ.
وفي مسرح فيفيان بومونت نرى المسرحية الموسيقية الراقصة «اتصال» مأخوذة عن موسيقى الروسي بيوتر تشايكو فسكي تعرض حقائق كثيرة عن الحب وتلامس الرغبات الانسانية في الحياة البشرية، والعرض اكتسح في السنوات الماضية جميع عروض برودواي حائز على جائزة توني في الموسيقى وتصميم الرقصات.
اما عرض «شبح الاوبرا» الذي يجري على مسرح ماجستيك فعرض موسيقى حائز على جائزة توني منذ عام 1988م، وهو مأخوذ عن فيلم سينمائي بنفس الاسم، وضع موسيقاه للمرسح اندرو للويد فيبر.
أما عرض «فوس Fosse الخندق» فيحتل خشبة مسرح برود هيرست منذ تقديمه في ابريل 1999م وهو حائز على جائزة توني في نفس العام.
كما يقدم مسرح يوجين اونيل الدراما الموسيقية «لعبة الورق الكاملة» في ثلاث ساعات كاملة، والدراما مأخوذة عن فيلم سينمائي بنفس الاسم حائز على جائزة الاوسكار عام 1997م، القصة عن كتاب لترانس مكناللي والموسيقى لدافيد يزبك.
يعرض مسرح كورت هذا الصيف كوميديا اجتماعية عنوانها «إذا تركتني للأبد.. سأذهب معك» زوجان منذ 36 عاما يستعرضان في احداث الكوميديا حياة الخطوبة حتى آخر ايام الزواج.
وتجري الدراما الموسيقية الاجتماعية «الملك الاسد» على مسرح نيو أمستردام، وهي الدراما الحائزة على جائزة توني عام 1998م، دراما مليئة بالمغامرات والمفاجآت حينما يريد الزوج ان يكون ملكا وأسدا في وقت واحد. ولايتسع المجال لحصر جميع عروض بورودواي، لكنني أُشير الى عروض تُقبل عليها الجماهير والسياح، وهي في اغلبها عروض موسيقية راقصة «العصفة» على مسرح بورودواي، شارع 42 على مركز فورد للعروض الفنية، رجل الموسيقى على مسرح نيل سيمون، المنتجون على مسرح سان جيمس، أحجار في جيبه على مسرح جولدن، الولد الخفاش على مسرح يونيون إسكوير، أزرق على مسرح جرامرسي، كل القزم على المسرح الامريكي، أنا أحبك لأنك مكتمل.. تغير الآن على مسرح وست سايد «لخامس سنة تعرض في نيويورك»، بطل اللوبي على مسرح جون هاوزمان، جانيس أدبيني على مسرح فيلادج، لك نغني على مسرح الممثلين، شجرة الليلج على مسرح الممثلين، تك تك بوم على مسرح جان استريت، عالم الطرب المرح على مسرح فور.
مستخلصات زيادة برودواي
من خلال مشاهدتي لبعض العروض القليلة التي تضمنها المقال، فان ملاحظاتي على موسم صيف نيويورك 2001 تتلخص في النقاط التالية:
1 انضباط شديد في مواعيد العروض، اضافة الى برنامج العرض الذي يشير الى زمن العرض بالساعة والدقيقة.
2 نقل افلام سينمائية الى عروض درامية على خشبة المسرح، وهو امر نادر في الدراما، لكنها ليست المرة الأولى، فقد حدثت هذه الظاهرة في ستينيات القرن العشرين.
3 استمرار عروض ناجحة جماهيريا لفترة تزيد على الاربعين عاما «مسرحية الخياليون» على مسرح شارع سوليفان».
4 الحرية الفنية، المتمثلة في عرض دراما «رئيسي، على مسرح روجلاس فربانكس. عرض من نوع الرقي يسخف في حرية وجرأة الحياة السياسية الامريكية المعاصرة، وينقد جورج بوش الابن، هيلاري وبيل كلينتون وباربارا استرايزاند.
5 اهتمام الامريكيين بتخليد اسماء كتابهم وفنانيهم، بل والدراميين العالميين كذلك «مسرح يوجيد اونيل، مسرح نيل سيمون» في برودواي.
6 الاهتمام برعاية سنوية «المهرجان رقم 46 للانجليزي وليم شيكسبير».
7 الاعلان في برنامج العرض عن العروض التي لاتتخللها استراحات «للفت نظر المتفرج المسرحي».
8 تشتمل اعلانات المسارح الامريكية على الجوائز التي حصدتها الدراما او الممثلون والمخرجون، وكأنها لقب فني يعادل الالقاب العلمية «احترام ذات الفنان وجهده».
أ.د. كمال الدين عيد
* هامش:
أهم اعمال الوارد ألبى: قصة حديقة الحيوان، وفاة بيسي سميث، الحلم الامريكي، من يخاف فرجينيا وولف؟، التوازن الدقيق، كل شيء في الحديقة.
|