طير الأشجان..والحمامة البيضاء والياسمين الأصفروالأرزة السامقة والندى الساقط على أوراق أشجار البرتقال وحكايات الدراويش في تنورين وهيبة التاريخ في بعلبك والليل والعيون الجميلة في كسليك..
فيروز همس العشاق ورجرجات ماء الرملة البيضاء تمتص رحيق الشفق وأشياء تقال لا نعرف أن نقولها وأخرى تمتد ألف ذراع وذراع لسد الطريق أمام قومها وهل ذلك يعني إلا أنها تجوس في داخلنا شجناً وحزناً وفرحاً وبهاء سكوناً وصخباً بانوراما من الشعور التي لا تقبل التدجين.
وفيروز التي لازمت كراسي المقاهي وأراجيح العشاق ومكاتب السياسيين ومكتبات المثقفين وثكنات العسكر وبضائع الباعة في الحانات والأرصفة هي الوحيدة عندما اشتد الخطب وكما هي ظلت (سيفاً ما يشهر) و(شوارع القدس العتيقة) و(من أجلك يا قدس أصلي) و(الطفل في المغارة).
لم نجد من يثير فينا الحماس إلا فيروز ولم يستطع أن يعيدنا إلى قواعد النضال القديم إلا فيروز بهتت كل تلك الأصوات التي توجها البلهاء سلاطين طرب عندما هبت العاصفة طارت (نوتهم) من ملاهي الرقص وبقي صوت فيروز يقاوم القصف!
|