Tuesday 30th April,200210806العددالثلاثاء 17 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

قائد «هلال الثمانينيات» الدولي السابق الشهير سلطان بن مناحي يحكي لـ « الجزيرة » أبرز الأحداث الرياضية عن نهائي كأس عام 1383ه: قائد «هلال الثمانينيات» الدولي السابق الشهير سلطان بن مناحي يحكي لـ « الجزيرة » أبرز الأحداث الرياضية عن نهائي كأس عام 1383ه:
الملك سعود رحمه الله سلَّم الاتحاد أول كأس بيده..!
استغلوا «الفترة الحرة» فدعموا صفوفهم بأبرز لاعبي الوحدة..!!
الحلقة الاولى

* لقاء: خالد الدوس
* يعتبر فريق الاتحاد المخضرم أول ناد يتم تأسيسه بالمملكة في النصف الثاني من عقد الأربعينيات الهجرية من أكثر الفرق المحلية وصولاً لنهائي كأس الملك في حقبة الثمانينيات، حيث حقق عميد الأندية لقب بطل الكأس أعوام (1380ه 83ه 1387ه) وخسر اللقب أمام فريق الهلال لموسم عام 1384ه).
* وبالمقابل يُعد فريق الهلال الذي تأسس عام 1377ه على يد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (متعه الله بالصحة والعافية) فارس أندية الوسطى في تلك الحقبة الفارطة.. حيث تمكن من الوصول لنهائي الكأس ثلاث مرات وفاز باللقب مرتين وخسر لقباً واحداً أمام فريق الاتحاد عام 1383ه .
* ففي الوقت الذي كانت فيه الأندية الغربية مسيطرة على بطولات الكأس ومحتكرتها في الحقبة السبعينية (دلف) فريق الهلال وبكل قوة بوابة الذهب للوهلة الأولى حين نجح في كسر هذا الاحتكار المطلق وفاز باللقب عام 1381ه أمام فريق الوحدة (أقوى فرق المملكة آنذاك) بهاتريك نجمه الراحل رجب خميس رحمه الله، فعزز بهذا الإنجاز الذهبي سمعة الكرة بالمنطقة الوسطى ومنحها شهرة واسعة على مستوى المملكة في تلك الأيام الخوالي.
* «الجزيرة» ومن منطلق تفاعلها مع الحدث التاريخي (نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين).. والذي سيحظى برعاية سامية.. استضافت قائد الهلال والمنتخب في الثمانينيات اللاعب الشهير سلطان بن مناحي ليحكي لنا أبرز الأحداف الرياضية والمشاهدات التاريخية التي تمخضت عن نهائي عامي 83 1384ه لننشرها تباعاً وعلى حلقتين.. فتعالوا نتناول سطور ضيفنا المخضرم.
سيطرة «غربية»!!
* بطبيعة الحال كانت أندية المنطقة الغربية مسيطرة تماماً على بطولات كأس الملك وذلك في عقد السبعينيات الهجرية.. ولاسيما فريقا الاتحاد والوحدة.. أشهر فرق المملكة آنذاك.. غير أن فريق الهلال استطاع أن يكسر هذا الاحتكار المطلق حين انتزع اللقب لأول مرة في تاريخه عام 1381ه أمام فريق الوحدة المخضرم الذي كان يملك أفضل اللاعبين على مستوى المملكة أمثال حسن دوش وسليمان بصيري ومحمود ابو داود وعبدالرحمن الجعيد (رحمه الله) ولطفي وسعيد لبان وحسني باز حيث كسبنا فرسان مكة ب3/2 سجلها نجم الهلال الراحل رجب خميس (هاتريك) في ملعب الصايغ ولا شك أن فوزنا بهذا اللقب ولأول مرة منح (الأزرق) شهرة واسعة على مستوى المملكة فضلاً عن تعزيز سمعة الكرة بالمنطقة الوسطى وعلو كعبها.
تصفيات كأس 1383ه
* فوزنا بأول لقب في تاريخ الكأس بالتأكيد منحنا خبرة جيدة وقدرة بارعة في التعامل مع المباريات الحاسمة، ففي عام 1383ه خضنا مشوار الكأس على مستوى المنطقة الوسطى حيث لعبنا ضد فريق أهلي الرياض (الرياض حالياً) وشباب الرياض (الشباب حاليا) أقوى المنافسين لفريقنا في ذلك الوقت ولاسيما فريق أهلي الرياض الذي وصل نهائي كأس الملك لموسم عام 1382ه وخسر أمام أهلي جدة في ملعب الصايغ (1/0) حيث كان يملك أسماء كبيرة ونجوما فذة أمثال حامد نقادي وعلي حمزة وزيد وراشد أبناء المطرف وعبود الرويجح ومبارك الناصر.. ورغم قوة المدرسة ومواقفنا ضد شيخ الأندية كسبنا بطولة الوسطى عن جدارة واستحقاق بعد أن تخطيناهما بصعوبة بالغة ثم لعبنا ضد بطل الشرقية (وحدة الخبر القادسية حاليا) في الدور قبل النهائي وفزنا عليه على ملعب الصايغ بالرياض 2/1 طبعاً واجهنا فريقاً صعباً ولاسيما أنه يملك لاعبين هما سالم فيروز وأحمد نصار اللذان يعتبران من أبرز نجومه وعقب فوزنا على بطل الشرقية تأهلنا لنلاقي بطل الغربية (الاتحاد) في نهائي كأس الملك عام 1383ه.
المعسكر الهلالي!!!
* قبل المباراة الختامية بيوم او بيومين عسكرنا في منزل أحد أعضاء الشرف بالنادي لأن مقر النادي بحي الظهيرة لم يكن في الواقع مهيأ لاستقبال معسكر الفريق من جميع النواحي.. وإزاء ذلك تكفّل أحد أعضاء الشرف باستقبال هذا المعسكر نظراً لأهمية المباراة وصعوبتها كونها تحتاج بالتأكيد لتهيئة نفسية خاصة..!
أول نهائي يجمع الهلال والاتحاد
* في نهائي كأس الملك الذي جمع فريقي الهلال والاتحاد يوم الجمعة الموافق 25/8/1383ه.. وهي بالمناسبة أول مواجهة رسمية يتقابل فيها الفريقان في تاريخهما الرياضي شهد ملعب الصايغ بالرياض حضوراً جماهيرياً كبيراً ولاسيما جماهير الهلال التي حضرت في ساعات مبكرة واكتظت بها مدرجات الملعب لمساندة ومؤازرة فريقها.. لدرجة أن تذاكر الدخول نفدت في وقت مبكر.
تشكيلة الفريقين
* دخل افراد الفريقين هذا اللقاء الذهبي الأول بتشكيلة مكونة من (الهلال): عبدالله سوا وصالح أمان (رحمهما الله) وعبدالله الرزقان والشهير ب (كندا) وسعيد بن يحيى وسالم اسماعيل و(القشة) ونبيل الرواف (عزير جمعان)، وسلطان بن مناحي وسليمان مطر الشهير (بالكبش) ومبارك العبدالكريم وزين العابدين.
وبالمقابل دخل أفراد فريق الاتحاد بتشكيلة مكونة من عبدالجليل كيال (حارسا) وغازي كيال ومبارك أبو غنم ومحمد كعدور ومحمد حسام الدين (القملة) وحسن دوش ومحمود أبو داود وسعيد غراب وعبدالقادر كتلوج وعبدالمجيد راجخان وعبدالله صالح.
جلالة الملك سعود
«رحمه الله»
* قبل هذه المواجهة التاريخية كانت جميع الكؤوس تسلم بالإنابة عن الملك، غير أنه في نهائي 1383ه حضرها جلالة الملك سعود طيب الله ثراه، كأول مباراة يسلم فيها الكأس الملك سعود بنفسه (رحمه الله) ولا شك أن حضوره كان يعد تكريماً لجميع الرياضيين في المملكة، طبعاً شعورنا كان لا يوصف حين تشرفنا بالسلام على جلالته.
تفوق العميد!!
* كانت بداية المباراة اتحادية حيث فرض العميد سيطرته المطلقة على ايقاع المباراة ورغم الضغط الجماهيري الذي كان يساندنا إلا أن الهلال غاب في هذا الشوط حيث ظهر بلا فعالية تذكر طبعاً تقدم فريق الاتحاد في هذا الشوط بهدفين سجلهما عبدالقادر كتلوج وسعيد غراب وأنهيا هذا الشوط لصالحهما مستوى ونتيجة.
وفي الشوط الثاني نزلنا وبإصرار قوي لإدراك التعادل ومن ثم البحث عن الفوز إلا أننا تفاجأنا بقوة الفريق المقابل تزداد ولاسيما خط هجومه الناري المكون من الغراب وكتلوج وعبدالله صالح حيث استمر الضغط الاتحادي بصورة مزعجة.. ليضيف مدافعه مبارك أبو غنم وفي منتصف هذا الشوط هدف الاتحاد الثالث.. طبعاً دب اليأس والقنوط في نفوسنا بعد تسجيل العميد هدفه الثالث فتراجعنا خشية أن تتضاعف النتيجة.. لنخسر هذه المباراة ب3/0 وتوج الاتحاد بطلاً لكأس الملك للمرة الرابعة في تاريخ المسابقة.
حسن سلطان أهدى الكأس للعميد!!
* من أقوى الأسباب التي ساهمت في خسارتنا أمام الاتحاد 3/0 وضياع الكأس.. طريقة المدرب حسن سلطان حيث أصر على اشراك المهاجم زين العابدين رغم أنه مصاب بل إن ساقه تنزف دماً لكنه أصر على اشراكه رغم رفضه اللعب، وأيضاً أنزل لاعبين جددا وشبابا أمثال عزيز جمعان وعبدالعزيز بن ناصر الشهير ب (القشة) طبعا لم نستفد من المهاجم زين العابدين الذي لعب بخوف وحذر خشية أن تتضاعف الإصابة فظل طوال المباراة (واقفاً) بلا حركة.. أما عزيز جمعان والقشة فلا نلومهما لقلة خبرتهما وصغر سنهما.. لكن المسؤولية تقع بلا ريب على المدرب حسن سلطان الذي انهت الإدارة الهلالية بقيادة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد اطال الله عمره عقده بسبب تلك التصرفات الخاطئة والمريبة!! الشيء الذي أفقد الهلال لقباً كان بالإمكان الفوز والظفر به ولكن..!
(ثنائي الوحدة) دعما الاتحاد!
* في عام 1383ه استُحدثت فترة كانت تسمي ب (فترة الانتقالات) أو فترة حرة مدتها 15 يوماً تسمح للاعبين الانتقال لأي فريق بلا شروط .. طبعاً استفاد الاتحاد من هذه الفترة حيث ضم إليه كلاً من حسن دوش ومحمود أبو داود أبرز نجوم فريق الوحدة آنذاك فشكل انضمامهما قوة ودعماً فنياً لخط الوسط الاتحادي ولاسيما حسن دوش الذي ازعجنا بتحركاته وقدراته الفائقة على تمويل وتوزيع الكرات لخط المقدمة.
نجومية مبارك العبدالكريم
* يعتبر قائد الهلال في تلك المباراة اللاعب مبارك العبدالكريم اللاعب الهلالي الوحيد الذي نجح في تقديم مستوى كبير بجانب حارسنا المتألق عبدالله سوا.. رغم ظروف الفريق الفنية فقد صال وجال لوحده وحاول أن يصنع شيئاً ولكن اليد الواحدة لا تصفق كما يقولون..!!وأتذكر أن مدافعي فريق الاتحاد مبارك ابو غنم وغازي كيال وضعا حصاراً ورقابة مشددة على (مبارك) غير أنه نجح أكثر من مرة في الهروب من هذه المصيدة وسدد عدة كرات خطرة نجح حارس الاتحاد عبدالجليل كيال في التصدي لها بكل براعة.
الحكام الأجانب
* أتذكر جيداً أن إدارة رعاية الشباب التي كانت تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في تلك الحقبة .. استعانت بحكام أجانب لإدارة اللقاءات المحلية.. بحكم أن الحكام السعوديين كانوا محدودي العدد ولاسيما في النصف الأول من عقد الثمانيات ففي نهائي الكأس عام 1383ه قاد هذا اللقاء الحكم اللبناني عاطف سنان وساعده السوريان صلاح وتيسير مشنوق حيث قاد المباراة رغم حساسيتها وأهميتها لكلا الفريقين بكل نجاح إلى بر الأمان وأتذكر أيضاً أن بعض الصحف أشادت بالطاقم التحكيمي كثيراً كأبزر نجوم المباراة.
الغراب وكتلوج
* في الواقع لفت نظري مهاجما فريق الاتحاد الكبيران عبدالقادر كتلوج صاحب القدم القوية واللاعب السريع الذي كان يعتمد على تكوينه البدني القوي في تحركاته وكذلك النجم سعيد غراب المهاجم القناص الذي يستطيع أن يترجم مجهود زملائه اللاعبين داخل المنطقة الجزائية إلى أهداف وأتذكر جيداً في إحدى الكرات حاول زميلي المدافع (كندا) ابعادها قبل أن تخرج (ضربة ركنية) وبالفعل خلصها باتجاه خط ال18 الهلالي لتجد المهاجم عبدالقادر كتلوج بانتظارها فسددها بكل قوة لم يشاهدها (سوا) إلا وهي تستقر في المقص العلوي كهدف الاتحاد الأول.
الطريقة البرازيلية!
* في أوائل حقبة الثمانينيات كانت طريقة اللعب التي ينتهجها المدربون الأجانب هي الطريقة البرازيلية الشهيرة 4/2/4 كانت هي الطريقة الشائعة والسائدة في ذلك الوقت فقد لعبنا بتلك الخطة 4/2/4 أمام الاتحاد الذي لعب أيضاً بنفس الطريقة ونجح في التغلب علينا بثلاثية وبمباركة من المدرب حسن سلطان.
سوا أنقذ (الأزرق) من هزيمة تاريخية
* كان حارسنا الراحل عبدالله سوا رحمه الله في قمة مستواه الفني في تلك المباراة حيث انقذ الهلال من كرات خطرة ولولا توفيق الله ثم براعته لتضاعفت النتيجة بيْد أن الفريق فنيا كان سيئاً لم يبرز فيه إلا عبدالله سوا ومبارك العبدالكريم فقط.. فقد واجه حارسنا المتألق هجوماً قوياً وضارباً ونجح في الظهور بمستوى كبير وكان من نجوم المباراة.
غياب الروح!!
* اعترف وبكل صراحة أنني لم أقدم المستوى المتوقع في تلك المواجهة التاريخية غير أنني لم أكن مهيأ فنياً ولا نفسياً بسبب طريقة المدرب واصراره على تشكيلته الغريبة والمريبة.. !! الأمر الذي ولّد في نفوسنا روح الانهزامية حيث ساهمت في رسم الخسارة المؤلمة على أرضنا وبين جماهيرنا الغفيرة.. ولو لعبنا بروح عالية لتفوقنا على كبرياء وأخطاء المدرب وبالتالي لظهرنا بصورة فنية أفضل بالتأكيد لذلك اعتبر هذه المباراة الأسوأ في حياتي الرياضية نظراً لخسارتنا الموجعة على طريقة بيدي لا بيد عمرو..!
سلوكيات.. شيخ الرياضيين
* الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رئيس النادي آنذاك كان في قمة الوعي والعقلانية فبعد خسارتنا أمام العميد بثلاثة قدم التهنئة لشقيقنا فريق الاتحاد في صورة تنم بالطبع عن أخلاقيات وسلوكيات (أبو مساعد) الرفيعة.. صحيح أن الخسارة مرة.. رغم ذلك أصر على ان يجسد الروح الرياضية والتنافس الكروي الشريف بين أبناء هذا البلد على أرض الواقع.
السودانيون دعموا الاتحاد
* كنا ننظر لفريقي الاتحاد والوحدة في تلك الحقبة على أنهما من الفرق البرازيلية ولاسيما فريق الاتحاد.. فريق قوي ومتمرس استطاع أن يصل وطوال تاريخ الكأس لأكثر من أربع نهائيات قبل نهائي 1383ه يملك لاعبوه خبرة كروية كبيرة تمخضت جراء مشاركة عدد من اللاعبين السودانيين الذين مثلوا العميد في أواخر عقد التسعينيات الهجرية (بحكم النظام آنذاك كان يسمح بمشاركة اللاعبين الأجانب) أمثال عبدالحفيظ ميرغني والطيب وزهران أسود وعبدالله سوداني وهؤلاء بلا شك دعموا الاتحاد واستفاد لاعبوه المحليون بالاحتكاك بهم نظراً لتفوق الكرة السودانية وعلو شأنها في الحقبة السبعينية.. ورغم خسارتنا أمام هذا الفريق العملاق إلا أننا كسبنا المثول بين يدي جلالة الملك سعود والتشرف بالسلام عليه رحمه الله وهذا بلا شك مصدر فخر واعتزاز أن أنال هذا الشرف العظيم.

غداً الحلقة الثانية عن نهائي عام 1384ه.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved