تحافظ الأمم على زيها الوطني محافظتها على دينها وتقاليدها، وتباهي به وتتفلسف في تعليله وتسميته وشكله.
قد يظن البعض ان اللباس من الشكليات وأنه لا دخل له بالمظهر العام أو التأثير على أصحابه، والحقيقة عكس ذلك. وان الدهشة لتأخذك حينما تستعرض الحجاج بملابسهم المختلفة التي تمثل أممهم وبلدانهم، وتنم عن تقاليدهم وعاداتهم.
ولباسنا نحن له مميزاته وفيه نقائص. ولست بصدد الحديث عن ذلك، ولكن موضوع الحديث اليوم هو ان كثيرا من اخواننا الذين يسافرون للسياحة أو النزهة يسارعون للتحلل من ملابسهم وتغيير عاداتهم، وهذا خطأ نقع فيه بحجة الاندماج أو عدم لفت النظر وليست هذه النظرية صحيحة، فالسعودي مهما غير من شكله فإن سحنته معروفة وواضحة.
إننا نغفل من حسابنا ان الذين نسافر اليهم يعجبون أشد العجب بملابسنا ويعلقون أهمية كبرى على مظاهرنا. فقد حدثني كثيرون منهم بأن شكل ملابسنا يذكرهم بالاسلام وبمهد العروبة وبالديار المقدسة التي تحن اليها النفوس دائما، فضلا عن ان تقليدنا لغيرنا في الملبس معناه ان لدينا الاستعداد للتغيير والتقليد السريعين حتى في الأمور المهمة، وخاصة ان اللباس الشائع الآن هو أوروبي بحت يتضايق منه أهله ويتمنون الخلاص منه.
والشيء الذي لا يمكن هضمه أو تعليقه أننا نشاهد بعض مندوبينا ومن يمثلوننا لدى رؤساء الحكومات أو المؤتمرات العامة، وقد يكونون من ذوي المناصب الكبيرة في الدولة نراهم يرتدون اللباس الافرنجي في أثناء مهماتهم انهم يبدون كالمقلدين، وتذهب روعة مظهرهم ويبعدون عن الدعاية لبلادهم وأمتهم.
ليتنا نؤكد على أمثال هؤلاء بوجوب المحافظة على المظهر والمخبر، حتى يؤدوا واجبهم على أكمل وجه، وحتى يكونوا مرآة صادقة للبلد التي يمثلونها.
عبدالعزيز المسند |