Monday 29th April,200210805العددالأثنين 16 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

« الجزيرة » تسجل نداءات السجناء: « الجزيرة » تسجل نداءات السجناء:
ظلمنا أنفسنا .... فلا تظلمونا

* الرياض مبارك البيشي:
تلقى برامج التعليم والتدريب والوعظ والإرشاد والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعيّة لنزلاء السجون قبولاً كبيراً من المتلقين لها.
أكد ذلك مدير عام السجون اللواء د. علي الحارثي الذي أشار إلى أن المؤسسات والإدارات الحكومية ذات العلاقة تبذل جهوداً مقدرة في دعم المديرية العامة للسجون لتنفيذ هذه البرامج على أفضل مستوى.
وأشاد الحارثي بالدور الذي يؤديه القطاع الخاص ممثلا بالغرف التجارية الصناعية في المناطق ورجال الأعمال المخلصين الذين يتلمسون حاجة السجين من خلال إتاحة الفرصة له في التدريب والعمل بفروع المصانع والورش التي أقامها القطاع الخاص داخل السجون مساهمة في خدمة السجناء وإعانتهم.
وأبدى الحارثي أمله في تفاعل المجتمع مع السجين المفرج عنه بقبوله ومعاملته بشكل لائق والنظر إليه كعنصر يمكن أن يكون مفيدا وفعالا في الحياة الاجتماعية.
يذكر أن اللواء د. علي الحارثي سيحل عصر غد ضيفا على برنامج «الأمن والحياة» عبر إذاعة الرياض في الحلقة الثانية الذي تشرف عليه الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية، حيث سيتحدث على الهواء مباشرة عن جهود الإدارة العامة للسجون والبرامج المختلفة التي تقدمها لتأهيل ورعاية السجين.
وسيشارك في البرنامج عدد من رجال الأعمال من بينهم خالد الدقل من المدينة المنورة الذي سيشرح التجربة الرائدة لمصانع الدقل في إقامة فرع لها داخل السجون في المدينة المنورة .
كما سيتحدث للبرنامج عدد من الباحثين في مجال القضايا الاجتماعية وعدد من العلماء المشاركين في برامج الوعظ والإرشاد داخل السجون.
وقد سجلت الجزيرة عدداً من اللقاءات مع بعض السجناء الذين تحدثوا عن تجربتهم مع نظرة المجتمع حول أسباب سجنهم والنظرة السلبية التي أسهمت في عودتهم مرة أخرى.
نداء السجين خلف القضبان
المجتمع يحطمنا نفسياً ويعيدنا إلى السجن مرة أخرى
ويبقى السجين ذلك الإنسان الذي لا يخرج من المجتمع ولا يتجرد من إنسانيته بكل ما فيها من أخطاء آملاً أن يجد عقب خروجه من السجن من يقبله وينسى ما اقترف ولكن كما أكد الكثير من السجناء تظل نظرة واحدة ولا تتغير ودورنا كإعلام أن نساهم ولو بجزء بسيط في تحقيق هذه النظرة والتعامل مع السجين كإنسان بالدرجة الأولى في هذا الصدد يقول السجين ع/ن قضية تزوير يقول أولاً نظرتي إلى نفسي كسجين أنا نعم أخطأت وكل إنسان يخطئ ولا أحد معصوم ولكن يختلف الخطأ هناك من لا يكون خطأه كبيراً وهناك من يكون خطأه كبيراً وهذا يتعرض للسجن ويقضي العقوبة كما حدث لي في قضيتي التزوير نعم أنا أخطأت وظلمت نفسي وإن شاء الله أنها تكون خيرة ويمكن الله أراد لي الصلاح وأدخل السجن لأعدل من سلوكي. نعم أنا كنت خارج السجن غافلاً عن أمور ديني والسجن أتاح لي فرصة لمعرفة الكثير وفتح عيوني على أمر هام وهو محاسبة نفسي.
أنا أقضي فترة العقوبة والحكومة لم تقصر معنا وفي السجن توفر لنا الكثير والوقت للقراءة والاطلاع والثقافة وأهمها كتاب الله «القرآن الكريم» الذي كان مهملاً ولم أكن أقرأه والكتب والأحاديث النبوية والعودة إلى رب العالمين.
ويقول حول نظرة المجتمع انها نظرة واحدة لا تتغير إذا خرج السجين يكون منبوذاً ربما تكون لهذا السجين ظروف حكمت عليه بارتكاب الأخطاء ووضعي المادي أدى إلى ارتكاب الخطأ ودخول السجن ولكن الآن أنا قضيت عقوبتي التي أدفع ثمنها بالسجن والحمد لله الآن أنا سوف أطلع إلى المجتمع وسوف تكون النظرة كما عرفت لن يقف معي أحد وربما يسهمون في عودتي. إذا أردت البحث عن وظيفة سوف أكون مطارداً بسجني إذا رغبت في الزواج سوف يكون السجن عائقاً حتى كلام الناس ونظرتهم سوف تظل تطاردني بما اقترفت وهذا سوف يحطمني نفسياً لأني سأكون منبوذا اجتماعياً.
السجين ح/ح. دكتور تخصص كيمياء حيوية يقول في الحقيقة كانت نظرتي للسجن والسجناء أنه مكان تجمع للمجرمين مع العلم أن هذه نظرة خاطئة وعندما دخلت السجن في قضية حقوق قد وجدت في السجن أناساً فيهم واحتسبهم عند الله أن منهم الصالحين وفيهم من التقوى ما لم تجدهم خارج السجن تعاملت مع أناس أصدق ممن عرفتهم وتحس أن تعامل مجتمع السجناء بصدق لا تجده في المجتمع خارج السجن لا تضايقه فهو سجين مثلك لماذا تنافقه أو تكذب عليه أنا شخصيا من هذه التجربة تغيرت نظرتي للسجين فلو تقدم سجين للزواج من ابنتي لن أرفضه بعد أن أتأكد من أخلاقه وسلوكه فليس السجن عائقاً أو مبررا لعدم الثقة في الإنسان يظل السجين إنساناً مهما كان وجدت منه وهذا مقياس من واقع تجربة في السجن وبسؤاله عن قضيته يقول أنا والحمد لله أستاذ جامعي وأحمل شهادة الدكتوراه وقد دخلت السجن بسبب إصدار شيكات بدون رصيد نعم هذه تهمة وقضية اعترف بها واسأل الله أن يغفر لي نعم لقد خضت تجربة السجن خلال ثمانية أشهر قضيتها حتى الآن لقد تعلمت الكثير تعرفت على جو لم أكن أتوقعه عشت مع نفسي واقتربت من ربي في هذه الفترة الإنسان ضعيف ويجنح عن الطريق السوي ولكن الله إذا أراد بالمرء خيراً أو شراً فليحمد الله ومن خلالكم أوجه إلى المجتمع بنداء .. السجين إنسان أرحموه إذا أخطأ فإن الكمال للّه سبحانه وكونوا عوناً له حتى يعود إنساناً صالحاً وقد يكون أكثر صلاحا عن الفترة التي دخل فيها السجن، سجين آخر مقيم من السودان أدخل السجن في قضية حقوق يقول أولا الحمد للّه والشكر له ثم الشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله فإن السجون في السعودية شيء لا يمكن أن يصدقه بشر ولا يمكن يتخيله الإنسان عايش هذه الحقيقة بنفسه وجربها عن قرب. السجن لم يعد كما كان تأديباً وتعذيباً إنما أصبح إصلاحاً في المقام الأول لقد استفدنا ولله الحمد الكثير والكثير ما لم نستفده في حياتنا كلها أنا عمري الآن حوالي 48 سنة قضيت منها ثلاث سنوات ما عملته خلال هذه السنوات أفضل ما قمت به خلال ال 45 عاما التي قضيتها خارج السجن من عبادة وحفظ للقرآن الكريم والأحاديث الشريفة والحمد لله وجدت جميع الأمور ميسرة وسهلة وأنا أقول كلمة حق وهي أشكرهم من الجندي الى أعلى رتبة في إدارة السجون فلهم الشكر على ما يقومون به.
وقضية الحقوق مثل قضيتي تعتبر من القضايا الحقيقية التي ليس للإنسان يد فيها أنا قد دخلت مع مجموعة من الأصدقاء في مشاريع تجارية في السودان وخسرت هذه التجارة خسارةكبيرة وكانت ثقتهم كبيرة في وأنا والله يشهد أني حاولت أن أكون عند حسن ظنهم ولكن قدر الله وخسرت التجارة ولكنهم يبقون أصدقاء.
وقد تم اعساري ولكن تبقى حقوقهم ديناً في رقبتي إلى يوم الدين ومتى ما يسر الله سوف أردها لهم بإذن الله تعالى.
سجين آخر وصاحب سوابق «س/ط» يقول عندما دخلت السجن لأول مرة دخلت السجن وعندما كنت خارجه كانت نظرتي أن السجين مجرم شخص وراء القضبان مجرم ولكن بعدما دخلت السجن وجدت قضايا متعددة ناس قضاياها قتل وناس حقوق وتزوير وذلك كثير من أنواع القضايا وهذا يتيح الاحتكاك والتعرف على أنواع الناس وقضية أخرى من المجتمع قدر الله عليهم أو كانت الظروف ضدهم أو أي سبب نعم الإنسان يخطئ ولكن المجتمع لا يرحم وهذا يزيد في تعقيد الأمور ويدفع السجين الى العودة مرة أخرى عندما يرى نفسه مهمشاً أو منبوذاً في المجتمع خارج السجن. أنا أسأل لماذا المجتمع لا يرحم السجين ويتعامل معه على أنه إنسان أخطأ أو ارتكب خطأ معيناً لماذا لا يُعطى له الفرصة أن يعود إنساناً آخر بعد أن دفع وسدد قيمة الخطأ بسجنه وحرمانه من الحياة كإنسان عادي؟!.
سجين آخر تحدث للمحرر اسمه رمز له ب «د.د.ع» عليه أكثر من 5 سوابق أولها كان المخدرات ويقول انها هي مفتاح الشر الأول وهي التي أدخلتني السجن ثم تبعها سوابق أخرى النصب والسرقة وسوابق تحفظ بعدم ذكرها.
يقول الحمد لله لعل في الأمر خيراً ربما لو لم أمسك في قضيتي الحالية ربما كنت اتمسكت في قضية أخرى وأسوأ وهي المخدرات إذا ما بقيت على قيد الحياة من ناحية المجتمع فالسجين بعد أن يخرج من السجن يصبح سجيناً أيضا فالدوائر الحكومية وحتى المؤسسات عندما يتقدم الإنسان لطلب العمل أول شيء يطب منه أن يكون خالياً من السوابق. وأيضا فوق ذلك نظرة المجتمع الى السجين بأنه إنسان مجرم وهذا الوصف يحطم الإنسان ويدفعه للرجوع مرة أخرى الى السجن وأنا من خلالكم أطالب المجتمع بأن يعطي مرونة في قضيتي خصوصاً أنني إنسان متزوج ولدي أطفال وقد حاصرني المجتمع ودفعني لتكرار السوابق أظهر إلى المجتمع ولا أجد القبول.
برامج تأهيل السجين مهمة أرجو أن تكون موجودة السجين في حاجة لكل قرش يعينه على إعالة نفسه وأسرته.
ويتحدث سجين آخر عانى وقاسى من نظرة المجتمع من رمز لاسمه «م.م.ر» يقول علي 7 سوابق وآخر سابقة كانت عام 1421ه وهذه السابقة التي ما توقعت أن أعود الى السجن فما حصل في المجتمع لا يجعلني أعيش معه كان المجتمع قاسياً علي ونظر الي على إني مجرم وصاحب مخدرات وقد عشت في حالة نفسية سيئة وهذا دفعني لأعود مرة أخرى لتعاطي المخدرات والتعب النفسي الذي أعادني مرة أخرى . لم أجد العمل الفراغ ونظرة المجتمع لا أجد صديقاً ناصحاً بل أجد أصدقاء السوء والعودة الى السلوك البطال.
كانت هذه بعض اللقاءات وغيرها هناك الكثير الذي سوف يذاع على الهواء عصر غد الثلاثاء من إذاعة الرياض في برنامج الأمن والحياة.
ويمكن المشاركة في البرنامج على الهاتف :4033333
أو الفاكس رقم: 4425544

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved