* باريس بقلم سيجفريد مورتكوفيتز د ب أ:
قال تيموثي زابي (7 سنوات) إن لديه أسبابا قوية للغاية تدفعه للاحتجاج ضد اليميني جان ماري لوبان في باريس.
وأوضح زابي قائلا: «إن لوبان لا يحب السود وأنا لدي كثير من الاصدقاء السود ومن ثم. فأنا لا أحب لوبان». وكان تيموثي رغم صغر سنه واحدا من بين حوالي 000.57 شخص من سكان باريس شاركوا بعد ظهر (السبت) في مسيرة شقت شوارع العاصمة الفرنسية للاعراب عن معارضتهم للوبان وحزب الجبهة الوطنية المناهض للهجرة الذي يتزعمه.
وقالت هوجيت أليه (53 سنة): «لقد أتيت كي أدافع عن قيم جمهوريتي ضد الفاشية، إن لوبان هو الفاشية، وهو يريد أن يطيح بكافة قيمنا العليا مثل حرية التعبير عن الرأي والحق في الاختلاف وحق الاجانب في الحياة بيننا».وتعتبر مسيرة الاحتجاج التي جرت في باريس (السبت) أكبر المظاهرات المناهضة للوبان في سلسلة من الاحتجاجات بدأت في 21 نيسان/ إبريل عندما أطاح المظلي السابق في الفرقة الاجنبية السيئة السمعة والذي يبلغ عمره حاليا 73 عاماً برئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان خارج سباق الانتخابات الرئاسية.
وسيواجه لوبان في الجولة الثانية الفاصلة من الانتخابات الرئاسية التي سوف تجري يوم 5 أيار/مايو جاك شيراك رئيس البلاد الحالي المنتهية رئاسته والذي يمثل اليمين الوسط.
وشارك في مسيرة الاحتجاج الطويلة التي شقت شوارع باريس قارعو الطبول وعربات النقل الصغيرة والشاحنات التي تحمل مكبرات صوت تعالت منها الموسيقات الصاخبة والشعارات الغاضبة.وأنشدت إحدى الفتيات شعار: «لا للعنصرية ونعم للديموقراطية» عبر مكبر للصوت. وهو نفس الشعار الذي ردده خلفها عشرات الفتيان المراهقين الذين كانوا يسيرون وراء الشاحنة التي تقلها.
وكان وصول لوبان إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية صدمة بالنسبة للكثيرين من الناخبين الفرنسيين الذين كانوا عازفين عن المشاركة في التصويت والسياسة ككل. ودفعهم هذا إلى تبني مبدأ المشاركة بأوسع معانيه. حيث شارك قرابة المليون شخص معظمهم من الشباب في مسيرات احتجاجية منذ أن أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها يوم 21 نيسان/ إبريل. وقام ما يزيد عن 000.20 شخص أمس (السبت) بمسيرة احتجاج في مدينة جرينوبل فيما يعتبر أكبر مظاهرة شعبية تشهدها المدينة منذ ما يزيد عن أربعين سنة. وشهدت مدينتا مارسيليا ونانسي مسيرات احتجاج أخرى شارك فيها نفس العدد تقريبا.كما جرت مسيرات احتجاج حاشدة فيما يزيد عن ثلاثين مدينة فرنسية، وفي باريس، قالت الطفلة نورا بايليه (10 سنوات) إنها جاءت مع والدها لانهاخائفة من لوبان.
وقالت بايليه: «إذا ما تم انتخاب لوبان فسوف تندلع أعمال الشغب العنصرية في فرنسا». وكانت الفتاة الصغيرة تحمل لافتة كتب عليها بخط اليد عبارة: «لاللوبان! لا للعنصرية!».
ولكن مسيرات الاحتجاج لم تقتصر فقط على الشباب. فقد خرج إلى الشوارع الكثيرون من كبار السن، وشارك من منعتهم حالتهم الصحية من السير بالصياح بعبارات التأييد أثناء وقوفهم على الارصفة.
|