* الخليل رام الله غزة الوكالات:
قتلت القوات الاسرائيلية أمس أكثر من تسعة فلسطينيين في اطار عدوانها المستمر منذ شهر على الضفة الغربية وغزة وسقط عدد من الشهداء الجدد في الخليل ومحيطها عندما توغلت القوات الاسرائيلية في المنطقة . وسيطرت على التطورات الفلسطينية أمس بشكل خاص المحاكمة العسكرية التي اجرتها السلطة الفلسطينية للمتهمين بقتل وزير السياحة الاسرائيلي السابق. وعقب المحاكمة جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون موقفه من ضرورة تسليمه المتهمين فيما رفضت الجبهة الشعبية التي ينتمي اليها المتهمون مؤكدة ان مبدأ المحاكمة غير صحيح.
المحاكمة
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس الخميس عقب المحاكمة انها ستطالب بإلغاء الاحكام.
وقال علي القطاوي أحد قياديي الجبهة الشعبية في قطاع غزة لوكالة فرانس برس ان «الجبهة الشعبية ترفض محاكمة أربعة من الرفاق وهذا ما كنا أبلغنا به لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية في السابق وسنطالب السلطة الفلسطينية بإلغاء هذه المحاكمة».
وأضاف ان «مبدأ المحاكمة غير صحيح لأن هؤلاء هم مناضلون وطنيون وما اتهموا به هو عمل وطني مشروع وليس فقط ردا على اغتيال الأمين العام للجبهة أبو علي مصطفى».
وأكد ان «هذه المحكمة عقدت مساء أول أمس كما علمنا وهي استجابة لشروط أمريكية سابقة ورضوخا لتهديدات اسرائيل للرئيس عرفات والسلطة الفلسطينية». وتابع «كنا نتوقع رفض هذه التهديدات وليكن ما يكون».
وأكد ان «الجبهة ستعلن موقفها الرسمي الرافض للمحاكمة التي جاءت تحت ظروف غير عادية وتحت ضغوطات وابتزازات. وسنبلغه للجنة العليا للقوى وللسلطة الفلسطينية».
وقد أعلن مسؤول فلسطيني ان محكمة عسكرية أقيمت في مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله حكمت أمس على أربعة فلسطينيين بالسجن لفترات تتراوح بين سنة و18 سنة بتهمة اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي.
الأحكام
وقد صادق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على قرارات المحكمة العسكرية التي أصدرتها بحق المتهمين. وقضت المحكمة العسكرية الفلسطينية التي عقدت في مقر المقاطعة في رام الله على المتهم الاول حمدي عثمان قرعان بالسجن ثمانية عشر عاما مع الاشغال .. والثاني باسل عبد الرحمن الأسمر بالسجن أثني عشر عاما.. والثالث مجدي حسين الرحيمي بالسجن ثمانية أعوام.. والرابع عاهد يوسف موسى أبو غلمة بالسجن لمدة عام واحد.
وقد عقدت المحكمة بقرار من الرئيس عرفات وبرئاسة العميد ركن ربحي عرفات وعضوية كل من العقيد شرطة محمد محمود صلاح والنقيب منجد محمود أبو غزالة.
تجدر الاشارة الى انه تمت تصفية رحبعام زئيفي الذي كان معروفا بآرائه العنصرية المتطرفة ضد العرب والفلسطينيين في أكتوبر الماضي عقب الجريمة الاسرائيلية البشعة باغتيال الشهيد أبوعلي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مكتبه برام الله واعتقلت السلطة الفلسطينية عددا من الاشخاص في اطار قضية زئيفي أبرزهم الأمين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات في رام الله منتصف كانون الثاني/يناير. كما اعتقلت السلطة الفلسطينية مجدي الريماوي الذي تعتبره اسرائيل المدبر الرئيسي لاغتيال زئيفي في أواخر شباط/فبراير في رام الله.
شارون على موقفه
وفي أول رد فعل له تجاه المحاكمة أبقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على مطالبته بتسليم اسرائيل القتلة المفترضين لوزيرالسياحة الاسرائيلي .
وقال شارون للاذاعة العامة بخصوص الفلسطينيين الاربعة الذين حكم عليهم ان «محاكمتهم غريبة وهذا أقل ما يمكن قوله، كان يمكن ان نتجنب محاكمتهم (في رام الله) لانه بكل الاحوال سنطالب بتسليمهم وسيحالون الى القضاء في اسرائيل».
تسعة شهداء جدد
وقد استشهد تسعة فلسطينيين أمس الخميس . وأفادت حصيلة جديدة أوردها الجيش الاسرائيلي ان شرطيا فلسطينيا واحدا قتل برصاص عناصر وحدة خاصة اسرائيلية صباح الخميس قرب الخليل بجنوب الضفة الغربية وليس خمسة معترفا بارتكاب «خطأ».
وقال الناطق باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان «شرطيا فلسطينيا قتل فيما أصيب آخر خلال تبادل اطلاق النار». وأضاف «لقد ارتكبنا خطأ في الحصيلة التي أوردناها سابقا وتحدثت عن مقتل خمسة شرطيين» بدون اعطاء توضيحات أخرى.
وحصل تبادل اطلاق النار بعد اعتقال الجنود الاسرائيليين مسؤولا من حركة فتح كانت تلاحقه أجهزة الأمن الاسرائيلية.
وقد قامت قوات الاحتلال الاسرائيلى مدعومة بالدبابات والمجنزرات والمروحيات فجرا باقتحام الجهة الشمالية من مدينة الخليل قرب الجامعة فتصدى لها مجموعة من المواطنين الفلسطينيين وقوات الأمن.. واستشهد خلال المواجهات المواطن احمد بشير من القوة 17.. فيما واصلت قوات الاحتلال حملة تمشيط واسعة في ظل فرض حظر التجول واعتقال المواطنين.
وقال شهود عيان ان نحو عشرين مدرعة ودبابة وناقلات جنود توغلت مسافة كيلومتر في القطاع الشمالي الغربي للخليل وحصل تبادل لاطلاق النار لم يستمر طويلا. «دهس شهيد بالدبابة» أما الاربعة الذين استشهدوا في قطاع غزة فقد قتلوا خلال اشتباك مسلح امتد منذ منتصف الليلة قبل الماضية حتى فجر الخميس مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في مستوطنة كفار دوروم جنوب دير البلح بقطاع غزة. وتم التعرف على هوية واحد فقط من هؤلاء الشهداء . إذ أعلن الطبيب أحمد رباح مدير مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح لوكالة فرانس برس ان «النقيب في قوات الأمن الوطني محمدعابدي (52 عاما) استشهد فجر أمس واصيب اثنان من زملائه في قوات الأمن الوطني برصاص قوات الاحتلال خلال عملية توغل نفذتها الدبابات برفقة جرافات عسكرية لمئات الأمتار في الاراضي الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة بدير البلح».
وأشار المصدر نفسه الى انه «بدت آثار دهس بالدبابة على جثة الشهيد بعد اصابته بالرصاص وهو بجانب موقعه وفق ما أكدت لنا قوات الأمن الوطني وهذه جريمة حقيقية».
وأوضح ان أحد الجريحين في حالة «خطيرة جدا».
وأكد أحد الشهود لفرانس برس ان «قوات الاحتلال قامت بعملية تخريب وتجريف للأراضي الزراعية وسط اطلاق كثيف للنيران مما الحق أضرارا في منازل عدة».
كما أعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية صباح أمس عن استشهاد سائق سيارة مفخخة بعد تفجيرها على طريق الاتفاق جنوب مدينة القدس المحتلة.
وأوضحت الاذاعة الاسرائيلية انه لدى وصول السيارة المفخخة عند حاجز اسرائيلي طلب من سائقها التوقف.. ففجر السيارة واستشهد.
وفي بيت لحم استشهد رائد الخطيب (20 عاما) العضو في جهاز الامن الوطني الفلسطيني بعد ان أصيب بجروح خلال تبادل لاطلاق النار في قطاع كنيسة المهد وتوفي متأثرا بجروحه. وقبل ذلك استشهد رجل أصيب بجراح في نفس الاشتباك هو عصام جوابرة (20 عاما) العضو في كتائب شهداء الاقصى .
وأصيب الجوابرة والخطيب عندما كانا في مجمع المباني المحاذي للكنيسة.
وأشار ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان جنديا اسرائيليا أصيب خلال تبادل اطلاق النار بجروح بالغة مؤكدا بذلك خبرا من مصدر فلسطيني.
وأخرت هذه الحوادث دورة جديدة من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الهادفة الى رفع الحصار المفروض على كنيسة المهد.
وانتهت هذه المفاوضات مساء الاربعاء دون التوصل الى نتيجة.
وفاة فلسطيني موقوف
الى ذلك أفاد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة ان فلسطينيا توفي أمس الاربعاء داخل مركز للتوقيف في مدينة غزة وطالب بفتح تحقيق في ملابسات الوفاة.
وقال المركز الحقوقي في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان «أيمن حلس (36عاما) من سكان غزة المحتجز في مركز شرطة الشجاعية منذ يوم الثلاثاء على ذمة الشرطة وقد اعتقل من قبل افراد الشرطة الفلسطينية بمنطقة جباليا ونقل من المركز الى مستشفى الشفاء بغزة فجرا جثة هامدة».
وأضاف البيان انه «وفقا لمصادر العائلة فانهم أبلغوا بواسطة قيادة الشرطة صباح أمس بوفاة المرحوم أيمن وهو متزوج وأب لتسعة أبناء بعد القبض عليه وتحويله الى مركز شرطة المدينة حيث توفي هناك وان احتجازه تم على خلفية جنائية».
وأشار الى ان «المركز ابلغ ان تحقيقا سوف يفتح لمعرفة ظروف وأسباب الوفاة وتم اجراء الصفة التشريحية في دائرة الطب الشرعي بغزة بحضور مندوبين عن العائلة ومحامي المركز وتبين وجود آثار قيود على اليدين وآثار ضربة في الرأس مما يؤكد تعرض المتوفى للضرب والتعذيب وان الوفاة غير طبيعية».
ودعا المركز الى «اكمال التحقيق من قبل النائب العام وضمان محاكمة الضالعين بالاعتداء على المرحوم أيمن واتخاذ السلطة الفلسطينية اجراءات حقيقية لضمان عدم تعرض الموقوفين والمحتجزين في السجون للاعتداء أو التعذيب». وناشد عائلة القتيل «التمسك بمبدأ سيادة القانون».
مخطط جديد ضد عرفات
ومن جانب آخركشف ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلى النقاب عن مخططه لابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مقره المحاصر في رام الله الى قطاع غزة ليعمل ضد المسلحين والتنظيمات الفلسطينية في القطاع.
وقال شارون في حديث مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية وبثته الاذاعة الاسرائيلية أمس انه رغم اعتقاده بأنه لا يمكن تحقيق السلام مع الرئيس عرفات إلا ان بإمكانه مع قلة آخرين اقناع الاسرائيليين بتقديم ما اسماها ب«تنازلات مؤلمة» لتحقيق السلام.
وأوضحت مصادر فلسطينية ان شارون يهدف من خلال مخططه ان يغادر عرفات الى غزة لاعتقال المطلوبين وتكليفه «بالمهمات القذرة» ضد المقاومة الفلسطينية على غرار الدور الذي كان يقوم به انطوان لحد وقواته العميلة في جنوب لبنان قبل تحريره من الاحتلال .. وهو الدور الذي ترفضه القيادة الفلسطينية باعتبارها قيادة وطنية.
كنيسة المهد
وفيما يتصل بالوضع في كنيسة المهد فقد انتقد البطريرك الاورثوذوكسي الكسيس الثاني يوم الاربعاء اسرائيل التي ادخلت الكنيسة في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني عبر احتلالها أحد المواقع المقدسة في بيت لحم.
ودان البطريرك الروسي «أعمال العنف التي تدنس الارض المقدسة كمحاولات توريط الكنيسة الارثوذوكسية بطريقة غير مباشرة في تصعيد النزاع عبر استخدامها غير الشرعي لأراض ومبان عائدة لها لتأجيج النزاعات».
وكانت روسيا طلبت في وقت سابق من الشهر الجاري من السفير الاسرائيلي في موسكو ايضاحات عن احتلال الجنود الاسرائيليين حدائق ومبنى تملكها الكنيسة الاورثوذوكسية في بيت لحم.
ونقلت وكالة انباء ايتارتاس عن الكسيس الثاني قوله «سبق ان وجهنا احتجاجات على هذه الأعمال التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي الى الرئيس ورئيس وزراء اسرائيل».
ودعا البطريرك الذي كان يستجيب لنداءات من الاورثوذوكس في بيت لحم والاراضي الفلسطينية. اسرائيل يوم الاحد الى تحييد كنيسة المهد.
وقال «نأمل في ان تسود الحكمة وألا تلحق أضرار بكنيسة المهد لأنها تشكل مهد المسيحية».
ويحاصر الجيش الاسرائيلي الكنيسة التي لجأ اليها حوالي 200 فلسطيني منذ الثاني من نيسان/إبريل الجاري.
الوفد الأوروبي مصدوم من وضع عرفات
وتناولت الانتقادات الدولية المستمرة ضد اسرائيل الوضع المزري الذي يعايشه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حيث أعلن مسئول أوروبي رفيع أمس الاربعاء أنه أصيب «بالصدمة» بسبب الظروف والوضع الخاص بعرفات المحتجز في رام الله منذ محاصرة القوات العسكرية الاسرائيلية لمقره منذ نهاية الشهر الماضي. وقد رأس مسئول السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط ميجيل موراتينوس وفدا من ثمانية أعضاء يمثل أول مجموعة أوروبية يتم السماح لها بدخول مقر عرفات منذ بداية احتلال الضفة الغربية في 29 آذار /مارس الماضي.
وقال سولانا للصحفيين في تل أبيب عقب اجتماعه بوزير الخارجية الاسرائيلي شيمون بيريز إنه أصيب «بصدمة بالغة» بسبب وضع عرفات.
وقال سولانا إنه لا يعتقد أن الحصار الاسرائيلي قد يسهم بأي شكل في حل النزاع. وقد ألتقى سولانا أيضا بوزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر.
|