عزيزتي الجزيرة: بعد التحية..
قرأت مقالا للأستاذ د. عبدالله الفيفي في صحيفة الجزيرة الصادرة يوم الخميس بتاريخ 28/1/1423ه وقد كان بعنوان: التيارُ الفكريُّ.. وأجنحةُ الشعر.
ومما ألهب مخيلتي في هذا المقال طرح الدكتور لما يشبه التاريخ للفن الحكمي في الشعر العربي، فهل العرب لم يعرفوا الحكمة إلا بسبب استئثارهم الخطابة بذلك الأسلوب الوعظي الذي كانوا يفتقدونه في الشعر فنبغ من بينهم زهير ليعد مؤسساً أولياً للحكمة الشعرية؟
وهل المقصود ان الشعر العربي لم يعرف الحكمة إلا من خلال زهير بن أبي سلمى استلهاما من فن الخطابة!؟
إنها مجرد تساؤلات قادتني إلى فكرة تأريخ الأغراض الشعرية، فاذا كان للشعر الأسبقية في الفنون الأدبية حيث ظهر الشعر أولا ثم ازدهر النثر فما هي أول الأغراض التي تحملتها قصائد الشعراء في العصر الجاهلي وما قبله؟ وهل سهولة الغرض الشهري تعد مقياساً للأسبقية، أم ان ظروف الشاعر هي التي تحكمه في بزوغه أول الأمر في غرض شعري محدد..؟ فتتسع آفاقه الثقافية.. لينطبع ذلك على تعدد الأغراض الشعرية لديه؟
يمكن ان نقول ان التعبير الذاتي كالغزل هو أول ما بدأت به الفنون الشعرية، فغالباً ما يميل الأديب إلى التعبير عن ذاته قبل ان يعبر عن بيئته، والملاحظ ان الأديب الناشئ يبدأ بالغزل ثم تتسع مداركه لتشمل آفاقا شعرية تتعدى حدود الذات.
وباعتقادي اذا أردنا دراسة نشأة فن أدبي ننظر إلى البيئة التي تساعد على نشأة هذا الفن ثم نوازن بين تلك العوامل وعوامل أخرى أثرت في أديب ناشئ. وبعبارة أخرى: ان نشأة فن معين في أي مكان أو زمان تأخذ خطاً معروفاً ، فاذا أردنا دراسة زمن معين علينا وضع الفرضيات المستقاة من زمن آخر.. فالدكتور الفيفي فتح مجالاً لطرح مثل هذه التساؤلات : فما هو الغرض الذي بدأ الشعراء القدماء به، أهو ذاتي أم اجتماعي غير ذاتي..؟
ولكم جزيل الشكر..
سمر بندر /كاتبة في صحيفة يومية |