بكل تأكيد كان خروج النصر من آخر وأهم بطولات هذا الموسم الرياضي«كأس دوري خادم الحرمين الشريفين» حفظه الله مؤلماً لجماهيره التي كانت تأمل حصول الفريق على شيء يسد رمق الجوع وقطرة تروي عطشا، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي جميع السفن إلا سفينة الفارس الذي كان..
نعم الفارس الذي كان يفخر بكوكبة من ألمع اللاعبين، يقدم المستوى الفني إذا تطلب الأمر لكن النتيجة هي الأهم قبل المستوى، لماذا؟ لأنهم لاعبو حسم وبطولات.. أما من قيل عنهم «النصر بمن حضر» من الجيل الجديد فهم يقدمون المستوى دون نتيجة فتتحول الانتصارات إلى هزيمة في اللحظة الأخيرة..
هنا السؤال.. لماذا المستوى دون نتيجة.. كمن نسمع عنه جعجعة ولا نرى له طحنا..؟ إنه سؤال واسع الاجابة متعدد النقاط والزوايا.. نحاول هنا التماس شيء منها.. قد يتفق معي ممن يعنيهم النصر وقد يختلف آخرون.. لكن المهم والقصد هو محاولة الوصول إلى رؤية واضحة.. من خلال النقاط التالية:
** إن المستوى الفني سواء جاء بمهارة اللاعبين أو تكتيك المدرب هو مطلب رئيسي وعنصر هام لأي فريق.. لكن تبقى مسألة هامة جداً الا وهي النتيجة.. فالمستوى بلا نتيجة.. كالذي يغني في يوم عجاج.. وهذا هو حال النصر مؤخراً لأنه لا يملك مهاجمي حسم«الله يذكرك بالخير بوعبدالله»!!
** التعاون بين الإدارة واللاعبين والمدرب يخلق منظومة عمل كروي صحيحة، ويعطي عملاً تصاعدياً نحو المنصات.. لكن النصر أكثر الأندية اختلافاً مع لاعبيه.. فتعطلت لغة الأقدام إما بالتوقف القسري أو الخروج بلاعودة أو الاعتزال.. فالمنهج القائم المستمر.. لا للاختلاف، لأنه يفسد للود قضايا!!
** مشكلة وظاهرة تكاد تكون عامة داخل الأندية.. هي تأخر رواتب اللاعبين.. لكن في النصر تتضح أكثر لأسباب من أهمها غياب دور أعضاء الشرف.. الذين ابتعدوا مع عودة الإدارة القديمة.. فبقيت الإدارة أمام اللاعب الجهة المطالبة بحل مشاكل التأخير لا الايادي الشرفية لكن بين حانا ومانا ضاعت على اللاعب ألحانا..!!
** التعاقد مع اللاعبين غير السعوديين والمدربين.. الجميع في الوسط الرياضي يكاد يجمع على أن النصر خير من يتعاقد مع المدربين الأكفاء الخبراء.. لكنهم أي المدربين بالكاد يكملون الموسم ليرحلوا من غير عودة.. بل ان أحدهم في وسط الدوري ترك الجمل بما حمل وعاد إلى بلاده.. كل ذلك بسبب التدخلات الإدارية في شئون المدربين.. ليس في الخطط والتكتيك.. بل في تحديد نوعية اللاعبين.
أما اللاعبون غير السعوديين فتكتفي الإدارة بواحد«عليه العين» والبقية «ياعين لاتذرف الدمعه».
** رزق الله النصر في السنوات الأخيرة نوعية من اللاعبين يحبون كرة القدم ويعشقونها حتى النخاع لكنها لاتحبهم، نوعية تتعطل على اقدامهم الهجمات ومن ثم الاهداف.. عقولهم لا تستوعب المستجدات، يجيدون التمحور والدوران حول الكرة مع الاحتفاظ بها أطول وقت ممكن ومن ثم السقوط أرضا لإثبات أن مهاراتهم أجبرت الخصم على إعاقتهم.. وهم في الواقع معوقات الفريق!!
** المثل الشعبي يقول«اللي يخاف من العفريت يطلع له» ولكثرة خوف إدارة النصر من الهلال صرنا نسمع في تصريحاتهم الهلال.. بمناسبة وبدون مناسبة ولا أدري ما مبرر الخوف الذي جعلوه هاجسهم حتى في مبارياته الخارجية بل وصل الحد الكلام عن لاعبيه القدامى والمعاصرين.. لقد انشغلت إدارة النصر كثيراً بشئون الغير إما لتغطية القصور في البيت النصراوي، أو اللعب بالعامل النفسي الذي أصبح ورقة قديمة كانت ناجحة قبل الطفرة، والنتيجة لا نتيجة ولا بطولة..
تدوينات
** هايبكر صنع فريقاً جديداً في غاية الروعة، تخلص بعض الشيء من بعض اللاعبين المتمحورين وبقي آخرون سيتخلص منهم إذا ما استمر موسما آخر، ليته يتخلص من طريقته في التخلص البطيء من الكرة عندما تكون بين أقدام مدافعيه، فأغلب أهداف الفريق المضاد تنجم عن خطأ دفاعي قاتل.
** سيزار لاعب كل شيء.. يغرد وحيداً.. أما كيتا وأخوه كلاهما«أسمر عبر زي القمر».
** حظ عاثر يطارد النجم الموهوب ماجد الدوسري.. كلما دق في أرض وتداً من رداءة حظه تطلع له حصاة«إصابة»!
** مازال حبل المودة بين إدارة النصر والإعلام الرياضي مقطوعا.. في أحسن الاحوال يتحول إلى شعرة معاوية.. بينما الإدارات الاخرى على وفاق مع الإعلام، إذاً أين الخطأ؟
** أخيراً.. أعتقد أن قمة الصبر.. هي أن تشجع النصر.
|