* غزة الضفة العواصم الوكالات:
أنجز مجلس الأمن الدولي خطوة مهمة بشأن مذابح جنين عندما أصدر الجمعة القرار 1405 القاضي بارسال بعثة تحقيق دولية في المجازر التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مخيم جنين ونابلس. وأيَّدت الولايات المتحدة القرار بعد ان كانت هددت باستخدام الفيتو ضده، كما رحبت إسرائيل بالبعثة بعد ان قالت انها غير ضرورية، واعتبر الفلسطينيون القرار خطوة في الطريق الصحيح، واعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس السبت ان القرار الذي اصدره مجلس الأمن يوم الجمعة والقاضي بارسال «فريق لتقصي الحقائق» في مخيم جنين للاجئين يشكل «خطوة في الاتجاه الصحيح».
وقال عريقات لوكالة فرانس برس «نحن نعتبر ان هذا القرار خطوة في الاتجاه الصحيح» رغم انه «لم يتضمن ادانة لجرائم الحرب والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل».
وأشار إلى انه «جاء على الرغم من تهديدات الولايات المتحدة باستخدام حق النقض الفيتو لتوفير الحماية والتغطية على جرائم الحرب التي مارستها إسرائيل».وأضاف ان الفريق الذي كلف الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيله «يجب ان يشكل بمرجعية محددة وصلاحيات وحرية حركة».
وقد وافق مجلس الأمن الدولي بالاجماع مساء الجمعة على القرار رقم 1405 القاضي بارسال «فريق مكلف بتقصي الحقائق» في موعد لم يحدد بعد إلى مخيم جنين في الضفة الغربية بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.وعلّقت إسرائيل على القرار ايضا مشيرة إلى انها ستتعاون مع فريق الأمم المتحدة هذا لكنها ترفض الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب «مجازر».وقال رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون «سنتعاون مع هذا الفريق لأن ليس لدينا ما نخفيه»، على حد زعمه.
لكن عريقات قال من جهته «ان هذا رابع قرار يتخذه مجلس الأمن منذ شهر اذار/مارس الماضي، وقد رفضت إسرائيل تنفيذ أي منها» حتى الآن معربا عن امله في امكانية تنفيذ هذا القرار على ان «يتم ارسال الفريق ووضع مرجعيات له وضمان حرية حركته للقيام بتقصي حقائق بكل ما للكلام من معنى بأسرع وقت ممكن».
وأضاف «ان انكار الحقائق لا ينفي وجودها وما حصل في جنين من دمار للمخيم وقتل واستخدام الناس كدروع بشرية من ارهاب الاطفال والجثث الموجودة تحت الانقاض واستخدام الطائرات والدبابات والصواريخ في حق مخيم جنين للاجئين ما يعكس بحد ذاته حجم المجزرة التي ارتكبت».
وطالب عريقات «المجتمع الدولي بأن يوفر فورا خبراء وآليات لتنظيف وازالة الالغام التي تركها الجيش الإسرائيلي ورفع الانقاض لاكتشاف الجثث ثم البحث عن المقابر الجماعية التي اخفت فيها إسرائيل عددا كبيرا من جثث الضحايا في مناطق مختلفة».
واكد «ان ما حدث في جنين شيء كبير جدا لا يمكن تغطيته، وانكار الحقائق لا يخفي وجودها، وعلى المجتمع الدولي انه لا يزال هناك قانون دولي يجب ان يحترم».
تغير في الموقف الأمريكي
وأعرب القرار 1405 الذي اعتمده مجلس الأمن عن القلق الذي يثيره «الوضع الإنساني المريع للمدنيين الفلسطينيين» وشدد على الضرورة الملحة للسماح للمنظمات الإنسانية والطبية بالوصول إليهم.
واقترحت الولايات المتحدة نص القرار هذا الذي اعتمده بالاجماع اعضاء مجلس الأمن ال15، في ختام مداولات طويلة في الكواليس على هامش النقاش حول الوضع في الشرق الاوسط الذي اقترحته المجموعة العربية واستمر قرابة 36 ساعة.
وبعد التصويت خرج سفير الولايات المتحدة جون نيغروبونتي ليقول للصحافيين ان «من المهم معرفة الحقائق» وكان السفير الأمريكي اكد في وقت سابق ان واشنطن تعارض ان تطلب الأمم المتحدة تحقيقا حول احداث جنين في تناقض واضح مع تصريحات للرئيس الأمريكي جورج بوش ادلى بها بالتزامن تقريبا.وشدد نيغروبونتي على ان هذا «الفريق المكلف بتقصي الحقائق» ليس موفدا من مجلس الأمن الدولي بل انه مبادرة من الأمين العام كوفي عنان ايدها المجلس وحصلت على موافقة إسرائيل.واحال كل الاسئلة المتعلقة بتشكيلة هذا الفريق وتفويضه المحدد وموعد توجهه إلى الشرق الاوسط إلى الأمين العام مشددا على ان الأهم هو «ان يتحدث مجلس الأمن دائما بصوت واحد».وأجرى عنان عصر الجمعة محادثات مع وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز الموجود حاليا في واشنطن والذي اكد له انه «سيحسن استقبال أي شخص يرسله للبحث في ما حصل في جنين أو أي مكان آخر».
لكن قبيل ذلك كان ناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون صرح ان تحقيقا مستقلا حول ما حصل في جنين «ليس ضروريا».
وقال ارون جاكوب مساعد المندوب الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة بعد التصويت ان إسرائيل «مستعدة للتعاون كليا مع أي جهود غير سياسية وحيادية للحصول على المعلومات الصحيحة عما حصل في جنين».ووصف ناصر القدوة المندوب الفلسطيني هذا القرار بأنه «خطوة مهمة رغم انها لا تستجيب لكل ما كانت تريده المجموعة العربية».
وأضاف ان «قرارنا ما زال مطروحا» مشددا على ان «جريمة حرب خطرة ارتكبت وثمة اشخاص قد يحالون إلى القضاء ويجب ان يتحملوا مسؤولية» ما حصل.
كاتب إسرائيلي يؤكد حدوث المذبحة
هذا وقد اكد الصحفي والكاتب الإسرائيلي اوري افنيري في مقابلة نشرتها صحيفة «ساربروكر تسايتونغ» الالمانية امس السبت ان «الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب» في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقال اوري افنيري (78 عاما) احد مشجعي الحركة السلمية الإسرائيلية «من الواضح ان جرائم حرب قد ارتكبت في جنين، فخلال المعارك وبعدها، لم يسمح الجيش الاسرائيلي لأي سيارة اسعاف بدخول منطقة المعارك، لذلك فإن عشرات الاشخاص ماتوا بالتأكيد متأثرين بجروحهم، علما انه كان من الممكن انقاذهم بمن فيهم اطفال اصيبوا في الساق».وأكد ان الجيش الإسرائيلي «شديد الانضباط» ونفذ «توجيها سياسيا بالغ الوضوح».وقال ان «اطلاق النار المنهجي على سيارات الاسعاف والاطباء لا يمكن ان يحصل من دون موافقة قادة الجيش».
وأخيرا، انتقد افنيري، وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر «الذي صمت عن سياسة شارون التي وجهت طعنة إلى ظهر الحركة السلمية الإسرائيلية، اشعر بإحباط شديد من فيشر، اعرفه منذ عشرات السنين واتساءل ماذا حل بيوشكا فيشرالذي عرفته عند ما كان شابا».
انتشال جثة في مخيم جنين
وفي مخيم جنين نفسه قام فريق من رجال الانقاذ الاجانب والهلال الاحمر الفلسطيني بانتشال جثة فلسطيني صباح امس السبت.واعلن مسؤول جهاز الطوارئ حسام الشرقاوي في اتصال هاتفي بوكالة فرانس برسان «ثلاثة اشخاص اصيبوا مساء الجمعة في انفجار عبوة في المخيم احدهم اصابته خطرة» دون ان يتسنى له تحديد طبيعة العبوة المتفجرة.وأضاف ان رجال الانقاذ واصلوا امس عملهم في ازالة الانقاض مستعينين خصوصا بالحفارات.
وبعد ظهر الجمعة بدأ فريق من سبعة اشخاص، خمسة نرويجيين وسويسريان، تابع للجنة الدولية للصليب الاحمر في تقديم المساعدة لحوالي 40 متطوعا ولاعضاء الهلال الاحمر الفسلطيني، ويتكون فريق الصليب الاحمر من اثنين من خبراء ازالة الالغام وطبيب نفسي ومهندسين معماريين.
وأعلن المسؤول الفلسطيني ان «الوضع خطير» مضيفا «انهم يتقدمون في المخيم من بناية لبناية لكن ينبغي أولا اعلانها غير خطرة».
اقتحامات جديدة
وفي غضون ذلك واصلت القوات الاسرائيلية اعتداءاتها واقتحمت فجر امس سبع قرى فلسطينية غرب بلدة دورا التابعة لمحافظة الخليل بالضفة الغربية وفرضت عليها حظر التجوال وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين الابرياء مستخدمة في ذلك عشرات الدبابات والمجنزرات والآليات العسكرية.
وذكرت القناة الفضائية الفلسطينية ان القرى التي اقتحمها الجيش الإسرائيلي امس هي قرى البرج وبيت الروس التحتا والعليا ودير العسل التحتا والعليا والمجد وقرية السكة.
يذكر ان بلدة دورا تخضع لحظر التجوال لليوم الثاني عشر على التوالي.
الاحتلال يتسبب بوفاة مولودة
وقد توفيت طفلة فلسطينية في يومها الخامس «ولدت قبل موعدها» بعد ان منع حاجز إسرائيلي في نابلس سيارة الاسعاف التي كانت تنقلها من الوصول إلى المستشفى.
وأكد والد الطفلة ناصر اشتية المصور في وكالة الانباء الفرنسية مسؤولية جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وفاة ابنته دينا.وأوضح اشتية انه طلب سيارة اسعاف مساء الخميس ولكنها وصلت متأخرة ثلاث ساعات ثم احتجزها حاجز إسرائيلي في وسط المدينة لمدة 45 دقيقة إلى ان توفيت الطفلة.
وقالت منظمة حقوق الإنسان التي تسمى بالستاين مونيتور «مراقب فلسطين» التي يرأسها داعية حقوق الإنسان الذي يحظى بشهرة دولية مصطفى البرغوتي إلى أن دينا كانت قد ولدت في المنزل لأنه لم يتم السماح لعربة إسعاف بنقل والدتها إلى المستشفى.وأضافت أنه تم إطلاق النار على عربة الاسعاف التي تقل والدي الطفلة لدى عودتهما إلى قريتهما يوم الجمعة.
كنيسة المهد
وبالنسبة لموضوع كنيسة المهد قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «اننا نحاول منذ ثلاثة ايام مع الجانب الأمريكي والاوروبي والامم المتحدة ادخال مياه ودواء ومواد غذائية إلى كنيسة المهد ولم يتمكن احد من ادخال حتى ولو علبة ماء واحدة».
واعتبر ان «إسرائيل تحاول استخدام الماء والدواء والتجويع كاداة من ادوات الحرب حيث اصبح كل شيء مشروعا في حرب إسرائيل».
وتحاصر إسرائيل كنيسة المهد في بيت لحم (الضفة الغربية) التي لجأ اليهااكثر من مائتي فلسطيني وتزعم إسرائيل ان بينهم مقاتلين مسلحين.
المتهمون بقتل زئيفي
ومن جانب آخررفضت إسرائيل ليلة الجمعة/السبت اقتراحا فلسطينيا بتقديم قتلة وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي من نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لمحكمة فلسطينية، فقد نقل صوت إسرائيل عن رعنان جيسين، المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء أريل شارون قوله إن إسرائيل تصر على تسليم الفلسطينيين الخمسة الضالعين في عملية الاغتيال إليها حيث تمت تلك العملية على أرض إسرائيلية (.. ).
وكان محمد رشيد، مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الاقتصادية، قد أدلى مساء «الجمعة» بتصريحات خاصة لقناة الجزيرة القطرية أعلن خلالها عن استعداد السلطة لتقديمهم للقضاء الفلسطيني طبقا لاتفاقات أوسلو لعام 1993.
وأكد رشيد مجددا أن السلطة الفلسطينية لن تسلم الفلسطينيين الخمسة إلى اسرائيل عملا ببنود اتفاق أوسلو.وأضاف أن الخمسة داخل مقر عرفات برام الله منذ فترة. يذكر أن القوات الإسرائيلية تحاصر عرفات بمقر المقاطعة الامني هذا منذ قرابة ثلاثة أسابيع وفي إطار ما يسمي بعملية «السور الحامي» أو الحملة العسكرية التي تنفذها داخل أراضي السلطة الفلسطينية منذ ذلك الحين.
يذكر أن نشطاء الجبهة الشعبية قاموا بتصفية زئيفي جسديا في أحد فنادق القدس في 17 تشرين أول/أكتوبر الماضي ردا على قيام إسرائيل باغتيال السكرتير العام للجبهة أبو علي مصطفى الذي يعتبر من القيادات البارزة في حركة النضال الفلسطيني.
التحذير من اقتحام غزة
وعلى صعيد آخر حذر اللواء عبدالرزاق المجايدة مديرالامن العام الفلسطيني في قطاع غزة من وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في حال اقدام القوات الإسرائيلية على اقتحام مدن وبلدات القطاع.
وقال المجايدة في مقابلة خاصة مع اذاعة القاهرة بثتها امس ان الخسائر ستقع في الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.. موضحا أنه تجري حاليا استعدادات لمواجهة مثل هذا العدوان الإسرائيلي. وأضاف قائلا ان الاحتمالات بشأن دخول قوات الاحتلال قطاع غزة واردة وان الجانب الإسرائيلي سيحتاج إلى وقت طويل لانهاء مهمته.. وذكر أن هناك تجمعات لآليات عسكرية في الوقت الحاضر في منطقة صوفا وتل زعرب في رفح لكن هذه التجمعات ليست بالقدر الذي يوحي بوجود تقدم باتجاه قطاع غزة.ومضى المسؤول الفلسطيني قائلا «ان هذه التجمعات كلها عادية ولا يوجد مؤشر حتى هذه اللحظة بوجود احتمالات التقدم باتجاه غزة.. ولكن نحن نضع في اعتبارنا باستمرار ان كل الاحتمالات بالنسبة للجانب الإسرائيلي واردة لأنهم يملكون المعدات اللازمة لنقل الآليات العسكرية بسرعة».
|