Sunday 21st April,200210797العددالأحد 8 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الأدب والنقد في «صوت الحجاز».. خلال العقد الأول من عمرها الأدب والنقد في «صوت الحجاز».. خلال العقد الأول من عمرها
«نخبة من الشبان» تولت تحريرها.. تشكّل منها «جيل الرواد» في الأدب السعودي
8 صفحات أسبوعية.. قلصتها الحرب العالمية الثانية حتى أوقفتها.. لتعود من جديد عام 1946م باسم البلاد السعودية

دراسة: د. منصور الحازمي
* * مرت جريدة «البلاد» السعودية منذ نشأتها بمجموعة متلاحقة من المتغيرات، فقد صدر
العدد الأول من صحيفة «صوت الحجاز» بمكة المكرمة يوم الاثنين 27 من ذي القعدة 1350ه فكانت لها الريادة وكانت لها الأولوية في خوض كثير من التجارب التي ساهمت في تشكيل شخصية الصحافة السعودية، ومما ساهم في اثراء هذه التجارب وجود عدد كبير من اعلام الادب والنقد والثقافة وقد شكلوا ما سُمّي جيل الرواد بمشاركتهم في تحرير الصحيفة وإبراز الجانب الادبي والنقدي فيها.
الدكتور منصور الحازمي استاذ الادب والنقد والباحث السعودي المعروف درس العشر السنوات الأولى من عمر الصحيفة مبرزاً جهود الرواد في تلك الفترة مستعرضاً كثيراً من التفاصيل التي لايعرفها البعض.. وذلك بأسلوب سلس واضح.. «والجزيرة» تعرض في حلقات اربع ماكتبه د. الحازمي في هذه الدراسة: * *
أحمد السباعي
عبد القدوس الأنصاري
محمد علي مغربي
صحيفة صوت الحجاز
صدر العدد الأول من صحيفة «صوت الحجاز» في مكة المكرمة يوم الإثنين 27 ذي القعدة 1350ه، الموافق 4 ابريل سنة 1932م، وقد كتب تحت عنوانها الرئيسي انها «جريدة وطنية جامعة»، كما ذكر اسم محمد صالح نصيف على انه «صاحب الجريدة ومديرها»، واسم عبدالوهاب إبراهيم آشي على انه رئيس تحريرها المسؤول. وقد بيّنت الجريدة أنها تصدر مرة في الأسبوع. وظهر العدد الأول منها في ثماني صفحات من القطع الصغير.
ولكن صحيفة «صوت الحجاز» قد مرّت بمجموعة متلاحقة من المتغيّرات سواء في التحرير أو المادة الصحفية أو الحجم، على الرغم من عمرها القصير الذي لم يستمر سوى عشر سنوات، أي العقد السادس الهجري، من القرن الماضي، الرابع الميلادي من القرن العشرين على وجه التحديد. فنحن نجد أنه بعد حوالي ثلاثة أشهر من صدورها (العدد13 ، 29 صفر 1351ه 4 يوليه 1932م) يختفي اسم رئيس التحرير من الصحيفة، ويبقى فقط اسم صاحب الجريدة ومديرها محمد صالح نصيف. وابتداء من العدد 95 (السنة الثانية 27 شوال 1352ه 12 فبراير 1934م) يصبح محمد علي رضا رئيس التحرير المسؤول في الصحيفة بعد أن كان محمد صالح نصيف هو صاحب الجريدة ومديرها ورئيس تحريرها فيما مضى.
وفي بداية السنة الرابعة يختفي اسم رئيس التحرير من الجريدة مرة أخرى، ويبقى فقط اسم «صاحب الامتياز ومدير الجريدة : محمد صالح نصيف». وهناك إعلان غريب يتصدّر الصفحة الأولى وينص على الآتي:
«قد تنشر الجريدة بعض المقالات مذيّلة بأسماء أصحابها. ولا يعني نشرها الموافقة على ما فيها». فهل كان يعني ذلك وجود بعض الخلافات بين مدير الجريدة وصاحب امتيازها محمد صالح نصيف وبين بعض الكتّاب والمحرّرين؟ (العدد 151، س4، 1353ه 1935م). ومما يرجّح هذا الظن الإعلان الآخر الذي نشر في العدد التالي من الجريدة العدد 152 وهذا نصّه: «قد انتقل امتياز هذه الجريدة من عهدة الشيخ محمد صالح نصيف إلى عهدة الشركة العربية للطبع والنشر التي ستتولّى القيام بتحرير وإدارة هذه الجريدة ابتداءً من يوم غد الأربعاء 5 محرم الحرام 1354ه».
وهكذا حلّت «الشركة العربية للطبع والنشر» ابتداءً من العدد 153 محلّ محمد صالح نصيف في الإدارة والامتياز، وقد كُتب في هذا العدد أن الشركة هي «صاحب الامتياز المسؤول». كما طُورت هذه العبارة الغامضة في العدد 155 ليصبح التحرير مسؤولية «نخبة من الشبّان»، أما الإدارة فهي مسؤولية أحمد السباعي. ومن ثم فقد تحدّدت المسؤوليات ابتداءً من هذا العدد على النحو الآتي:
امتياز الجريدة ونشرها: من حقوق الشركة العربية للطبع والنشر.
التحرير: نخبة من الشبّان.
مدير الإدارة: أحمد السباعي.
ومع أننا لا نعرف على وجه التحديد تلك النخبة من الشبان التي تولّت تحرير صحيفة «صوت الحجاز» خلال تلك الحقبة، إلا أننا نرى في الصفحة الثالثة من الجريدة حيّزاً واسعاً يحمل عنوان: «السياسة الخارجية» يحرره مجموعة من الشبان منهم العواد ومحمد حسن فقي وعبدالوهاب آشي (انظر العدد 160) كما نلاحظ أن الافتتاحيات يحررها أيضاً مجموعة من الشبان لعل من أبرزهم حسين عرب وعبدالحميد الخطيب. وقد تكتب الافتتاحيات أحياناً من غير توقيع.
وفي العدد 207 من السنة الخامسة (1355ه 1936م) تكشف الصحيفة عن هوية هذه «الشركة» التي حلّت محل صاحب الجريدة القديم، فتبيّن أن الشركة العربية للطبع والنشر قد أنشئت لتشجيع المؤلفات المحلية والعمل على بعث الكتب القديمة التي تتعلق بتاريخ البلاد، كما تهتم أيضاً بالصحافة. وتبيّن أيضاً أن «أول أغراض الشركة هو أن تقتني مطبعة تؤمّن حياتها وتكفل لها بلوغ آمالها» أما مدير الشركة فهو الأديب المعروف محمد سرور الصبّان.
واستمر التحرير في أيدي تلك «النخبة من الشبان» عدة أشهر إلى أن أعلنت الجريدة، ابتداء من العدد 229 (الثلاثاء 4 شعبان 1355ه 20 أكتوبر 1936م) أن رئيس التحرير الجديد هو أحمد قنديل، أما مدير الإدارة فلا يزال كما هو أحمد السباعي الذي أصبح أيضاً مديراً للشركة العربية للطبع والنشر، ابتداء من العدد 261 (1356ه 1937م). وظل الحال كما هو حتى العدد 268 حيث اختفى اسم أحمد قنديل، وجمع أحمد السباعي بين إدارة الشركة ورئاسة التحرير.
وفي العدد 271 (1356ه 1937م) ظهر بيتان للشاعر أحمد إبراهيم الغزاوي، تحت العبارة التي تصف «صوت الحجاز» بأنها «جريدة وطنية جامعة»، هما:
في الشعب روح وفي تمثيله أدب
وفي صحيفته الأولى البراهين
حتى يعود إلى ماضيه حاضره
ويشرق العلم والأخلاق والدين
ويتّضح في هذين البيتين حماسة روادنا الأوائل بنهضته الوليدة، واعتزازه باليقظة التي أخذت تدب في نفوس الشعب، وتفاؤله بالنهضة الجديدة التي تعيد إلى البلاد ماضيها المشرق المجيد. وقد جعل الغزاوي، كما نرى، «صوت الحجاز» صحيفة الشعب الأولى. وظل هذان البيتان يتصدّران أعداد الجريدة حتى اختفيا تماماً ابتداءً من السنة الثامنة (ذو الحجة 1357ه يناير 1939م).
واستمر السباعي مديراً للشركة ورئيساً للتحرير حتى العدد 305 (1357ه 1938م) حين أعلنت الجريدة أن السباعي هو مدير الشركة فقط، أما التحرير فسيتولاه، كما كان سابقاً، «نخبة من الشبّان». وفي العدد 306 يختفي اسم السباعي تماماً ويكتفى بعبارة:« يحررها نخبة من الشبّان». ولكن السباعي يرجع مرة أخرى ابتداءً من العدد الذي يليه أي 307. وفي العدد 313 تتغير وظيفة السباعي من «مدير الشركة» إلى «مدير الجريدة». ولكن اسم السباعي يختفي تماماً في نهاية أيام «صوت الحجاز». وابتداءً من العدد 580 (14 جمادى الأولى سنة 1360ه 8 يونيه 1941م، السنة العاشرة) يحلّ محمد علي مغربي محل السباعي في رئاسة تحرير «صوت الحجاز» وفي الإدارة.
وهكذا نرى أن الأسماء التي أعلن عنها صراحة في صحيفة «صوت الحجاز» على أنها المسؤولة عن الإدارة أو التحرير أو كليهما هي حسب الترتيب الزمني: محمد صالح نصيف، عبدالوهاب آشي، محمد علي رضا، أحمد السباعي، أحمد قنديل، محمد علي مغربي. وكان السباعي أكثرهم استمراراً وتألقاً، ولا سيما حين أصبحت الشركة العربية للطبع والنشر هي المسؤولة عن الجريدة. أما تلك «النخبة من الشبان» التي تولت التحرير في فترات متلاحقة فقد أشرنا إلى بعضهم فيما سبق، وفي مقدمتهم العواد ومحمد حسن فقي وعبدالوهاب آشي وحسين عرب. ولكن الدكتور محمد الشامخ يذكر في كتابه (نشأة الصحافة في المملكة العربية السعودية) أن جريدة «البلاد السعودية» قد كشفت فيما بعد سنة 1949م عن أسماء أولئك الشبان الذين تولوا تحرير صحيفة «صوت الحجاز» وهم: عبدالوهاب آشي، محمد حسن فقي، محمد حسن عواد، محمد علي رضا، أحمد السباعي، فؤاد شاكر، حسين عرب، محمد سعيد العامودي، محمد حسن كتبي، حسين خزندار، عبدالله عريف، أحمد خليفة النبهاني، أحمد قنديل، محمد علي مغربي، أحمد إبراهيم الغزاوي.(1) ومن هذه الأسماء من كان مسؤولاً رسميّاً عن الإدارة أو التحرير، كما قدّمنا. ولكن توزيع مسؤولية التحرير بين مجموعة من الشبان دون التصريح بأسمائهم يعتبر ظاهرة غريبة لم نعثر حتى الآن على أسبابها أو مبرراتها. ويحاول الشامخ أن يجيب على مثل هذه التساؤلات حين يقول:«ويبدو أن من أسباب تتابع هذا العدد من المحررين على الإشراف عليها هو أن الجريدة قد اعتمدت إلى حدّ كبير على محررين متطوعين، وأنها كانت قد مرّت إلى جانب ذلك بأطوار متغيرة في سياستها وتجارب عديدة في حياتها...».(2)
والحقيقة أن هذا التغيّر المستمر في سياسة الجريدة لم يقتصر فقط على الإدارة والتحرير، بل امتدّ أيضاً إلى حجمها ومحتواها ومواعيد صدورها، كما أشرنا آنفاً. فقد نصّت الجريدة في عددها الأول أنها ستصدر مرة واحدة في الأسبوع، وكانت في ثماني صفحات من القطع الصغير، خصّصت الصفحة الأولى والثانية للافتتاحيات والأخبار العالمية، وخصّصت الصفحات الثالثة والرابعة والخامسة لأخبار العالم الإسلامي والحوادث المحلية وأخبار العالم العربي. أما السادسة والسابعة فقد جعلتا للأدب والتاريخ والاجتماع والعلوم الأخرى، بينما خصّصت الصفحة الثامنة والأخيرة للرياضة والفكاهة.
واستمرت صحيفة «صوت الحجاز» تصدر مرة واحدة في الأسبوع، ولكن في أربع صفحات وليس في ثمان، كما كان الحال في العدد الأول. وقد جعلت الصفحة الأولى للافتتاحيات والحوادث المهمة، والثانية للحوادث المحلية، والثالثة لأخبار العالم الإسلامي والأنباء الخارجية والمبرقة وبعض الفكاهات. أما الصفحة الرابعة فقد جعلت للشعر والأدب وتتمّات بعض المقالات.
وظلت الجريدة في صفحاتها الأربع، غير أنها لا تتردد أحياناً في زيادتها إلى ست أو ثماني صفحات أو أكثر، وذلك في أعدادها الممتازة أو في بعض المناسبات. فقد صدر العدد 244 (1355ه 1937م) في ثماني صفحات، وذلك بمناسبة استقبال الجريدة لعامها السادس؛ كما صدر العدد الذي يليه مباشرة (245) في اثنتي عشرة صفحة بمناسبة «مشروع القرش». ولكن العدد 253 قد صدر في ست صفحات من غير أن تذكر له أيّة مناسبة. أما في العدد 266 من السنة السادسة (1356ه 1937م) فتذكر الجريدة مناسبة الزيادة إلى ست صفحات وهي كما تقول من أجل تغطية أخبار المظاهرات التي عمّت أنحاء المملكة من جراء الخبر الذي أذاعته وكالات الأنباء حول تقرير اللجنة الملكية البريطانية، والقاضي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود. وقد نشرت الصحيفة نصوص هذا التقرير الذي استغرق جزءاً من الصفحة الأولى وجميع أعمدة الصفحة الثالثة وجزءاً كبيراً من الصفحتين الرابعة والسادسة. كما امتلأت الصفحة الأولى ب «المنشيتّات» الكبيرة التي تشير إلى ضخامة هذا الحدث مثل:«المظاهرات في المملكة العربية احتجاجاً على تقسيم فلسطين»، «أسواق مكة تسيل بجمهور الشعب»، «جدة والطائف والبلاد تضجّ صاخبة»، «أصوات الخطباء تثير حماس الأمة»، الخ.
وقامت جريدة «صوت الحجاز»، في مفتتح سنتها الثامنة في أول ذي الحجة 1357ه يناير 1939م ، بالإعلان عن عزمها الصدور مرتين في الأسبوع بدلاً من مرة واحدة، وذلك في كل يوم أحد وأربعاء. أما عدد الصفحات فقد استمر كما كان سابقاً، أربع صفحات في كل عدد. وقد نشرت الجريدة في عدد الأربعاء 417، الموافق 5 رمضان 1358ه 18اكتوبر 1939م بياناً بعنوان: «نصيب الصحافة من كارثة الحرب الحاضرة ونكباتها بيان لابد منه إلى القراء» بيّنت فيه تأثير الحرب على ارتفاع أسعار المواد الأولية وفي مقدمتها الورق، كما أشارت إلى أنّ كثيراً من الصحف العالمية والعربية قد قلّصت صفحاتها كي تضمن استمرار صدورها خلال هذه الأزمة، وتقول في آخر البيان:
«لم نر بدّاً من أن نواجه القراء بحقيقة الموقف حرصاً على مصلحتهم في دوام صدور صحيفتهم، وهو أننا قرّرنا تحت ضغط الحاجة إلى الورق وتباطؤ استيراده أن نصدر الجريدة في نصف حجمها المعتاد وفي نفس مواعيدها السابقة، أي مرتين في الأسبوع، على أن تكون مشتملة على كل أخبار العالم الخارجية وأخبار بلادنا الداخلية في حدود البيان الواضح المختصر المفيد الذي يغذي القراء في الناحية الإخبارية بما لا يقل عما كانوا عليه من قبل، على أن تؤجل نشر الكماليات الأخرى إلى الفرصة المواتية بعد أن تتيسر الظروف وتزول الأسباب». ومعنى هذا أن صحيفة «صوت الحجاز» قد بدأت تصدر منذ هذا التاريخ في ورقة واحدة فقط. خصّصت الصفحة الأولى للأخبار المحلية والأنباء البرقية والعالمية، كما خصّصت الصفحة الثانية للحوادث والأخبار المحلية، ولا تخلو هذه الصفحة أيضاً من الإعلانات القليلة. أما الأدب وغيره فلا مكان له أيام الحرب والظروف الصعبة، كما بيّنت الصحيفة قبل ذلك.
ونشرت الجريدة بياناً آخر بعنوان:«صوت الحجاز في حجمها المؤقت» أشارت فيه إلى بيانها السابق بشأن تقليص حجم الجريدة نظراً لظروف الحرب، وزادت هنا أن الجريدة كان بإمكانها أن تصدر مرة واحدة في الأسبوع بدلاً من مرتين ولكنها مراعاة للهفة القراء على متابعة الأخبار لم تشأ الاحتجاب طوال الأسبوع وفضّلت إجراءها السابق (العدد 418، س8، الأحد 9 رمضان 1358ه 22 اكتوبر 1939م).
ولكن الجريدة أخذت تصدر، ابتداء من عددها 419 في ورقتين، أي أربع صفحات، ولكن بحجم صغير «تابلويد». ويبدو أن صدورها في صفحتين فقط لم يكن مستساغاً ففضّلت الرجوع إلى الورقتين ولو بحجم أقل. غير أن الصحيفة وتحت وطأة الحرب وندرة الورق اضطرت إلى الرجوع مرة أخرى إلى الصدور مرتين وفي صفحتين فقط، وذلك ابتداء من العدد 543، السنة العاشرة الأربعاء 2 محرم 1360ه 29 يناير 1941م ثم ما لبثت الجريدة أن اضطرت إلى التوقف عن الصدور نهائياً كما توقفت جميع الصحف والمجلات الأخرى، ما عدا صحيفة أم القرى، وذلك ابتداءً من 21 يوليه 1941م حتى 4 مارس 1946م، حين عادت «صوت الحجاز» إلى الصدور مرة ثانية وباسم جديد هو: «البلاد السعودية» (3)
وهكذا نرى أن صحيفة «صوت الحجاز» قد مرّت بظروف صعبة فيما يتعلق بالنواحي المالية وإفرازات الحرب وندرة الورق؛ كما مرّت منذ نشأتها بتفاوت ملحوظ في مستوى الإدارة والتحرير مما انعكس على المادة الصحفية التي تقدّم للقراء في ذلك العهد. ويميز الكثير من الباحثين بين مرحلتين مختلفتين في حياة «صوت الحجاز»، المرحلة الأولى والتي يمكن أن يطلق عليها مرحلة النشأة، وذلك في عهد مؤسسها الأول محمد صالح نصيف. والمرحلة الثانية: مرحلة النضج والتطور حينما آلت ملكيتها وإدارتها إلى الشركة العربية للطبع والنشر تحت إشراف محمد سرور الصبّان. وفي مقالة حسين سرحان: «صوت الحجاز بين عهدين» (العدد 155، س4، 1354ه 1935) ما يلقي بعض الضوء على هذا التطور. فهو يقارن بين «صوت الحجاز» خلال السنوات الثلاث الأولى من صدورها، وبين عهدها الجديد في سنتها الرابعة حين تحولت إلى شركة. ويقول إن الصحيفة لم تكن تعنى بالاختيار فيما مضى وإن صوت الأدب كان خافتاً في الأغلب الأعم. ولكن الحال قد تغيّرت كثيراً في عهدها الجديد.
ونحن نرى أن صحيفة «صوت الحجاز» قد دأبت في مستهل كل عام جديد على تبيان شيء من مسيرتها وما تأمله من تغيّر وتطور في مستقبل أيامها. هكذا كتب محمد حسن فقي عن الصحيفة في سنتها الخامسة مبيناً الأهداف التي قامت عليها (العدد 195). وهو يلوم المواطنين لموقفهم السلبي من صحيفتهم. وكتب محمد سرور الصبان مقالة بعنوان:«إلى الأمام» (العدد 244)، بمناسبة استهلال «صوت الحجاز» لعامها السادس، وفيها يدعو الجريدة إلى زيادة حجمها وزيادة مواعيد صدورها. كما نقرأ افتتاحية بعنوان: «في عامنا السابع الصحافة والأدب في ست سنوات أثرها في توجيه الرأي العام واجبنا نحو أعبائها الثقيلة» (العدد 293)، وفيها يستعرض الكاتب مسيرة الصحيفة منذ نشأتها ويبيّن الصعوبات والانتقادات التي وجّهت إليها في سنّيها الأولى.
والحق أن صحيفة «صوت الحجاز» رغم كل الصعوبات والمتغيرات التي واجهتها، تعتبر الرّحم الحقيقي الذي تفتّح ونشأ فيه أدبنا المحلي الحديث. فقد ظهرت بعد حوالي سبع سنوات من ظهور صحيفة «أم القرى»، وظلت الصحيفة السعودية الوحيدة التي تُعنى عناية فائقة بالأدب والأدباء قبل ظهور صحيفة المدينة ومجلة المنهل سنة 1355ه 1937م بحوالي خمس سنوات. ونحن نجد أن كثيراً من روّادنا الشباب لم يُعرفوا في صحيفة «أم القرى»، بل عُرفوا في صحيفة «صوت الحجاز»، وذلك من أمثال أحمد السباعي وحمزة شحاتة ومحمد حسن فقي وعزيز ضياء ومحمد سعيد العامودي ومحمد علي مغربي وأحمد قنديل الخ..... ويقول محمد الشامخ عن أهمية «صوت الحجاز» في تلك الحقبة: «وفي الحقيقة ان ظهور «صوت الحجاز» يعتبر من أبرز المعالم في تاريخ الأدب الحديث في هذه البلاد، ذلك لأنها قد أصبحت لساناً لحال كثير من الكتّاب في العقد الرابع وأوائل العقد الخامس من هذا القرن، وميداناً لعدد من المعارك الأدبية التي شهدها هذا الأدب في تلك الفترة».(4)
ونحن سنرى في مواد الصحيفة ما يؤيد الرأي السابق، فقد كانت «صوت الحجاز» الأكثر انفتاحاً على الأفكار والنظريات الجديدة، والأكثر جرأة وحماسة في تبنّي بعض الآراء والدعوات الاصلاحية لنهضة البلاد، وكانت الرائدة في تشجيع بعض الأجناس الأدبية الجديدة وبعض التيارات الشعرية المستحدثة. بل إننا نراها السبّاقة إلى تشجيع الترجمة والموروث الشعبي.
مادة الأدب والنقد
في صحيفة «صوت الحجاز»
ويدخل في مادة «الأدب والنقد» في صحيفة «صوت الحجاز» الموضوعات الآتية:
الأدب والنقد (عام)، الأدب العربي القديم، الأدب العربي الحديث، الخواطر والتأمّلات، المختارات والتعليقات، نقد القصائد والمقالات، نقد الكتب.
الأدب والنقد (عام)
تناول كتّاب هذا الباب موضوعات متنوعة، منها ما يتعلق بالابداع والمبدع، ومنها ما يتعلق بالنقد ومدارسه وما ينبغي عليه أن يكون. فمن الأول ما كتبه عباس زواوي عن «عصور الألم» وأنها هي العصور التي يتألق فيها الفن والابداع، مستشهداً بنماذج من العصر الجاهلي والأموي والعباسي. ولكن معظم الكتّاب قد ربطوا بين الفن ومبدعه من جهة، والفن والحياة والجمهور من ناحية أخرى. وتحدثوا عن عنصر الصدق في الفن، وارتباط الأدب بالحياة والطبيعة. وقد تأثر بعضهم بالتيار الواقعي وبالأجواء الديموقراطية التي كانت سائدة في بعض البلدان العربية في ذلك الوقت. وها هو أحمد قنديل، وهو المعروف بروحه الشعبية والساخرة، يتحدث في مقالة له عن «الديموقراطية والأدب» مؤكداً أن أدب العصر الحاضر قد أصبح أكثر ميلاً إلى البساطة وتصوير الواقع والبعد عن التكلّف، كما أصبح أكثر التصاقاً بالجماهير. وهو يتحدث في مقالة أخرى عن «الفكاهة الأدبية» مؤكداً أهميتها وأنها عنصر مهم في حياة الإنسان ووسيلة إلى النقد البناء وتصوير ما في النفس الإنسانية.
ونحن نجد أن حسن كتبي وسيف الدين عاشور من أكثر كتّابنا إنتاجاً في قضايا الأدب والنقد خلال هذه الفترة. فقد نشر حسن كتبي سلسلة من المقالات حول «الأدب والذوق الأدبي» و «دراسات جديدة في موضوع الشعر». وكان الكتبي كما تقول الصحيفة قد كتب مقدمة لأحد دواوين الشاعر علي أحمد باكثير، كما قام بدراسة قصيدة العواد «الليل في مجثمه»، التي أعجب بها الأدباء في ذلك الوقت إعجاباً شديداً.
أما سيف الدين عاشور فقد كتب عن صلة الأدب بالحضارة وتأثير كل منهما في الآخر، كما كتب عما ينبغي أن يتحلى به الناقد من ثقافة واسعة وموضوعية، وحمل على أدعياء النقد الذين يتجاوزون الأعمال المنقودة إلى أصحابها. وتحدث في مقالة أخرى عن دراسة نفسيات الأدباء، وتحدث أيضاً عن خطأ المفهوم الشائع بأن الأسلوب هو الأساس وأن الفكرة مشاعة بين الناس.
ولمحمد علي مغربي مقالتان في النقد، تحدث فيهما عن النقد وأهميته سواء بالنسبة للأدب أو بالنسبة لتطور الحياة نفسها. وهو يرى أن الناقد ينبغي أن يكون أديباً ملماً بأسرار الصنعة ويعرف كيف يميز الجيد من الرديء. ويتحدث عن المنهج النفسي في النقد، ويرجع في ذلك إلى مقالة مترجمة نشرت بمجلة «الثقافة»، موضحاً أهمية دراسة الشخصية في معرفة الأثر الأدبي. وهو يميز بين النقد الذي يهتم بدراسة الشخصية والنقد الذي يدخل في باب الهجاء.
وتحدث بعضهم بتوقيعات مستعارة عن حرية الفن وعن الأدب والموسيقى وعن فلسفة الجمال. ونشر «عين» مقالة بعنوان «الأدب والحياة» بيّن فيها خطأ من يقول بأن الأدب تعبير عن الحياة، ويقول إن كلمة «فن» أشمل وأعم من كلمة «أدب». وهناك الكثير من الشعوب القديمة التي لم تعبّر عن حياتها بالكلمة وإنما عبّرت عنها بالفن، كقدماء المصريين. وتحدّث أحدهم عن «الاتجاهات الحديثة في الأدب» فأشار إلى ظاهرة الحزن والتشاؤم في الأدب العربي الحديث محاولاً التعليل لهذه الظاهرة. أما محمد حسن عواد فهو لم يشارك في هذا الباب، باسمه الصريح، إلا بمقالة واحدة فقط سمّاها: «تأملات في الأدب والحياة»، وهو العنوان الذي استخدمه لكتابه فيما بعد. وقد تحدث في هذه المقالة عن صلة الأدب بالعلم وعن ضرورة تقوية وتدعيم هذه الصلة، ولا سيما في علوم الاجتماع والنفس والسياسة.
ونحن نرى أنه على الرغم من الطابع التثقيفي والصحفي لكل هذه المقالات التي تحدثت عن الأدب والنقد في تلك الفترة، إلا أننا نلاحظ أنها كانت تحاول اختراق السائد والمتفق عليه في الثقافة المحلية، وذلك عن طريق فتح الأبواب للجديد الوافد من الثقافات العربية والعالمية، وذلك مثل صلة الأدب بالواقع، وصلته بعلم النفس، وصلته بعلم الجمال، وصلته بالجمهور والحياة الشعبية. وقد يكون من المفيد رصد الإشارات المرجعية لكل هذه المقالات. وكنا قد لاحظنا ذكر بعضهم مجلة الثقافة المصرية وبعض الترجمات. وهناك إشارات أخرى إلى الفرق بين التفكير القديم والتفكير الحديث، والإشادة بالأخير كما ينعكس في بعض المؤلفات المصرية، مثل كتاب محمد حسين هيكل (محمد) وكتاب العقاد (سعد زغلول). وتقول هذه المقالة الافتتاحية، بكل صراحة، إن التفكير الحديث أكثر عمقاً وإحاطة من التفكير القديم.
الأدب العربي القديم
لم يتجاوز ما كٌتب عن الأدب العربي القديم في صحيفة «صوت الحجاز» عشرين مقالة ثلاث منها لعبدالله أحرار عن تاريخ الأدب الجاهلي، وثلاث لمحمد الفاسي عن «فن الخطابة»؛ ومعظمها لمحمد حسن كتبي، فقد كتب خمس حلقات عن أبي العلاء المعري، ومقالة عن «الوحدة الموضوعية في الأدب الجاهلي»، ومقالتين عن «أثر المتنبي في الأدب العربي»، وأربع مقالات عن أبي تمام والبحتري والمتنبي. وهناك مقالة كتبها عبدالغفور قاسم عن «كبرياء المتنبي»، ومقالة أخرى كتبها محمد عبدالله مدني عن «عبث الوليد».
وكما نرى فقد احتل المتنبي والمعري بؤرة الاهتمام، وهذا ما نراه واضحاً أيضاً في كتابات النقاد والباحثين في مصر والشام والعراق في ذلك الوقت.
الأدب العربي الحديث
أ التقليد:
تحدثت معظم مقالات هذا الباب عن الضعف العام في الأدب المحلي، وأرجعت ذلك الضعف إلى عدة أسباب منها حبّ التقليد، والبعد عن تصوير الواقع، وضعف الثقافة وفوضى النقد الخ. فأما ظاهرة التقليد فقد أشار إليها عزيز ضياء في مقالة له بعنوان: «الأدب» (سنة 1354ه 1935م) حين قال إن الأدب الصحيح لا وجود له في الحجاز، وما يوجد منه لا يعدو أن يكون صورة طبق الأصل للأدب المصري. والأدب الصحيح في نظر ضياء هو الأدب الذي يصور الواقع الفعلي للبيئة المحلية وليس واقع بيئة أخرى، ويقول إن ما يوجد لدينا من أدب ليس في واقع الأمر إلا تقليداً للأدب المصري العقاد والمازني وطه حسين الخ وإن ما ينشر في جريدتي «صوت الحجاز» و «أم القرى» لا يعدو أن يكون تقليداً للأدباء المصريين في الأساليب. ويعترف ضياء بأن الأساليب الأدبية في الحجاز لا تقل في متانتها وصفائها عن أساليب المصريين، ولكنها تظل محاكاة لها، والأدب ليس أسلوباً فقط، بل هو روح وقوة وغاية.
وهذا ما يقوله أيضاً عبدالمجيد شبكشي. أما عبدالقدوس الأنصاري فيوضح هذا التأثر بالأدب العربي الحديث على نحو أكثر تفصيلاً، فيبيّن أن الأدب في الحجاز قد تأثر أولاً بأدب المهجر، ثم تأثر بعد ذلك بالأدب المصري. وهو يهاجم أدب المهجر والمتأثرين به، ويكيل المديح للأدب المصري، لأنه، في نظره، أصحّ وأعمق. ولكن الأنصاري يتفاءل بالنهضة الحجازية الحديثة، ويدعو إلى رقيّ الأدب الحجازي الحديث حتى يصبح عالميّاً، ولن يتأتّى له ذلك إلا بالجهد المشترك ونبذ التقليد وبروز الشخصية المحلية وانتشار التعليم والدعاية له بتقوية الصحافة.
ونحن نجد أن المقدمة التي كتبها الدكتور محمد حسين هيكل لكتاب (وحي الصحراء) قد نشرت في صحيفة «صوت الحجاز»، منذ عام 1355ه 1936م؛ وقد ذكر فيها هيكل شيئاً عن تاريخ النهضة في الحجاز، وأشار إلى أن أكثر الأدباء في هذه البلاد يتميزون بصغر السن وأن البيئة المحلية واضحة في أشعارهم أكثر من وضوحها في كتاباتهم النثرية ولكنهم يحتذون جميعهم الأساليب الأدبية السائدة في مصر وسوريا والعراق، ويظل الطابع المصري هو الغالب في معظم الأحوال.
ومن أطرف ما قيل عن هذا التقليد ما نشره «أحدهم» بعنوان: «العقّاديزم»، وذلك تعليقاً على ما نشرته صحيفة «صوت الحجاز» عن سرقة أحد الأدباء الحجازيين (عبدالمجيد شبكشي) بعض مقالات العقاد. فهو يقول إن كثيراً من الأدباء المحليين يجلّون العقّاد ويقلدونه في كل شيء في الأدب والسياسة والاجتماع الخ، ويقول إنها عبودية مقيتة ينبغي التخلص منها، ويقترح أن تٌطلق كلمة «العقاديزم» على هذه الطريقة الأدبية تمييزاً لها عن الطرائق الأخرى وتعريفاً لها كتعريفنا ل «الفاشيزم» و «البولشفزم».
ب ضعف الإنتاج الأدبي:
لاحظ الكثير من كتّاب صحيفة «صوت الحجاز» قلّة الإنتاج الأدبي في البلاد وضعف أكثره. وها هو عبدالسلام الساسي ينعي قلّة المؤلفات ويقول إن الشباب محروم من المطبوعات الدسمة إلا ما يرد منها من بعض البلدان العربية المجاورة. أما المؤلفات الوطنية فهي على قلتها لا تخرج عن النقل والاقتباس. ويذكر من المؤلفات المحلية: «حياة سيد العرب» لحسين باسلامة، و «الأدب الفني» للكتبي، و «الاكليل الذهبي» للعواد، و «ماضي الحجاز وحاضره» لحسين نصيف. وهو يشيد بكتاب «وحي الصحراء» وكتاب «أدب الحجاز» وكتاب «قلب الجزيرة العربية».
وفي مقالة بعنوان :«أين مشاهير الكتّاب في بلادكم؟» يقول إبراهيم السويّل إنه كان يشعر بالحرج عندما يسأله زملاؤه من الطلاب المصريين عن مشاهير الكتّاب في السعودية، فلا يستطيع أن يجيبهم بشيء. وهو لا يقصد مشاهير الكتّاب في الأدب وحده بل وفي سائر العلوم والفنون الأخرى مثل العقيدة والتربية والسياسة. ويتساءل عبدالوهاب آشي كذلك في مقالة له بعنوان :«التآليف الحجازية وندرتها» عن أسباب هذه الندرة والضآلة، ويعزوها إلى ضعف التربية التي لا تجعل من أهدافها تشجيع التآليف الوطنية. ومع ذلك، فإن الآشي يشيد بمجموعة من الأدباء والعلماء الذين أقبلوا على التأليف، واستطاع بعضهم إصدار إنتاجه، ولكن الأكثرية منهم لم يستطيعوا ذلك لظروف مادية. فمن الشيوخ بكري شطا ومحمد حسن الخياط وأحمد الخطيب ومحمد علي المالكي وحسين باسلامة ومحمد المغيربي ويحيى أمان، ومن الشباب محمد شطا وعلوي المالكي وحسن الكتبي وعبدالقدوس الأنصاري ومحمد حسن عواد وابن عبدالمقصود وفؤاد شاكر وأحمد العطار ومحمد طاهر الكردي.
وإذا كانت غالبية الكتّاب قد أجمعوا خلال هذه الفترة على قلة المؤلفات المحلية وضعف أكثرها، فإن بعضهم قد خصّ بعض الفنون الأدبية بهذا الضعف. فقدكتب من سمّى نفسه «مطّلع» عن ضعف الشعر وإقبال بعض الشباب عليه من غير موهبة، بل وسرقتهم أفكار الغير، ولكنه استثنى بعض الشعراء الذين يبشر إنتاجهم بكل خير. ويشن عبدالسلام الساسي، في مقالة له بعنوان «أدعياء الأدب»، حملة شعواء على من أسماهم مدّعي الأدب والمتشاعرين، ويقول إنهم ملأوا الأسواق «فلا تمشي لحظة إلا وتصطدم بأديب ولا تمرّ بشارع إلا وتتعثر بشعرور...».
أما محمد أمين يحيى فقد كتب عن أدب القصة وضعفه في البلاد مقارنة بالبلدان الأخرى. كما كتب محمد عمر توفيق عن القصة وأهميتها ولا سيما في الأدب الغربي. ويقول إنها ضئيلة في الأدب المصري وغير ذات بال في الأدب الحجازي، فأغلب من يكتبها إنما يحكي حكاية وليس قصة. وهو ينصح هؤلاء الكتّاب بالتخلي عن كتابة القصة والانصراف إلى ما هو أجدى وأهم وهو فن المقال.
هوامش
(ü) من كتاب سيصدر للباحث قريباً بعنوان: معجم المصادر الصحفية لدراسة الأدب والفكر في المملكة العربية السعودية الجزء الثاني: صحيفة صوت الحجاز.
(1) محمد الشامخ: نشأة الصحافة في المملكة العربية السعودية (دار العلوم للطباعة والنشر، ط1 الرياض 1402ه 1982م) ص 160.
(2) المرجع السابق، ص 160 161.
(3) محمد الشامخ: كتابه السابق، ص 161.
(4) المرجع السابق، ص 154.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved