Friday 19th April,200210795العددالجمعة 6 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نجوم في ذاكرة التاريخ نجوم في ذاكرة التاريخ
مدافع فريق أهلي الرياض في الثمانينات الدولي «عبدالعزيز بن حمد» يفتح لـ « الجزيرة » ملف تجربته الرياضية (1 - 2)
أهلي جدة.. حقق « كأسين» بشعار المدرسة!!
أبو عبدالله الصايغ أعاد «الدنيني» للنصر .. «وابن عمر» للهلال

لقاء خالد الدوس
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف على نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والأجيال، منهم من كانت له بصمات واضحة واسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل أسماؤهم محفورة في الذاكرة!!
ومن هذا المنطلق حرصت «الجزيرة» على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والأسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الأسبوع مدافع فريق أهلي الرياض «الرياض حالياً» في حقبة الثمانينات الهجرية الدولي اللاعب عبدالعزيز بن حمد.. الذي مثّل مدرسة الوسطى في عصرها الذهبي آنذاك.. فذاع صيته وعلا شأنه كمدافع بارع لا يختلف عليه اثنان نظراً لقدراته الدفاعية البارعة وتكوينه الجسماني القوي وكذا طوله الفارع..
* حيث بدأت شهرته تلوح في الأفق كنجم فذ يملك كل مقومات النجاح والبروز على مستوى المملكة.. مع منتخب الوسطى فبعد تألقه في دورة المصيف لمنتخبات المناطق تم استدعاؤه مباشرة لمنتخب المملكة الأول وشارك مع الأخضر في العديد من اللقاءات الودية باعتبار أن مشاركة المنتخب في تلك الحقبة كانت مقتصرة على لقاءات حبية..
* ويعتبر «ابن حمد» من اللاعبين المثاليين القلائل فطوال تاريخه الرياضي الذي امتد لأكثر من «12 عاماً» ظل لاعباً يحتذى به في سلوكه وأخلاقياته العالية فلم ينل أي بطاقة ملونة بل كان نموذجاً رائعاً للاعب المحافظ «انضباطياً وسلوكياً»..
* وعقب اعتزاله خاض تجربة جديدة في مجال التدريب حيث أشرف على قطاع الشباب والناشئين بنادي الرياض فعلى مدى عقدين ونصف قدم لمدرسة الوسطى «3» أجيال مثلت الفريق الأحمر الأول في سنوات مختلفة..
استضفناه في حلقتين.. واليوم وعبر الحلقة الأولى يفتح لنا ضيفنا الكريم ملف ذكرياته وأيامه الرياضية المنقضية فماذا يقول عن تجربته الكروية..
البداية في المدارس!!
* بدايتي الرياضية كانت بالتأكيد في المدارس والحواري.. ففي مدرسة أم سليم الابتدائية بالرياض.. شرعت في مزاولة لعبة «كرة الطائرة» بحكم تكويني البدني والطول الجيد وأتذكر جيداً أننا حققنا العديد من البطولات المدرسية على مستوى المنطقة.. وفي أوئل عقد الثمانينات سجلت بنادي شباب الرياض «الشباب حالياً» عن طريق شخص لا يحضرني اسمه الآن «....»!! واستمررت في مزاولة هذه الرياضة أكثر من ثلاث سنوات.
وبالمقابل كنت أزاول رياضة «كرة القدم» بحي الشميسي في العصر مع فريق الحارة الذي سمي ب«أشبال الأهلي» انتماء للمدرسة بدون صفة رسمية وذلك من منطلق الحب والاعجاب لفريق أهلي الرياض بحكم شهرته وشعبيته الطاغية آنذاك طبعاً كان يشرف على هذه المجموعة الواعدة شخص يقال له «محمد المري» وهو بالمناسبة من محبي المدرسة!!
* «عرفت» إدارة النادي الذي كان يقود دفتها آنذاك الشيخ الراحل «محمد الصايغ» رحمه الله ان هناك مجموعة من أبناء الحي أطلقت على فريقها اسم «أشبال الأهلي» فبدأت في دعمها واحتوائها بالكور والملابس التي كانت تحمل شعار المدرسة وذلك في عام 1383ه وكلفت مدرب الفريق الأول السوداني «السر سالم» بمتابعة هذه المجموعة الشابة أمثال سعد بن سعيد وعلي المطرف وفهد المطرود وخالد الخليدي وبالفعل تابع المدرب تمارينها واختار من تلك المجموعة خمسة لاعبين للفريق الأول وكنت من ضمنهم.. طبعاً كنت مسجلا وقتها في نادي شباب الرياض ومن حسن حظي أنه جاءت في ذلك الوقت فترة تنقلات للاعبين بلا قيود أو شروط.. فقام سكرتير النادي آنذاك عبدالعزيز بن عسكر باصطحابي معه لمنزل الزير بحي الشميسي ووقعت في كشوفات الفريق بحضور الشيخ محمد الصايغ وعبدالله الزير مؤسس النادي «متعه الله بالصحة والعافية».
عشق رياضي!!
* عشقي لمدرسة الوسطى.. تأجج في جوانحي ووجداني منذ نعومة أظفاري وأتذكر جيداً كنت أحرص على متابعة تمارين الفريق الأول في ملعب الصايغ وعمري آنذاك «14 15 عاماً» عن طريق ابن عمي الذي يقوم بتوصيلي لمقر النادي «ملعب الصايغ» مقابل أن أقوم بتغسيل سيارته «التكسي» يومياً ولا أنسى في الحقيقة يوم حضرت لقاء الكأس الذي جمع أهلي الرياض وأهلي جدة في ملعب الصايغ عام 1382ه وخسر الفريق بهدف حيث خرجت معبراً عن حزني وسرت على الأقدام من ملعب الصايغ حتى منزل والدي بحي أم سليم بخطى مفعمة.. بالحزن والمرارة جراء تلك الخسارة..!!
أنا وصالح عدني
* أتذكر جيداً.. أول مباراة مثلت بها الفريق الأول.. كانت ضد فريق شباب الرياض «الشباب حالياً».. لقاء كان ودياً في ملعب الصايغ عام 1384ه.. حيث منحني مدرب الفريق آنذاك السوداني «السر سالم» الفرصة للوهلة الأولى.. فلعبت بتلك المباراة أمام أخطر المهاجمين صالح عدني رحمه الله.. ونجحت رغم ذلك في فرض تفوقي وكسبت رضاء المدرب..!!
وأتذكر في أول عشر دقائق من بداية المباراة حصل احتكاك قوي بيني وبين مهاجم الشباب العدني.. ومن فرط الحماس حاولت «ضربه» غير أن زميلي المدافع علي حمزة «مسكني» وعاتبني بشدة.. فكان درساً لي واستفدت منه في أول مشواري الرياضي!!
أعتز بالسر سالم!!
* لعبت في بداياتي الرياضية مهاجماً.. غير أن مدرب الفريق آنذاك «السر سالم» أعاد اكتشافي في ا لمنطقة الدفاعية ونجح في اظهار تلك القدرات الكافية عقب اشرافه على تدريبي.. حيث مثلت «المدرسة» في مركز قلب الدفاع واستقررت بهذه المنطقة حتى أعلنت اعتزالي والحقيقة أدين لهذا المدرب بالشيء الكثير نظراً لقدرته التدريبية البارعة.
أبو عبدالله الصايغ
* أبو عبدالله الصايغ «رحمه الله» أحد الفرسان الثلاثة الذين أسسو الرياضة بالمنطقة الوسطى وأرسوا دعائمها، بلا شك يعتبر شخصية رياضية واجتماعية متميزة في كل شيء.. فقد قدم الشيء الكثير والكثير للرياضة بالمنطقة وهي في مهدها وتحديداً فريق أهلي الرياض الذي ترأسه في مطلع الثمانينات الهجرية فحرص «رحمه الله» على لم شمل طلاب المدرسة وتعزيز الروابط والألفة بينهم كان يتفقد أحوالهم في كل صغيرة وكبيرة وأتذكر أن (أبو عبدالله) تكفل بحجنا في سنة من السنوات في صورة تؤكد طيب قلبه والتزامه الديني ومهما أقول وأتحدث عن هذا الرجل العصامي فلن أوفيه حقه..
الدنيني والصايغ!!
* الايمان بالمنافسة الشريفة هو مبدأ الشيخ الراحل محمد الصايغ في كل الأحوال ومن المواقف التي تؤكد على حرصه «رحمه الله» على دعمه واهتمامه بشؤون الأندية بالمنطقة الوسطى.. أتذكر جيداً أن مهاجم النصر الكبير أحمد الدنيني «رحمه الله» حصل خلاف بينه وبين إدارة ناديه لأسباب «مالية» وابتعد الدنيني لعدم تحقيق طلبه فقام أبو عبدالله وبأخلاقياته العالية وسمات الخير التي كانت تتجسد في شخصه بمعالجة موضوع الدنيني واعادته لناديه.. وحين علمنا بذلك قلنا يا بو عبدالله كيف «ترجع» الدنيني لناديه واحنا عندنا مباراة مع النصر الأسبوع القادم فكن رده «رحمه الله»..المنافسة الشريفية والأخوية داخل أرضية الملعب أما خارجه فكلنا اخوة وزملاء.. إنها صورة حية تعبر عن أخلاقياته وطيبته المتناهية.. طبعاً هذا الموقف تكرر مع مدافع الهلال عبدالله بن عمر فأعاده الصايغ لناديه بعد أن حسم موضوعه!!
تأثرت بعلي حمزة!!
* في الواقع كنت من أشد المعجبين بمدافع فريق أهلي الرياض الفذ علي حمزة الذي انتقل لأهلي جدة.. فهذا اللاعب من الصعب أن يتكرر اسمه فهو كان يملك قدرات دفاعية ومقومات أحادية تميزه عن الآخرين وكذا مدافع فريق الاتفاق الدولي عبدالله يحيى.. أيضاً كان من المدافعين البارزين ومن حسن حظي أنني لعبت معه في صفوف منتخب المملكة في سنواته الأخيرة..
حقبة المهاجمين!!
* حقبة الثمانينات الهجرية.. تعتبر حقبة المهاجمين والنجوم.. فكل فريق كان لديه اثنان أو ثلاثة من المهاجمين المتميزين.. ففي فريق الهلال برز مبارك العبدالكريم وسليمان مطر الشهير «بالكبش» وفي النصر ميزر أمان ومحمد سعد العبدلي وأحمد الدنيني أيضاً الشباب فيه صالح عدني وصالح العميل وفي الغربية سعيد غراب والنور موسى وعمر راجيخان وكلجة وهؤلاء بلا شك لعبت ضدهم فكنت أخشى مواجهتهم واللعب أمامهم نظراً لخطورتهم وامكاناتهم التهديفية الفائقة..!
يوم هزمنا الهلال بخماسية!!
* من المباريات التي لا تزال في ذاكرتي.. لقاء جمعنا بشقيقنا فريق الهلال في النصف الثاني من عقد الثمانينات.. ضمن لقاءات الدوري على ملعب الصايغ وانتهى لصالحنا «5/3» حيث دخلنا تلك المواجهة ونحن مصرون على الكسب لمواصلة صدارتنا لدوري المنطقة.. ونجحنا في الخروج بنقطتي المباراة رغم قوة الفريق المقابل الذي لعب في صفوفه مبارك العبدالكريم والكبش وسلطان بن مناحي وسوا وأتذكر جيداً أن مدربنا السوداني «حسب الله» أشرك في تلك المباراة زميلي المدافع ناصر السيف في أول مباراة يلعبها وكلفه بمراقبة «الكبش» طبعاً كان يتميز هذا المهاجم الهلالي العملاق بالقوة الجسمانية مع السرعة وناصر سيف لاعب صغير وأول مباراة يلعبها ومع مرور الدقائق الأولى انطلق الكبش وجرى السيف خلفه وحاول يعيقه ولم يستطع حتى أنه مسك فانلته وسحبه معه داخل المنطقة الجزائية وسجل هدف الهلال الأول طبعاً كان الملعب مليئا بالجماهير فشعر «السيف» بارتباك وخوف واصابه مغص شديد وطلب التغيير ورفضت ذلك ككابتن للفريق، المهم راقبته بنفسي وأبعدت زميلي «السيف» عنه ونجحت في ايقاف انطلاقاته التي تعتمد على القوة الجسمانية والسرعة الرهيبة.. وخرجنا فائزين بخماسية منحتنا الأفضلية المطلقة في هذه المباراة..
ثوب «أبو غزالين» لكل لاعب!!
* أتذكر جيداً بعد فوزنا على الهلال «بخماسية» أحدثت هذه النتيجة ردود فعل عكسية داخل البيت الهلالي فتم استبعاد بعض اللاعبين الكبار الذين خذلوا فريقهم أمام الجماهير وأشركوا عدداً من اللاعبين الجدد أمثال عبدالله بن عمر ومحسن بخيت وغيرهم وذلك في لقائنا الثاني معهم في تصفيات كأس ولي العهد للمناطق فبعد أن كسبناهم في الدوري «5/3» قابلناهم في تصفيات كأس ولي العهد بعد اسبوعين من هذه المواجهة وتعادلنا «1/1» وفزنا بالقرعة ثم واصلنا مشوارنا حتى كسبنا الصدارة طبعاً بعد حصولنا على بطولة الوسطى كافأنا أبو عبدالله الصايغ على هذا الانجاز حيث قام بتفصيل ثوب «أبو غزالين» لكل لاعب عند خياط عميل في شارع الثميري.
شعبية «المدرسة» الطاغية
* حظي فريق أهلي الرياض بشعبية جماهيرية كبيرة وذلك في مطلع عقد الثمانينات الهجرية وأصبح في ذلك الوقت النادي الجماهيري الأول مع احترامي للجميع.. نظراً لتوفر الأسماء اللامعة والنجوم الكبيرة التي كانت تزخر بهم الخارطة الحمراء أمثال علي حمزة وحامد نقادي وعبود الرويجح وراشد وزيد أبناء المطرف وعبدالمحسن المطلق ودحمان ا لسلوم وبقية الأسماء الذهبية. حيث اشتهرت تلك المجموعة باللعب الجماعي المميز والباصات القصيرة المحكمة داخل أرض الملعب وساهمت في وصول المدرسة لنهائي كأس الملك لموسم عام 1382ه وخسروا أمام أهلي جدة «1/0» سجله «كلجة».
أما عن الفريق المنافس لنا في تلك الحقبة فهو فريق الهلال بصراحة غير أن تراجع وتضعضع مستواه الفني لاعتزال بعض نجومه في النصف الثاني من عقد الثمانينات ظهر فريق النصر منافساً قوياً وعنيداً وشكل منافساً ثانياً لمدرسة الوسطى.
الأهلي وحكاية الشعار!!
* علاقتنا بأهلي جدة كانت قوية ومتينة وأتذكر حين التقى فريق أهلي جدة مع الاتفاق صاحب الشعار الأخضر والأبيض آنذاك.. لعب الأهلاويون بشعار فريقنا «الأسود والأحمر» عام 1385ه نظراً لتكرار شعار الفريقين ونجح الفريق الأهلاوي بالفوز بكأس الملك بعد انتصاره ب«3/1».. كما لعبوا بشعارنا أيضاً في نهائي كأس ولي العهد لمنتخبات المناطق بالطائف أمام الاتفاق وفازوا بالكأس أيضاً.. طبعاً كان أبناء الأهلي يتفاءلون دائماً بشعارنا الذي جلب لهم كأسين غاليتين..
كسبنا تحدي النصر!!
* عسكرنا بالطائف مع منتخب الوسطى عام 1386ه 1387ه طبعاً كان أغلب لاعبي المنتخب الأساسيين هم من فريقي النصر وأهلي الرياض ا لمهم حصل تحد وجدل بين لاعبي الفريقين الذين تنتظرهم مواجهة حاسمة بعد 10 أيام من انتهاء دورة المصيف بالطائف. ففي أحد الأيام قابل طارق التميمي زميله مدافع فريق الهلال نبيل الرواف وأخبره أنه «حلم» ان فريقكم يقصد «أهلي الرياض» فاز على النصر «5/2» رد عليه طارق التميمي قائلاً إذا تقدمنا ب«4» أهداف ابترك الملعب واتجه نحو المدرجات.. المهم لعبنا تلك المباراة وتقدمنا على النصر «4/2» وقبل نهاية المباراة ب«15» دقيقة ادعى «طارق» أنه مصاب.. ويبد وأنه «تمم عمله» وخرج ليحل مكانه الحارس البديل ناصر الضاوي فاستقبلت شباكه مع نزوله هدفاً من قدم أحمد الدنيني لينتهي اللقاء بفوزنا «4/2» كانت تعد أكبر نتيجة يتلقاها النصر في ذلك الموسم على يد المدرسة.

يتبع

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved