ماذا يُحاكُ لأُمَّةٍ منكُوبةٍ
منها وقد نَكَصَتْ أُصيِبَ المْقتَلَ؟
أعْدَاؤُها من كَلِّ لَوْنٍ أرْجَفُوا
وبِكُلِّ وَجْهٍ لِلعَدَاوةِ أقْبَلُوا
دَاسُوا حِمِى أَقْدَاسِها فإذَا بِهَا
تَبْكِي أمامَ عدُوِّها وتُولْوِلُ
تَبْكِي كما تَبْكِي النِّساءُ ضَعِيفةً
وَعدُوُّها أَبَداً يقولُ ويفعلُ
نَظمَتْ من الأَحْزَانِ عِقْداً أَسْوداً
حَبَّاتُه قَهْرٌ ولَيْلٌ أَلْيَلُ
وأَذَاقَهَا أعْداؤُها مَالمَ تُذقْ
من قبلُ فَهْيَ لَهُمْ وِطَاءٌ أسْفَلُ
هَذا يُجَرْجُرها وذَاكَ بِصَفْعَةٍ
في الوَجْهِ يلطمُهَا وآخرُ يَرْكُل
ياَ للَمَهانَةِ وْهَي تَضْحكُ ذِلَّةً
في وَجْهِ مَنْ فَيِها يُبِيْدُ وَيقْتُلُ
أَوَ مَا لِلَيْل هَوَانِناَ مِنْ آخِرٍ؟
ما بالُهُ من كلِّ شيءٍ أطَوُل؟
مَا كُنْتُ أْحسَبُ أن أمَّهَ أحْمَدٍ
بالدُّون تَرْضَى، والمذَّلةَ تَقْبَلُ
وهِيَ التيِ قَادَتْ حَضَارُتها الدُّنى
فَبكُلّ رُكْنٍ لِلْهدِاَية مِشْعَلُ
صَنَعَتْ من الأمْجَادِ كُلَّ عظيمةٍ
وبها أقام العزُّ لا يَتَحوَّلُ
فِي حْينِ أُوروبَّا تَعِيشُ ظَلاَمهاَ
وعلى مَواَئِد مَجْدِنا تَتَسوَّلُ
مَاكُنْتُ أحْسَبُ أَنَّ أمَّتيَ التَّي
مَلَكَتْ زِمامَ الأَمْرِ يَوْما تَخْذُلُ
وَتُهونُ حتَّى لا تكونَ لها يَدُ
تَحْمِي بِهَا مَجْداً لها يَتَزَلْزَلُ
ما كنتُ أحْسَبُ أنَّ أمَّة خالدٍ
يَغْزُو حِمَاهَا الغَاصِبُ المُتَطَفِّلُ
وَيَظلُّ يَعْبَثُ في حِماَهَا آمِناً
مُتَغَطْرِساً بُشِؤونهاَ يَتَدَخَّلُ
ِإنِّي سَأَسْأَلُ والإجابةُ طَعْمُها
في الحَلْقِ أشبهُ ما يكونُ الحَنْظَلُ
أصحابُ «بدرٍ» نحنُ أم هُمْ غَيْرُنَا؟
والنَّصرُ منْ َربِّي بهاَ يَتَنزَّلُ
هل تذكرونَ بِيوم «مُؤْتَةَ» جَعْفَراً
عَضُداه بعدَ يديْهِ ظلَّتْ تَحْمِلُ
يَأْبَى لِرَايَتهِ السُّقُوطَ بُطُولةً
وتَرَاه يَقْتُلُ في العدُوِّ ويُقْتَلُ؟
هلَ مرَّ سَعْدُ القَادسيَّةِ مِنْ هُنَا
يوماً. يسابقُهُ ِإليْهَا الجَحْفَلُ؟
هل تَذْكُر «اليَرْمُوكُ» صوْلَةَ خالدٍ؟
وأبْو عُبَيْدةَ حَوْلَه يَتَبَتَّل
وجُنُودُ «أَجْنَادِيْنَ» قُلْ لِي مَنْ هُمُ؟
والآيُ في جُنْحِ الظَّلاَم يُرتَّلُ
وَمَنِ الذَّين جُيُوشهُمْ وَصَلَتْ إِلَى
أَطْرَافِ أوُروُبَّا تَقُولُ وَتْفعَلُ؟
مَنْ هُمْ تُرَىَ أهْلُ الفُتُوحِ فكُلَّمَا
فَتَحوُا بلاَداً قَامَ فِيهَا الأَعْدَلُ؟
أَو لَيْسَ هُم آبَاؤُنا وجُدُودُنَا؟
فإلاَمَ بالأجْدادِ لا نَتَمثَّلُ؟
هل نَحْنُ أحفادُ الغَطَارِفَةِ الأُلَى
بهمُ أَرَى تَاريخَنَا يتجمَّلُ؟
مَنْ أسْرَجُوا لِلْحَرْبِ خَيْلاً ضُمَّراً
فإذا دَعَا دَاعِي الجِهَادِ اسْتَبْسَلوُا
إِنْ كَانَ أجْدَاديِ أُوَلئِكَ فالذِي
يَجْرِي مِنَ الأحْفَادِ شيءٌ مُذْهِلُ
نُغْزَى فَنَفْتَحُ للغُزَاةِ صُدُورَنا
وبكُلِّ إِعزٍازٍ لَهُمْ نَسْتَقْبلُ
ونَظَلُّ نَلْهَثُ خَلْفَهمُ في لَهْفَةٍ
نَرْجُو لَقَاءَهُمُ وهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا
يَا أيَهُّاَ السَّاعون نحو لِقَائِهِمْ
لاَخَيْرَ في سَعْيٍ لهم فتمهَّلوا
فَتَشَدَّدوُا وتمسَّكُوا بِحُقُوقِكُمْ
وَتَمَاسَكُوا وَتَكَاتَفُوا وتَعَقَّلوُا
وتعاوَنُوا في دَحْرِهمِ بكفَاحِكُم
إنَّ الكفَاحَ هو الطَّريُق الأَمْثَلُ
لا يَسْتَعيدُ الحَقَّ إلاَ قُوَّةٌ
وعَزِيَمةٌ وعلى الإلهِ تَوَكُّلُ
إَنِّي لَمُحْتَارٌ وَعقْلِيَ ذَاهِلٌ
مِنْ وَضْعِنَا المُزْرِيْ! أهَذا يُعقَلُ؟
سَيْلُ الدِّمَاءِ بِأُمَّتي مُتَدَفِّقٌ
وهُنَاكَ فِينَا زَامِرٌ ومُطَبِّلُ
واللَّهْوُ دَيْدَنُ بَعْضِنَا فإِلَى مَتَى
نَمَََضِي بِهَذا التِّيْهِ. إنِّي أَسْأَلُ؟
وَإِلىَ مَتَى ذا البُوْمُ يَنْعِقُ بَيْنَناَ؟
وإلَى متَى يَاقَومُ يَسْكُتُ بُلْبُلُ؟
بَعْدَ الَحِقيَقةِ قَدْ غَدَوْنَا هَيْكَلاً
مَاذَا سَيْنَفعُ أويََضُرُّ الهَيْكَلُ؟
لا يَشْرُفُ العَرَبيُّ في زَمَني بِأَنْ
يُنْمَىُ إلى العَرَبِ الَّذين تَبَدَّلوُا
يَتَلَعْثَمُ المِسْكِينُ حِينَ سُؤَالِهِ
مِمَّنْ؟ وَيُطْرِقُ مِنْ أَسَاهُ وَيْخجَلُ