إنّا لنرى ما يدمي قلوبنا كل يوم عبر شاشاتنا العربية وهي تتنافس على من يعرض الحدث اولا ويكون لها السبق في عرضه، حقا ان ما نشاهده هناك ليجعل الحجر الاصم ينطق، فها هو قلمي المتواضع انطلق من بين اناملي ليسطر على صفحة بيضاء كبياض قلوب اطفال فلسطين مشاعر اختلجت في صدري وصدور كثير من المسلمين الذين لا حول لهم ولا قوة الا الدعاء لإخوانهم بنصر من الله قريب. اني لأطلقها صرخة مدوّية الى متى سنظل صامتين امام هذا السيل الهادر والطغيان الجارف؟.. من يردع هذا المجرم ويقف في وجهه ليقول له كفى؟.. لماذا ننتظر قرارات امريكا لتحدد مصير الشعب الفلسطيني ولا تقف في وجه الطاغية؟.. ان «شارون» بالنسبة لها رجل السلام المزعوم ليقضي على الارهاب الذي صنعوه هم بأنفسهم، هذا الارهاب الذي مللنا من سماعه كل يوم عبر إعلامهم ونسوا، بل تناسوا ان اسرائيل هي الارهاب الحقيقي للعالم اجمع وليس لمنطقة الشرق الاوسط فقط، يكفينا انتظارا لدعوات السلام فهم لا يعرفون السلام، ان تصريحات الرئيس «بوش» من خلال شاشات التلفزة العالمية بأن الرئيس «عرفات» لا يريد السلام وانه هو الارهابي وان دفاع شعبه عن نفسه وأرضه انما هو ارهاب وتصدي اسرائيل لهم بالدبابات والمدافع انما هو دفاع عن النفس اي منطق يجيز هذا حجر امام دبابة، لقد قلبوا الموازين فأصبح في عدل امريكا ان من يدافع عن وطنه وحريته هو الارهابي الذي يجب ان يجتث من جذوره وأن الشعب الفلسطيني يشكل خطرا كبيرا وحجر عثرة في طريق السلام الذي يتشدقون به وهم لا يعرفونه هؤلاء صم وعمي عن قضايانا ومواجعنا نحن العرب كل يوم يمضي نشاهد فيه بحراً من الدماء البريئة تسكب على ارض فلسطين الطاهرة دفاعا عن ارضهم ومقدساتهم طال انتظار هذا الشعب وهو يدفع بزهرة شبابه الى الموت من اجل تحرير وطنه المغتصب انا نقف عاجزين امام هذه المجازر التي تقام كل حين.
ان خنزير اسرائيل لن يتوقف عن هذه المجازر حتى يقضي على هذا الشعب الصامد في وجهه ان استطاع ولن يستطيع ان شاء الله.
لقد سئمنا من الانتظار، الى متى ننتظر؟.. الى ان تحدث مجزرة ك«دير ياسين» مرة اخرى.. او ان يصبح هناك صبرا وشاتيلا! كلنا يعلم ان هذا السفاح لن يتوقف عن هدر الدماء وزهق الارواح البريئة لأنه يتلذذ بذلك ويعلم ان خلفه من يسانده .. انها دولة «امريكا العظيمة»، والقوية في قراراتها لمن يقف في طريقها وطريق ذلك الحمل الوديع المسمى «اسرائيل».
انها لا ترعي سمعا لمصائبنا وما يجري على ارضنا هناك وان حربها المزعومة ضد الارهاب انما هي في الحقيقة حرب ضد الاسلام والمسلمين لن تستريح «اسرائيل» حتى تزيل «دولة فلسطين» من الخارطة الى الابد وتقيم بدلا منها «دولة اسرائيل» وهنالك سيضيع حقنا في ارضنا وقدسنا، بل عروبتنا كلها. الى متى نقف ننظر وفلسطين تدفع ببناتها الى الموت من اجل تحرير ارضها؟..
حقاً.. إن بنات فلسطين يقدمن لنا اليوم رمزاً رائعا من البطولة يندر وجوده في هذا الزمن.
هاهي آيات الأخرس تقدمه لنا اليوم وكأن لسان حالها يقول:
ها أنا فتاة في عمر الندى
أقدم روحي للأقصى فدى
تقدم روحا فداء لقدسها وأرضها وهي ما زالت في ريعان شبابها فهذا ما تفعله بنات وأبناء فلسطين من اجل تحرير ارضهم فبورك فيهم.
ان قلمي يعجز ان يواصل ويذكر مآسي وقصص حقيقية يعيدها لنا الزمن مرة اخرى ومسلسلات من الاجرام وأفلام تعجز عن عرض مثلها اكبر شاشات السينما العالمية لأنها لا تستطيع ذلك، لأنه وبكل صراحة لا توجد مثل هذه المشاهد الضخمة في كمية الجثث والدماء إلا في فلسطين وعلى يد مجرم محترف القتل ك«شارون» ذلك الشر الذي سلِّط على العرب ليسحق ويمحق من استطاع منهم وبكل اسف بإشراف عالمي من امريكا «الدولة الاولى الراعية للسلام».
ولكننا لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وصبرا شعب فلسطين ان نصر الله قريب وواصلوا في جهادكم ونضالكم لمقاومة الاحتلال وطرده من ارضكم بإذن الله تعالى ودفع الشهداء تلو الشهداء الى الجنة زمرا إن شاء الله، فان ذلك يخيفهم ويقذف الرعب في قلوبهم ونحن معكم بقلوبنا ودعائنا وأموالنا وليحيا نضالكم المبارك.
نورة بنت ناصر غازي العتيبي |