تكلمنا عن الشعراء بما فيه الكفاية وعن الشاعرات بما طفح فيه الكيل.. ولكن هذا كله ليس النهاية.. بل مازلنا في بداية الأمر ولكن استوقفني عند قراءتي لصحفنا المحلية كتاب اسمه جميل.. فطلبت من أحد الزملاء إحضاره لي وأتاني به بجزأيه، الحقيقة... شاهدت غلاف الكتاب ومزج اللون به.. فوجدته جذاباً للصورة من اسم الكتاب بعض النصيب.. شدني ايضاً مؤلف الكتاب الذي له اسمه في ساحة الأدب الشعبي كنت متفائلاً بأنني سأستفيد من هذا الكتاب لشخصي المحب للشعر ولكنني صعقت بهذا الرجل المتعلم الذي يحمل (ماجستير دراسات آسيوية من الولايات المتحدة الأمريكية)؟!!
دعوني انقل لكم ما رأيته في كتاب (مدن الشعر) لمؤلفه عبدالله الزازان الذي أرى أنه لم يكن موفقاً أبداً في مؤلفه هذا وليتني استطيع أن أوجز ما رأيته في عدد واحد ولكنني سأحرص على عدم الإطالة فإليكم:
الزازان في كتابه الأول أي (مدن الشعر1) قدم وقسم الكتاب وكان كلامه فيه نوع من اللغة الإعلامية السهلة وآخر من لغة عالية لايفهمها الرجل العادي.. وربما يخالفني البعض ولكن اقول لو كان الكتاب سياسياً أو ثقافياً فلا مانع من لغة ممتازة ولكن كتاب للشعر الشعبي لماذا كل هذه المصطلحات العلمية والفضفاضه في كتاب للشعر الشعبي؟!
المعاصرة موضوع طرحه الكاتب في فصل أسماه «التجديد» مع أن هذا لو أتى به كاتبنا لأي شاعر عادي لأخذ نفس النتيجة بدون عناء فكثير من كبار الشعراء ينكرون البكاء على الاطلال وياراكب وغيرها.. لأنها انتهت على حد قولهم بل يطالبون بالتجديد الذي لايخل بالشعر في قواعده الاساسية.. ولكن ربما وضعه كاتبنا لملء فراغ؟ او لزيادة عدد الصفحات؟!!!
بعدها انتقلت الى ص90 وفصل جديد اسمه (السالفة) التي ذكر فيها الزازان بأن الأمير محمد الأحمد السديري رحمه الله رحمة واسعة ألف قصة (الدمعة الحمراء) وهي على حد قناعة المؤلف ورأي ابن خميس تمثل قصة حب بين فتى وفتاة.. واطلق صفات الفتى وايضاً الفتاة.. وانا ضد هذا الرأي من قديم ومازلت أقرأ هذه القصة وأعدت قراءتها فوجدت انني مع رأي على ما أذكر للشاعر المعروف عمير بن زبن ان كنت متأكداً في لقاء عن الأمير الراحل محمد السديري نفسه تكلم فيه عن القصة وقال انها صراع بين الرذيلة والفضيلة وانا مع هذا الرأي لعمير ان كنت متذكراً او أنه للأمير سلمان بن محمد السديري او لعبدالله السلوم الذين شاركوا في تلك المقابلة.. المهم انني مع هذا الرأي جملة وتفصيلاً ولنربط بين اسم الفتى (وافي)، وافي هذا وفيٌّ لماذا؟! الجواب (لشيمة) اذن بكل بساطة (وافي للشيمة) هذه نقطة والنقاط كثيرة اما الاخرى فهي اسماء الذين فرقوا (وافي) عن (شيمة) وهم لاحظوا:
مغضب والغادر ومزعل ومجرم ياجماعه هل لاحظتم هذا؟!!
ويقول البعض ابيات الغزل واضحة فأقول ليس الأمير محمد السديري رحمه الله هو من تكون حروفه ظاهرة والدليل شعره الذي لانزال نستخرج منه الدرر فشعره ونثره صالح لكل العصور..
ولساجر الرفدي قصيدة جميلة تكاد تكون غزلية بحتة واذا تمعنت بها بان لك انها في اتجاه آخر بعيد كل البعد عن الغزل.. ولها ارتباط بالعشق ولكن من نوع آخر.. ويؤكد الزازان رأيه في النهاية ليقول:
«تظل قصة العاشقين وافي وشيمة حديث المنتديات وعلالة السمر ونموذج الحب العف البريء القاتل».
هنا ينتهي هذا الفصل ولنتحول لموضوع آخر وهو صور من النقد في الشعر القديم:
ويقول في ص115 نقطة مهمة وهي:
«لا أميل الى تلك المؤلفات التي يكتبها الابناء عن آبائهم والاحفاد عن اجدادهم فقد تتداخل في تلك المؤلفات العاطفة والخصوصية وتؤسس تلك المؤلفات على قاعدة تنظيف المعلومات غير المتوافقة مع السياق العام....»
يا أخي كيف هذا قل (بعض المؤلفات) التي يكتبها بعض الأبناء!!
كيف هذا الكلام يا زازان؟!!
هل كل من ألف عن أبيه أو عن جده كان كذلك؟! ايها الناقد والقاص والاكاديمي؟!
الحقيقة انني صعقت برأيك صدقني ان لم يكن أبو الرجل او جده يستحق الذكر وليس به مايذكر فلن يقبله الناس ولكن ان تجمع كل من ألف فهذه مصيبة اعتقد ان من اوصلك اليها هو شعورك بأنك وصلت لمرحلة ان كل ماتكتب صالح وأنك الوحيد الفاهم؟!!
عندها انتقلت بين طيات هذا الكتاب لعلي اجد مايمتع بداخله ولكني صرت في المثل القائل (من جرف لدحديرة) بين كل صفحة وأخرى حتى وصلت الى فصل (الشعر والصحافة) التي تهمني شخصياً لدراستي لها وتفوقي بها.. فقرأت ص132 الى المقطع الأخير في ص133 الذي قال فيه الكاتب بأنه لو أصدرت مجلة بين عامي 1982/1990م فسوف يصل توزيعها 000. 200 نسخة اسبوعياً؟! ثم يقول انه الآن هناك حالة كساد فلو اخذنا الرياض بين عامي 984/1989م فان أي مجلة ستوزع 000. 70 نسخة «ولا أدري هل هي شهرياً ام اسبوعياً» اما الآن فإنه لن يصل الى 000. 15 نسخة.
يا جماعة لاحظوا تداخل الاعوام 1982/1990م ثم 1984/1989م الاعوام جميعها متداخلة وهناك فرق شاسع في التوزيع؟!
يقول 000. 200 نسخة اسبوعياً يا جماعة بالله هل هذا عقل؟! هل تعلم يا كاتب بأن أكبر جريدة سعودية توزيعاً تحقق طباعةً وليس توزيعاً اي ماتطبعه وليس ماتوزعه لأن الطباعة يبقى فيها رجيع وغيرها هو 000. 60 نسخة وهي حقيقة وليست شهادات شركات توزيع وهل تعلم بأن أفضل مجلة عربية سياسياً لا توزع شهرياً أكثر من 000. 10 نسخة وأن أفضل مجلة عربية خاصة بالنساء «تطبع» حوالي 000. 50 نسخة وليس ماتوزع هي 000.50 نسخة انت تقول الآن بأنها لن تصل الى 000. 15 نسخة وكل هذا بصيغة الجزم وهذه مشكلة في الكاتب ان لم يكن دقيقاً!!
لنحسب حسبة بسيطة يا أخي وهي 15000 نسخة
إذن لنقل 000. 15 نسخة في الشهر *10 ريالات للمجلة= 000. 150 ريال وشركات التوزيع تأخذ 45% من القيمة اي تقريباً 000. 65 ريال من المبلغ فالباقي هو 000. 85 ريال.
لنقل ان المجلة تطبع ب3 ريالات اذن التكلفة الشهرية هي 45.000 ريال ثم تخصمها من الدخل الذي هو 85.000 ريال اذن الباقي 40.000 ولنقل ان المجلة بها ستة محررين فقط جميع رواتبهم الشهرية هي 000. 33 ريال اذن الباقي للمجلة (000. 7 ريال) هل تريد ان تقنعني بأن هذا منطقي؟!!! اذن كيف استمرت المجلات في السوق الى الآن ستقول الاعلان؟ اقول اذا لم يكن هناك توزيع للمجلة فلن يأتيها المعلن وهذا بديهي واذا لم يكن هناك معدل توزيع عال فلن يجازف المالك لانتظار الاعلان عله ان يحقق له الربح ولاحظ انني لم احسب (عمال البوفيه) في المجلة ولا اي مواد خام وايضاً بدون فواتير وبدون ايجار مكتب لأنهم يحررون في سطح.. اذن ستصبح المجلة بالسالب وليس 000. 7 فقط؟!!
يا اخي هل قرأت ماتكتب ام هل (سمعتهم يقولون شيئاً فقلته) الاعلان عصب النجاح.. ولكن للذين يوزعون فهل يعقل انني سأعلن في مجلة خسرانة؟!! ابداً اذن انظروا لمجلات الشعر واحسبوا اعلاناتهم لأن بعض المجلات وصلت اعلاناتها في عدد واحد الى اكثر من 000. 50 ريال أرأيتم ان كاتبنا يخمن وليس متأكداً؟!!
ستقول بأن هذه المجلات ضمنت حصتها من السوق اقول لك انك خاطئ فهي ليست مواقع اعلانية وليست شركات دعاية واعلان مرتبطة بعقود بل اعلاناتها مرتبطة بارتفاع توزيعها وانخفاضه فالتنافس متغير بينهم في المراكز؟!
تقول انت في نهاية هذا الفصل (بأن العامل المهني في الحس المهني يدخل في انتقاء الموضوعات والقضايا التي تهم قطاعاً عريضا من المجتمع واستثمار الشخصيات المألوفة ذات الشهرة الواسعة وترتيب الموضوعات في العقل ثم نقلها الى الورق والصياغة التي يجب ان تكون سهلة سلسة».
والعامل الاقتصادي يدخل في مدى قناعة الممول في هذا النوع من الاستثمار ولكن يظل اصدار مجلة اسبوعية شعبية.. ضرورة ثقافية».
يا أخي من اين لك هذا بالله عليك؟!
يقول الشريف جباره:
لا صار ما تمشي برايٍ يدلك ازدد من اشوار الرجال بشور |
انت لم تأت بجديد بل ناقضت نفسك باللغة السهلة السلسة في بعض فصولك ثم كل كلامك يدركه الرجل الذي لم يتعلم علمك ولم يصل اليه فأي سبق هذا وأي معلومة مهمة وجديدة هذه؟!
ثم العامل الاقتصادي يا أخي راجع كتابك فضلاً لا أمراً ثم وضح هل تريد مجلة اسبوعية ام شهرية لأنها وهي بحسبة الشهر خسرانة فكيف بالاسبوع اذا نظرنا انها مجلة شعر.. فكيف ستخلق المواضيع في كل عدد وهل من المعقول ان القوة الشرائية ستجعل المرء يشتري اربعة اعداد من هذه المجلة شهرياً بحوالي 40 ريالا لقد وصلت الى انه ينبغي لك ان تقرأ في كتب الاعلام والصحافة وايضاً التسويق وادارة الاعمال لانك سوف لن تنجح اذا استمررت على هذا الحال فليست كل كتبك ستكون عن الشعر ولن تجد آخرين (لتبيع شعرهم عليهم).
تهدية
هذا جزء اول وهناك جزآن آخران ولكن لا تستعجلوا علي بأي ردود على أي احد الا عندما افرغ من هذا الكتاب.
اقول يا استاذ عبدالله راجع كتابك!!
جابر |