* حائل فرحان الجارالله:
قال رئيس نادي الطائي الاستاذ فهد الصادر ان فريقه لم يكن سيئاً هذا الموسم حتى في الدور الأول الذي لم يخرج منه إلا بنقطة واحدة.. وأشار في حديث مطول ل«الجزيرة» أن اليأس لم يستلل إلى أنصار الفريق في البقاء مع الممتازين الأمر الذي ساهم في اعادة وضع الفريق في الدور الثاني.. وأشاد الصادر بوقفة أعضاء الشرف مع النادي ودورهم الفاعل في دعمه من كافة النواحي وأعلن الصادر أنه سيقدم استقالته من رئاسة النادي بعد أن قدم خلال سنين جهداً كبيراً إذا لم يتم تسديد ديون النادي ودعمه بشكل أكبر مما مضى.
وتحدث الصادر عن الظروف التي أحاطت بلقاء فريقه الأخير أمام الهلال مؤكداً أن زيارة الهلال أو أداء التمارين في ملعبه شرف لكل الفرق السعودية.. إلى تفاصيل الحوار:
هذه أسباب تواضع نتائج الدور الأول..!!
* ما الذي حدث في الطائي حتى تغيرت نتائجه كلياً في الدور الثاني؟!
أبداً، ففريق الطائي لم يكن سيئاً في هذا الموسم.. فحتى في الدور الأول لم يكن مستواه بذلك السوء فجميع المتابعين كانوا يلاحظون أن الفريق يقدم مستويات ممتازة لكن نظراً لعدم وجود الهداف بالفريق خلال الدور الأول خسرنا النتائج بالوقت الذي كنا نقدم مستويات رائعة وبشهادة الجميع...
تعاقدنا مع المهاجم البرازيلي سيلسو ساعد كثيراً في تحسن النتائج..
* لكن هناك من ألقى باللائمة على سوء الإعداد.. وتواضع الجهاز الفني..!! كيف ترى ذلك؟!
اطلاقاً لم يكن الإعداد سيئاً.. ففي بداية الإعداد أقيم معسكر للفريق على عدة مراحل.. ولعبنا عدداً كبيراً من المباريات التجريبية وكان المعسكر ناجحاً بكل المقاييس.. واختتمنا المعسكر بأداء مباراة قوية «مستوى ونتيجة» أمام الهلال..
والمستويات المميزة التي قدمها الفريق في الدور الأول هي أكبر دليل على أن فترة الإعداد كانت كافية ومناسبة.. ولو كان الإعداد كما قلت لما قدمنا مستويات رائعة وبمعدلات لياقية مقبولة منذ اليوم الأول، وكنا وبكل أمانة أحق بنتيجة مباراتنا أمام النصر في أول مباراة نلعبها في الدوري.. وبالنسبة لكأس الأمير فيصل بن فهد فقد جعلناها تكملة لمرحلة الإعداد.. والمدرب «داريو» لم يكن سيئاً اطلاقاً، وربما يكون الخلاف الذي حدث بينه ومساعده «لويس» سبباً لكنه سبب غير مباشر..
فأحياناً بعض المدربين لا يكون محظوظاً مع هذا الفريق، أو أن ذاك الفريق غير محظوظ مع ذاك المدرب.. واجمالاً أقول إنه في الدور الثاني وبمجرد أن تم حل مشكلة الهداف بدأ الفريق يستعيد توازنه وخاصة أن لاعبي الفريق ارتفعت معنوياتهم بصورة واضحة بعد أن حققوا فوزين متتالين على النصر والاتحاد..
عموماً الطائي دائماً ما يختار الطريق الأصعب ليحضر بشكل لافت بقدرته وقدرة نجومه على تحدي الصعاب..
* لكن هذا الطريق الصعب أصاب جماهير النادي بالخوف وخشيتهم من هبوطه؟!
حقيقة رغم نتائج الدور الأول إلا أنه لم يتسلل اليأس لأي مسؤول بإدارة الطائي وهذا نابع من ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ثم ثقتنا بلاعبينا وأعضاء الشرف وجماهير النادي.. الجميع ساهم بهذا النجاح.. ولا أنسبه لمجلس إدارة النادي على الاطلاق، بل كان الجميع يداً واحدة.
القروض تجاوزت نصف المليون!!
* رغم الأزمة المالية التي كادت تخنق النادي إلا أنكم استطعتم السير بالنادي بصورة طيبة.. كيف حدث ذلك؟!
بكل صراحة كان لأعضاء شرف النادي الأوفياء وفي مقدمتهم الرئيس الفخري ورئيس هيئة أعضاء الشرف الشيخ علي بن محمد الجميعة وكذا جماهير ومحبو النادي مساهمة فاعلة في ذلك واعتمدنا على «الأسلاف» باسمائنا كأعضاء مجلس إدارة لتسديد الفرق بين اجمالي المصروفات وباقي الديون التي لم تغطها تبرعات أعضاء الشرف.. من أجل تسيير أمور النادي وبقروض خاصة..
* هل لنا بكشف مبالغ تلك القروض؟!
نعم.. إدارة النادي اقترضت هذا العام وباسماء أعضاء مجلس الإدارة مبالغ تجاوزت السبعمائة وخمسين ألف ريال..
استقالتي جاهزة!!
* تردد أن مجلس إدارتكم في طريقه للاستقالة؟
بصراحة أنه جاري التنسيق مع رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي حتى أفسح المجال لغيري ليخدم هذا الكيان وأعتقد أن فترة السنتين قد حققنا خلالهما نجاحاً طيباً في المهمة التي أوكلت لنا كمجلس إدارة.. فقد تم تأسيس فريق قوي وقادر على تحقيق النجاحات لعدة سنوات قادمة والنجاح الذي تحقق لم يأت من باب الصدفة.. فقد كان نتيجة عمل جاد ومتواصل وبتفان واخلاص كبيرين من كافة أعضاء مجلس الإدارة..
* ولكن استمرار إدارتكم صار مطلباً ملموساً؟!
لن أقبل الاستمرار وهنا أتكلم عن نفسي كرئيس للنادي إذا لم تسدد الديون التي على النادي ودعم النادي بالصورة التي تكفل له النجاح في الموسم القادم..!!
* وهل أنتم راضون عما حققتموه؟!
الحمد لله.. نحن راضون تمام الرضا عما قدمناه خلال السنتين الماضيتين.. أتمنى حقيقة افساح المجال لغيرنا..
كان الهدف «المربع الذهبي»!!
* سبق وأن أكدت أن الطائي قادر على تحقيق مركز متقدم في الدوري.. لكن الذي حدث أن الفريق أخذ يصارع من أجل البقاء؟
أولاً.. بقاء الطائي في ظل الظروف التي حدثت يعتبر معجزة بحد ذاته.. وثانياً كان كلامي في بداية الدوري لم يكن لمجرد التوقع أو خبط عشواء، وإنما بحكم قربي من اللاعبين ومعرفتي بمستوياتهم، والمجموعة التي يضمها الفريق من نجوم هو مصدر ثقتي بأن نحقق نتائج باهرة ولكن بكل أسف ونظراً لسوء الطالع لم نحقق المركز الذي كنا نطمح له ونتوقعه، فلو حققنا في الدور الأول ذات النتائج التي تحققت في الدور الثاني كان يمكن للطائي أن ينافس على المربع الذهبي كما قلت.. ولكن قدر الله وما شاء فعل..
من أجل تاريخ الطائي واجهنا الهلال..! ولا يهمنا هؤلاء!!
* كثر الحديث عن مباراة الفريق الأخيرة أمام الهلال!!
بكل أسف سمعت ما يدور، وان فريق الطائي تدرب في نادي الهلال..! وان مدير الفريق زار إدارة الهلال..! وهنا أقول ان زيارة نادي الهلال أو التمرين في نادي الهلال شرف لكل فريق سعودي.. لكن هذا لم يحصل اطلاقاً.. وعلاقتنا بالأندية السعودية بما فيها الهلال قوية جداً ولله الحمد..
وإدارتنا حاولت مراراً وتكرارا بأن تكون علاقتها بجميع الأندية جيدة ولكن «بعض» رؤساء الأندية لهم رأي آخر..! وهذا لن يؤثر على الطائي بل على العكس سيؤثر على أنديتهم لأنهم يعملون «بالاتجاه المعاكس» لمصلحة أنديتهم..! وهذا لا يمهني أبداً.. وإنما في المباراة الأخيرة أمام الهلال لعب الطائي بكل أمانة من أجل نادي الطائي وتاريخه فقط.. ولعبنا ليس من أجل اعاقة فريق الهلال وإنما لعبنا من أجل تحقيق الفوز أو التعادل على أقل تقدير حتى نواصل السير على النهج الواضح لنادي الطائي وهو تغيير مسار الدوري بشكل عام فقد سبق للطائي أن قام بذلك عدة مرات خلال سنوات ماضية، ابتداء من فريق النصر حينما فاز عليه «1/ صفر» هنا في حائل فغيرنا مسار البطولة .. وفاز الطائي على الاتفاق وتغير مسار البطولة.. وهناك أمثلة كثيرة في تاريخ نادي الطائي.. في المباراة الأخيرة استطاع فريق الهلال أن يفوز بجهده وكان أمامه هدف واضح وهو تسجيل أربعة أهداف، وأقولها بصراحة أن فترة التوقف الطويلة التي أعقبت مباراتنا أمام الأنصار وعدم تمكنا من اجراء أي مباراة ودية كانت مؤثرة على مستوى الفريق.. ورغم ذلك لعبنا مباراة قوية جداً.. ولعب الفريق لتاريخ الطائي ولم يلعب لمصلحة الهلال أو غيره..!! والطائي طوال تاريخه لم يكن جسراً لأي ناد آخر.. وتاريخه ناصع جداً ولكن لا نقول سوى ان كل اناءٍ بما فيه ينضح..!!
«روي» راحل.. وخليل وكمال هما البديلان..!!
* ماذا عن بقاء أو رحيل مدرب الفريق؟!
إذا لم يتم التعاقد مع مدرب ممتاز يستفيد منه الجهاز الفني المساعد فمن الأفضل تكليف الكابتن خليل المصري والدكتور خالد كمال لتدريب الفريق لأنهما خير من يقود الفريق، والفترة الماضية اثبتت نجاحهما بصورة كبيرة، إما إذا تم التعاقد مع مدرب على مستوى عال فأنا مع هذا الرأي.. حقيقة لا أريد أن أخضع فريق الطائي لتجارب مع «أرباع» مدربين بكل أسف وأشخاص يحملون أسماء مدربين فقط..! ومن الأفضل أن نصرف تلك الأموال التي تمنح لهم على أبناء النادي.. لأنه «لا» المدرب الحالي أو الذي سبقه يرتقيان لطموحات أبناء الطائي..!!
نخشى أن يدمرنا الاحتراف..!!
* كيف رأيت مستوى الدوري هذا الموسم؟!
سيئ..! وهذا ليس بمفاجأة.. ففي ظل أوضاع الأندية وعدم تساوي الأندية سواء بالمنشآت أو من ناحية القدرة المادية وغيرها فسنكون في وضعية سيئة في المستقبل القريب..
الأمر الآخر هو أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدأت تتخلى عن الأندية بكل أسف..!! إعانة النشاط لم تصرف من عدة سنوات.. هذا إذا علمنا أن معظم الأندية تعتمد على الاعانة اعتماداً كلياً وأكثر ما أخشاه أن تتحول الأندية من مكان اصلاح للشباب إلى غير ذلك أيضاً الاحتراف بوضعيته الحالية إذا لم يطور سوف يساهم في تدمير الكرة السعودية..!!
أتمنى ألا نقارن ببعض الأندية لأن كثيراً من التعليمات تفصل على مقاس بعض الأندية..!!
أتمنى من المسؤولين القيام بزيارات إلى الأندية حتى يطلعوا على الحقائق المرة التي تعانيها مجالس الإدارات..!
ويجب ألا تقاس بأندية مثل الهلال أو الاتحاد أو الأهلي لأن هذه الأندية لديها دعم من أعضاء شرفها بالملايين.. فمثلا حينما تكون ميزانية نادي الطائي «3» ملايين وبالمقابل تجد ميزانية ناد آخر مثل الاتحاد أو الهلال «30» مليون ريال إذاً ليس هناك مقارنة..!! فحينما تكون لديك أموال تستطيع أن تستقطب لاعبين.. وتنفق بصورة مناسبة، وتمنح لاعبي فريقك رواتبهم دون تأخير..
كل هذه معوقات..
نادي الطائي هو النادي الوحيد من الأندية الممتازة والذي صعد عام 1398ه إلى الممتاز وإلى هذه اللحظة لا يملك منشآت..!! وحينما تأتينا دراسة عن كيفية الاستفادة من المنشآت لايجاد موارد مادية لصالح النادي وترسل نفس الدراسة للهلال والأهلي والاتحاد وغيرها من الأندية التي تملك منشآت فهنا أتساءل كيف أطبق هذه الدراسة في نادي الطائي وهو أساساً لا يملك منشآت؟! حقيقة كلنا ثقة بالعمل الدؤوب والبذل اللامحدود من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه وما يقدمانه للرياضة السعودية من عطاء، ولذلك أتمنى وانسجاماً مع ذلك أنه وبعد نهاية المشاركة بكأس العالم أن تتم اعادة دراسة كافة هذه الأمور لأجل صالح كرتنا وسمعتها..
الأجانب سيقضون على مواهبنا!!
* وماذا عن تجربة اللاعب الأجنبي في الملاعب السعودية؟!
إذا أخذنا أمثلة معينة فبعض الأندية حققت نجاحات معقولة، مثلاً نادي الطائي.. بمبالغ مالية زهيدة استطاع أن يجلب لاعبين جيدين حسب امكانياته لكن كحكم عام.. اللاعب الأجنبي قد يكون أضر بالكرة السعودية أكثر مما أفادها..!! والدليل الآن تجد أن المهاجم السعودي عملة نادرة في ملاعبنا.. وأخشى أن يأتي يوم لا نجد للمنتخب السعودي مهاجماً يقال عنه أنه مهاجم!!
وهنا أتمنى أن يتم الغاء جزئية اللاعب الأجنبي، ويتم دعم الأندية السعودية بالصورة التي تتناسب وسمعة الكرة السعودية حتى تضطر الأندية للتركيز على ايجاد لاعبين مهاجمين محليين لمصلحة الكرة السعودية ومنتخباتنا الوطنية ولمستقبل كرتنا.. وحتى تكون هذه الأموال الطائلة التي تصرف على اللاعبين الأجانب تأخذ مسارها الصحيح إلى أبناء البلد.. فما دمنا نطالب بالسعودة فمن باب أولى نبدأ من الرياضة.. وخير من يمثل الكرة السعودية هم أبناؤها..
* إذاً لماذا تتعاقدون مع لاعبين أجانب؟!
لو لم أتعاقد مع لاعبين أجانب ستكون هناك ضغوط كبيرة بضرورة التعاقد.. وفي حالة أي فشل لا سمح الله سيقولون لماذا لم تستقدم مثل الأندية الأخرى؟! فما دام ان المجال متاح فحتماً سأتعاقد مع لاعبين أجانب.. وعموماً سيبقى الطائي من ضمن أفضل الأندية التي استقدمت لاعبين أجانب..
|