Monday 15th April,200210791العددالأثنين 2 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المسلمون يواجهون الغربة بنشر المدارس المسلمون يواجهون الغربة بنشر المدارس
أكاديمية خادم الحرمين في واشنطن ومدرسة النور في نيويورك ومدارس في اوهايو وميتشجن تعيد أحفاد المهاجرين العرب لحضن الإسلام ولغتهم العربية

  مشاهدات يكتبها: جاسر الجاسر- 3 -
في تجوالنا في الولايات المتحدة الامريكية، عشنا ساعات فخر واعتزاز واطمئنان على ابناء الجاليات العربية والاسلامية في بلاد الغربة، ففي كل ولاية أقام المواطنون الامريكيون العرب والمسلمون صروحا دينية وتربوية واجتماعية، مراكز اسلامية وجمعيات ومنظمات عربية واسلامية ومدارس ومراكز اجتماعية ففي العاصمة واشنطن دي سي تأتي اكاديمية خادم الحرمين الشريفين في مقدمة المعاهد والمدارس العربية الاسلامية التي تقدم التربية الاسلامية والعلم واللغة العربية والدين الاسلامي وفق مناهج المملكة العربية السعودية والعلوم الحديثة وفق منهاج الولاية التعليمي، والاكاديمية سدت فراغا كبيرا لالاف الأسر العربية والاسلامية حيث يلتحق بها ابناء الجاليات العربية والاسلامية والذين يتلقون العلم منذ الفصول الاولى من التمهيدي حتى دبلوم الثانوية العامة والاكاديمية التي كانت عائدة لسفارة خادم الحرمين الشريفين وتحظى برعاية صاحب السمو الملكي الامير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز والحقت الآن بوزارة المعارف أصبحت مطمحا لكل الاسر العربية والاسلامية، وقد ابلغني المترجم المرافق وهو دكتور وأستاذ في جامعة كارولينا الشمالية من اصل ايطالي والداه حصلا على الجنسية الامريكية وبالتالي فهو مواطن امريكي أسلم عند تواجده في مصر للدراسة وحسن اسلامه بأنه فخور بأن أبناءه يدرسون في الاكاديمية، إلا انه يتحسر الآن لان القبول سيكون في الاعوام القادمة مقصورا على السعوديين وأبناء مجلس التعاون الخليجي فقط.
وهذا سيحرم مئات الطلاب من ابناء المسلمين الامريكيين والجاليات الاسلامية والعربية الذين يحرصون على ارسال ابنائهم للاكاديمية حرصا منهم على البيئة الاسلامية وتربيتهم تربية اسلامية ويقول الاستاذ الدكتور ان الاكاديمية بعد ان تحول الاشراف عليها من السفارة الى وزارة المعارف وبسبب ضيق المبنى وارتفاع الإيجارات في واشنطن دي سي قلصت القبول ويتمنى لو ان المملكة العربية السعودية اشترت أرضا كبيرة وأقامت عليها مباني الاكاديمية السعودية الاسلامية لاكملت خدماتها الجليلة للاسلام والمسلمين في كل مكان وفي الولايات المتحدة الامريكية بالذات وتكون موازية على الأقل لمئات المدارس والجامعات التي تقيمها الكنائس المسيحية.
والاكاديمية نالت الاعتراف الاكاديمي من المؤسسات التربوية في الولايات المتحدة الامريكية وبالذات اتحاد المدارس الخاصة في ولاية فرجينيا حيث تقع الاكاديمية واتحاد المدارس والكليات الجنوبية وهذا الاعتراف الاكاديمي يخدم ابناء الجالية الاسلامية والعربية في الولايات المتحدة الامريكية مما جعل القبول في الاكاديمية هدفا تسعى اليه الاسر العربية والاسلامية.
ومن المعروف في امريكا ان قبول الطلاب في المؤسسات التعليمية وخاصة في الكليات والجامعات لا يعتمد على وجود اعتراف بالمدرسة التي اتى منها الطالب بل على المواد الدراسية التي درسها ومستواه فيها وعلى نتائجه في اختبارات القبول او تحديد المستويات المعروفة اما الاعتراف الاكاديمي الذي تحصل عليه المؤسسات التعليمية، فهو ذو فوائد مادية ومعنوية منها:
1 اطمئنان المؤسسة التعليمية نفسها وذوي العلاقة بها كأولياء الأمور ان البرامج التعليمية والخدمات التربوية المتوفرة فيها تسير وفق الاتجاهات التربوية الحديثة السائدة بين المؤسسات التعليمية المماثلة.
2 الاعتراف الاكاديمي يشتمل على:
تسجيل الاكاديمية رسميا مع المؤسسات التعليمية المماثلة في المنطقة مما يجعلها معروفة في وسط المؤسسات التعليمية، ويسهل عليها الحصول على المعلومات التربوية والنشاطات والمؤتمرات العلمية والنشرات المتخصصة في مجالات التعليم وغير ذلك.
3 الاعتراف الاكاديمي يستدعي من المؤسسة التعليمية السير على معايير واعتبارات معينة في المجالات التعليمية وتقديم خدمات وبرامج شاملة لطلابها مما يدعم الهدف التربوي للمؤسسة ويزيد ثقة المهتمين بها.
ومن المجالات الهامة التي تنال اهتمام اولياء الامور وسائل الاتصال والتعاون مع اولياء امور الطلاب والاكاديمية مهتمة بتقوية هذا الجانب، وتستخدم لذلك وسائل عدة كالاتصالات التليفونية والرسائل الخطية واللقاءات المتعددة اثناء العام الدراسي كاليوم المفتوح، والحفلات المدرسية بالاضافة الى اللقاءات الفردية التي تتم بشكل يومي. وقد انشأت الاكاديمية هذه النشرة لهذا الغرض ايضا.
وتدرس الاكاديمية فكرة إقامة مجلس مشترك بين اولياء الامور ومعلمي الاكاديمية بحيث تتمكن من اختيار الترتيب المناسب لاقامته من حيث التوقيت واستخدام اللغة العربية او الانجليزية وغير ذلك من الجوانب التي تتطلب التنسيق.
مدرسة النور في نيويورك
وفي واشنطن دي. سي يرتفع صرح تعليمي رائع هو مدرسة النور التي انشأها واقامها ابناء الجالية العربية في نيويورك بجهود ذاتية ودون ان تساهم أو تدعمهم أي حكومة عربية ففي العام الدراسي 95/1996 انشأ عدد من العرب الامريكيين وجلهم من الفلسطينيين المدرسة من ستة فصول مدرسية من الصف الاول حتى الصف السادس وهذا العام خرجت المدرسة الدفعة الاولى من حملة الدبلوم (الثانوية العامة) وتدرس مناهج ولاية نيويورك الامريكية بالاضافة الى اللغة العربية والثقافة الاسلامية والمدرسة التي قضينا فيها صباح يوم كامل تتميز بجو اسلامي عربي يعيش الطالب والطالبة فيها وكأنهما بين أهلهما واخوانهما ومع اناس يشاركونهما الدين الاسلامي ويتخلقون باخلاق المسلمين حيث يدرس الطلبة في فصول خاصة بهم في الدور الاول والطالبات في الدور الثاني ولاحظنا ان الزي الاسلامي ملتزم به من قبل الطالبات والمدرسات كما ان في المدرسة مسجدا كبيرا تؤدى فيه الصلاة في اوقات الظهر والعصر، وتقام فيه صلاة الجمعة حيث يلقي امام الجماعة واستاذ الثقافة الاسلامية خطبة الجمعة التي يحرص اولياء امور الطلبة وأبناؤهم الى الحضور الى جامع المدرسة ويؤكد مدير المدرسة الاستاذ نضال ابو عاصي بأننا نتميز عن المدارس الاخرى باهتمامنا بالاسلام كدين وتربية وسلوك فبالاضافة الى ان الفصول مفصولة بين الطلبة والطالبات من التمهيدي يجب ان تكون الملابس بالجلباب والحجاب بالنسبة للبنات والطلبة يجب ان يكونوا ملتزمين بالزي الاسلامي والاختلاط عندنا في المدرسة لا نحبذه، ولكننا ولأننا في مجتمع يأخذ بهذا السلوك وان أبناءنا وبناتنا يواجهون هذه الظاهرة يوميا، فإننا نوضح لابنائنا أن الاختلاط مقبول عند الحاجة ونرسل أبناءنا الى المستشفيات والمراكز والمصانع للتدريب وهو مقبول عندنا اذا كان لغرض وحاجة الاولاد ونوضح لهم الفارق بين الحياة الخاصة والحياة العامة، وقد واجه الطلبة وبالذات الطالبات منذ اليوم بعد 11 سبتمبر العديد من المضايقات وحصلت عدة حوادث لاهانة الطالبات والطلاب والمدرسين حيث تعرضوا للايذاء ورميت قطع من لحم الخنزير في باحة المدرسة وقد واجهتنا مشكلة هي خوف الطلبة والطالبات وأسرهم وتخلف العديد من الالتحاق بالمدرسة الا اننا كنا نجري اتصالات بالآباء لضمان حضور الطلبة وان كنا قد حذرناهم من ارسال الطلبة عن طريق الباصات وكنا نرسل المدرسين لمرافقة الطلبة، وفي اول الشهرين اللذين أعقبا احداث 11 سبتمبر كان الاولاد متضايقين من فترة الجلوس في البيت لانهم خائفون من الخروج ولكننا شجعناهم وعادوا الى الدراسة وشجعناهم على الانفتاح على وسائل الاعلام وسمحنا لهم بالتحدث لوسائل الاعلام وهذا ما اعاد الثقة لهم والشجاعة فعادت الامور لاوضاعها.
ويضيف السيد أبو عاصي بأن 80% من الموارد المالية للمدرسة تعتمد على اقساط الطلبة و20% تجمع من المتبرعين وبالذت في شهر رمضان المبارك او من جهات رسمية عربية خارج امريكا، والحكومة الامريكية تقدم لنا خدمات مثل اي مدرسة اخرى حيث قدمت لنا 13 حافلة مع سائقيها، ويمدوننا بوجبات غذاء مع الطباخين حيث انشىء مطبخ داخل المدرسة تعمل داخله الوجبات التي نشرف عليها، كما يقدمون لنا الكتب لمنهاج الولاية، وهذه الخدمات تكلف مليوني دولار.
وكشف السيد ابوعاصي، بأنه لا يوجد لدينا نص في لوائح المدرسة على اقتصار التدريس على المدرس والمدرسة المسلمة، ولكننا نحرص أن يكون جميع مدرسينا مسلمين وان كنا في بعض المواضيع نوظف غير المسلمين. وقد استطعنا ان نكوِّن طاقما دراسيا متمكنا، والطاقم الآن جميعه من المدرسين والمدرسات المسلمات، والاسلام هنا في نيويورك يكبر بكثير. وكثير من المدرسين الامريكيين اسلموا وانضموا للتدريس معنا.
اما بالنسبة لاقبال الطلبة وقناعة أولياء الأمور يوضح الأستاذ نضال أبوعاصي بأنه يوجد لدينا قائمة انتظار للقبول في المدرسة ونجري اختبارا في بعض المواد كاللغة الانجليزية والرياضيات وكل طالب نقبله يجب أن نقابله شخصياً ونتشدد في السلوك والتربية الإسلامية.
وكشف الاستاذ ابوعاصي بأنه يوجد لديهم خطة للتوسع لقبول كل من يتقدم لنا، ولدينا أرض ملاصقة ونيتنا أن نقيم في السنتين القادمتين مبنى لاستيعاب من الف إلى 1200 طالب، والرسوم الهندسية جاهزة وسنبدأ حملة تبرعات وكون هذه المدرسة، مدرسة لا تستهدف الربح فان القائمين عليها يمرون على المنازل والشخصيات العربية والإسلامية لجمع التبرعات، ولقد كان حلما لنا وللجالية العربية في نيويورك أن يكون لنا مدرسة مثل الكاثوليك واليهود، ومدرستنا هي المدرسة الثانوية الوحيدة للمسلمين، وقد بدأنا في اقامة مدارس ابتدائية ومتوسطة، ونتمنى أن يكون بيننا كمدارس إسلامية تنسيق وتعاون إلا أننا نتعاون مع اكاديمية خادم الحرمين الشريفين والمعاهد الإسلامية واللغة العربية السعودية، وقد بادرنا بالاتصال بالسفارة السعودية فقدموا لنا مدرسا سعوديا وحضرت لنا وفود من السفارة وحضر الشيخ خالد السويلم ويصلنا كثير من الشيوخ والدعاة وزارنا وفد من بنك التنمية الإسلامية، ووصلتنا مصاحف من المملكة العربية السعودية وكتب إسلامية، إلا أننا لم نحصل على أي دعم مالي الأمر الذي اصبح ملحاً خاصة بعد توقف الدعم من قبل رجال الاعمال المسلمين بعد احداث 11 سبتمبر.
مدارس المركز الإسلامي في ديلتو
وقبل نيويورك كنا قد زرنا ولاية أوهايو حيث كان لنا لقاء في يوم الجمعة في المركز الإسلامي في ديلتو، فبعد اداء صلاة الجمعة وسماع خطبة الجمعة، اصطحبنا الشيخ فاروق ابوالذهب امام وخطيب جامع ديلتو في أوهايو، وامام المسلمين في الولاية في جولة على مدارس المركز الإسلامي في أوهايو حيث حرصت الجالية الإسلامية في الولاية على اقامة مدرسة تدرس المواد الإسلامية واللغة العربية في ايام الجمع والاحاد وبعد العصر لأبناء المسلمين في المدينة وتعليمهم اصول التربية الإسلامية، ويخطط اعضاء المركز الإسلامي في ديلتو الى انشاء مدارس خاصة بهم تدرس المنهج الأمريكي الخاص بولاية اوهايو بالاضافة إلى تدريس المواد الإسلامية واللغة العربية اسوة بالمدارس الإسلامية في واشنطن ونيويورك، وقد انهوا وضع التصاميم الهندسية ولديهم الأرض وينتظرون الدعم.
المدارس الإسلامية في نيوبورن
وفي ولاية ميتشجان وغير بعيد عن ديترويت حيث تعيش جالية عربية إسلامية كبيرة تبرز مدينة امريكية، ذات صبغة عربية إسلامية حيث تواجهك المطاعم والحوانيت العربية والبضائع والمأكولات الإسلامية، حتى ان المطاعم في تلك المدينة، مدينة نيويورك لا تقدم الخمور وتمنع التدخين ويتطبع اهلها بطباع الإسلام، في تلك المدينة الإسلامية الامريكية الجنسية حيث تقام مصانع شركة فورد لصناعة السيارات، أقيمت مدرسة عربية إسلامية، تدرس بالاضافة إلى منهج ولاية متشجان المواد الإسلامية واللغة العربية بالاضافة إلى مراكز لاعداد المهاجرين الجدد وتدريس اللغة الانجليزية لهم وتعليمهم القوانين الامريكية وبالذات انظمة الهجرة والاقامة وتأهيلهم نفسياً ومهنياً للتكيف مع المجتمع الأمريكي.
وهكذا في واشنطن ونيويورك وأوهايو وميتشجن حافظ المسلمون والعرب على سلوكهم الإسلامي والعربي وتشبثوا بدينهم وبلغتهم فطردوا الغربة واستعادوا الوطن من خلال الدين واللغة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved