Sunday 14th April,200210790العددالأحد 1 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شاهد من أهلها: شاهد من أهلها:
د. جونس أسبيزيتو أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن في ندوة بالقاهرة:
الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة أثبتت فشل السياسة الخارجية الأمريكية
الولايات المتحدة لم تعد وسيطاً نزيهاً في عملية السلام

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد حسن:
كشفت الأحداث الأخيرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة عن تباينات وتناقضات واضحة في الموقف الامريكي لصالح الاحتلال الاسرائيلي والعدوان المستمر على الاراضي الفلسطينية، الامر الذي زاد من السخط العربي والاسلامي على السياسة الخارجية الامريكية ووصفوها بالتواطؤ وتعمد الخلط بين المقاومة الفلسطينية والارهاب، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول فاعلية السياسة الخارجية الامريكية تجاه الشرق الأوسط؟، وهل تعتبر أمريكا شريكاً لاسرائيل في ضرب الفلسطينيين؟ وهل فعلا تدرك الادارة الامريكية ابعاد القضية الفلسطينية في ظل الوضع الحالي؟ محاور تناولها الدكتور جونس اسبيزيتو الاستاذ بجامعة جورج واشنطن والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط في الندوة التي عقدت بكلية الاقتصاد بجامعة القاهرة، وحضرها العديد من الباحثين والدارسين.
أمريكا وإسرائيل
انتقد الدكتور جونس في البداية طبيعة العلاقة بين امريكا واسرائيل قائلا: ان الولايات المتحدة الامريكية كرست كل سياستها الخارجية منذ نصف قرن لتبرير الانتهاكات الاسرائيلية في الشرق الاوسط وقد تجلى ذلك بوضوح ازاء ما يحدث حاليا في الاراضي المحتلة، حيث العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني ومحاصرة الرئيس عرفات ونشر الخراب والدمار في المدن الفلسطينية، واكد د. اسبيزيتو ان الولايات المتحدة اصبحت بعد احداث 11 سبتمبر تتعامل على انها القطب الاوحد الذي يحق فرض رؤيتها فقط قائلا: ان احداث سبتمبر والانهيار السريع لحكومة طالبان، وزيادة الدعم الدولي للولايات المتحدة ادى لتحرر واشنطن تدريجيا من تحمل عبء المطالبة العربية بضرورة تنشيط عملية التسوية السياسية للصراع العربي الاسرائيلي، وجاءت العمليات الاستشهادية في القدس الغربية وحيفا، لتدفع الادارة الامريكية الى الاقتراب كثيرا من الاجندة الاسرائيلية في المنطقة، بل وتبنيها بالكامل بعد ذلك.
وأضاف ان واشنطن لم تكن بحاجة الى مبررات كي تواصل سياستها الرامية لمساندة اسرائيل وقمع التنظيمات الفلسطينية فالحجة جاهزة وهي مقاومة الارهاب، فبدأت واشنطن حملة ضاربة ضد السلطة الوطنية الفلسطينية، وايضا ضد الاطراف العربية التي كان يفترض ان تطالب واشنطن بتنفيذ تعهداتها بعد الانتهاء من الحملة على افغانستان واعطت الادارة الامريكية الضوء الاخضر لشارون لشن عدوان شامل على الاراضي الفلسطينية وسمحت له بأن يطول مكانة الرئيس عرفات، الرئيس الشرعي والمعترف به دوليا واقليميا، وفي نفس الوقت كانت الادارة الامريكية حاسمة في رفض مناشدة عرفات لها كي تطالب تل ابيب بالتوقف عن استخدام الاسلحة الامريكية ضد الشعب الفلسطيني الاعزل، وفك الحصار القائم عليه منذ عدة ايام، وجاء الرد سريعا على لسان نائب الرئيس ديك تشيني بل وبوش نفسه الذي اعلن ان من حق رئيس الوزراء ان يدافع عن بلده وشعبه ضد الارهاب وبالوسائل التي يراها مناسبة.
ويرى د. جونس ان واشنطن تبنت على نحو تام وجهات النظر الاسرائيلية التي يعبر عنها شارون، ولم تكن مستعدة لسماع وجهات نظر اخرى، وبدأت اسرائيل بدعم امريكي واضح في شن هجوم دبلوماسي وسياسي مكثف على الجانب الفلسطيني والدول العربية، والاعتداء على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأكد د. بيزيتو ان على السياسة الامريكية مراجعة مواقفها تجاه الشرق الاوسط، وان تضع امريكا مصالح اصدقائها العرب في توازن مع مصالح اسرائيل، وان لا تطغى مصالح تل ابيب على مصالح واشنطن بالمنطقة، خاصة في ظل تزايد السخط العالمي والعربي تجاه امريكا في ظل الانحياز الشديد لاسرائيل.
بوش جاهل لأبعاد القضية
وأشار د. بيزيتو الى ان سياسة الرئيس بوش في تعامله مع العالمين العربي والاسلامي، تدل دلالة قوية على جهل بوش لابعاد القضية الفلسطينية وطبيعة الصراع الدائر في الشرق الاوسط، ويكشف عن زيف السياسة الخارجية الامريكية تجاه التعامل مع اطراف هذا الصراع، خاصة مع امتثال قرارات الخارجية الامريكية لرغبات اسرائيل وأطماع شارون.
وانتقد د. جونس مقولة بوش حول محور الشر وامتداد حربه ضد الارهاب لتطول بعض الدول العربية والاسلامية، وهجومه على الجماعات الفلسطينية التي تقاوم الارهاب الاسرائيلي، ويرى بيزيتو ان السياسة الامريكية الخارجية اثبتت فشلها في قيادة عملية السلام في الشرق الاوسط غير انه من المفترض ان تكون تفجيرات نيويورك وواشنطن بداية نحو مراجعة السياسة الخارجية الامريكية تجاه مسألة الشرق الاوسط، وانقاذ المنطقة من انفجار حقيقي وحرب دامية تحاول ان تشعلها اسرائيل.
وفي النهاية انتقد د. جونس الدور الذي تقوم به السياسة الخارجية الامريكية اليوم في حربها ضد الارهاب وتلويحها بضرب العراق في ظل الظروف الحالية في الشرق الأوسط، قائلا ان على امريكا النظر لنظام العقوبات ضد الشعب العراقي، قبل ان تفكر في العمل العسكري واصفا ذلك بأنه تدشين للفشل الامريكي في السياسة الخارجية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved