حينما يفصح الرجل عن جراح المرأة بين يدي رجل آخر، فإن إفصاحه أبلغ منا نحن النساء.. وأشد وقعاً في النفوس.. وأكد .. لأنه ولاشك سيكشف عن حقيقة ماثلة للعيان، كلما أوغلنا في خباياها تلقينا سهاماً موجعة من نصال ذكورية لا تنفك تهاجمنا في صراحتنا، ووضوحنا، وجرأتنا.. وتقف حائلاً دون مواصلة اعترافاتنا.. و(فيضة الرعد) العمل الروائي الأول للأديب عبدالحفيظ الشمري تصور لنا مرحلة من مراحل تكوين الانسان/ الرجل في الريف وهو يقسو على الطفولة، ولم يأبه بالمرأة.
(سيماء الحسن تتجلى في «غزالة» ذات القامة الممشوقة، والبشرة البيضاء.. صاحبة العشرين عاماً، هذه التي تزهو بارتوائها، وارتجاج جسدها ناحية الردفين والصدر) ص13.
وهي («غزالة» المرأة الأربعينية المشلولة والملقاة على فراش المرض) ص5، إذاً النخلة الباسقة غدت نخلة أوغلت في هرمها وعجزها.
«حدران الكيس» شيخ فيضة الرعد، و«فتّال الحبال» الزوج مثالان للتسلط، والتجبر، والتعجرف، وتفسخ الأخلاق..
(فيضة الرعد) رواية واقعية تصف أحداثا زمانية / مكانية معاشة.. البيئة الريفية بما يشوبها من قلق أسري، ووعي لم يتضح بعد، وثقافة معدمة.. وزوج غزالة التي (لم تر إلا صورته مع بنت عمها) ص16.
(فيضة الرعد) رواية تحاكينا عن قرب.. ثم هي مشروع سردي ثنائي سيتبعه (جرف الخفايا) الذي سيصدر لاحقاً.. فلننتظره..!
|