موكبَ النّورِ: ملأتَ الكونَ نورا
في ظلالِ الوحي كَم تسمو حُضورا
حلبةٌ شرَّفها اللهُ اشرأَبَّت
للمعالي تَنشُدُ المجدَ الكبيرا
في سباقٍ عابقِ النّفحَةِ زاكٍ
يفرشُ الأنداءَ.. ينداحُ عطورا
وَيَدُ البذل رَوَت مِنهُ المغاني
فازدَهَت تَنثُرُ في الرَّوضِ الزُّهُورا
وشذَاهُ استبطَنَ الغَيمَ سحاباً
لامِعَ الوَدقِ وهَتَّاناً مطيرا
بُورِكت سَلمانُ كِفّاً ما تَخَلَّت
عَن نَدَاها أَعطَتِ الخيرَ الكثيرا
في بلاد الطُّهرِ: للقرآن قدرٌ
نابِضٌ بالصِّدقِ حُبّاً وسرورا
ولهُ بينَ الشفاهِ الغُرِّ جَرسٌ
حالمٌ يَسمو مَذاقاً وشعُورا
وَلَهُ في هَدْأَةِ اللِّيلِ.. رَنيمٌ
خاشعٌ يملأُ بالأمنِ الصُّدُورا
وَهوَ ما بَينَ الحَنَايَا فيضُ نورٍ
يكشفُ الحقَّ لِمَن حَارَ مَصِيرا
وَهوَ فينا الذُّخرُ إن ضاقت علينا
حيلةٌ واحلَولَكَ الدَّربُ مَسيرا
إنَّهُ عُروَتُنَا الوثقَى.. صِراطٌ
إن لَزِمنا حَبْلَهُ نُلْنَا العُبُورا
يا لَهَذا الجمعِ مَا أزهَاهُ جَمعاً
باسِمَ الرُّوحِ صفاءً وحُبورا
عاليَ الهِمَّةِ يَستَشرِفُ فَجراً
مُشرِقاً حيَّ العطاءاتِ مُنيرا
أقبَلُوا كالأَنجُمِ الزُّهرِ أَضاءوا
في رِيَاضِ المَجدِ سَاحَا وقُصُورا
عَشِقُوا مملكةَ القُرآنِ بَيتاً
فاحَ بالاشذاءِ كاداً وبُخُورا
وعَلَى مائدةِ الخيرِ التَقَاهُم
رَجُلُ الخير بَشُوشاً مُستَنيرا
إيِه سلمانُ: وكَم أَنتَ عظيمٌ
لَسْتَ ترجو مِن سَوَى اللهِ شُكُورا