* كتب مندوب الجزيرة:
اتفق وكلاء وزارة المعارف لتعليم البنين والبنات على ان جائزة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات في عامها الرابع من عمرها المديد جاءت لتؤدي رسالتها المرسومة من سموه الكريم وفقه الله لتشجيع الشباب والناشئة من ذكور واناث على حفظ كتاب الله وتجويده وتفسيره.واكدوا في تصريحات لهم بمناسبة تنظيم وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد للمسابقة المحلية على جائزة الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره للبنين والبناتهذا العام بالعاصمة الرياض.اكدوا ان رعاية ولاة امر هذه البلاد، واهتمامهم بكتاب الله تعالى تطبيقاً، وتحكيماً، وطباعة،وتوزيعاًودعمهم للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في كل ارجاء الوطن، وتكريمهم لحفاظ القرآن الكريم، واقامة المسابقات للتنافس بين الشباب والناشئة في حفظه وتلاوته وتفسيره، ورصدهم الجوائز القيمة للمشاركين فيها ليعد شاهداً من الشواهد البارزة على خدمة هذه الدولة وفقها الله لكتاب الله تعالى، وحرصها علي تعليمه، وتربية الناشئة على الاهتمام بتدارسه، وتلاوته، وحفظه.
مقترحات وآراء للتطوير
وفي مستهل هذه التصريحات، قال وكيل وزارة المعارف المساعد لشؤون الطلاب الدكتور محمد بن سليمان الرويشد: كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، ان من اجل واعظم ضروب التنافس ما كان في حفظ كتاب الله تعالى كتاب التربية الاولى الذي وضع اسس التربية للفرد والمجتمع وفق المنهج الالهي المنزه عن النقص والخطأ، وان حكومتنا الرشيدة التي قامت على اساس من تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عيه وسلم قد اخذت على عاتقها مسؤولية العناية والاهتمام بتعليم القرآن وتوجيه الناشئة الى تلاوته وحفظه وتدبره والعمل به وتطبيقه في واقع الحياة ابتغاء للخير والاجر وطاعة وتقرباً لله عز وجل.
واوضح وكيل وزارة المعارف المساعد لشؤون الطلاب ان الدولة رعاها الله التي اتخذت من القرآن الكريم دستوراً لها، كانت ولا تزال تعنى بهذا الكتاب العزيز من خلال انشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وتوزيع عشرات الملايين من النسخ منه على المسملين في شتى بقاع المعمورة، وانشاء الكليات الخاصة بعلومه فضلاً عن تشجيع، ودعم مسابقاته المتنوعة، والحرص على رعاية فعالياته وخير شاهد على ذلك مبادرة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز بتخصيص جائزة سنوية باسمه حفظه الله في حفظ القرآن الكريم للبنين والبنات تحت رعاية سموه الكريم، تأكيداً منه على استمرار الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله، وتشجيع الناشئة على تلاوته، وحفظه، وتجويده، وابراز المتفوقين منهم امام امثالهم، ليكونوا قدوة تحتذى في الخير والهدى.
ولفت الدكتور محمد الرويشد النظر الى انه ليس هذا العمل الجليل بغريب على سموه، فهو صاحب الايادي البيضاء في كافة مناحي الخير ومجالاته، معرباً عن شكره لوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد على حرصهم على اقامة هذه المسابقة المتميزة في عامها الرابع.وبهذه المناسبة اقترح، وكيل وزارة المعارف المساعد لشؤون الطلاب عدة اقتراحات، اولها: التنسيق مع الامانة العامة للتوعية الاسلامية بوزارة المعارف للاستفادة من تجاربها في تنظيم وتحكيم مسابقات مماثلة كان آخرها المسابقة التاسعة للعام المنصرم 1422ه، واعداد دليل خاص بالمسابقة المحلية لحفظ القرآن واهدافها وشروطها وضوابطها ومجالاتها مع رصد مسيرتها وانجازاتها خلال الاعوام السابقة، مع تكثيف التغطية الاعلامية للمسابقة وفعالياتها عبر وسائل الاعلام المختلفة.وقال الدكتور الرويشد في ختام تصريحه: نحن نثمن لكم هذه الجهود المباركة، آملين ان تحقق هذه المسابقة اهدافها النبيلة، وان يكتب الله للقائمين عليها دوام التوفيق وسدادالخطى.
حفظ همم الأبناء
ومن جانبه، استعاد وكيل وزارة المعارف للتطوير التربوي الدكتور خالد بن ابراهيم العواد بالفخر والاعتزاز انجاز الماضي المجيد، قائلاً: لقد كان مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله يولي تعليم القرآن الكريم، وتعليمه عناية خاصة مع حرصه الشديد على تطبيق احكامه، والوقوف عند آياته الكريمة وتدبرها، ولقد سعى رحمه الله سعياً دؤوباً على نشر الدين والدعوة اليه في كل ارجاء الوطن الفتي، وكان من عادته ان يكون له ورد يومي من القرآن الكريم يداوم عليه في الصباح والمساء، فرحمه اله رحمة واسعة، واجزل له الاجر والمثوبة.
واكد الدكتور خالد العواد ان ابناء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله ما يزالون على نفس خطى والدهم يسيرون في نشر العلم، وتكريم العلماء مع رعاية لا مثيل لها للحرمين الشريفين، والتمسك بالكتاب والسنة مع التأكيد على القواعد والاسس والثوابت التي قامت عليها المملكة العربية السعودية.وعد وكيل وزارة المعارف للتطوير التربوي رعاية ولاة امر هذه البلاد واهتمامهم بكتاب الله تعالى تطبيقاً، وتحكيماً، وطباعة، وتوزيعاً، ودعمهم للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في كل ارجاء الوطن، وتكريمهم لحفاظ القرآن الكريم، واقامة المسابقات للتنافس بين الشباب والناشئة في حفظه وتلاوته وتفسيره، ورصدهم الجوائز القيمة للمشاركين فيها، شاهداً من الشواهد البارزة على خدمة هذه الدولة وفقها الله لكتاب الله تعالى ، وحرصها على تعليمه، وتربية الناشئة على الاهتمام بتدارسه، وتلاوته وحفظه.
ومضى الدكتور العواد يقول: هذا هو امير الرياض، وابنها البار صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كعادته في فعل الخير والمبادرة والدعوة اليه يرصد جائزة خاصة لتشجيع الشباب والناشئة على حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، مما يدل ولله الحمد على امتداد العمل الخيري الذي زرعه والده الملك عبدالعزيز رحمه الله ، ورغبة من سموه في اظهار التنافس الشريف بين ابناء هذا الوطن في حفظ وتلاوة وتفسير كتاب الله تعالى، كما تؤكد جائزة سموه في مجملها على حفز همم الابناء، وشحذ طاقاتهم، وتربيتهم على رعاية كتاب الله وتدبر معانيه، والاستفادة مما فيه من كنوز وفوائد لا تنضب.
واضاف وكيل وزارة المعارف للتطوير التربوي في السياق نفسه قائلاً: لقد كان لبداية هذه المسابقة في عام 1419ه الاثر الواضح في زيادة التنافس بين الشباب والناشئة في مختلف مناطق المملكة على حفظ كتاب الله تعالى، ومراجعته وتدارسه، وهاهي في عامها الرابع، تسهم ولله الحمد في تحقيق الهدف الذي انشئت من اجله، وهو خدمة كتاب الله الكريم بما يليق بمكانته العالية، وربط الامة به تعلما وتعليما، وتشجيع الشباب والناشئة من البنين والبنات على العناية بحفظ كتاب الله الكريم، واجادة تلاوته، ومعرفة معانيه، واعداد جيل صالح ناشئ على اخلاقه، وآدابه، واحكامه، ملتزما بعقيدته الاسلامية الصافية.
واشار الدكتور العواد الى ان تمسك الامة بكتاب ربها تعالى له فوائد كثيرة اذ به تحصل السعادة الدائمة في الدنيا والآخرة، والفوز بالرضا الكامل من الله تعالى لمن تمسك به، والتزمه، قال سبحانه وتعالى:{إنَّ هّذّا پًقٍرًآنّ يّهًدٌي لٌلَّتٌي هٌيّ أّقًوّمٍ وّيٍبّشٌَرٍ پًمٍؤًمٌنٌينّ پَّذٌينّ يّعًمّلٍونّ پصَّالٌحّاتٌ أّنَّ لّهٍمً أّجًرْا كّبٌيرْا }.
واختتم تصريحه بالدعاء الى الله تعالى ان يوفق قيادة هذه البلاد وابناءها لكل خير، وان يبارك في جهود صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود واخوانه في فعل الخير والدعوة اليه.
الجوائز العلمية لدعم العلم
اما وكيل وزارة المعارف لتعليم البنات للشؤون التنفيذية الاستاذ عبدالعزيز بن محمد المشعل، فبين ان بلادنا المباركة من ضمن ما امتازت به من السمات الطيبة، انها نصيرة للعلم واهله بذلك، وتبذل الكثير والكثير من الدعم والمساعدة، ووضعت الميزانيات الضخمة لاستمرار مسيرة التعليم على الوجه الذي جعل بلادنا محل تقدير واعجاب كثير من المنصفين سواء في قطاع البنين او البنات.
واضاف الدكتور المشعل في ذات السياق قائلاً: من هذا المنطلق وحباً في فعل الخير يتسابق كثير من ولاة الامر في هذه البلاد الى انشاء جوائز علمية لدعم العلم، وتشجيع طلابه وطالباته، فلا يكاد توجد منطقة من مناطق المملكة الا ونجد اميرها يتبنى مثل هذه الجوائز العلمية، حيث يعطى المتفوقون والمتفوقات في شتى المراحل جوائز مادية ومعنوية، وهذا بلا شك اسلوب تربوي، وعمل خيري له آثاره الكبيرة في نشر العلم، وتشجيع الطلاب والطالبات في شتى المراحل.
وذكر الاستاذ المشعل ان جائزة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه ، لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره للبنين والبنات في عامها الرابع من عمرها المديد، لتؤدي رسالتها المرسومة من صاحب السمو الامير وفقه الله للتشجيع على حفظ كتاب الله وتجويده وتفسيره.
واستطرد يقول: لا شك ان شرف العلوم بشرف موضوعها، والقرآن الكريم هو كلام الله المنزل على خاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى: {إنَّا أّنزّلًنّاهٍ قٍرًآنْا عّرّبٌيَْا لَّعّلَّكٍمً تّعًقٌلٍونّ } وهذا الكتاب محفوظ بحفظ الله حتى تقوم الساعة، قال المولى عز وجل: {إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا پذٌَكًرّ وّإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ} وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة تدل على عظمته وحسن تأثيره يقول الله تعالى:{وّلّقّدً آتّيًنّاكّ سّبًعْا مٌَنّ پًمّثّانٌي وّالًقٍرًآنّ پًعّظٌيمّ } وقال رب العزة والجلال،:{إنَّ هّذّا پًقٍرًآنّ يّهًدٌي لٌلَّتٌي هٌيّ أّقًوّمٍ }، وقال عز من قائل:{لّوً أّنزّلًنّا هّذّا پًقٍرًآنّ عّلّى" جّبّلُ لَّرّأّيًتّهٍ خّاشٌعْا مٍَتّصّدٌَعْا مٌَنً خّشًيّةٌ پلَّهٌ وّتٌلًكّ الأّمًثّالٍ نّضًرٌبٍهّا لٌلنَّاسٌ لّعّلَّهٍمً يّتّفّكَّرٍونّ (21)}.وشدد الاستاذ عبدالعزيز المشعل على ان بقاء القرآن العظيم انما هو بحفظه، ودراسته، وتفسيره، وتحكيمه، وتدبره، ليبقى منهاج حياة في الامة ينيرلها الطريق كما اناره للقرون المفضلة التي تمسكت به، فقادها الى رضوان الله، والنصر على اعدائها، مشيراً الى انه يوم فرط كثير من ابناء امتنا في الحكم بكتاب الله، وجعله مجرد مظهر يحتفظ به للبركة وللقراءة الموسمية فيه في رمضان مثلاً فلا شك ان هذا مظهر انحراف عما ارشدنا اليه رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي حث على تعلم القرآن، وتعليمه بقوله صلى الله عليه وسلم :« خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، ولذا حرص علماء الامة على ان يكون قراء القرآن وحفاظه هم من افضل الناس خلقاً وعلماً وسمتاً.
وشرح الاستاذ المشعل فضل القرآن، فقال: ان فضل القرآن الكريم عظيم، وحسب قارئه تلك المنزلة الكبيرة التي ينالها، كما قال صلى الله عليه وسلم :« يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها»، ومضى سعادته يقول: واحسب ان تشجيع الطلاب والطالبات على قراءة القرآن الكريم، وترتيله، وتجويده، وتفسيره، عمل له اجر كبير من الله، وللحاث عليه اجر من عمل به ان شاء الله .
وفي ختام تصريحه، دعا الله تعالى ان ينال صاحب هذه الجائزة العظيمة الاجر والثواب، فقد بذل من ماله وجهده ودعمه وتشجيعه الكثير والكثير، وهذا شيء ليس بغريب على سموه الكريم المعروف بعمل الخير وبذله للمستحقين، وله من افعال الخير التي لا يتسع المقام لذكرها مما يشار لها بالبنان في نفع الامة ودلالته على الخير، وان يجزيه خير الجزاء، وان يثقل بها موازينه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
كريم من أصل كريم
ومن ناحيته، اكد الاستاذ عبدالله بن محمد الحرقان وكيل وزارة المعارف لتعليم البنات للاعداد والتطوير التربوي ان جائزة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز لحفظة كتاب الله الكريم هي استمرار وتواصل مع المنهج الذي ارسى قواعده المغفور له ان شاء الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه في تكريم العلم والعلماء من حملة كتاب الله الكريم الذي قال الله تعالى فيه:{لا يّأًتٌيهٌ پًبّاطٌلٍ مٌنً بّيًنٌ يّدّيًهٌ وّلا مٌنً خّلًفٌهٌ تّنزٌيلِ مٌَنً حّكٌيمُ حّمٌيدُ (42)} ، ولقد سار عليه ابناؤه الكرام البررة من بعده خلفاً عن سلف.
وابان الاستاذ الحرقان ان هذه الجائزة تأتي في اطار اهتمام سموه الكريم الدائم حفظه الله بأعمال البر والخير، فالعمل الخيري صفة جبل عليها سموه الكريم، فهو كريم من اصل كريم، واعماله في الداخل والخارج تشهد بذلك، وهي كذلك تكريم لمن وفقه الله تعالى بحفظ كتابه الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:« كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، من ابتغى الهدى في غيره اضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الاهواء، ولا تلتبس به الالسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجن اذ سمعته حتى قالوا: انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد من قال به صدق، ومن عمل به اجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا اليه هدي الى الصراط المستقيم».ووصف الحرقان الجائزة هذه بأنها تخليد لمنهج السلف الصالح الذين كانوا يفاضلون بين الناس بقدر ما كانوا يحفظون من كتاب الله مذاكرة وتدارساً، فقد اخرج مسلم في صحيحه عن ابن شهاب عن عامر بن واثلة ان نافع بن عبدالحارث لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو بعسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فقال عمر: من استخلفت على اهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن ابزى! قال: من ابن ابزى؟ قال رجل من موالينا، قال: فاستخلفت عليهم مولى! قال: إنه قارئ لكتاب الله تعالى، عالم بالفرائض، قاض، قال عمر رضي الله عنه :« اما ان نبيكم صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله يرفع بهذا الكتاب اقواماً، ويضع به آخرين».ومضى سعادته قائلا:ً وفوق كل ذلك، فالجائزة هذه تكريم للكتاب الذي أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير، وقد جاءت الاحاديث النبوية الشريفة تحث الناس على التعهد به، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده فهو اشد تفلتاً من الابل في عقلها».واوضح الاستاذ عبدالله الحرقان في السياق نفسه ان هذا المنهج من العناية والاهتمام من سموه الكريم بكتاب الله العظيم هو تجسيد للمنهج الذي يسير عليه سلف هذه الامة طوال تاريخهم الحافل بالمنجزات في هذ الجانب، حتى شهد على ذلك ألد اعداء الاسلام والمسلمين من اليهود والنصارى المستشرقين.
واستشهد سعادته في هذا الصدد بقول السير وليم مور:« ان هذا العالم كله ليس فيه كتاب غير القرآن الكريم ظل اربعة عشر قرناً كاملاً بنص هذا مبلغ صفائه ودقته، وقد تواتر نقله يدا بيد، حتى وصل الينا بدون اي تحريف، وانه قد حفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه اي تغيير على الاطلاق في النسخ التي لا حصر لها المتداولة في البلاد الاسلامية الواسعة، وايضاً قال لوبلو:« ان القرآن الكريم هو اليوم الكتاب الرباني الوحيد الذي لا يوجد فيه اي تغيير، وكذلك قال نولدكة:« ان القرآن انما بقي على احسن صورة من الكمال والمطابقة».واكد الاستاذ الحرقان في هذا الصدد ان الفضل فيه يرجع بعد الله تعالى الى حفظة كتاب الله القرآن الكريم من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الى الذين جاءوا من بعدهم طوال القرون الماضية، فأولوا كتاب الله العناية والاهتمام،فتشربوا بحفظه ومذاكرته بتيسير من الله عز وجل قال تعالى:{وّلّقّدً يّسَّرًنّا پًقٍرًآنّ لٌلذٌَكًرٌ فّهّلً مٌن مٍَدَّكٌرُ } فحماه الله من التحريف والتبديل عن طريق حفظه في الصدور والسطور تحقيقاً منه تعالى لوعده:{إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا پذٌَكًرّ وّإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ } .
ولفت الاستاذ الحرقان النظر الى ان هذا الاهتمام قد وصل الى ذروته في الوقت الحاضر ، وبالذات خلال العشرين سنة الماضية من بيعة خادم الحرمين الشريفين لتوليه مقاليد الحكم في مملكتنا العزيزة، حيث قام حفظه الله وأعز بنصره بوضع حجر الاساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في عام 1403ه، كما قام بافتتاحه عام 1405ه، وكان من اهدافه: اصدار مصحف باسم المدينة المنورة وفقاً للمواصفات العالية من الدقة والسلامة مع تغطية الاحتياجات المحلية من المصحف الشريف للحرمين الشريفين، والجوامع، والمساجد، والجامعات، والمدارس، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، اضافة الى تزويد العالم العربي والاسلامي باحتياجهما للمصحف الشريف بعدد كاف بنسخ تتمتع بأعلى مقاييس الصحة والسلامة تشكيلاً وطباعة.
وافاد سعادته ان المجمع قام حتى الآن بطباعة ما يقارب مائة مليون نسخة من المصاحف المختلفة الاحجام، وقال: هذا ليس بغريب من دولة مثل المملكة العربية السعودية التي اختارت كتاب الله القرآن دستوراً لها، واقامة الشريعة والشعائر الاسلامية منهجاً لها ان تسخر امكاناتها المادية والمعنوية لخدمة كتاب الله الكريم، وأن تتبنى الطرق والاساليب الكفيلة بنشره، وتعميمه داخلياً ومحلياً دولياً، وان تخصص الحوافز والجوائز المشجعة للدعوة الى حفظه ومذاكرته.
واشار سعادته الى ان جائزة الامير سلمان بن عبدالعزيز التي يقدمها لحفظة كتاب الله ينبغي الا تقاس بقيمتها المادية، بل بأثرها المعنوي والاجتماعي على الناشئة من بنين وبنات من اهتمام وعناية بكتاب الله تلاوة وحفظاً وذكراً، وهي مؤشر حقيقي على ابعاد هذه الجائزة في شموليتها للطلبة والطالبات في جميع انحاء المملكة.
واكد الاستاذ الحرقان ان هذه الجائزة تركت صدى واسع الآفاق نظراً لما يتمتع به سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز طوال الفترات الماضية، لا يسعهم الا ان يقدروا ويثمنوا جهود ومواقف سموه الكريم نظراً لحضور سموه المتنامي بإسهامات متنوعة من التعليم والتربية، والتخطيط والبناء والاعمار، واعمال البر والخير والتوجيه، ومعالجة الامور بالحكمة والموعظة الحسنة، والاهتمام بالقرآن الكريم، والتشجيع على حفظه، ومعرفة علومه، وصيانته من التحريف والتبديل مما يعد قربة عند الله، فأسأل الله تعالى ان يجزل لسموه الكريم الاجر والمثوبة.
وحيث إن الجائزة تدخل الآن عامها الرابع من عمرها المديد ان شاء الله تمشياً مع حرص سموه يحفظه الله على تطوير وتفعيل اعمال الخير لتصل هذه الجائزة الى المستوى المأمول باذن الله، طرح سعادة الاستاذ عبدالله بن محمد الحرقان بعض الرؤى لتطوير تلك المسابقة، منها دراسة امكانية ان تأخذ الجائزة منحى اوسع لتشمل ابناء وبنات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لاتاحة الفرصة امام الناشئة من ابناء وبنات دول المجلس للمشاركة فيها، وتفعيل الجانب الدعائي والاعلامي للمسابقة على مستوى الاعلام المرئي والمسموع والمقروء، واعطاء مساحة له اوسع في تلك الوسائل، واصدار عدد مناسب من المطويات، والنشرات للتعريف بالجائزة اكثر، وتزويد الجهات الحكومية داخل المملكة، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بهذه المعلومات، ولاسيما المؤسسات التعليمية، كوزارة المعارف لتعليم البنات والبنات باعتبارها ذات صلة مباشرة بهذه المسابقة.واقترح الاستاذ الحرقان تنويع جوائز المسابقة بين مكافأة مالية وجوائز عينية وحوافز تشجيعية كأن يمنح الفائزون برحلات سفر لاداء العمرة، وفريضة الحج، او رحلات سفر للتعرف على معالم المملكة، وجغرافيتها، واماكنها الحضارية والصناعية، الى جانب ذلك رأى تعديل موعد المسابقة ليكون خلال الشهر الاول من كل عام دراسي، والهدف من ذلك هو دفع الناشئة والشباب والفئات العمرية المسموح لها بالمشاركة في المسابقة على الافادة من اوقات الفراغ في الاجازة الصيفية، هذا من جانب ومن جانب آخر اعتبار المسابقة فاتحة خير لكل عام دراسي.واختتم تصريحه بالدعاء الى الله ان يوفق سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز، ويعزه بنصره لما يحب ويرضى وان يجعل هذه الجائزة في ميزان حسناته.
نقل المسابقة إلى العالمية
واخيراً، بيَّن وكيل وزارة المعارف المساعد للدراسات والتطوير الجامعي بكليات البنات الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن آل بشر ان جائزة الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لحفظ القرآن الكريم تعد اضافة متميزة تسجل في سجل جهود سموه الكريمة في مجالات الخير المتعددة في داخل المملكة وخارجها، وتدل هذه الجائزة ورعاية سموه لها على ما يتميز به من كرم، وجود، وحب للخير، وبصفة خاصة في مجال القرآن الكريم وحفظه.
وقال: إن هذه الجائزة ورعاية سموه لها جاءت تدعيماً للثوابت التي تحرص عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من ترسيخ عقيدة الولاء لله تعالى ، واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك من خلال تشجيع الناشئة والشباب المسلم على حفظ كتاب الله، وتدبر معانيه، ويحفزهم على ذلك ما أعد الله تعالى لهم من جزيل الثواب، كما قال الله سبحانه وتعالى:{إنَّ پَّذٌينّ يّتًلٍونّ كٌتّابّ پلَّهٌ وّأّقّامٍوا پصَّلاةّ وّأّنفّقٍوا مٌمَّا رّزّقًنّاهٍمً سٌرَْا وّعّلانٌيّةْ يّرًجٍونّ تٌجّارّةْ لَّن تّبٍورّ (29) لٌيٍوّفٌَيّهٍمً أٍجٍورّهٍمً وّيّزٌيدّهٍم مٌَن فّضًلٌهٌ إنَّهٍ غّفٍورِ شّكٍورِ } ،
ما قال عز شأنه :{پَّذٌينّ آتّيًنّاهٍمٍ پًكٌتّابّ يّتًلٍونّهٍ حّقَّ تٌلاوّتٌهٌ أٍوًلّئٌكّ يٍؤًمٌنٍونّ بٌهٌ }وعن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« ان لله اهلين من الناس، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: اهل القرآن هم اهل الله وخاصته».وبهذه المناسبة الكريمة العظيمة دعا فيها فتيان وفتيات المملكة للمشاركة في هذه المسابقة وحفظ القرآن الكريم الذي هو نور في الدنيا ونور في الآخرة، مشيراً الى انه يقترح ان تنتقل هذه المسابقة من المحلية في المملكة الى العالمية لشباب العالم الاسلامي كله ليعم الخير على الجميع، وينتشر حفظة القرآن الكريم في ربوع العالم الاسلامي.
واختتم تصريحه بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى ان يرزق راعي هذه المسابقة الامير سلمان بن عبدالعزيز وافر الصحة والعافية، وان يطيل في عمره ويجزيه عنا وعن الامة الاسلامية خير الجزاء.
|