* جنين رام الله نابلس العواصم الوكالات:
يستفاد من أنباء اوردت استشهاد عدد من سكان مخيم جنين امس الخميس ان المذبحة الإسرائيلية لا تزال مستمرة في المخيم على الرغم من ان المقاتلين الفلسطينيين الذين تصدوا للقوات الإسرائيلية اوقفوا اطلاق النار بعد نفاد ذخيرتهم.
وقد اكدت القيادة الفلسطينية في بيان اصدرته امس ان عمليات القتل التي تقوم بها القوات الإسرائيلية كانت متواصلة امس. وقد توغلت قوات شارون في مناطق جديدة منها بيرزيت والضاهرية ومخيم بيت عين الماء وذلك قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الامريكي إلى القدس المحتلة في وقت لاحق من يوم امس. واكد الوزير الامريكي مجددا عزمه لقاء عرفات.
استمرار المذابح في جنين
واكدت القيادة الفلسطينية امس الخميس ان «هناك مذابح جماعية ترتكب في هذه الساعات ضد ابنائنا في مخيم جنين».
وقالت: «ان جرافات الاحتلال تقوم بتدمير منازل المواطنين فوق رؤوس ساكنيها وتجرف جثث الشهداء مع بقايا المساكن لاخفاء الجرائم الارهابية».
وقالت القيادة الفلسطينية من جانب آخر ان «قوات الاحتلال تقوم حاليا بدفع المزيد من قواتها التي تحاول اعتلاء سطح مقر الرئيس ياسر عرفات واحتلاله في محاولة لزرع المتفجرات في اقرب الاماكن حوله في تحد مكشوف وواضح للعيان وطبقا لما اعلنوه عدة مرات بمحاولة لهجوم تكتيكي على المقر الرئاسي».
مقاتلو المخيم
وذكرت مصادر فلسطينية أن آخر المقاتلين الفلسطينيين في مخيم جنين وعددهم 50 مقاتلا قد استسلموا بعد ظهر امس للقوات الاسرائيلية.
وقال الفلسطينيون إنهم لا يستطيعون تحديد عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في المعارك التي دارت في المخيم إلا أنهم يقدرون أن عددهم يتراوح ما بين150 و200 قتيل. وقد قتل في المخيم كذلك 23 جنديا إسرائيليا.
وكانت منظمة اليونيسف قد اعلنت ان الجيش الاسرائيلي طرد حوالي 800 امرأة وطفل من مخيم جنين للقضاء على آخر جيوب للمقاومة.
الشهداء
وقد استشهد امس سبعة فلسطينيين في الضفة وغزة وافادت مصادر امنية فلسطينية الخميس ان فلسطينيا قتل مساءالاربعاء برصاص اسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وقالت المصادر ان عميد ابو حسن (20 عاما) قتل في المدينة التي اعلنت منطقة عسكرية محظورة بعد معارك عنيفة في مخيم اللاجئين فيها.
استشهاد فلسطيني وزوجتيه
وذكر مصدر رسمي فلسطيني ان فلسطينيا وزوجتيه قتلوا صباح أمس الخميس بقذيفة اطلقتها مروحية اسرائيلية على مزرعتهم في منطقة غير بعيدة عن مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
واوضح رئيس بلدية القرية انور عز الدين لوكالة فرانس برس ان محمد حردان (37 عاما) وزوجتيه آمال وجميلة قتلوا بقذيفة سقطت في مزرعتهم في عرابة ليس بعيدا عن جنين.
واصيب والد المزارع بجروح بحسب المصدر نفسه.
كما اغتال الجيش الاسرائيلى مسؤول كتائب عز الدين القسام في الخليل ابراهيم جابر في حين قبض على مسؤولين في حركة فتح وحركة الجهاد الإسلامي في جنين.
وعثر بين الانقاض على جثمان قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في جنين محمود طوالبة الذي قال الجيش الاسرائيلي انه كان يقود المقاومين الفلسطينيين في المخيم.
واستشهد امس ايضا الجندي احمد ابو عجيرن من افراد الامن الوطني باصابته جراء القصف الاسرائيلي من الدبابات القتالية بالقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة تجاه المقر الامني الذي يعمل فيه في بلدة القرارة بخان يونس.
وقالت المصادر ان «اثنين من عائلة الفرا اصيبا في القصف نفسه ونقلا إلى مستشفى ناصر بخان يونس ووصفت جروحهما بالمتوسطة».
واكد مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان «ثلاثة مواطنين آخرين اصيبوا الليلة قبل الماضية برصاص قوات الاحتلال في بلدة القرارة قبل قصف مقر الامن الوطني وجروح احدهم خطرة».
وذكر احد الشهود ان «مروحيات عسكرية اسرائيلية كانت تحلق في اجواء خان يونس وبلدة القرارة بشكل استفزازي فيما قامت جرافة عسكرية اسرائيلية بعملية تجريف في المنطقة».
وقد فتح الجيش الاسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة تجاه منازل المواطنين شرق مخيم المغازي جنوب غزة، ولم تتوفر معلومات.
وفي غزة ايضا استشهد مسلحان فلسطينيان مساء الاربعاء في اشتباك مع جنود اسرائيليين في منطقة معبر كيسوفيم في وسط قطاع غزة، وفق ما افادت مصادر عسكرية اسرائيلية.
وكشفت وحدة اسرائيلية كانت تقوم بدورية في القطاع مجموعة مسلحة من ثلاثة رجال اطلقت عليها النار.
ورد العسكريون على اطلاق النار وقتلوا احد افراد المجموعة.
وأوضحت المصادر ان فلسطينيا ثانيا مسلحا قتل خلال عمليات البحث التي بدأت في القطاع للقبض على العنصرين الآخرين في المجموعة اللذين لاذا بالفرار في اتجاه القطاع الفلسطيني.
وقال ناطق باسم القيادة في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية انه «جراءاطلاق النار بكثافة تجاه كنيسة المهد في بيت لحم اصيب الراهب ارتين سمسيان بجراح خطيرة داخل دير الارمن في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال الهمجي تعزيز قواتها العسكرية في محيط الكنيسة مقدمة لاقتحامها من جديد فيما تواصل حصارها المحكم لبقية الكنائس والاديرة في بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا والمخيمات حولها».
توغلات وانسحابات
وشملت الاعتداءات الإسرائيلية امس قيام الجيش الاسرائيلي بشن غارات على بلدتين فلسطينيتين ومخيم للاجئين لكن جيش الاحتلال قال انه انسحب من 24 بلدة وقرية في الساعات الاربع والعشرين الماضية.
وقبل ساعات من وصول وزير الخارجية الامريكي كولن باول إلى إسرائيل في مهمة سلام قال الجيش ان قواته اجتاحت بلدتي بيرزيت والضاهرية ومخيم عين بيت الماء وقامت باعتقالات ومصادرة اسلحة.
وقد امر جنود الجيش الطلاب بالخروج من سكنهم في جامعة بيرزيت وهي اكبر جامعة بالضفة الغربية ومعقل للتيار الوطني واعتقلوا عدة طلاب. وفرض الجنود الاسرائيليون ايضا حظرا على التجول واستولوا على المبنى الحكومي الرئيسي بالبلدة.
والغارات الجديدة جزء من الهجوم العسكري الواسع الذي بدأته اسرائيل في التاسع والعشرين من مارس آذار.
وقال الجيش انه انسحب من 24 بلدة وقرية على مدى الساعات الاربع والعشرين الماضية لكنه لم يذكر متى سينسحب من المدن والمناطق الفلسطينية الاخرى التي احتلها منذ ان بدأ هجومه.
اعتقالات
واعترف الجيش الاسرائيلي امس انه اعتقل ما يزيد عن أربعة آلاف فلسطيني منذ بداية الهجوم المكثف الذي شنه على الضفة الغربية في 29 اذار/مارس.
وقال الجيش في بيان انه اعتقل 4185 فلسطينيا منذ بداية العملية بينهم 121 متهمين بالقيام بنشاطات مناهضة لاسرائيل.
واضاف ان 2107 فلسطينيين اعتقلوا يوم امس الاربعاء وحده.
الجهود السياسية
وقبل ساعات من وصول وزير الخارجية الامريكي كولن بول امس إلى القدس فضلت إسرائيل استباقه بتحد جديد مفاده انها عازمة على مواصلة عدوانها الآثم على الاراضي الفلسطينية حسبما ورد على لسان الوزير الاسرائيلي بدون حقيبة اسحق ليفي.
واكد ليفي وهو من مسؤولي الحزب الوطني الديني اليميني المتطرف للاذاعة الاسرائيلية «سنقول لوزير الخارجية الأمريكي ان دفاعنا العسكري (في الضفةالغربية) يجب ان يبلغ هدفه لأنه إذا توجب علينا لاحقا التدخل من جديد فإن ذلك سيكلفنا غاليا» على حد قوله.
واضاف ان «الأمريكيين اصدقاؤنا وبين الاصدقاء لا تفرض الامور بل تناقش».
وتقضي مهمة باول التوصل إلى وقف لاطلاق النار وتطبيق التدابير الامنية المنصوص عنها في الخطة التي اعدها العام الماضي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) جورج تينيت ثم الانتقال إلى تطبيق تدابير الثقة التي اوصت بها اللجنة الدولية برئاسة السناتور الأمريكي السابق جورج ميتشل.
ومن جانب آخر اعلن مجلس الامن مساء الاربعاء دعمه الاعلان المشترك الذي اصدرته في مدريد الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي ودعت فيه إسرائيل إلى «الانسحاب الفوري» من المناطق الفلسطينية التي احتلتها اخيرا.
وقال السفير الروسي سيرغي لافروف الذي يتولى الرئاسة الدورية ان «مجلس الامن يطلب من إسرائيل ومن فلسطين ومن جميع الدول الاخرى في المنطقة التعاون التام مع الجهود المبذولة من اجل التوصل إلى الاهداف المحددة في الاعلان المشترك ويشدد على ضرورة التطبيق الفوري للقرارين 1402 و1403».
ويعبر اعلان مدريد ايضا عن الدعم التام لمهمة وزير الخارجية الامريكي كولن باول في الشرق الاوسط ويشدد على «قلقه الكبير» حيال الوضع الانساني «والمعاناة الكبيرة للمدنيين» في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
وتقول مصادر دبلوماسية، انه بناء على طلب الولايات المتحدة، ألغيت من اعلان مجلس الامن الذي اصدره الاربعاء، فقرة تشير إلى «القلق الكبير» الذي يعرب عنه المجلس حيال «الأزمة الانسانية المتفاقمة» في الاراضي المحتلة.
وألغي ايضا نداء يطلب من إسرائيل «الالتزام التام بالقانون الانساني الدولي».
وقد اعد هذا الاعلان بعد قرار سوريا في منتصف اول امس سحب مشروع قرار قدمته ويطالب بانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية ويدعوها إلى تطبيق معاهدة جنيف المتعلقة بالاراضي المحتلة.
وكان مساعد المندوب الأمريكي جيمس كونينغهام حذر من ان الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض إذا ما طرح هذا النص للتصويت.
وفي واشنطن تبلغ البيت الابيض مساء الاربعاء بانسحاب قوات اسرائيلية من ثلاث قرى فلسطينية في الضفة الغربية. ودعا السلطة الفلسطينية والدول العربية إلى التحرك بدورها عبر التنديد بما اسماه الارهاب ووقفه.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر ان «الانسحاب الذي طلبه الرئيس الامريكي مستمر، وعلى الفلسطينيين والدول العربية الآن ان تكون على مستوى مسؤولياتهم عبر التنديد بالارهاب ووقف تمويل (الارهاب) والكف عن التشجيع على العنف وتطبيق خطتي تينيت وميتشل».
الضغوط الأوروبية
إلى ذلك اعترف المدير العام لوزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس يارون امس الخميس بالصعوبات في تطبيق عقود التسلح الموقعة مع دول أوروبية مختلفة «لا سيما المانيا».
وقال يارون للاذاعة الإسرائيلية ان «هناك صعوبات اكثر في تطبيق مختلف عقود التسلح مع دول أوروبية مختلفة لاسيما مع المانيا».
وزعم «لا يوجد حظر رسمي بل تأخير في التسليم وليس من الطبيعي ان يكون ذلك نتيجة معركتنا ضد الارهاب».
وتابع ان «صناعات الاسلحة الإسرائيلية في وضع جيد وبإمكانها ان تعوض بالشكل الصحيح عن هذا الوضع لكننا نجري محادثات لحل المشكلات».
وكانت متحدثة باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية راشيل اشكينازي صرحت الاثنين لوكالة فرانس برس ان «المانيا تؤخر منذ اشهر عدة تسليم اجازات لتصدير محركات وعلب تغيير السرعة وعناصر اخرى تدخل في صنع الدبابات ميركافا».
وافادت صحيفة يديعوت احرونوت الاثنين ان المانيا فرضت حظرا حقيقيا على 120 نوعا من قطع الغيار المخصصة للدبابات «ميركافا» خشية اتهامها بالتورط في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين التي تستخدم فيها هذه الدبابات.
الدول الأفريقية: إسرائيل تمارس
درجات غير مقبولة من العنف
طالبت منظمة الوحدة الأفريقية أمس الخميس اسرائيل بانهاء اجتياحها للأراضي الفلسطينية قائلة انها تلجأ الى مستويات غير مقبولة من العنف.
وأدانت المنظمة في بيان صدر من مقرها في إثيوبيا الهجمات الاستشهادية التي ينفذها فلسطينيون إلا انها أعربت عن قلقها إزاء رفض الجيش الاسرائيلي السماح للعاملين في المجال الطبي والمساعدات الانسانية برعاية الجرحى.
وقال البيان «في الوقت الذي تدين فيه المنظمة تماما الهجمات المروعة التي تنفذها جماعات فلسطينية متطرفة ضد المدنيين الاسرائيليين العزل إلا ان استخدام اسرائيل المبالغ فيه والعدواني للقوة غير مقبول تماما».
وطالبت المنظمة بالانسحاب الفوري للقوات الاسرائيلية من كل الأراضي الفلسطينية.
وتابع البيان «التدمير المتعمد للبنية الأساسية والممتلكات...واذلال الزعماء الفلسطينيين هو تطور مؤسف ولن يسهم بشيء في تعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط».
وحث بيان المنظمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على محاولة اقناع اسرائيل بضمان سلامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومسؤولين فلسطينيين آخرين.
|