Thursday 11th April,200210787العددالخميس 28 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

يهدم المحبة بين الناس يهدم المحبة بين الناس
الغرور أحد الطرق الوعرة في الحياة

عزيزتي الجزيرة..
يقول الرسول الكريم عليه السلام: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»..
فالغرور من الامراض الخبيثة والتي تسقط الانسان الى الحضيض، فالناس ينظرون الى الشخص المغرور على انه شخص يعاني من انهيار في شخصيته ومن جبن في اخلاقه، ومن المؤكد انهم يشمون من كل مغرور روائح كريهة وعفنة، وما الانسان المغرور الا كما تقول احدى المقولات انه كالطائر الذي في السماء كلما ارتفع الى اعلى صغر في اعين الناس.
وهناك من يغتر بماله وهناك من يغتر بنسبه وهناك من يغتر بعلمه وهناك من يغتر بمركزه الوظيفي، ولكن قد غفل اولئك انهم ومهما علا مركزهم فهم بحاجة الى رأي الناس، فقيمة الانسان لا تقاس بعلمه او بماله بل تقاس بنسبة من مستواه الاخلاقي.
يقول كونفوشيوس: «توجد في طريق العظمة موانع: الكسل، حب النساء، الغرور، انحطاط الصحة، الإعجاب بالنفس».
نعم فالغرور هو احد الطرق الوعرة جدا والتي تعترض عظمة الانسان، لأن الغرور يهدم العلاقات الحميمة بين الناس، وعامل هدم وانهيار لكل خلق طيب في الانسان والمغرور هو انسان قد احاط بعنقه عقد من الكراهية بين الناس.ويعلم كل من اعتز بماله انه قد يصبح بين عشية وضحاها من أفقر الناس، ويكون قد خسر ماله وخسر احترام وتقدير الناس له والذي لا يشترى بالمال وانما يشترى بالاخلاق الطيبة والكريمة والتواضع. وليعلم كل من اغتر بنسبه ان كل البشر هم اولاد تسعة اشهر وهو منهم وليعلم كل من اغتر بمركزه الوظيفي ان الكرسي دوار ولو دام لغيره لما وصل اليه، وانه لم يوضع بمكانة الا لخدمة المواطن والحرص على راحته ولم يوضع لأن يتكبر على «عيال الناس».
والناس ثلاثة: «أناس كالطعام نحتاج اليهم دائما، وأناس كالدواء نحتاج اليهم احيانا، وأناس كالداء لا نحتاج اليهم ابدا»، والقسم الاخير الذين لا نحتاج اليهم هم كثر ومنهم «المغرورون».تحية تقدير واحترام لكل متواضع، وحجر صلب في فم كل مغرور.قال الشاعر:
حسن النفس واحملها على ما يزينها
تعش سالما والقول فيك كل جميل
اخيرا وليس آخر، نسخة من هذه الحروف لكل مغرور ليت ولعل وعسى ان يتخلى عن تلك الصفة الحقيرة والتافهة!!

مفلح بن حمود بن مفلح الاشجعي /عرعر

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved