Tuesday 9th April,200210785العددالثلاثاء 26 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إبداع إبداع
في موسم الصمت البذيء
للشاعر عبد الله سليم الرشيد

لملم فضولك واغرُب أيها القلم
ففي ضجيج المآسي تخرُس الكلِم
قد أصبح الجسد الدامي لنا قلماً
ووجنة القدس طرس، والمداد دم
يامُرقِص المجد والتاريخُ في يده
مكوم، وضلوع الكون تحتدم
عجِّل لنا قطَّنا، إنا على سفرٍ
لا نستقر وفي أشواقنا ضرم
سرْنا نشاطر وجه الليل فحمته
وحولنا أفق بالرعب ملتثم
والفجر في محضن الأوهام ملتهب
جمراً، ترشَّفه الرؤيا فتضطرم
نراه لكنه ينأى، فيثخننا
يأس، ويطفو على أحداقنا ندم
فاعبُرْ إلينا نسيم الخلد، إن بنا
وجدا على عصبة بالحتف تحتزم
صاغوا من الهمم البيضاء صبحهم
لا يشرق النصر حتى تشرق الهمم
من نبض تلك الصحاري جاء أولهم
وخلف آخرهم يستفحل العدم
الآخذون زمام الأفق ما فتئوا
يستعذبون فحيح الموت حولهم
لما ترجلت الظلماء باغية
تفجروا في عيون الظلم واضطرموا
واسترسلوا عاصفاً دوت ملاحمه
في حقله تنبت الأشلاء والرمم
توحدوا في غبار التية، واجترؤا
على الفناء، وجمر البغي يحتطم
فأنبتوا في ضمير الفخر ذاكرة
أعيا على نبضها القرطاس والقلم
ويلُ أُمِّهِم، موقدو مجد، لو اتقدت
لهم رجال، ولكن الرجال هم
ياحارس اللهب القدسي معذرة
فقد تمطى على أسماعنا صمم
أمطرت صوتاً، فما لانت لقطرته
أذن، ولا رف في أندائه نسم
لا تسألن عُصَب الأعراب نخوتهم
فهم من النخوة الجرداء قد سئموا
هذي بيادرهم، صفراء خاوية
وليس تضحك في آفاقها ريم
مخدرون، فلا رأيٌ ولا رشدٌ
محيرون، فلا هاد ولا علم
أخجلت بالخطبة الصماء منبرهم
وفوقه زبد الأفواه يزدحم
تبني فتنهدم الآمال، ثم ترى
وميض فأل، فتبنيها فتنهدم
بدءاً وعوداً، تسامى عن لجاجهم
إذا جرى السيل لم تعبأ به القمم
ما ثَمَّ من ألم إلا اصطفى أملاً
وليس من أملٍ ما عاقه ألم
ياسيد الأرض، لم تنكر ملامحه
في وجهه من فيوضٍ ثرة حُزَم
أُنظر حواليك، إن الربع قد دجنت
صقوره، فتداعى البوم والرخم
وقد شبعنا ضجيجاً فابتعث لغة
ما لاكها في اليباس السامري فم
هذي سبيتك العذراء، ضارعةً
وأنت إذ قيل : واذلاه معتصم
ياحارس اللهب القدسي كن أجلاً
يغري اليهود، فيفنى الداء والورم
كن مهجة الرعد واستمطر لهم حمماً
تبارك الرعد تهمي تحته الحمم
لايقذفنك صوت الرعب في وهنٍ
فلن يزركش وجه الخوف منهزم
واجمع شظاياك فتيانا قد احترفوا
موتاً، رفاتهم للضوء يبتسم
القادمون رحيقاً/ سلوة/ أملاً
آجالهم في سجل المجد تزدحم
ياراقمي شهقات البرق، ما فتئت
حروفكم في المدى المحموم ترتسم
تبقون شهباً على الأضداد راصدة
إذ غيركم ينزوي مصباحه الهرم
تبقون ناراً على الباغين جاحمة
وتصنعون الذي تعيا به الأمم
إن الجداول تجري وهي موجسة
قرب الفناء، ويبقي البحر يلتطم

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved