Monday 8th April,200210784العددالأثنين 25 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خلف قضبان الوحدة خلف قضبان الوحدة



تسللَ عبْرَ الليل همٌّ إلى القلبِ
فرُحتُ أُنادي الصحب: أينكمُ صحبي؟
أناديكُمُ من خلف قضبان وحدتي
فيا لَلذي أمسى سجيناً بلا ذنبِ
وكيف نزعتمْ من يديَّ جميعَ ما
مددتمْ لها في سابقِ العهدِ من قُربِ
ولم أرَ مَن يُهدي سواه هديةً
ويأخذ ما أهداه بالسلبِ والنهبِ
ويُنبتُ في قلبٍ جناحاً فإن سما
وطار بتيهٍ فوق قافلةِ الشُّهبِ
أغارَ عليه ثم قَصَّ جناحَهُ
ليسقطَ من عرضِ السماءِ إلى التُّربِ
طويتمْ بساطَ الأنسِ من بعدِ نشرهِ
وسِرتمْ به حتى اختفيتمْ من الدَّربِ
كأنكمُ حلمٌ أفاقَ بمقلتي
وقد ضمَّ منها النومُ هُدباً إلى هُدبِ
فطاف بها في جنةٍ تشرب السَّنا
وتلبس فستاناً من الورد والعشبِ
فلما استفاقتْ فرَّ منها لغيرها
وعادت إلى الصحراءِ منتجعِ الجَدْبِ
إذا انبعثتْ ذكراكمُ قلت: ليتَها
تراءتْ أمامَ العينِ لا القلبِ واللُّبِ
وياليتها إذ أقبلتْ بإنائها
سقتنيَ مما فيه من سلسلٍ عذبِ
أو ارتحلتْ عنّي فليس يزيدني
سوى الظمأ التحديقُ في أوجهِ السُّحْبِ
وقد كانت الأحزانُ عني بعيدةً
لأنكمُ في الكف كالصارم العَضْبِ
إذا خفتُ من كربٍ يطارد خافقي
فأنتمْ ملاذٌ للفؤاد من الكَرْبِ
أعودُ لكم كالطير عادَ لعشِّهِ
ومن خلفهِ الليلُ الملفع بالرُّعْبِ
لقد كنتمُ كالجسر أنقلُ عبرهُ
خُطاي من القفرِ الكئيبِ إلى الخِصْبِ
إذا قلتُ للنسيان: أنتَ بديلُهمْ
وليس سواك اليوم منجٍ من الخَطْبِ
يجيبُ بصمتٍ ثم أذكرُ صمتهمْ
إذا قلتُ عند الليلِ: أينكمُ صحبي؟

خالد بن عبدالله الغانم

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved