Monday 8th April,200210784العددالأثنين 25 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الصحف الإسرائيلية تعترف ببسالة المقاومة وتقر بفظاظة العدوان وتشير إلى تدمير المنازل فوق رؤوس المقاتلين الصحف الإسرائيلية تعترف ببسالة المقاومة وتقر بفظاظة العدوان وتشير إلى تدمير المنازل فوق رؤوس المقاتلين
جنين ونابلس تقاومان بضراوة وتدفنان الشهداء جماعياً لاكتظاظ الثلاجات بهم

* الضفة غزة العواصم الوكالات:
قال الجيش الاسرائيلي إنه لم يتلق أي أوامر بالانسحاب بعد مطالبة الرئيس الامريكي جورج بوش رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون بالانسحاب دون تأخير، لكن شارون فضل الرد بطريقته على الدعوة الامريكية غير الحاسمة وأرسل قواته إلى ثلاث بلدات فلسطينية كما هاجمت قواته رفح في قطاع غزة.
واستمرت في غضون ذلك المقاومة الباسلة للعدوان في كل من جنين ونابلس واعترفت الصحف الإسرائيلية بضراوة المقاومة التي قدمت أمس أكثر من 14 شهيدا.
شهداء جدد ودفن العديدين في مقابر جماعية
وأفاد مصدر طبي فلسطيني أن سبعة فلسطينيين استشهدوا أمس برصاص الجيش الاسرائيلي في مدينة نابلس القديمة شمال الضفة الغربية، خلال اشتباكات مسلحة وقد تم التعرف على هوية واحد منهم هو الشهيد مؤيد جميل من نشطاء كتائب الاقصى الذي استشهد دفاعا عن مدينة نابلس في وجه الغزو الاسرائيلي. كم استشهد ثلاثة فلسطينيين في الخليل بينهم فتى في الثالثة عشرة من عمره.
وصرحت مصادر من المستشفيات في مدينة رفح بأن الجنود الاسرائيليين قتلوا ثلاثة أطفال فلسطينيين ومقاتلا فلسطينيا وأصابوا عشرة آخرين بجراح عندما دخلت الدبابات الإسرائيلية المدينة.
وأوضحت المصادر نفسها أن صبيا في الثالثة عشرة من العمر وصبية في الثانية عشرة من العمر وطفلة في السادسة من العمر قتلوا عندما توجهت الدبابات الإسرائيلية إلى ضاحية تل السلطان في غرب المدينة على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وأشار مراسل قناة «الجزيرة» الفضائية في مدينة جنين إلى عدد كبير من الاصابات والشهداء في وسط المقاتلين الفلسطينيين حيث تنتشر الجثث في الشوارع .. والمصابون ينزفون حتى الموت ولا أحد يستطيع إسعافهم الا أن الروح المعنوية بين المقاتلين الفلسطينيين عالية. ونقل عن مصادر في مستشفى جنين القول أنهم اضطروا إلى دفن مجموعة كبيرة من الشهداء في مدافن جماعية وذلك في محاولة لاخلاء الثلاجات في المستشفى التى لا تتسع للمزيد من الشهداء.
العمليات
والتوغلات الجديدة
هذا وقد أنزلت الطائرات المروحية الإسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح أمس جنودا اسرائيليين خارج عدد من القرى الفلسطينية بهدف محاصرتها واجتياحها .. وذلك على الرغم من المناشدة التي وجهها الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش الليلة قبل الماضية لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بسحب قوات الاحتلال الإسرائيلية دون إبطاء من المدن والقرى الفلسطينية.
وقال شهود عيان إن العشرات من الدبابات والمئات من جنود الاحتلال الاسرائيلي سدوا الطرق وحاصروا هذه القرى ومنها «بيت ريما» و«كوبار» ودير غسانة الواقعة خارج رام الله.
وأوضح شهود العيان أنه يبدو أن قوات الاحتلال الاسرائيلي تتجه لاجتياح هذه القرى كما فعلت في المدن الفلسطينية الكبرى في الضفة الغربية.
وتأتي هذه الانباء للتوغلات الجديدة لقوات الاحتلال الاسرائيلي بعد ساعات قليلة من المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس بوش مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عقب محادثاتهما ودعا فيه اسرائيل إلى الانسحاب من الضفة الغربية دون إبطاء.
وفرضت القوات الإسرائيلية نظام منع التجول والحصار المشدد وبدأت حملة تمشيط واسعة في البلدات الثلاث بحثا عن وسائل قتالية ومن تسميهم اسرائيل المطلوبين بعد أن قطعت المياه والكهرباء.
وتواصلت حملات التمشيط والاعتقال في المدن والبلدات وترفض قوات الاحتلال السماح لسيارات الاسعاف بنقل الجرحى والمصابين وتركتهم عرضة للنزف حتى الموت.
وفي جنين مازال الوضع على حاله حيث توغلت قوات الاحتلال من عدة محاور في المخيم ولكنها لم تتمكن بعد من الوصول إلى وسطه .
وذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية أن المقاومين يتمركزون في وسط المخيم حيث تدور اشتباكات متواصلة بين الحين والآخر وتقوم المروحيات الإسرائيلية بقصف المخيم .
ولا يختلف الموقف كثيرا في نابلس حيث اقدم جيش الاحتلال على هدم بعض المنازل من بينها جامع الخضرة الذي يوصف بأنه الأقدم في تاريخ المدينة وذلك في محاولة لفتح ثغرات من عدة محاور للدخول إلى البلدة القديمة .
وأكد محمود العالول محافظ نابلس أن رجال المقاومة يبدون مقاومة باسلة لا نظير لها في رد محاولات الاحتلال اقتحام المدينة القديمة مما دفع العدو إلى قصف مكثف غير مسبوق بصواريخ المروحيات وقذائف المدفعية والدبابات بصورة مجنونة الأمر الذي أدى إلى تدمير المنازل والأسواق. وقال العالول إنه تم تدمير أربع دبابات للعدو في رأس العين وعلى مشارف المدينة القديمة إلى جانب خسائر أخرى في صفوف العدو.
ودعا محافظ نابلس إلى تدخل دولي وانساني عاجل للمآسي التي تنجم عن العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني الذي يقصف بشكل عشوائي بالصواريخ والقذائف المنازل والممتلكات وحتى سيارات الاسعاف ويحول دون نقل الجرحى والضحايا من المنازل المدمرة.. مشيرا إلى وجود نقص في المواد الغذائية والتموينية وانقطاع الكهرباء والماء.
الإسرائيليون يقرون
بصمود المقاومة
ونقلت الاذاعة الإسرائيلية العامة عن الجنرال رون كيتري المتحدث باسم الجيش قوله إن المعارك العنيفة التي يخوضها الجيش الاسرائيلي في جنين وفي مخيم اللاجئين القريب في شمال الضفة الغربية قد تنتهي خلال ساعات.
لكن الاذاعة أضافت أن الجيش لم يتلق الأمر بتسريع عملياته في القطاع وهو يواصل عملياته فيها بطريقة منهجية كما قال المتحدث.
وتحدثت صحيفة «يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار يوم الأحد عن «معارك دامية في أزقة جنين» ومخيم اللاجئين القريب حيث تقوم القوات الإسرائيلية بعمليات منذ الثالث من نيسان ابريل الحالي.
وكتب مراسلو الصحيفة «يوم السبت فقط، بعد خمسة أيام من المعارك الدامية، تمكنت الدبابات والمشاة المدعومون بمروحيات أباتشي من اقتحام مخيم جنين الذي أصبح مركز المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية».
وأضافوا «كان الثمن باهظا جدا: سبعة جنود قتلوا وعشرات أصيبوا بجروح».
وأوضحت الصحيفة أن مساحة مخيم جنين أقل من كيلومتر مربع.
وكتب أحد مراسلي الصحيفة الذين رافقوا القوات الإسرائيلية في هذا القطاع أن «جرافات تدمر المنازل وتدفن أحيانا تحت انقاضها الذين رفضوا الاستسلام».
وكتب الصحافي رون لسهم في صحيفة «يديعوت احرونوت»: «أعمدة الدخان تتصاعد في المخيم، والمروحيات القتالية تطلق صواريخ، والدبابات نيران المدافع والرشاشات ،والرشقات تترك شهب نار في السماء، وعلى الأرض، مئات من العبوات المتفجرة وضعها الفلسطينيون وسيارات مفخخة، وعشرات من القناصة وأكوام من الدمار».
العدوان الجديد يمتد إلى غزة
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن القوات الإسرائيلية هاجمت مواقع في قطاع غزة في تصعيد جديد للهجمات العسكرية التي بدأت منذ ثمانية أيام في أراضي الحكم الذاتي الفلسطيني. وكانت هذه العمليات مقصورة إلى حد كبير على الضفة الغربية.
ويأتي هذا التصعيد في الوقت الذي وعد رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بالانتهاء من العمليات العسكرية «سريعا».
وأضافت أن الدبابات توغلت لمسافة 400 متر تقريبا داخل المنطقة وهي تطلق نيرانا مكثفة على منازل الفلسطينيين في الضاحية. وأصيب عشرة آخرون بجراح.
وقد اقتحم الجيش الاسرائيلي مدينة رفح بعد أن حاول مسلحان فلسطينيان من نشطاء منظمة الجهاد الاسلامي شن هجوم على المستوطنة، وقتل الاثنان بعد أن قتلا جنديا إسرائيليا وأصابوا خمسة آخرين.
وقالت مصادر فلسطينية أيضا إن مقاتلا فلسطينيا من أعضاء حركة المقاومة الاسلامية «حماس» قتل في انفجار قنبلة كان يزرعها على جانب الطريق المؤدي إلى معبر صوفا في شرق مدينة رفح.
شارون يراوغ
هذا وقد تمسك رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أمس الأحد بمواصلة هجومه على الفلسطينيين رغم مناشدة شخصية من الرئيس الامريكي جورج بوش بأن يسحب القوات الإسرائيلية من المدن الفلسطينية. وردا على دعوة بوش بالانسحاب «دون إبطاء» قال شارون إن رغبة اسرائيل في تجنب الخسائر البشرية بين المدنيين الفلسطينيين أثناء ملاحقة النشطين بالضفة الغربية تعني انه لا يمكن الاسراع بالهجوم الذي بدأ قبل عشرة أيام.
وأضاف في تصريحات قبيل الاجتماع الاسبوعي للحكومة «إن ذلك في حد ذاته يمكن أن يطيل العملية».
وقال البريجادير جنرال رون كيتري كبير المتحدثين باسم الجيش الاسرائيلي إن الجيش لم يتلق أوامر بتغيير خطط المعارك رغم الاتصال الهاتفي من بوش بشارون مساء السبت. وأضاف كيتري لراديو الجيش الاسرائيلي «في الوقت الحالي الأمور تمضي قدما حسب المقرر».
وكان مسؤول امريكي كبير قد أعلن في وقت سابق في كراوفورد بالولايات المتحدة أن الرئيس الامريكي جورج بوش أجرى يوم السبت محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون كي يطلب منه أن تقوم القوات الإسرائيلية «بالانسحاب بدون تأخير» من الأراضي الفلسطينية.
وقال هذا المسؤول إن بوش «قال لرئيس الوزراء أنه يتوجب على اسرائيل أن تحقق تقدما حاليا وانه يتوجب على اسرائيل نزع فتيل الوضع كي تتمكن الدبلوماسية من التحرك» في إشارة إلى قرار الرئيس بوش إرسال وزير الخارجية الامريكي إلى الشرق الأوسط.
في مقر عرفات
هذا وقد وجه الفرنسيون المحاصرون في مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله رسالة إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان ووزير الخارجية هوبير فيدرين أعربوا فيها عن «صدمتهم من الصمت الذي تلزمه السلطات العليا في الجمهورية الفرنسية ومن عدم تحركها».
وكان فيدرين أعرب مساء السبت لنظيره الاسرائيلي شيمون بيريز عن «قلقه» على مصير الفرنسيين «الذين لا يزالون في مقر السلطة الفلسطينية في رام الله».
وشدد فيدرين لدى نظيره الاسرائيلي على ضرورة ضمان سلامة هؤلاء الفرنسيين كما أعرب له عن قلق السلطات الفرنسية الكبير من «التوتر والعمليات الحالية» للجيش الاسرائيلي في بيت لحم على ما أفادت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ورد إلى وكالة فرانس برس.
وأكد هؤلاء الفرنسيون في بيان وصلت نسخة منه إلى وكالة فرانس برس مساء السبت عبر زوجة أحدهم «نحن نخضع شأننا في ذلك شأن الرئيس عرفات وسكان رام الله ومناطق الحكم الذاتي الفلسطيني لحصار عنيف لا يوصف، ونعاني من العطش والجوع ومن قلة النوم منذ أكثر من أسبوع». وأضاف البيان «إننا نتعرض لقصف الدبابات ونيران الرشاشات والقناصة» مشيرا إلى «في الوقت الذي نكتب فيه هذا البيان نحن قلقون على حياة كل القاطنين» في مقر عرفات المحاصر.
ويقول هؤلاء الفرنسيون انهم «أعضاء في مهمة مدنية لحماية الشعب الفلسطيني».
واحتج الموقعون «على منع الحكومة الإسرائيلية قنصل فرنسا في القدس من زيارتنا وايصال أي مساعدات لنا رغم جهوده».
وطلب الموقعون من شيراك وجوسبان وفيدرين «التدخل فورا لدى السلطات الإسرائيلية بكل الوسائل المتاحة لوقف المجازر».
أوروبا تؤكد شرعية قيادة عرفات
جاء في وثيقة للمفوضية الاوروبية ستكون في صلب خطاب سيلقيه رئيس المفوضية رومانو برودي «ايطاليا» مساء السبت في البندقية أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ما زال مع السلطة الفلسطينية المحاور الشرعي الوحيد بالنسبة لإسرائيل.
وذكرت الوثيقة أن «السلطة الفلسطينية مع رئيسها المنتخب عرفات هي المحاور الشرعي الوحيد بالنسبة لإسرائيل».
وجاء هذا الدعم بعد ساعات من الاتهامات التي وجهها الرئيس الامريكي جورج بوش إلى عرفات، وادعى بوش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان «الرئيس عرفات فشل، لقد تخلى عن شعبه تسنت له الفرصة تلو الأخرى ليثبت انه قائد حقيقي ، لكنه لم يقم بمهامه، لقيد خيب ظني».
أما المفوضية الاوروبية فتعتبر من ناحيتها أن السلطة الفلسطينية لا تزال المحاور الذي لا يمكن تجنبه. وأوضحت الوثيقة «نحن بحاجة لأن تجلس حول طاولة واحدة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة وروسيا والدول العربية المعتدلة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية».
وأضافت «لا يمكننا الخروج من هذا الوضع مع أي حل آخر جزئي».
وتعتبر الوثيقة انه من «غير المقبول» أن ترفض اسرائيل عقد لقاء بين موفدين اوروبيين وعرفات وان «يحصل الوسيط الامريكي بالمقابل على الموافقة».
وأشارت وثيقة المفوضية الاوروبية التي وزعت قبيل كلمة برودي أمام مؤتمر «اسبين يوروبيان دايالوغ» في البندقية إلى ان «الوقت قد حان لجميع الاطراف المعنية كي تقبل كليا دور الوساطة والاستقرار الذي يمكن ويجب أن تلعبه اوروبا».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved