الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وخاتم المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد.
اليوم أخي القارئ أنتقل بك إلى بيت من بيوت العلم في مملكتنا الحبيبة وتحديداً في ضيافة الشثري من أهالي حوطة بني تميم أكتب لك إطلالة عاجلة على علماء وقضاة أنجبتهم هذه الاسرة الكريمة إحدى أسر حوطة بني تميم والشثري من بطون الحرقان من عبيدة من جنب من قحطان.
وقد انجبت هذه الاسرة الكريمة العديد من أهل العلم ورجال القضاء مثلها في ذلك مثل الكثير من الاسر الفاضلة في المملكة العربية السعودية ومن هؤلاء:
العلامة ناصر بن غانم الشثري من علماء القرن الحادي عشر لقب بمفتي ديار فلج اليمامة وله تعليقات على كتاب إحياء علوم الدين للغزالي وأنجبت أسرة الشثري الشيخ عيسى بن محمد الشثري وقد أدرك الدعوة الإصلاحية درس على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأولاده ومن أهل العلم في اسرة الشثري إبراهيم بن حمد الشثري وعبدالعزيز بن إبراهيم بن حمد الشثري والشيخ صالح بن محمد الشثري والشيخ عيسى بن إبراهيم بن حمد الشثري والشيخ محمد بن علي بن إبراهيم الشثري ومن اسرة الشثري القاضي عبدالرحمن بن محمد الشثري.
وأسرة الشثري اسرة عريقة كانت لهم إمارة ليلي ونواحيها ثم انتقلوا إلى حوطة بني تميم ومنهم من بقي في الأفلاج ومنهم معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين فضيلة الشيخ ناصر بن عبدالعزيز الشثري وفقه الله والشيخ عبدالله الشثري رئيس الشؤون الدينية في الحرس الوطني سابقاً.
ولعلي هنا أتكلم بشيء يسير عن سيرة الشيخ عبدالعزيز بن محمد الشثري «أبو حبيب» رحمه الله وكافة موتى المسلمين.
ولد عام 1305ه في حوطة بني تميم ونشأ في الحوطة ودرس القرآن الكريم في الكتاتيب وأقبل على طلب العلم وهو على جانب كبير من التواضح وحسن الأخلاق وذو كرم وبذل وسخاء ويحرص على صلة الأرحام وكانت وفاته رحمه الله في 17 رمضان 1387ه وقد صلي عليه في الجامع الكبير بالرياض وكان في مقدمة المصلين الملك فيصل رحمه الله وأمهم الشيخ المفتي عبدالعزيز بن باز يرحمه الله وكان في مقدمة من حضروا تشييعه إلى قبره في مقبرة العود الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله، وقد أخذ العلم من المشايخ:
الشيخ عبدالله بن عبداللطيف وسعد بن حمد بن عتيق وإبراهيم بن عبدالملك بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب وحمد بن فارس وعبدالله بن راشد بن جلعود وفي عام 1337ه رجع الشيخ إلى حوطة بني تميم ابتدأ بالتدريس في مسجد الطرادي وغيره من المساجد واستأجر«أبو حبيب» والشيخ صالح المطلق رحمهما الله داراً للعلم وكان من تلاميذه رحمه الله الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود وبعد فترة من التدريس عينه الملك عبدالعزيز قاضياً ومفتياً وواعظاً ومعلماً عند قبائل قحطان المهاجرة في وادي الرين أثناء تأسيس البلاد واستمر في الرين قرابة 37 سنة وكان يدرس علم التوحيد والنحو والفقه ومن تلاميذ أبو حبيب الشيخ عبدالرحمن بن فريان وابنه الشيخ العلامة عبدالله بن فريان ومعالي المستشار الشيخ ناصر الشثري«ابن أبي حبيب» والشيخ صالح بن مطلق.
وللشيخ «أبو حبيب» عبدالعزيز الشثري رحمه الله رسائل خاصة بالنصح والوعظ وتعليمات وأحكام فقهية وأذكار وأدعية وأوراد مستشهداً في رسائله بالآيات والأحاديث والمأثور والنقل عن العلماء وكان رحمه الله ذا تواصل مستمر مع العلماء خاصة عندما قدم للرياض فزاد ذلك التواصل معهم أمثال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ عبدالرزاق عفيفي والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وله مراسلات بينه وبين العلماء في أمور ومسائل ذات صلة بالعلم والإرشاد وللشيخ (أبو حبيب) جهوده في الحسبة ودعم رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك له جهوده يرحمه الله في بناء المساجد والتدريس والقضاء والترحال المستمر لكسب العلم وتزويده.
هذه إطلالة عاجلة ضمن جولتي المتواضعة في «بيوت العلم» وقد استزدت في كتابتي بما اطلعت عليه من كتاب «علماء وقضاة الحلوة» تأليف خالد بن زيد العقيلي وكتاب «نفح الطيب في سيرة الشيخ أبو حبيب» تأليف الدكتور «محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري» وفي لقائي القادم بكم بإذن الله تعالى من بيوت العلم مع الشيخ ناصر بن عيد من بلدة التويم بسدير هذا والله الموفق.
ناصر بن إبراهيم العريج - حوطة سدير |