* جنين نابلس واشنطن الوكالات:
بدت إسرائيل عازمة على تمديد الفترة الزمنية بعد ان سمعت من البيت الأبيض الأمريكي قوله: إنه لا يتوقع ان يتم الانسحاب بين ليلة وضحاها. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز: إن العملية العسكرية قد تتطلب ثلاثة أسابيع اخرى، وفي غضون ذلك واصلت إسرائيل موجة التقتيل والمجازر في المدن والمخيمات الفلسطينية ليرتفع عدد الشهداء يوم أمس فقط إلى أكثر من 13 شهيدا،وتوغلت القوات الإسرائيلية في بلدة يطا جنوب الخليل، وظهر بشكل واضح ان الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي كولن باول لن تسهم في الحد من العدوان بل إن تصريحات واشنطن بشأن هذه الزيارة تعمل على التصعيد منه، وسط أنباء أفادت ان الوزير الأمريكي لن يلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الأمر الذي دعا الفلسطينيين إلى الإعلان عن أنهم لن يقابلوا باول إذا لم يقابل عرفات.
فتاة استشهادية
ذكر راديو القدس صباح أمس السبت ان فتاة فلسطينية نفذت عملية استشهادية حيث فجرت نفسها في منزل دخله جنود إسرائيليون في مخيم جنين مما أدى إلى مصرع جنديين وجرح ثلاثة آخرين.
وشملت خسائر إسرائيل أمس أيضا إصابة أربعة مستوطنين يهود بجروح في هجوم شنه مسلحون فلسطينيون على مستعمرة رفياح يام في قطاع غزة، فقد فتح مسلحون النار على بوابة المستوطنة وألقوا قنابل يدوية عليها في ساعة مبكرة من صباح أمس، وسارع الجنود الإسرائيليون بالتدخل وأطلقوا النار على المهاجمين، فقتلوا اثنين منهم.
من ناحية أخرى، أصدرت إدارة الرقابة على الأخبار التابعة للجيش الإسرائيلي بيانا أكدت فيه مقتل جنديين إسرائيليين في مخيم للاجئين الفلسطينيين بمدينة جنين في الضفة الغربية، وبذلك يرتفع عدد الجنود الذين قتلوا في المخيم «الجمعة» إلى ثلاثة.
شهداء بالضفة وغزة
هذا وقد سقط أمس العديدون من الشهداء الفلسطينيين لم تعرف إلا هويات القليلين منهم بسبب حالة الحصار والتعتيم الإعلامي الذي تفرضه إسرائيل.
وقد وجه مسؤول طبي فلسطيني نداء صباح أمس إلى الأطباء بالتوجه إلى مستشفى مؤقت أقيم في مسجد بنابلس استقبل أكثر من خمسين جريحا عشرة منهم في حال الخطر.
فقد سقط أربعة شهداء فلسطينيين بينهم طفل في الثامنة من العمر ليل الجمعة السبت برصاص الإسرائيليين في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين في نابلس بالضفة الغربية وهم يوسف أبو زيد وكمال الملاح وهاني الشلبي وياسر الشاويش وهو طفل في الثامنة من العمر.
وأعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان فلسطينيا مزنرا بالمتفجرات قتل ليلة الجمعة السبت برصاص الجنود الإسرائيليين في منطقة مخيم جنين للاجئين.
وقال المتحدث العسكري في بيان «رصدت وحدة إسرائيلية كانت تعمل في قطاع قريب من مخيم جنين فلسطينيا مزنرا بالمتفجرات وفتح النار باتجاه الوحدة قبل ان يفجر نفسه ما أدى إلى مقتله».
كما تم العثور على جثث ستة فلسطينيين بينهم ثلاثة من عناصر قوات الامن أمس السبت في مخيم جنين الذي يشهد معارك ضارية بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين مسلحين كما أفادت مصادر طبية، والشهداء الذين تم العثور على جثثهم هم: طارق دراوشة وسامر جردات وفادي أبو عرة والثلاثة من عناصر الأمن قتلوا الجمعة بقذائف المروحيات الإسرائيلية التي استهدفت المنزل الذي كانوا فيه.
وقتل الثلاثة الآخرون وهم منير وشاحي ومصطفي الشلبي ومحمد الحامد في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، ولم يعرف تاريخ موتهم.
ولم يتسن نقل الجثث الست إلى المستشفى بسبب منع الجيش الجيش الإسرائيلي لسيارات الإسعاف من التحرك استنادا إلى المصادر نفسها.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية ان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا وأصيب سبعة آخرون برصاص الجنود الإسرائيليين فجر أمس في يطا جنوب الخليل، والشهداء هم: نادر الخضر (21 عاما) وجمال مريش (27 عاما) و جمال حماد (25 سنة).
وكانت وحدات عسكرية إسرائيلية مدعومة بالدبابات دخلت فجر أمس السبت بلدة يطا الواقعة في جنوب الخليل في جنوب الضفة الغربية حيث تسجل اشتباكات بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين مسلحين.
وقد تقدمت الآليات الإسرائيلية نحو وسط هذه البلدة حيث تم تسجيل تبادل لإطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين ومسلحين فلسطينيين، كما حلقت مروحيات إسرائيلية في سماء يطا التي تبعد نحو عشرة كيلو مترات عن الخليل في جنوب الضفة الغربية.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية من طراز «أباتشي» الأمريكية الصنع في مخيم جنين منازل المواطنين مما أدى إلى اشتعال النيران في حوالي أربعين منزلا ودمرت على رؤوس ساكنيها من الأطفال والشيوخ والنساء جراء الصواريخ التى أطلقت بشكل كثيف على المخيم ولم يعرف بعد عدد ضحايا هذا القصف الذي شاركت فيه الدبابات.
تعذيب المعتقلين
إلى ذلك اتهمت مجموعة إسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان يوم الجمعة الجيش الإسرائيلي بتعذيب الفلسطينيين الذين أسرهم خلال هجومه الأخير في الضفة الغربية.
وقالت منظمة «بيت سالم» نقلا عن إسرائيلي ان إحدى الوسائل المستعملة خلال عمليات الاستجواب هي كسر أصابع أرجل السجناء.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن اعتقال أكثر من 1200 فلسطيني منذ بدء هجومه في الضفة الغربية إلا أن مصادر فلسطينية تحدثت عن أعداد أكثر من ذلك بكثير.
وأوضحت المنظمة أيضا ان السجناء الفلسطينيين يمنعون من الاتصال بمحامين.
وضع عرفات
ومن جانب آخر أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس السبت لشبكة التلفزيون الأمريكية «سي ان ان» ان كل الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحاصرفي رام الله قد انقطعت.
وقال عريقات من اريحا انه فشل صباح أمس في الاتصال بعرفات المحتجز في مكتبه في رام الله منذ تسعة أيام أي منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة لإعادة احتلال مدن الضفة الغربية.
وكان مسؤولون في أجهزة أمنية فلسطينية أعلنوا قبلا ان الكهرباء قطعت عن مكاتب الرئيس الفلسطيني ليلة الجمعة السبت. وقد نقل الرئيس الفلسطيني هذا التطور «المقلق» في اتصال باللاسلكي أجراه مع رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية في غزة العميد أمين الهندي.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية أن مقر الرئاسة في مدينة رام الله «تعرض فجرا لاطلاق نار متقطع بالرشاشات الثقيلة من قبل دبابات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة بالقرب من مقر الرئاسة».
كما أوضحت ان «قوات الاحتلال تلقي قنابل على المقر».
باول لم يقرر بعد لقاء عرفات
وأعلن عريقات من جانب آخر ان المسؤولين الفلسطينيين سيرفضون مقابلة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في حال رفض الالتقاء بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال جولته المرتقبة إلى الشرق الأوسط.
وقال عريقات: إن «عدم التقاء باول الرئيس عرفات يعني انه لن يلتقي أي مسؤول فلسطيني لأن أي مسؤول فلسطيني لن يوافق على مقابلته».
وتابع «انه بذلك يحكم على جولته بالفشل قبل ان تبدأ».
وكان البيت الأبيض أعلن الجمعة ان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول «لم يقرر حتى الآن» لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال جولته في الشرق التي يبدأها غدا الاثنين ولكن باول نفسه لم يستبعد هذا الاحتمال.
البيت الأبيض يمتنع
عن انتقاد إسرائيل
هذا وقد امتنعت الولايات المتحدة عن توجيه انتقادات علنية لإسرائيل لكنها دعت إلى وقف «بدون تأخير» لهجمات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
ولم يشر البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية إلى المهلة الزمنية التي يعتزمان تحديدها لرئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ليسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي أعادت احتلالها.
وقال الرئيس جورج بوش خلال استقباله رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مزرعته في كروفورد ان الانسحاب لا يمكن ان يتم «بين ليلة وضحاها». وقال اري فلايشر المتحدث باسم الرئيس الأمريكي للصحافيين. ان «الرئيس أقر بانه في منطقة عرفت العنف منذ عقود لا تجري الحوادث المهمة بين ليلة وضحايا بالضرورة».
ولم يمنع الخطاب الذي ألقاه بوش الخميس الجيش الإسرائيلي من مواصلة عملياته في المدن الفلسطينية الست الكبرى التي أعاد احتلالها في الضفة الغربية وهي رام الله وطولكرم وقلقيلية وجنين وبيت لحم ونابلس حتى انه دخل فجر السبتيطة وقباطية.
بيريز : لا نهاية
وشيكة للهجوم
ومن جانبه أعلن شمعون بيريز وزير الخارجية الإسرائيلي ان العملية العسكرية الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية ستنتهي على الأرجح في غضون اسبوعين أو ثلاثة اسابيع.
وقال بيريز: «إن الرئيس الأمريكي جورج بوش لم يطلب في الخطاب الذي ألقاه يوم الاربعاء الماضى ان على إسرائيل ان تسحب قواتها حالا إذ إنه يتفهم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».. على حد زعمه. وأضاف في مقابلة مع صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية وبثتها راديو تل أبيب أمس انه شخصيا يعارض القرار الذى اتخذته الحكومة الإسرائيلية بعزل الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات.
ورأى ان لقاء عرفات مع المبعوث الأمريكى انتوني زيني يوم الجمعة في مدينة رام الله يعد كما يبدو مؤشرا لإنهاء هذا العزل.
وحول مهمة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أوضح بيريز ان باول لن يصل لإسرائيل قبل أواخر الاسبوع المقبل. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت أمس ان باول سيغادر واشنطن اليوم الأحد في جولة في الشرق الأوسط ولكنها لم توضح مراحل جولته.
|