Sunday 7th April,200210783العددالأحد 24 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تهديد مصالح أمريكا دفع بوش لتغيير سياسته في المنطقة تهديد مصالح أمريكا دفع بوش لتغيير سياسته في المنطقة
في 15 شهراً أعطى شارون وضعاً أفضل وألقى بأقصى درجات اللوم والضغوط على عرفات

*واشنطن(رويترز):
غير الرئيس الامريكي جورج بوش فجأة سياسته تجاه الشرق الاوسط أمام تزايد أدلة تشير إلى أن تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يهدد المصالح الامريكية.
لكن التغير لم يهدئ نقاشا داخل الادارة وبين الخبراء خارجها حول الطريقة التي ينبغي للولايات المتحدة ان تتدخل بها في الصراع وحول كيفية التعامل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
واتبع بوش خلال معظم الفترة التي مضت على توليه الادارة قبل 15 شهرا ما يرى منتقدوه أنه تدخل متحيز ومن بعيد أعطى وضعا أفضل بكثير لرئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون والقى باقصى درجات اللوم والضغوط على عرفات في توسيع دائرة التفجيرات والهجمات العسكرية الإسرائيلية.
وكلف بوش المنخرط الآن في الصراع بشكل أكثر مباشرة عن ذي قبل وزير خارجيته كولن باول بالتوجه إلى المنطقة واضفى قدرا من التشدد على تعامله مع اسرائيل حليفة واشنطن بأن دعاها إلى سحب قواتها العسكرية من الضفة الغربية ووقف بناء المستوطنات.
قال لي هاملتون عضو الكونجرس السابق الذي يرأس الآن مركز وودرو ولسون للابحاث «هذه خطوة مهمة.. خطوة ايجابية الرئيس تأخر كثيرا».
واضاف كين بولاك من مجلس العلاقات الخارجية «هذا تغير مهم للغاية في السياسة التي انتهجتها الادارة فيما مضى والقائمة على عدم التدخل إلى أن يصبح الطرفان مستعدين للتفاوض. انه اعتراف بأن الولايات المتحدة تحتاج أحياناً للتدخل واقناع الطرفين بالتفاوض بدلا من انتظار استعدادهما».
لكن دانييل بايبس الذي يدير منتدى الشرق الاوسط في فيلادلفيا رأى أن سياسة بوش الجديدة خاطئة لأنها تثير قدرا اكبر من الارتباك. وتوقع ألا تسفر مهمة باول الاسبوع القادم عن شيء.
وقال مسؤول بالادارة الامريكية أنه بات واضحا مع انفلات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى حلقة ثأرية من الهجمات العسكرية المضادة والمزيد من التفجيرات ان «اسهما أكثر معرضة للخطر وان هناك قدرا اكبر من الاخطار المتوقعة».
واضاف المسؤول قائلا أن الصراع «بدأ في خلق ظروف في دول اخرى في المنطقة وفي أنحاء العالم بما نعتقد أنه اصبح خطيرا إلى حد يتعين عنده على الولايات المتحدة أن تتدخل وتلعب دورا قياديا وان تتحرك».
وقال هاملتون الذي كان يتحدث من خلال محطة سي.ان.ان «ما يحدث هنا هو إن الولايات المتحدة ادركت أن مصالحنا في المنطقة مهددة».
وواجهت الولايات المتحدة على خلفية من الصور التلفزيونية لضحايا ينزفون انتقادا عاصفا من حلفائها الاوروبيين والعرب لتقاعسها عن ممارسة دورها القيادي التقليدي في محاولة انهاء العنف.
وكان رد فعل ما يجري سيئا على البورصة واقتصادات المنطقة. وارتفعت أسعار النفط وازدادت قوة المشاعر المعادية لإسرائيل في أوروبا . واثارت المظاهرات المعادية لإسرائيل ولأمريكا في العواصم العربية المخاوف من اضطراب أكبر وحرب اوسع نطاقا.
وسعى بوش وكبار المسؤولين الآخرين منذ توليهم السلطة إلى عدم تكرار تورط الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون المباشر والمتواصل والذي استهلك وقته كله احيانا في عملية صنع السلام في الشرق الاوسط.
وقال باول للصحفيين في ساعة متأخرة يوم الاربعاء أنه لن يتورط تورطا مباشرا قبل أن تدخل اسرائيل والفلسطينيون في محادثات سياسية جدية «وتتم السيطرة على العنف».
لكن صراع الشرق الاوسط همش الحرب الاوسع نطاقا ضد الارهاب مجبرا كبار المسؤولين الامريكيين على الاجتماع يوميا لساعات بسبب الصراع كما زاد تعقيدا خططا أمريكية معلنة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
كذلك يخشى بوش أن يضر استمرار المواجهات بفرص فوز حزبه الجمهوري في انتخابات الكونجرس المقرر أن تجرى بعد ثمانية اشهر.
وقال مسؤولون ومحللون أمريكيون أن النقاش حول الشرق الاوسط مستمر داخل الادارة رغم كلمة بوش الخميس.وحسبما يشير أحد المحللين فهناك مجموعة من المتشددين المؤيدين لإسرائيل داخل الادارة تريد اعطاء شارون ضوءا اخضر لالحاق هزيمة بعرفات ومجموعة في الوسط مؤيدة لإسرائيل لكنها تسلم بضرورة العمل مع العرب المعتدلين بينما تركز مجموعة ثالثة ايضا على قضايا غير الصراع العربي الإسرائيلي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved